الثلاثاء، 16 سبتمبر 2014

فضل ذكر الله عز وجل

باب فضل ذكر الله عز وجل:
 
942- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين بن الحسن المروزي قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك قال: أخبرنا جرير بن حازم، عن الجريري قال: مر صلة بن أشيم على الحي، وهم جلوس في مسجدهم، فقال: ألا تخبروني عن سفر لنا خرجوا يؤمون أرضا، فجعلوا ينامون الليل، ويجورون النهار، متى تراهم يبلغون الأرض التي يؤمون؟ قيل: لا، متى؟ فضرب دابته، فجعل القوم يقولون: أتدرون ما قال لكم أبو الصهباء؟ والله ما ضرب هذا المثل إلا لكم.
943- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا وهيب قال: جاء رجل إلى وهب بن منبه فقال: إن الناس قد وقعوا فيما وقعوا فيه، فحدثت نفسي أن لا أخالطهم، فقال: لا تفعل، لا بد للناس منك، ولا بد لك منهم، فلهم إليك حوائج، ولك إليهم حوائج، ولكن كن فيهم أصم سمعا، وأعمى بصرا، سكوتا نطوقا.
944- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال: حدثنا إسماعيل بن عبيد الله، عن كريمة بنت الحسحاس المزنية أنها حدثته قالت: حدثنا أبو هريرة، ونحن في بيت هذه- تعني أم الدرداء- أنه سمع رسول الله صلى عليه وسلم يأثر عن ربه أنه قال: «أنا مع عبدي ما ذكرني، وتحركت بي شفتاه».
945- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا صفوان بن عمرو قال: حدثني شريح بن عبيد، وعبد الرحمن بن جبير بن نفير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوما: «إن ربكم يقول: إن عبدي كل عبدي الذي يذكرني، وإن كان مكافئا قرنه».
946- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا مبارك بن فضالة، سمعت الحسن يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن لله عبادا إذا رؤوا ذكر الله تعالى».
947- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا موسى بن عبيدة، عن أبي عمران أن رجلا أعتق مائة رقبة في ماله، فذكر ذلك بعض جلساء ابن مسعود له، فدعا له بخير، وقال: ألا أخبركم بأفضل من ذلك؟ إيمان ملزوم بالليل والنهار، وأن لا يزال لسان أحدكم رطبا من ذكر الله.
948- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا موسى بن عبيدة، عن عبد الله بن أبي سليمان، عن أبي بحرية، عن معاذ بن جبل قال: ما عمل عبد من عمل أنجى له غدا من ذكر الله تعالى.
949- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا محمد بن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبي إسحاق مولى عبد الله بن الحارث، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما جلس قوم مجلسا لم يذكروا الله فيه، إلا كان عليهم ترة، وما مشى أحد ممشى لم يذكر اسم الله عز وجل إلا كان عليه ترة».
950- أخبرنا الشيخ الثقة العالم الجليل الزاهد أبو علي الحسين بن محمد بن الحسين بن إبراهيم الدلفي المقدسي غفر الله له، قرأ الشيخ أبو محمد ظاهر النيسابوري، على الشيخ الثقة أبي محمد الحسن بن علي بن محمد بن الحسن الجوهري ببغداد بباب المراتب حرسها الله يوم الإثنين سادس جمادى الآخرة سنة أربع وخمسين وأربعمائة وأنا حاضر أسمع، وأقر به، قال له: أخبركم أبو عمر محمد بن العباس بن محمد بن زكريا بن حيويه الخزاز قراءة عليه في شهر ربيع الأول سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة وأنت حاضر تسمع، قال: حدثنا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد قراءة علينا من لفظه عند منزله في شهر ذي القعدة من سنة تسع وثلاثمائة قال: حدثنا الحسين بن الحسن المروزي قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك قال: أخبرنا سفيان، عن صالح بن نبهان مولى التوأمة أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما جلس قوم مجلسا لم يذكروا الله فيه، ويصلوا على النبي صلى الله عليه وسلم، إلا كان عليهم ترة يوم القيامة، إن شاء عفا عنهم، وإن شاء أخذهم».
951- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا رشدين بن سعد، عن عبد الرحمن بن زياد، عن أبي علقمة، عن أبي هريرة قال: «إن أهل السماء ليتراءون بيوت أهل الأرض ما كان يذكر فيهم اسم الله، كما تتراءون النجوم في السماء، بقدر ما يذكر الرجل فيه، فكذلك يرونه».
952- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد العزيز بن عبد الصمد العمي قال: حدثنا مالك بن دينار، عن الحسن أن عمر بن الخطاب كان في إزاره اثنتا عشرة رقعة، بعضها من أدم.
953- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا هيثم بن جميل قال: حدثنا مخلد بن حسين، عن هشام بن حسان أن العلاء بن زياد كان قوت على نفسه رغيفا كل يوم، وكان يصوم حتى يخضر، ويصلي حتى يسقط، فدخل عليه أنس بن مالك، والحسن بن أبي الحسن فقالا: إن الله لم يأمرك بكل هذا، قال: إنما أنا عبد مملوك، ولا أدع من الاستكانة شيئا إلا جئته.
954- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم قال: حدثنا يونس، عن الحسن قال: اشتكى سلمان، فدخل عليه سعد؛ يعوده، فبكى سلمان، فقال: ما يبكيك يا أبا عبد الله؟ قال: والله ما أبكي حبا للرجعة إليكم، ولا حرصا على الدنيا، قالوا: فمه؟ قال: إن رسول الله عهد إلينا عهدا، فلم أنته إليه أنا، ولا أنتم، قالوا: وما هو؟ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليكن بلاغكم من الدنيا كزاد الراكب»، فلم أنته إليه أنا ولا أنتم، أما أنت أيها الأمير فاذكر الله عند همك، إذا هممت، واذكر الله عند لسانك إذا حكمت، واذكر الله عند يدك إذا قسمت، قوموا عني.
955- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا محمد بن أبي عدي قال: حدثنا حميد الطويل، عن مورق العجلي، عن بعض أصحابه ممن أدرك سلمان، قال: دخلنا على سلمان في وجعه الذي مات فيه، فبكى، فقلنا: ما يبكيك يا أبا عبد الله؟ قال: والله ما أبكي صبابة إليكم، ولا ضنا بصحبتكم، ولكن أبكي لعهد عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم نأخذ به، قال: «ليكن بلاغكم من الدنيا كزاد الراكب»، فلم نرض بذلك حتى جمعنا ما ترون، قال: فقلبنا أبصارنا في البيت، فلم نر إلا إكافا وقرطاطا، والقرطاط: البرذعة التي يكون تحت الإكاف.
956- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا محمد بن أبي عدي قال: حدثنا محمد بن أبي حميد قال: حدثنا حفص بن عبيد الله بن أنس بن مالك، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن من الناس مفاتيح للخير، مغاليق للشر، وإن من الناس مفاتيح للشر، مغاليق للخير، فطوبى لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه، وويل لمن جعل الله مفاتيح الشر على يديه».
957- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا محمد بن أبي عدي قال: حدثنا محمد بن أبي حميد، عن محمد بن المنكدر، عن عروة، عن عائشة قالت: كان يأتي علينا أربعون ليلة وما يوقد في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بمصباح، ولا غيره، قال: قلنا: أي أمه، فبم كنتم تعيشون؟ قالت: بالأسودين: التمر والماء.
958- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا محمد بن أبي عدي قال: حدثنا حميد الطويل، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا أراد الله بعبد خيرا استعمله»، قالوا: يا رسول الله، وكيف يستعمله؟ قال: «يوفقه لعمل صالح قبل موته».
959- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا محمد بن أبي عدي قال: حدثنا حميد الطويل، عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه»، قالوا: يا رسول الله، كلنا نكره الموت، قال: «ليس بكراهية الموت، لكن المؤمن إذا حضر موته جاءه البشير من الله بما يرجع إليه، فليس شيء أحب إليه من لقاء الله، فأحب عند ذلك لقاءه، وإن الفاجر - أو قال: الكافر- إذا حضر جاءه ما هو صائر إليه من الشر، وما يلقى من الشر؛ فكره لقاء الله، وكره الله لقاءه».
960- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا محمد بن عبيد الطنافسي قال: حدثنا الأعمش، عن خيثمة، عن أبي عطية قال: دخلت أنا ومسروق على عائشة، فقال مسروق: قال عبد الله بن مسعود: من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه، فقالت عائشة: يرحم الله أبا عبد الرحمن، حدث بأول الحديث ولم تسألوه عن آخره: «إن الله إذا أراد بعبد خيرا، قيض له قبل موته بعام ملكا فسدده، ووفقه، حتى يقول الناس: مات فلان خير ما كان، وإذا حضر ورأى ثوابه من الجنة تهوع بنفسه- أو قال: تهوعت نفسه- فذاك حين أحب لقاء الله وأحب الله لقاءه، فإذا أراد الله بعبد شرا قيض له قبل موته بعام شيطانا فافتتنه، حتى يقول الناس: مات فلان شر ما كان، فإذا حضر ورأى ما ينزل عليه من العذاب تبلغ نفسه، فذاك حين كره لقاء الله وكره الله لقاءه».
961- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا محمد بن أبي عدي قال: حدثنا حميد الطويل، عن ثابت، عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم عاد رجلا من المسلمين قد خفت، وصار مثل الفرخ، فقال رسول صلى الله عليه وسلم: «هل كنت تدعو الله بشيء؟» قال: نعم، كنت أقول: اللهم ما كنت معاقبي في الآخرة فعجله لي في الدنيا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سبحان الله، لا تطيقه - أو لا تستطيعه- فهلا قلت: {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار}»، فدعا الله فشفاه.
962- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا محمد بن أبي عدي، وعبد الرحمن بن مهدي، قالا: حدثنا شعبة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن سعيد بن جبير قال: قال مسروق: ما آسى من الدنيا على شيء إلا على السجود لله عز وجل.
963- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا محمد بن أبي عدي، وعبد الرحمن بن مهدي، قالا: أخبرنا شعبة، عن أبي إسحاق قال: حج مسروق فما نام إلا ساجدا.
964- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الرحمن بن مهدي قال: حدثنا سفيان، وشعبة، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله قال: مع كل فرحة ترحة.
965- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الرحمن بن مهدي قال: حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن غيلان، عن يعلى بن الوليد قال: لقيت أبا الدرداء، فقلت: ما تحب لمن تحب؟ قال: الموت، قلت: فإن لم يمت، قال: يقل الله ماله وولده.
966- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: سمعت سفيان الثوري يقول: لو كانت نفسي بيدي لأرسلتها.
967- قال عبد الرحمن: وسمعته يعني سفيان يقول: ما على وجه الأرض نفس تخرج أحب إلي من نفسي.
968- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا محمد بن أبي عدي قال: حدثنا شعبة، عن الحكم، عن إبراهيم، عن الأسود قال: سألت عائشة، ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل في بيته؟ فقالت: كان يكون في مهنة أهله، فإذا حضرت الصلاة خرج فصلى.
969- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء الخفاف قال: حدثنا هشام، عن قتادة، عن الحسن، عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن المعروف والمنكر لخليقتان، تنصبان للناس يوم القيامة، فأما المعروف: فيبشر أهله، وأما المنكر، فيقول: إليكم وإليكم، ولا يستطيعون له إلا لزوما».
970- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا الفضل بن موسى، ومحمد بن عبيد، قالا: حدثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد، اعتزل الشيطان يبكي، وقال: ويل له، ويل له، أمر هذا بالسجود، فأطاع، فله الجنة، وأمرت بالسجود، فعصيت، فلي النار».
971- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا محمد بن عبيد قال: حدثنا الأعمش، عن شقيق البلخي قال: كنت في جيش، فمررنا بأجمة مخيفة، فإذا رجل فيها نائم، وفرسه يدور حوله، فأيقظناه، وقلنا له: أما تخاف في هذه الأجمة؟ قال: إني أستحي من ربي عز وجل أن يعلم أني أخاف شيئا دونه.
972- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الوهاب الثقفي قال: أخبرنا جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بجدي ميت، فقال: «أيكم يسره أن هذا له بدرهم؟» قالوا: يا رسول الله، ما منا أحد يحب ذلك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فوالله للدنيا أهون على الله من هذا عليكم».
973- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الوهاب الثقفي قال: أخبرنا جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي بن حسين قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: لو اتخذنا لك شيئا ترتفع عليه، تكلم منه الناس، فقال: «لا أزال بينكم تطئون عقبي حتى يكون الله يرفعني»، ثم قال: «لا ترفعوني فوق حقي، فإن الله تعالى اتخذني عبدا قبل أن يتخذني رسولا».
974- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم قال: حدثنا يونس، عن الحسن قال: إن المؤمن جمع إحسانا وشفقة، وإن المنافق جمع إساءة وأمنا، وتلا هذه الآية: {إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون والذين هم بآيات ربهم يؤمنون} وقال المنافق: {إنما أوتيته على علم عندي}.
975- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم قال: حدثني يونس، عن الحسن قال: قال أبو الصهباء صلة بن أشيم: طلبت الدنيا مظان حلالها، فجعلت لا أصيب منها إلا قوتا، أما أنا فلا أعيل فيها، وأما هي فلا تجاوزني، فلما رأيت ذلك، قلت: أي نفس، جعل رزقك كفافا، فاربعي، فربعت، ولم تكد.
976- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا يزيد بن زريع، وإسماعيل بن إبراهيم، قالا: حدثنا بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم حين أتيته، فقلت: والله ما أتيتك حتى حلفت أكثر من عدد أولئك- يعني الأصابع-، ألا آتيك، ولا آتي دينك، فجمع بهز بين كتفيه، وقد جئت امرأ لا أعقل شيئا إلا ما علمني الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، وإني أسألك بوجه الله بما بعثك ربك إلينا؟ قال: «بالإسلام»، قلت: وما آيات الإسلام؟ قال: «تقول: أسلمت وجهي لله، وتخليت، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وكل مسلم على مسلم محرم، أخوان نصيران، لا يقبل الله من مسلم أشرك بعدما يسلم عملا، وتفارق المشركين إلى المسلمين، ما لي أمسك بحجزكم عن النار، ألا وإن ربي تبارك وتعالى داعي وسائلي، هل بلغت عبادي؟ وإني قائل: رب قد بلغتهم، فليبلغ الشاهد الغائب، ثم إنكم مدعوون مفدمة أفواهكم بالفدام، ثم إن أول ما يبين عن أحدكم لفخذه وكفه»، قال: قلت: يا رسول الله، هذا ديننا؟ قال: «هذا دينكم، وأينما تحسن يكفك».
977- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم قال: حدثنا أيوب، عن أبي قلابة قال: قال أبو الدرداء: من فقه الرجل ممشاه، ومدخله، ومجلسه.
978- ثم قال أبو الدرداء: قاتل الله الشاعر حين يقول: عن المرء لا تسأل وأبصر قرينه.
979- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم قال: حدثنا يونس، عن الحسن قال: إن المؤمن لا يصبح إلا حزينا، ولا يمسي إلا حزينا، قال: وكان الحسن قلما تلقاه إلا وكأنه رجل قد أصيب بمصيبة حديثا.
980- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم قال: حدثنا يونس، عن الحسن قال: قال نبي الله صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده، لا يدخل الجنة إلا رحيم»، قالوا: كلنا رحماء، قال: «ليس برحمة أحدكم خويصته حتى يرحم الناس»، قال إسماعيل: قال يونس بيده كأنه يريد العامة.
981- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا إسماعيل قال: حدثنا يونس قال: قال لقمان: يا بني، قد حملت الجندل والحديد، وكل حمل ثقيل، ولم أحمل شيئا هو أثقل من جار السوء.
982- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: حدثنا معتمر بن سليمان قال: سمعت إسماعيل بن أبي خالد يحدث عن قيس بن أبي حازم قال: سمعت المستورد أخا بني فهر يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم- وأشار بأصبعه-: «والله، ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم أصبعه السباحة- أو السبابة- في اليم، فلينظر بما يرجع».
983- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا المعتمر قال: سمعت إسماعيل بن أبي خالد يحدث عن قيس بن أبي حازم قال: سمعت عبد الله بن مسعود يقول: والله، إن الرجل ليتكلم بكلمة في الرفاهية يضحك بها جلساءه:، فترديه أبعد ما بين السماء والأرض.
984- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا المعتمر بن سليمان قال: سمعت إسماعيل بن أبي خالد يحدث عن قيس بن أبي حازم قال: سمعت عبد الله بن مسعود يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله حكمة فهو يقضي بها، ويعلمها».
985- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا أبو معاوية الضرير، عن إسماعيل بن مسلم، عن الحسن قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يركب الحمار، ويلبس الصوف، ويلعق أصابعه، ويأكل على الأرض، ويقول: «إنما أنا عبد آكل كما يأكل العبد».
986- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن خيثمة قال: كانوا يقولون: إن الشيطان يقول: كيف يغلبني ابن آدم؟ إذا رضي كنت في قلبه، وإذا غضب طرت حتى أكون في رأسه.
987- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا أبو معاوية قال: حدثنا الأعمش، عن مجاهد قال: قال عمر بن الخطاب: وجدنا خير عيشنا بالصبر.
988- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا أبو معاوية قال: حدثنا هشام، عن أبيه قال: قال عمر: تعلمن أن الطمع فقر حاضر، وأن اليأس غنى حاضر، ومن أيس عن شيء استغنى عنه.
989- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد، عن أبي كبشة الأنماري قال: «ضرب لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل الدنيا مثل أربعة: رجل آتاه الله علما، وآتاه مالا، فهو يعمل بعلمه في ماله، ورجل آتاه الله علما، ولم يؤته مالا فهو يقول: لو أن الله آتاني مثل ما أوتي فلان؛ لفعلت مثل ما يفعل فلان، فهما في الأجر سواء، ورجل آتاه الله مالا، ولم يؤته علما، فهو يمنعه من حقه، وينفقه في الباطل، ورجل لم يؤته الله علما، ولم يؤته مالا فهو يقول: لو أن الله آتاني مثل ما أوتي فلان، لفعلت فيه مثل ما يفعل فلان، فهما في الوزر سواء».
990- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا أبو معاوية، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: كان ضجاع النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان ينام عليه بالليل وسادة من أدم حشوها ليف.
991- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا أبو معاوية، عن مجالد، عن الشعبي قال: كان فراش علي ليلة بنى بفاطمة رضوان الله عليهما جلد كبش.
992- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الرحمن بن مهدي قال: حدثنا سفيان، عن جعفر بن برقان، عن رجل، عن ابن عمر أنه أتاه ابن له، فقال: اكسني إزارا، فقال: انكس إزارك، ولا تكونن من الذين يجعلون ما رزقهم الله في بطونهم وعلى ظهورهم.
993- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الرحمن قال: حدثنا سفيان، عن ابن بكير، عن عكرمة، عن ابن عباس أنه أتاه رجل به جذام، قال: فدفعته، فقال: ما يدريك لعله خير منك.
994- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الرحمن قال: حدثنا سفيان، عن زبيد، قال عبد الله: الفرح والروح في اليقين والرضى، والغم والحزن في الشك والسخط.
995- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن أبي عدي قال: حدثنا جعفر بن ميمون صاحب الأنماط، عن أبي معشر، عن إبراهيم قال: قال عبد الله بن مسعود: وددت أن حسناتي فضلت سيئاتي مثقال ذرة، ولو وقفت بين الجنة والنار لا أدري إلى أيتهما أصير، ثم قيل لي تمنه لتمنيت أن أكون ترابا.
996- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا الفضل بن موسى قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن الحسن قال: سمعته يقول: عاش الناس برهة من دهرهم، وإن الرجل ليعظم غيبة- أو قال: عيبة أخيه، شك ابن صاعد- ودرهمه وسوطه أن يجده ملقى في الطريق حتى يردها عليه، فبينما هم كذلك إذ طعن الشيطان طعنة فنفرت القلوب، فصارت وحشا، فإذا هو يستحل دمه وماله، وهو بالأمس يحرم غيبته- أو قال: عيبته- وديناره، ودرهمه.
997- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا الفضل بن موسى قال: حدثنا عثمان بن الأسود، عن ابن أبي مليكة قال: جلست مع عبد الله بن عمرو بن العاص في الحجر، فذكر حديثا، ثم قال: ابكوا، فإن لم تجدوا بكاء فتباكوا، والذي نفسي بيده، لو أنكم تعلمون العلم لصرخ أحدكم حتى ينقطع صوته، وصلى حتى ينكسر صلبه.
998- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا الفضل بن موسى قال: حدثنا حزم بن مهران قال: سمعت الحسن يقول: ذكر لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ليس الغنى عن كثرة المال لكن الغنى غنى القلب».
999- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا الفضل بن موسى قال: أخبرنا حزم بن مهران قال: سمعت الحسن، ذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يجاء بابن آدم يوم القيامة كأنه بذج، ويوقف بين يدي ربه تبارك وتعالى، فيقول: ألم أعطك؟ ألم أخولك؟ ألم أرزقك؟ فيقول: بلى يا ربي، قد جمعته، وثمرته، فدعني أرجع آتك به، فيقول: ماذا قدمت منه؟ فلا يجد شيئا قدمه، فيسأل الرجعة، فلا يرجع».
1000- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا محمد بن عبيد قال: أخبرنا عبيد الله بن عمر، عن عمر بن عبد الرحمن بن دلاف المزني، عن أبيه، عن بلال بن الحارث، وكانت له صحبة، أنه سمع عمر بن الخطاب يقول: لا يغرنكم صلاة امرئ، ولا صيامه، ولكن انظروا من إذا حدث صدق، وإذا ائتمن أدى، وإذا أشفى ورع.
1001- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: حدثنا معتمر، قال: حدثنا حميد الطويل، عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم، «لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به، ولكن ليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي».
1002- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا بشر بن السري قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أبي الصهباء، عن سعيد بن جبير، عن أبي سعيد الخدري- قال حماد: ولا أعلمه إلا رفعه- قال: إذا أصبح ابن آدم كفرت جوارحه للسانه، فقالت: اتق الله فينا، فإنك إذا استقمت استقمنا، وإن اعوججت اعوججنا.
1003- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا محمد بن كثير المصيصي، عن الأوزاعي، عن حسان بن عطية قال: بينما رجل يسير على دابته فعثر به الحمار، فقال: تعست، فقال صاحب اليمين: ما هي بحسنة فأكتبها، وقال صاحب الشمال: ما هي بسيئة، فأوحي إلى صاحب الشمال: أن ما ترك صاحب اليمين فاكتبه.
1004- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا أبو معاوية قال: أخبرنا حجاج، عن مكحول، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أخلص لله العبادة أربعين يوما، ظهرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه».
1005- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا سفيان بن عيينة، عن المسعودي، عن جعفر بن عمرو بن حريث، عن أبيه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعبد الله بن مسعود: «اقرأ»، قال: يا رسول الله، أقرأ وعليك أنزل؟ قال: «إني أحب أن أسمعه من غيري»، فقرأ سورة النساء، حتى إذا بلغ {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا} استعبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال: «شهيدا عليهم ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد».
1006- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا هشيم، عن حصين، عن عبد الله بن عروة بن الزبير، عن جدته أسماء بنت أبي بكر قال: قلت لها: كيف كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعلون إذا قرئ عليهم القرآن؟ قالت: كانوا كما نعتهم الله، تدمع أعينهم، وتقشعر جلودهم، قال: فإن ناسا إذا قرئ عليهم القرآن خر أحدهم مغشيا عليه، قالت: أعوذ بالله من الشيطان.
1007- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا هشيم قال: أخبرنا يونس، عن عبيدة الهجيمي- قال ابن صاعد: والناس يقولون: عبد ربه الهجيمي- عن سليم بن جابر أو جابر بن سليم قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو جالس مع أصحابه، فقلت: أيكم النبي؟ فإما أن يكون أومأ إلى نفسه، وإما أشار إليه القوم، فإذا هو محتب ببردة قد وقع هدبها على قدميه، فقلت: يا رسول الله، إني سائلك عن أشياء، فعلمني، قال: «اتق الله، ولا تحقرن من المعروف شيئا، ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستسقي، وإياك والمخيلة، فإن الله لا يحب المخيلة، وإن امرؤ شتم فعيرك بأمر يعلمه فيك، فلا تعيره بأمر تعلمه فيه، فيكون لك أجره، وعليه إثمه، ولا تسبن أحدا».
1008- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن أنس بن مالك قال: سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم عن الساعة، فقال: «ما أعددت لها؟» فكأنه لم يذكر كثيرا إلا أنه قال: إني أحب الله ورسوله، قال: «فإنك مع من تحب».
1009- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا معتمر بن سليمان قال: أنبأنا حميد الطويل، عن أنس بن مالك قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، متى قيام الساعة؟ فقام رسول الله إلى الصلاة، فلما قضى الصلاة، قال: «أين السائل عن الساعة؟» فقال الرجل: أنا يا رسول الله، قال: «ما أعددت لها؟» قال: ما أعددت لها كبير صلاة، ولا صيام- أو قال: ما أعددت لها كبير عمل- إلا أني أحب الله ورسوله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «المرء مع من أحب»، أو قال: «أنت مع من أحببت» قال أنس: «فما رأيت المسلمين فرحوا بشيء بعد الإسلام فرحهم بها».
1010- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا المعتمر بن سليمان، عن أبيه، عن أبي عثمان النهدي، عن سلمان قال: لله مائة رحمة: واحدة يرحم بها خلقه في الدنيا، وتسع وتسعون ليوم القيامة.
1011- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا المبارك بن فضالة، عن الحسن قال: حدثني أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخطب يوم الجمعة، ويسند ظهره إلى خشبة، فلما كثر الناس قال: «ابنوا لي منبرا»، فبنوا له منبرا، إنما كان عتبتين، فتحول من الخشبة إلى المنبر، فحنت والله الخشبة حنين الواله، فقال أنس: أنا والله في المسجد أسمع ذلك، والله ما زالت تحن حتى نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم من المنبر، ومشى إليها فاحتضنها، فسكنت فبكى الحسن، وقال: يا معشر المسلمين، الخشب تحن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم شوقا إليه، أفليس الرجال الذين يرجون لقاءه أحق أن يشتاقوا إليه؟.
1012- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك قال: أخبرنا سعيد، أخو حماد بن زيد، عن عمرو بن مالك، عن أبي الجوزاء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أكثروا ذكر الله عز وجل، حتى يظن المنافقون أنكم مراءون».
1013- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا معمر، عمن سمع عطاء يقول: إن الصاعقة لا تصيب لله ذاكرا.
1014- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا داود بن قيس، عن زيد بن أسلم قال: خرج عمر بن الخطاب، ليلة يحرس فرأى مصباحا في بيت، فدنا منه، فإذا عجوز تطرق شعرا لها لتغزله، أي تنفشه بقدح لها، وهي تقول: على محمد صلاة الأبرار صلى عليك المصطفون الأخيار قد كنت قواما بكي الأسحار يا ليت شعري والمنايا أطوار هل تجمعني وحبيبي الدار تعني النبي صلى الله عليه وسلم، فجلس عمر يبكي، فما زال يبكي حتى قرع الباب عليها، فقالت: من هذا:؟ قال: عمر بن الخطاب، قالت: ما لي ولعمر؟ وما يأتي بعمر هذه الساعة؟ قال: افتحي رحمك الله، ولا بأس عليك، ففتحت له: فدخل، فقال: ردي علي الكلمات التي قلت آنفا، فردته عليه، فلما بلغت آخره، قال: أسألك أن تدخليني معكما، قالت: وعمر، فاغفر له يا غفار، فرضي عمر ورجع.
1015- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا جرير بن حازم قال: سمعت الحسن، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بحسب المؤمن من البخل إذا ذكرت عنده، فلم يصل علي» صلوات الله عليه وسلم تسليما.
1016- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا شعبة، عن عاصم بن عبيد الله، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن أبيه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من صلى علي صلاة، صلت عليه الملائكة ما صلى علي، فليقل عبد من ذلك أو ليكثر».
1017- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن سليمان، مولى الحسين بن علي، عن عبد الله بن أبي طلحة، عن أبيه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء ذات يوم والبشر يرى في وجهه، فقال: «إنه جاءني جبرئيل، فقال: أما يرضيك يا محمد، أن لا يصلي عليك أحد من أمتك إلا صليت عليه عشرا، ولا يسلم عليك أحد من أمتك إلا سلمت عليه عشرا».
1018- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا سفيان، عن عبد الله بن السائب، عن زاذان، عن عبد الله بن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن لله تعالى ملائكة سياحين في الأرض، يبلغوني من أمتي السلام».
1019- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا حماد بن سلمة، عن حماد الكوفي قال: إن العبد إذا صلى على النبي صلى الله عليه وسلم، عرض عليه باسمه.
1020- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا معمر، عن يحيى بن المختار، عن الحسن، أنه إذا قرأ {إذا جاء نصر الله} قال: احتث نبي الله صلى الله عليه وسلم، وقورب له، فقارب من الله تعالى ما قورب له، فالحمد لله الذي أقر عينه، وأسرع به إلى كرامته، وحيث وعد بحظه.
1021- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: أخبرنا عبد الوهاب الثقفي قال: حدثنا أيوب، عن أبي قلابة، أن ناسا ذكروا أشياء من أمر العبادة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إنما هلك من كان قبلكم بالتشديد، شددوا على أنفسهم فشدد عليهم، هؤلاء بقاياهم، يعني في الديارات والصوامع، اعبدوا الله، ولا تشركوا به شيئا، وأقيموا الصلاة، وآتوا الزكاة، وحجوا البيت، واعتمروا، واستقيموا يستقم بكم».
1022- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: أخبرنا محمد بن كثير المصيصي، عن الأوزاعي، عن حسان بن عطية قال: قال الله: لا ينجو مني عبدي إلا بأداء ما افترضت عليه، وما يبرح عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، وما تقرب إلي بشيء أفضل من النصيحة، فإذا فعل ذلك كنت قلبه الذي يعقل به، ولسانه الذي ينطق به، وبصره الذي يبصر به، أجبته إذا دعاني، وأعطيته إذا سألني، وأغفر له إذا استغفرني.
1023- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: أخبرنا أبو معاوية الضرير قال: حدثنا الأعمش، عن خيثمة قال: قال عبد الله بن مسعود: والذي لا إله غيره، ما أعطي عبد مؤمن بعد إيمان بالله أحسن من حسن ظنه بالله سبحانه وتعالى، والذي لا إله غيره، لا يحسن عبد ظنه بالله إلا أعطاه الله إياه، وذلك لأن الخير بيده.
1024- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: أخبرنا أبو معاوية قال: حدثنا الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر بن عبد الله قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول قبل موته بثلاث: «ألا لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن بالله الظن».
1025- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: أخبرنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن المعرور بن سويد، عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يقول الله: من عمل حسنة فله عشر أمثالها، ومن عمل سيئة فجزاء مثلها، أو أغفر، ومن عمل قراب الأرض خطيئة ثم لقيني لا يشرك بي شيئا، جعلت له مثلها مغفرة، ومن اقترب إلي شبرا، اقتربت إليه ذراعا، ومن اقترب إلي ذراعا، اقتربت إليه باعا، ومن أتاني يمشي، أتيته هرولة».
1026- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: أخبرنا محمد بن أبي عدي قال: أخبرنا سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي، عن سلمان قال: لله عز وجل مائة رحمة، كل رحمة ما بين السماء والأرض، فقسم رحمة منها يتراحم بها الخلائق، وأخر تسعا وتسعين رحمة إلى يوم القيامة، والله تعالى قابض تلك الرحمة، فمكملها لأوليائه مائة رحمة أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: حدثنا محمد بن أبي عدي قال: حدثنا داود بن أبي هند، عن أبي عثمان، عن سلمان، نحوه. قال: ابن صاعد: وقد رفع هذا الحديث أبو معاوية الضرير، عن داود بن أبي هند. أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثناه إبراهيم بن سعيد الجوهري قال: حدثنا أبو معاوية الضرير، عن داود بن أبي هند، عن أبي عثمان، عن سلمان، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه.
1027- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: أخبرنا الحجاج بن أبي منيع الرصافي، عن جده، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «جعل الله الرحمة مائة جزء، فأمسك عنده تسعا وتسعين، وأنزل في الأرض جزءا واحدا، فبها يتراحم الخلق، حتى إن الفرس لترفع حافرها عن ولدها خشية أن يصيبه».
1028- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: أخبرنا الفضل بن موسى، ومحمد بن عبيد، قالا: حدثنا الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد، عن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «استقيموا ولن تحصوا، واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة، ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن».
1029- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: أخبرنا سعيد بن سليمان قال: أخبرنا عقبة بن أبي الصهباء قال: كان الحسن يفتتح مجلسه وحديثه بأن يقول: الحمد لله بالإسلام، والحمد لله بالقرآن، والحمد لله بمحمد صلى الله عليه وسلم، والحمد لله بالأهل والمال، والحمد لله بالمعافاة.
1030- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: أخبرنا سفيان بن عيينة، عن أبي سنان، سمع يعقوب بن غضبان العجلي يقول: أتى رجل ابن مسعود، وقد ألم بذنب، فسأله فأعرض عنه، فلحظه عبد الله- أو التفتت إليه- فإذا عيناه تذرفان، وقال: هذا أوان همك ما جئت له، إن للجنة سبعة أبواب، كلها تفتح وتغلق إلى يوم القيامة إلا باب التوبة، فإن به ملكا موكلا فاعمل، ولا تيئس.
1031- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: أخبرنا مؤمل قال: حدثنا سفيان، عن أبي سنان، عن يعقوب بن غضبان، عن عبد الله بمثله غير أنه قال: للجنة سبعة أبواب، كلها تغلق وتفتح، غير باب التوبة، فإنه لا يغلق.
1032- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: أخبرنا سفيان بن عيينة، عن عبد الكريم الجزري، عن زياد بن أبي مريم، عن عبد الله بن معقل قال: دخلت مع أبي على عبد الله بن مسعود، فقال له أبي: أسمعت رسول الله يقول: «الندم توبة»؟ قال: نعم.
1033- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: حدثنا عبد الوهاب الثقفي قال: حدثنا أيوب، عن أبي قلابة قال: إن الله لما لعن إبليس سأله النظرة، فأنظره إلى يوم الدين، قال: وعزتك لا أخرج من قلب ابن آدم ما دام فيه الروح، قال الله: وعزتي لا أحجب عنه التوبة ما دام الروح في الجسد.
1034- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: حدثنا يزيد بن زريع قال: حدثنا سليمان التيمي، عن أبي عثمان قال: احتجب عبد الله بن عمرو، فأرسلنا إليه امرأة، فقالت: ما الذنب الذي لا يغفره الله عز وجل، قال: ما من ذنب- أو قال: ما من عمل- يعمله الناس بين السماء والأرض يتوب العبد إلى الله منه قبل أن يموت، إلا تاب الله عز وجل عليه.
1035- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: أخبرنا سفيان بن عيينة، عن عمار الدهني، عن بعض أشياخه، أن مسعر بن فدكي أتى عليا قال: فما نزلت في القرآن شديدة إلا سأله عنها، هل لصاحبها توبة؟ فيقول: نعم:، حتى قال: ولو أتاني مسعر بن فدكي، لأمنته، قال: قلت: فأنا مسعر بن فدكي.
1036- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: أخبرنا هشيم قال: حدثنا أبو سعد وهو البقال، مولى الأنصار، عن عبد الله بن معقل، عن ابن مسعود قال: من أذنب ذنبا فندم فهي توبته.
1037- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم قال: حدثنا يونس، عن الحسن، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو عملتم بالخطايا حتى تبلغ السماء، ثم تبتم، تاب الله عليكم».
1038- قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو لم تذنبوا لجاء الله بقوم يذنبون فيغفر لهم».
1039- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: أخبرنا أسباط بن محمد قال: حدثنا العلاء بن المسيب، عن عمرو بن مرة، عن مجاهد قال: أوحى الله عز وجل إلى داود، اتق الله يا داود، ولا يأخذك الله على ذنب لا ينظر إليك فيه أبدا، فتلقاه حين تلقاه ولا حجة لك.
1040- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: حدثنا سعيد بن سليمان قال: حدثنا عباد بن العوام، عن التيمي، عن أنس بن مالك قال: قالت بنو إسرائيل لموسى عليه السلام: هل يصلي ربك؟ فقال موسى: اتقوا الله يا بني إسرائيل فقال الله لموسى: ماذا قال لك قومك؟ قال: يا ربي ما قد علمت، قالوا: هل يصلي ربك؟ قال: فأخبرهم أن صلاتي على عبادي أن تسبق رحمتي غضبي، لولا ذلك لأهلكتهم.
1041- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: أخبرنا الهيثم بن جميل قال: حدثنا عبد الغفور، عن همام، عن كعب قال: رأى إبراهيم قوما يأتون النمرود الجبار فيصيبون منه طعاما، فانطلق معهم، فكلما مر به رجل، قال له: من ربك؟ قال: أنت ربي وسجد له، وأعطاه حاجته، حتى مر به إبراهيم صلى الله عليه وسلم، فقال: من ربك؟ قال: ربي الذي يحيي ويميت، قال: فأنا أحيي وأميت، قال {فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر}، فخرج ولم يعطه شيئا، فعمد إبراهيم إلى تراب، فملأ به وعاءه ودخل منزله، وأمر أهله أن لا يحلوه، فوضع رأسه فنام، فحلت امرأته الوعاء، فإذا أجود دقيق رأت، فخبزته، فقربته إليه، فقال لها: من أين هذا؟ قالت: سرقته من الوعاء، قال: فضحك، ثم حمد الله وأثنى عليه.
1042- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: أخبرنا الهيثم بن جميل قال: حدثنا عبد الغفور، عن همام، عن كعب قال: إنا نجد أن الله تعالى يقول: طوبى لمن اتقاني وأكثر ذكري، كيف آمر الملائكة فيرفعونه رفعا، ويحفظونه من بين يديه، ومن خلفه، وعن يمينه، وعن شماله؟
1043- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: أخبرنا بشر بن المفضل قال: حدثنا ابن عون، عن محمد قال: قال كعب لعمر بن الخطاب: يا أمير المؤمنين، هل ترى في منامك شيئا؟ قال: فانتهره، فقال: إنا نجد رجلا يرى أمر الأمة في منامه.
1044- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: أخبرنا الهيثم بن جميل قال: حدثنا عبد الغفور، عن همام، عن كعب قال: إنا نجد أن الله تعالى يقول: أنا الله لا إله إلا أنا، خالق الخلق، أنا الملك العظيم، ديان الدين، ورب الملوك، قلوبهم بيدي، فلا تشاغلوا بذكرهم عن ذكري ودعائي والتوبة إلي، حتى أعطفهم عليكم بالرحمة، فأجعلهم رحمة وإلا جعلتهم نقمة، ثم قال: ارجعوا رحمكم الله تعالى، وموتوا من قريب، فإن الله يقول: {ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون}، قال: ثم قال: {ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله}، قال كعب: فهل ترون الله تعالى يعاتب إلا المؤمنين؟
1045- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: أخبرنا الحجاج بن أبي منيع، عن جده، عن الزهري قال: أخبرني حميد بن عبد الرحمن، أن أبا هريرة، أخبره قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «أسرف رجل على نفسه حتى إذا حضرته الوفاة قال لأهله: إذا أنا مت فأحرقوني، ثم اسحقوني، ثم اذروني في الرياح، فوالله لئن قدر علي ليعذبني عذابا لا يعذبه أحدا»، قال: «ففعل ذلك به، وقال الله تعالى لكل شيء أخذ منه شيئا: أد ما أخذت منه، فإذا هو قائم بين يدي الله، وقال له عز وجل: ما حملك على ما صنعت؟ قال: خشيتك، فغفر الله له».
1046- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: أخبرنا المعتمر بن سليمان قال: سمعت إسماعيل بن أبي خالد، يحدث عن قيس بن أبي حازم قال: سمعت عبد الله بن مسعود يقول: بينما رجل فيمن كان قبلكم في قوم كفار، وكان فيما يليهم قوم صالحون، فقال الرجل: طالما كنت في كفري، والله لآتين هذه القرية- يعني الصالحة- فأكونن رجلا منهم، فانطلق، فأدركه أجله، واحتج فيه الملك والشيطان، قال هذا: أنا أولى به، وقال هذا: أنا أولى به، فقيض الله تعالى لهما بعض جنوده، فقال: قيسوا ما بين القريتين، فإلى أيتهما كان أقرب، فهو من أهلها، فقاسوا ما بينهما، فكان أقرب إلى القرية الصالحة بشبر، فكان منهم.
1047- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: أخبرنا أبو معاوية الضرير قال: حدثنا هشام بن عروة، عن أبيه، قال: مكتوب في الحكمة، بني لتكن كلمتك طيبة، وليكن وجهك بسيطا، تكن أحب إلى الناس ممن يعطيهم العطاء.
1048- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: أخبرنا عبد العزيز بن أبي عثمان الرازي قال: حدثنا موسى بن عبيدة الربذي، عن عبد الله بن عبيدة، ومن يشاء الله من أشياخنا، قال: قال لقمان لابنه: يا بني من لا يملك لسانه يندم، ومن يكثر المراء يشتم، ومن يدخل مداخل السوء يتهم، ومن يصحب صاحب السوء لا يسلم، ومن يصحب الصاحب الصالح يغنم، ومن طلب عزا بغير عز يجز الذل جزاء بغير ظلم، ومن أردى الأخلاق للدين حب الدنيا والشرف، ومن حب الدنيا والشرف يستحل غضب الله، وغضب الله الذي لا دواء له إلا رضوان الله تعالى، ومن أعون الأخلاق على الدين الزهادة في الدنيا، ومن يزهد في الدنيا يعمل لله تعالى، ومن يعمل لله تعالى يأجره الله عز وجل.
1049- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي عثمان قال: حدثنا موسى بن عبيدة الربذي، عن عبد الله بن دينار قال: قال لقمان لابنه: يا بني، كيف يتباعد عن الناس ما يوعدون؟ والوعد يدنو، وهم كل يوم يموتون، يا بني، كيف يتباعد عن الناس ما يوعدون؟ والوعد يدنو وهم سراعا إلى الوعد يذهبون، يا بني، إنك استدبرت الدنيا يوم نزلتها، واستقبلت الآخرة، فأنت إلى دار تدنو منها أقرب منك إلى الدار التي تباعد عنها.
1050- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: حدثنا الفضل بن موسى قال: حدثنا حزم بن مهران قال: سمعت الحسن يقول: انطلق نبي الله سليمان صلى الله عليه وسلم إلى الحمام ليغتسل، فوضع خاتمه، ثم دخل، فجاء الشيطان فأخذ الخاتم، ثم انطلق إلى نهر كثير الماء، فرمى به فيه، فخرج نبي الله صلى الله عليه وسلم من الحمام، قال: فلقد ذكر لي أنه لم يأوه أحد من الناس، ولم يعرف أربعين ليلة، وكان يأوي إلى امرأة مسكينة، فانطلق ذات يوم فبينا هو قائم على شاطئ نهر، إذ وجد سمكة، فأتى بها المرأة، وقال لها: اصنعيها، فشقتها، فإذا هي بالخاتم في جوفها، فأخذ الخاتم فجعله في يده، فعند ذلك سأل ربه عز وجل، فقال: {رب هب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب}.
1051- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: حدثنا الهيثم بن جميل قال: حدثنا جرير بن حازم، عن الحسن قال: بينما عمر بن الخطاب يمشي ذات يوم في بعض أزقة المدينة، إذا صبية بين يديه تقوم مرة، وتقعد أخرى، فقال: يا بؤسها، من لهذه؟ فقال ابن عمر: هذه إحدى بناتك يا أمير المؤمنين، قال: فما لها؟ قال: منعتها ما عندك، قال: أفعجزت إذ منعتها ما عندي أن تكسب عليها كما يكسب الأقوام على بناتهم؟ والله ما لك عندي إلا ما لرجل من المسلمين، وبيني وبينك كتاب الله، قال الحسن: فخصمه والله.
1052- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: أخبرنا حجاج بن أبي منيع، عن جده، عن الزهري، عن أبي عبيد، أن أبا هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا يتمنين أحدكم الموت، إما محسنا فيزداد إحسانا، وإما مسيئا فيعتب».
1053- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: حدثنا إبراهيم بن جميل قال: حدثنا حارث بن النعمان، عن سعيد بن جبير، عن أبي ذر قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: «يا أبا ذر، إن أمامك عقبة كئودا لا يقطعها إلا كل مخف»، قال: قلت: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أمنهم أنا؟ قال: «إن لم يكن عندك قوت ثلاثة أيام- أو إلا قوت ثلاثة أيام- فأنت منهم».
1054- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: أخبرنا وكيع بن الجراح قال: حدثنا الأعمش، عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، في قول الله تعالى: {فخسفنا به وبداره الأرض} الآية قال: قيل لها: خذيهم فأخذتهم إلى أعقابهم، فقيل لها: خذيهم، فأخذتهم إلى ركبهم، فقيل لها: خذيهم، فأخذتهم إلى حقيهم، فقيل لها: خذيهم، فأخذتهم إلى أعناقهم، فقيل لها: خذيهم، فأخذتهم، فذلك قول الله: {فخسفنا به وبداره الأرض}.
1055- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: أخبرنا وكيع قال: حدثنا الأعمش قال: سمعت مجاهدا يحدث، عن عبيد بن عمير قال: لما أدرك قوم نوح الغرق كانت منهم امرأة معها صبي لها، فلما أدركها الماء رفعت صبيها إلى ركبتيها، ولما بلغها الماء رفعته إلى صدرها، ولما بلغها الماء رفعته إلى رأسها، ولما بلغها الماء قالت به هكذا- ورفع وكيع يده فوق رأسه- فقال الله تعالى: لو كنت راحما منهم أحدا لرحمتها برحمتها الصبي.
1056- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: أخبرنا وكيع قال: حدثنا الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن عبد الرحمن بن يزيد قال: قال عبد الله: اعتبروا المنافق بثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان، ثم قرأ عبد الله: {ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين فلما أتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون فأعقبهم نفاقا في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون}.
1057- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: أخبرنا وكيع قال: حدثنا الأعمش، عن مجاهد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أعطيت خمسا لم يعطهن نبي من قبلي، جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا، ونصرت بالرعب، فيرعب القوم مني على مسيرة شهر، وأرسلت إلى الأبيض والأسود، وأحلت لي الغنائم، ولم تحل لأحد من قبلي، وقيل لي: سل تعطه، فاختبأت دعوتي شفاعة لأمتي، فهي نائلة منهم إن شاء الله من مات لا يشرك بالله شيئا» أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثناه يوسف بن موسى العطار قال: حدثنا جرير بن عبد الحميد قال: حدثنا الأعمش، عن مجاهد، عن عبيد بن عمير، عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أعطيت خمسا» وذكر الحديث، قال ابن صاعد: رواه جماعة منهم زهير بن معاوية وغيره، كما قال جرير.
1058- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: أخبرنا وكيع، عن الأعمش، عن مجاهد، عن عبد الله بن ضمرة، عن كعب قال: ما من صباح إلا وملكان يناديان: يا باغي الخير، هلم، ويا باغي الشر، أقصر، وملكان يناديان: اللهم أعط منفقا خلفا، وأعط ممسكا تلفا، وملكان يناديان يقولان: سبحان الملك القدوس، وملكان موكلان بالصور، ينتظران متى يؤمران فينفخان.
1059- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: أخبرنا وكيع قال: حدثنا الأعمش قال: سمعت مجاهدا يقول: القلب بمنزلة الكف، فإذا أذنب الرجل انقبض حتى قبض أصابعه كلها إصبعا إصبعا، ثم يطبع عليه، فكانوا يرون أن ذلك الرين، قال الله تعالى: {كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون}.
1060- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: أخبرنا الأحوص بن جواب الضبي قال: حدثنا عبد الجبار بن عباس الهمداني، عن سلمة بن كهيل، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: كان سليمان بن داود إذا صلى الغداة طلعت بين عينيه شجرة، فيقول لها: ما أنت؟ ولأي شيء طلعت؟ فتقول: أنا شجرة كذا وكذا، طلعت لكذا وكذا، فصلى ذات يوم الغداة، فطلعت بين عينيه شجرة، فقال لها: ما أنت:؟ ولأي شيء طلعت؟ قالت: أنا الخروب، طلعت لخراب هذه الأرض، قال: فعلم سليمان أن بيت المقدس لن يخرب وهو حي، وإن أجله قد اقترب، فسأل ربه تبارك وتعالى أن يعمي على الشياطين موته، فمات على عصاه، فسلطت الأرضة على عصاه فسقط، فحق على الشياطين أن يأتيها بالماء حيث تبني شكرا بما صنعت بعصا سليمان.
1061- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: حدثنا محمد بن عبيد قال: حدثنا داود الأودي، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «أكثر ما يدخل النار من الناس الأجوفان» قالوا: يا رسول الله، وما الأجوفان؟ قال: «الفرج والفم، وأكثر من يدخل الجنة بتقوى الله، وحسن الخلق».
1062- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء الخفاف قال: حدثنا سليمان التيمي، عن أبي مجلز، في قول الله تعالى: {كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه}، قال: إن يعقوب أخذه وجع عرق النساء، فجعل لله عز وجل عليه، وأقسم ألا يأكل من الدواب العروق كلها، قال: فتتبع لذلك بنوه العروق.
1063- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك قال: أخبرنا حمزة الزيات، عن سعد الطائي حدثه عن رجل، عن أبي هريرة قال: قلت: يا رسول الله، ما لنا إذا كنا عندك رقت قلوبنا، وزهدنا في الدنيا، فكنا من أهل الآخرة؟ وإذا خرجنا من عندك أحببنا الدنيا، واشتهيناها، وشممنا النساء والأولاد، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لو أنكم تكونون على الحال التي أنتم عليها عندي لزارتكم الملائكة في بيوتكم، ولو أنكم لا تذنبون لجاء الله بخلق جديد ليذنبوا فيغفر لهم»، قال: قلت: يا رسول الله، مم خلق الخلق؟ قال: «من الماء»، قال: قلت: يا رسول الله، أخبرني عن الجنة، ما بناؤها؟ قال: «لبنة من ذهب، ولبنة من فضة، وملاطها المسك الأذفر، وترابها الزعفران، وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت، من دخلها ينعم لا يبؤس، ويخلد لا يموت، لا تبلى ثيابه، ولا يفنى شبابه».
1064- قال: ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثلاثة لا ترد دعوتهم: الإمام المقسط، والصائم حتى يفطر، والمظلوم، فإنها تفتح لها أبواب السماء، وترفع فوق الغمام، ينظر إليها الرب عز وجل، فيقول: وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين».
1065- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا عبد الله بن لهيعة قال: حدثنا عبد الله بن هبيرة، أن أبا هريرة كان يقول: الصلاة قربان، والصدقة فداء، والصيام جنة، إنما مثل الصلاة كمثل رجل أراد من إمام حاجة فأهدى له هدية، ومثل الصدقة كمثل رجل أسر ففدى نفسه، ومثل الصيام كمثل رجل لقي عدوا وعليه جنة حصينة.
1066- وقال: إذا قام العبد يعني إلى الصلاة فإنه في مقام عظيم، واقف على الله يناجيه، ويترضاه، قائم بين يدي الرحمن سبحانه وتعالى يسمع لقيله، ويرى عمله، ويعلم ما توسوس به نفسه، فليقبل على الله سبحانه بقلبه، وجسده، ثم ليرم ببصره قصد وجهه خاشعا، أو ليخفضه فهو أقل لسهوه، ولا يلتفت، ولا يحرك شيئا بيده، ولا برجله، ولا شيئا من جوارحه، حتى يفرغ من صلاته، وليبشر من فعل هذا، ولا قوة إلا بالله عز وجل.
1067- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: قال: أخبرنا أبو جعفر، عن ليث، عن مجاهد، في قول الله: {وقوموا لله قانتين}، قال: من القنوت: الركوع، والخشوع، وغض البصر، وخفض الجناح من رحمة الله سبحانه وتعالى قال: فكانت العلماء إذا قام أحدهم هاب الرحمن سبحانه وتعالى أن يشد نظره إلى شيء، أو يلتفت، أو يقلب الحصى، أو يعبث بشيء، أو يحدث نفسه بشيء من الدنيا إلا ناسيا ما دام في صلاته.
1068- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: حدثنا أبو معاوية قال: حدثنا أبو حنيفة، عن حماد، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة، قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنه ليهون علي الموت أن أريتك زوجتي في الجنة».
1069- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: أخبرنا أبو معاوية قال: حدثنا الأعمش، عن مسلم، عن مسروق قال: كان إذا حدث عن عائشة رحمة الله عليها، قال: حدثتني المبرأة المصدقة بنت الصديق، حبيبة حبيب الله، قال: فقلت له: فكانت تحسن الفرائض؟ قال: لقد رأيت أكابر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونها عن الفرائض.
1070- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك قال: أخبرنا رجل من أهل المدينة، أن عمر بن عبد العزيز قال: كان العلماء يهاب أحدهم الرحمن سبحانه وتعالى، ويخشع أن يشد النظر بين يديه ما دام يصلي.
1071- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا عاصم، ذكره، عن أبي قلابة قال: قال مسلم بن يسار: إنك إذا كنت قائما بين يدي أمير أحببت أن يراك متخشعا لينجح لك حاجتك قيل: فأين منتهى النظر في الصلاة؟ قال: موضع السجود حسن.
1072- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا المبارك بن فضالة، حدثني ميمون بن جابان قال: ما رأيت مسلم بن يسار، ملتفتا في صلاة قط خفيفة، ولا طويلة، قال: ولقد انهدمت ناحية من المسجد ففزع أهل السوق لهدتها، وأنه لفي المسجد في الصلاة فما التفت.
1073- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا جعفر بن حيان قال: ذكر لمسلم بن يسار قلة التفاته في الصلاة، قال: وما يدريكم أين قلبي؟.
1074- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء الخفاف قال: حدثنا أبو الورقاء، عن عبد الله بن أبي أوفى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كانت له حاجة إلى الله، أو إلى أحد من بني آدم فليتوضأ، وليحسن وضوءه، وليصل ركعتين، وليثن على الله تبارك وتعالى وجل وعلا، وليصل على محمد النبي صلى الله عليه وسلم، ثم ليقل: لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، والحمد لله رب العالمين، اللهم إني أسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والغنيمة من كل بر، والسلامة من كل ذنب، اللهم لا تدع لنا ذنبا إلا غفرته، ولا هما إلا فرجته، ولا حاجة هي لك رضى إلا قضيتها يا أرحم الراحمين».
1075- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: أخبرنا الخفاف قال: حدثنا أبو الورقاء، عن عبد الله بن أبي أوفى قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أصبح قال: «أصبحنا وأصبح الملك، والكبرياء، والعظمة، والخلق، والليل، والنهار، وما سكن فيها لله وحده لا شريك له، اللهم اجعل أول هذا النهار صلاحا، وأوسطه فلاحا، وآخره نجاحا، وأسألك خير الدنيا والآخرة يا أرحم الراحمين».
1076- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك، والهيثم بن جميل واللفظ للهيثم قال: أخبرنا صالح المري، عن يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك، أراه مرفوعا قال: «يأتي على الناس زمان يدعو الرجل للعامة، فيقول الله: ادع لخاصتك أستجب، وأما العامة فلا، فإني عليهم غضبان».
1077- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: حدثنا المعتمر بن سليمان، عن أبيه، عن أبي عثمان، عن سلمان قال: لله تعالى مائة رحمة:، رحمة واحدة يرحم بها خلقه في الدنيا، وتسعة وتسعين ليوم القيامة.
1078- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: حدثنا الهيثم بن جميل قال: حدثنا شريك، عن عثمان بن أبي زرعة، عن علي بن ربيعة، عن أسماء بن الحكم، عن علي بن أبي طالب قال: ما حدثني أحد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا استحلفته، غير أبي بكر، إنه حدثني أبو بكر، وصدق أبو بكر، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «ما من رجل يذنب ذنبا، فيتوضأ، فيسبغ الوضوء، ثم يصلي ركعتين، ثم يستغفر ربه إلا غفر الله تعالى له».
1079- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: أخبرنا محمد بن أبي عدي قال: حدثني شعبة، عن منصور، عن مجاهد، عن عبيد بن عمير قال: الأواب الحفيظ الذي يذكر الذنب فيتوب منه.
1080- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: حدثنا ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن عبيد بن عمير قال: الأواب الحفيظ: الذي لا يقوم من مجلسه حتى يستغفر الله سبحانه وتعالى.
1081- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: أخبرنا الفضل بن موسى قال: حدثنا الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن أبي عبيدة، عن عبد الله بن قيس أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله تعالى باسط يده لمسيء الليل ليتوب بالنهار، ولمسيء النهار ليتوب بالليل، حتى تطلع الشمس من مغربها».
1082- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: أخبرنا هشيم، عن يونس، عن الحسن، في قول الله: {أولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات} قال: التبدل في الدنيا، أبدلهم بالعمل السيئ العمل الصالح، أبدلهم بالشرك إخلاصا، وبالفجور إحصانا وسلاما.
1083- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: حدثنا هشيم، عن جويبر، عن الضحاك قال: وأبو بشر، عن سعيد، في قول الله تعالى: {إنه كان للأوابين غفورا} قال: هم الراجعون إلى التوبة.
1084- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: أخبرنا هشيم، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب قال: هو الرجل يذنب بالذنب، ثم يتوب، ثم يذنب، ثم يتوب.
1085- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: أخبرنا هشيم، عن يونس، عن الحسن، في قول الله تعالى: {إلا اللمم}، قال: اللمة من الذنب، ثم يتوب، فلا يعود.
1086- أخبرنا الشيخ الجليل العالم الزاهد أبو علي الحسين بن محمد بن الحسين بن إبراهيم الدلفي المقدسي قال: قرأ الشيخ أبو محمد ظاهر النيسابوري، على الشيخ الثقة أبي محمد الحسن بن علي بن محمد بن علي بن الحسن الجوهري المقنعي ببغداد بباب المراتب حرسها الله يوم الإثنين ثالث عشر جمادى الآخرة من سنة أربع وخمسين وأربعمائة وأنا حاضر أسمع، وأقر به، قال له: أخبركم أبو عمر محمد بن العباس بن محمد بن زكريا بن حيويه الخزاز، قراءة عليه في شهر ربيع الأول سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة وأنت حاضر تسمع قال: حدثنا أبو محمد يحيى بن صاعد قرأه علينا من لفظه عند منزله في شهر ذي القعدة من سنة تسع وثلاثمائة قال: حدثنا الحسين بن الحسن المروزي قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن عاصم قال: سمعت زرا يقول: أتيت صفوان بن عسال المرادي، فقال: ما جاء بك؟ قلت: ابتغاء العلم، قال: إن الملائكة تضع أجنحتها لطالب العلم رضى بما يطلب، قلت: حك في نفسي المسح على الخفين بعد الغائط والبول، وأنت امرؤ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهل سمعته يذكر في ذلك شيئا؟ قال: نعم، كان يأمرنا إذا كنا سفرا، أو مسافرين ألا ننزع خفافنا ثلاثة أيام إلا من جنابة، ولكن من غائط أو بول، قلت: فهل سمعته يذكر في الهوى شيئا؟ قال: نعم، بينا نحن نسير معه إذا ناداه أعرابي بصوت له جهوري، يا محمد، فأجابه بنحو من صوته: «هاؤم»، فقال له: أرأيت رجلا أحب قوما ولما يلحق بهم؟ قال: «المرء مع من أحب يوم القيامة»، فلم يزل يحدثنا حتى قال: «إن من قبل المغرب بابا فتحه الله للتوبة يوم خلق السموات والأرض، عرضه مسيرة أربعين عاما- أو قال: سبعين عاما- لا يغلقه حتى تطلع الشمس من مغربها».
1087- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: وأخبرني عمرو بن عثمان الكلابي قال: أخبرنا زهير، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن يزيد قال: قال عبد الله بن مسعود: لا يضر رجلا لا يشاء عن نفسه إلا القرآن، فإن كان يحب القرآن فهو يحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
1088- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: أخبرنا هشيم، عن مغيرة، عن إبراهيم، أنه كان يلبس الثوب المصبوغ بالزعفران أو بالعصفر، فكان من يراه لا يدري أمن القراء هو أو من الناس؟
1089- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: أخبرنا سفيان بن عيينة، عن الأعمش قال: جهدنا بإبراهيم أن نسنده إلى سارية، فأبى.
1090- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: أخبرنا عيسى بن يونس قال: حدثنا الأعمش قال: كنت عند إبراهيم في بيته، وهو يقرأ في مصحف، فاستأذن رجل، فخبأ المصحف، فلما خرج، قلت له، قال: كرهت أن يرى هذا أنا إنما نخلو للنظر في المصحف، أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: أخبرنا وكيع، عن الأعمش، عن إبراهيم مثله.
1091- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: حدثنا محمد بن عبيد قال: حدثنا الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن مجاهد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن لكل عمل شرة، ولكل شرة فترة، فمن كان فترته إلى سنة فقد اهتدى، ومن كانت فترته إلى غير سنة فقد ضل، إني أصوم، وأفطر، وأصلي، وأنام، فمن اتبع سنتي فهو مني، ومن رغب عن سنتي فليس مني».
1092- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: أخبرنا الفضل بن موسى يعني السيناني قال: حدثنا حزم بن مهران قال: سمعت الحسن يقول: لا يزال العبد بخير ما كان له واعظ من نفسه.
1093- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: أخبرنا هشيم قال: أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد، عن عامر، أن معضدا وأصحابا له خرجوا من الكوفة، ونزلوا قريبا يتعبدون، فبلغ ذلك عبد الله بن مسعود، فأتاهم، ففرحوا بمجيئه إليهم، فقال لهم: ما حملكم على ما صنعتم؟ قالوا: أحببنا أن نخرج من غمار الناس نتعبد، فقال عبد الله: لو أن الناس فعلوا مثل ما فعلتم، فمن كان يقاتل العدو؟ وما أنا ببارح حتى ترجعوا.
1094- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: أخبرنا الثقفي قال: حدثنا إسحاق بن سويد، عن أبي فاختة، مولى جعدة بن هبيرة، أن عثمان بن مظعون، أراد أن يجرب أيستطيع السياحة أم لا؟ قال: ويعدون السياحة قيام الليل، وصيام النهار، قال: ففعل ذلك حتى ذهلت المرأة عن الخضاب، والطيب، والكحل، ودخلت على بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: ما لك كأنك مغيبة؟ قالت: إني مشهدة كالمغيبة، فعرفت ما تحت ذلك، فلما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرته بذلك، قال: فعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تحت ذلك، فأرسل إلى عثمان بن مظعون، فقال: «ألست تؤمن بما نؤمن به؟» قال: بلى يا نبي الله، بأبي وأمي يا رسول الله، قال: «فإن كنت تؤمن بما نؤمن به فأسوة ما لك بنا».
1095- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: أخبرنا أبو معاوية الضرير قال: حدثنا عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، عن سعد بن مسعود قال: قال عثمان بن مظعون: يا رسول الله، لو أذنت لنا في الاختصاء فاختصينا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خصاء أمتي الصيام».
1096- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: حدثنا محمد بن أبي عدي قال: حدثنا حسين المعلم، عن يحيى بن أبي كثير، عن رجل، عن جابر بن عبد الله، أن شابا أتى النبي صلى الله عليه وسلم يستأذنه في الاختصاء- أو قال: ائذن لي في الاختصاء- فقال: «صم، وسل الله من فضله».
1097- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم قال: حدثنا إسحاق بن سويد، عن صلة بن أشيم، قال: كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل يقوم الليل، فأرسل إليه النبي صلى الله عليه وسلم «أن أربع على نفسك»، فأبى أن ينتهي، وجعل يقوم الليل، فأوتي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقيل له: قد أبى أن ينتهي، فأرسل إليه «أن أربع على نفسك»، فأبى أن ينتهي، وجعل يقوم الليل كله، فأرسل إليه النبي صلى الله عليه وسلم: «هل عسيت أن تنام عن الصلاة؟» فسأل عنه ذات يوم، فقال: «هل أصبح فيكم فلان؟» قالوا: لا، فأرسل إليه فوجده نائما، فدعاه، فقال: يا رسول الله، فإني أنتهي.
1098- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: حدثنا المعتمر بن سليمان قال: سمعت إسماعيل بن أبي خالد، يحدث، عن قيس بن أبي حازم قال: سمعت الزبير بن العوام يقول: أيكم استطاع أن يكون له خبيئة من عمل صالح فليفعل.
1099- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن مهدي قال: أخبرنا سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن يحيى بن جعدة قال: كان يقال: اعمل وأنت مشفق، ودع العمل وأنت تحبه، عمل صالح دائم وإن قل.
1100- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن مهران قال: حدثنا سفيان، عن العلاء بن المسيب، عن أبي الضحى قال: سمعته يقول: إن عباد الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، الذين إذا رؤوا ذكر الله.
1101- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: أخبرنا محمد بن أبي عدي قال: حدثنا حسين المعلم، عن يحيى بن أبي كثير، عن شداد بن عبد الله: أن نفرا من أسلم أتوا النبي صلى الله عليه وسلم ليستأذنوه في الاختصاء، فقال: «عليكم بالصوم، فإنه محسمة للعرق، مذهب للأشر».
1102- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم قال: حدثنا عيينة بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن بريدة الأسلمي قال: خرجت ذات يوم لحاجة، فإذا أنا بالنبي صلى الله عليه وسلم يمشي بين يدي، فانطلقنا نمشي معا، فإذا نحن برجل بين أيدينا يصلي، يكثر الركوع والسجود، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أتراه يراني - أو قال: يرائي؟» قال: قلت: الله ورسوله أعلم، قال: فترك يده من يدي، وجمع بين يديه، وجعل يصوبهما ويرفعهما، ويقول: «عليكم هديا قاصدا، عليكم هديا قاصدا، عليكم هديا قاصدا، فإنه من شاد هذا الدين يغلبه».
1103- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: أخبرنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن محمود بن الربيع، عن شداد بن أوس، أنه قال حين حضرته الوفاة: يا نعايا العرب ثلاثا إن أخوف ما أخاف عليكم الرياء، والشهوة الخفية.
1104- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: أخبرنا محمد بن أبي عدي قال: حدثنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن عائشة، قالت: كان لنا حصيرة نبسطها بالنهار، ونحتجزها بالليل، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، فسمع الناس قراءته، فكثروا في المسجد، فأشرف عليهم، فقال: «اكلفوا من الأعمال ما تطيقون، فإن الله لا يمل حتى تملوا»، قالت: وكان أحب الأعمال إليه أدومه وإن قل، قالت: وكان إذا صلى صلاة أثبتها.
1105- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: حدثنا هشيم، عن يعلى بن عطاء، عن بشر بن عاصم، عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: ذكر الله سبحانه وتعالى بالغدو والعشي أفضل من حطم السيوف في سبيل الله، وإعطاء المال سحا.
1106- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: أخبرنا المعتمر بن سليمان قال: سمعت إسماعيل بن أبي خالد، يحدث عن عون بن عبد الله، عن رجل قال: قال عبد الله بن مسعود: من قال: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، وتبارك الله، صعد بها ملك- أو قال: عرج بها ملك- فلا يمر بها على ملأ من الملائكة إلا استغفروا له، حتى يحيي بها وجه رب العالمين.
1107- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: أخبرنا المعتمر قال: سمعت إسماعيل بن أبي خالد يحدث، عن عامر قال: سمعت الربيع بن خثيم يقول: من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير عشر مرات، فهو عدل أربع رقاب فقلت: عمن ترويه؟ فقال: عن عمرو بن ميمون الأودي، فلقيت عمرو بن ميمون، فقلت: عمن ترويه؟ فقال: عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، فلقيت عبد الرحمن بن أبي ليلى، فقلت: إن عمرو بن ميمون، يروي عنك أنه من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير عشر مرات، فهو عدل أربع رقاب فقال: نعم، أنا أخبرته إياه، فقلت لعبد الرحمن: عمن ترويه؟ قال: عن أبي أيوب الأنصاري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
1108- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: أخبرنا المعتمر بن سليمان قال: سمعت إسماعيل بن أبي خالد يحدث عن سعيد بن جبير قال: إذا قال أحدكم: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، فليقل: الحمد لله رب العالمين، ثم قرأ {مخلصين له الدين الحمد لله رب العالمين}
1109- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: حدثنا مرحوم بن عبد العزيز، وأخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، حدثنا مرحوم، واللفظ للحسين، حدثنا أبو نعامة السعدي، عن أبي عثمان النهدي، عن أبي سعيد الخدري قال: خرج معاوية على حلقة في المسجد، فقال: ما أجلسكم؟ قالوا: جلسنا نذكر الله، قال: آلله ما أجلسكم إلا ذلك؟ قالوا: آلله ما أجلسنا إلا ذلك، قال: أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم، وما كان أحد بمنزلتي من رسول الله صلى الله عليه وسلم أقل حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مني، خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على حلقة من أصحابه، فقال: «ما أجلسكم؟» قالوا: جلسنا نذكر الله تعالى، ونحمده على ما هدانا من الإسلام، قال: «آلله ما أجلسكم إلا ذلك؟» قالوا: آلله ما أجلسنا إلا ذلك، قال: «أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم، ولكن أتاني جبرئيل فأخبرني أن الله يباهي بكم الملائكة».
1110- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، ويعقوب، قالا: حدثنا مرحوم، واللفظ للحسين، قال: حدثنا أبو نعامة السعدي، عن أبي عثمان النهدي، عن أبي موسى الأشعري قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة، فلما أقبلنا وأشرفنا على المدينة، كبر الناس تكبيرة، ورفعوا بها أصواتهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن ربكم ليس بأصم، ولا غائب، هو بينكم، وبين رءوس رواحلكم:».
1111- ثم قال: «يا عبد الله بن قيس، ألا أعلمك كلمة كنزا من كنوز الجنة:؟ لا حول ولا قوة إلا بالله».
1112- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: حدثنا سفيان قال: حدثنا محمد بن السائب- قال ابن صاعد: وهو ابن بركة مكي، وليس بالكلبي، عن عمرو بن ميمون، عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا أدلك على كلمة كنز من كنوز الجنة؟» قلت: بلى يا رسول الله، قال: «لا حول ولا قوة إلا بالله».
1113- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو، عن عبيد بن عمير قال: تسبيحة بحمد الله في صحيفة مؤمن خير له من جبال الدنيا تسير معه ذهبا.
1114- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: حدثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبي أيوب، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير، عشر مرات؛ كن له كعدل عشر رقاب» أو قال: «رقبة». أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: حدثنا الثقفي، عن داود، عن عامر، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبي أيوب الأنصاري، عن النبي بمثله، إلا أنه لم يقل فيه: بيده الخير.
1115- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال: حدثنا معاوية بن صالح، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، عن أبي الدرداء قال: الذين لا تزال ألسنتهم رطبة من ذكر الله يدخلون الجنة وهم يضحكون.
1116- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: سمعت سفيان يعني ابن عيينة يقول: لولا ما عمى الله عليكم من تسبيح خلقه ما تقاررتم قيل لسفيان: من ذكره؟ قال: مسعر.
1117- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: أخبرنا سفيان بن عيينة، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب قال: قال معاذ بن جبل: لأن أذكر الله تعالى ليلة حتى أصبح أحب إلي من أن أحمل على جياد الخيل في سبيل الله.
1118- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: أخبرنا سفيان، عن ليث قال: قال أبو الدرداء: ألا أخبركم بخير أعمالكم، وأرفعها في درجاتكم، وأزكاها عند مليككم، وخير من إعطاء الذهب والفضة، وخير لكم من قتال عدوكم، وخير لكم من أن يضرب أحدكم بسيفه حتى ينقطع؟ قالوا: بلى، قال: ذكر الله عز وجل.
1119- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: حدثنا محمد بن أبي عدي قال: حدثنا داود، عن الشعبي، عن مسروق، عن عائشة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر أمره يكثر من قول: «سبحان الله وبحمده، أستغفر الله وأتوب إليه»، فقلت: يا رسول الله، ما لي أراك تكثر من قول: «سبحان الله وبحمده، أستغفر الله وأتوب إليه؟»، قال: «إن ربي أخبرني أني سأرى علامة في أمتي، وأمرني إذا رأيت تلك العلامة أن أسبح بحمده، وأستغفره، فقد رأيتها: {إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا}» أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: أخبرنا الثقفي، عن داود، عن عامر، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله، أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: أخبرنا سعيد بن سليمان، عن عباد بن العوام، عن داود، عن عامر، عن مسروق، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله.
1120- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: سمعت سفيان بن عيينة يقول: قال عثمان: لو أن قلوبنا طهرت لم تمل من ذكر الله تعالى.
1121- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن مهدي قال: حدثنا سفيان، عن زبيد، عن مرة، عن عبد الله بن مسعود قال: إن الله قسم بينكم أرزاقكم، وإن الله تعالى يعطي المال من يحب، ومن لا يحب، ولا يعطي الإيمان إلا من يحب، فإذا أحب الله عبدا أعطاه الإيمان، فمن بخل بالمال أن ينفقه، وهاب العدو أن يجاهده، وتضبطه الليل أن يساهره، فليستكثر من قول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.
1122- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: أخبرنا عيسى بن يونس قال: حدثنا الأوزاعي، عن مكحول قال: من قال: أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه غفر الله له، وإن كان فارا من الزحف.
1123- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: أخبرنا الهيثم بن جميل قال: حدثنا جرير بن حازم، عن حميد بن هلال، عن أبي بردة بن أبي موسى، عن رجل من المهاجرين أعجبني زهده، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «استغفروا ربكم، فإني أستغفر الله في اليوم مائة مرة» قال حميد: فقلت لأبي بردة: أستغفر الله، أو أستغفر الله وأتوب إليه؟ قال: لا أدري.
1124- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: أخبرنا الهيثم بن جميل قال: أخبرنا كثير بن سليم المدائني قال: سمعت أنس بن مالك يقول: أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل، فقال: يا رسول الله، إني ذرب اللسان، وأكثر ذلك على أهلي، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فأين أنت من الاستغفار؟ فإني أستغفر الله في اليوم والليلة مائة مرة».
1125- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: أخبرنا أبو النضر عمرو بن حمران قال: حدثنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إني لأستغفر الله وأتوب إليه في كل يوم مائة مرة».
1126- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن مهدي قال: حدثنا عبد العزيز بن مسلم، عن حصين، عن هلال بن يساف، عن زاذان، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم ضحى- أو قال: وهو يصلي الضحى- حصين يشك، فسمعته يقول مائة مرة: «اللهم اغفر لي وارحمني»، قال عبد الرحمن: يعجبني الرجل أن يقول هذا في السحر عند وجه الصبح.
1127- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن مهدي قال: حدثنا حماد بن زيد، عن ثابت، عن أبي بردة، عن الأغر، أو قال: عن أغر مزينة، قال الحسين: أنا أشك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنه ليغان على قلبي، فأستغفر الله في اليوم مائة مرة».
1128- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: حدثنا محمد بن أبي عدي قال: حدثنا يونس، عن الحسن، قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أفضل؟ قال: «أن تموت يوم تموت ولسانك رطب من ذكر الله تعالى».
1129- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين بن الحسن المروزي قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك قال: أخبرنا صفوان بن عمرو، عن ضمرة بن حبيب، أن أبا الدرداء قال: إن من فقه المرء إقباله على حاجته حتى يقبل على صلاته وقلبه فارغ.
1130- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن صلة بن أشيم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صلى صلاة لا يذكر فيها شيئا من أمر الدنيا، ثم سأل الله شيئا أعطاه».
1131- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا يحيى بن سعيد، عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن أبي حازم، قال: اعتكف رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد في رمضان في قبة له، على بابها حصير، فرفع الحصير، وأطلع رأسه فأبصر الناس، فقال: «إن المصلي يناجي ربه، فلينظر أحدكم بما يناجي ربه تعالى، ولا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن». قال ابن صاعد: وهذا الحديث يروى عن أبي حازم، عن البياضي، رجل من بني بياضة من الأنصار، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
1132- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا ابن لهيعة قال: حدثني بكر بن سوادة أن رجلا حدثه، عن ربيعة بن قيس، حدثه أنه سمع عقبة بن عامر الجهني يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من توضأ فأحسن وضوءه، ثم صلى صلاة غير ساه، ولا لاه، كفر عنه ما كان قبلها من شيء».
1133- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا سفيان، عن منصور، عن مجاهد، في قول الله تعالى: {فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب} قال: إذا فرغت من دنياك، فانصب في صلاتك، {وإلى ربك فارغب}، قال: اجعل نيتك ورغبتك إلى ربك عز وجل.
1134- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا رجل، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: ركعتان مقتصدتان في تفكر خير من قيام ليلة، والقلب ساه.
1135- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا عبد الرحمن المسعودي قال: أنبأني أبو سنان الشيباني، عن رجل، عن علي، أنه سئل عن قول الله عز وجل: {الذين هم في صلاتهم خاشعون} قال: الخشوع في القلب، وأن تلين كنفك للمرء المسلم، وأن لا تلتفت في صلاتك.
1136- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا سفيان، عن منصور، عن مجاهد، في قول الله تعالى: {الذين هم في صلاتهم خاشعون} قال: السكون.
1137- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا سفيان أيضا عن سليمان الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن عبد الله بن مسعود قال: قاروا الصلاة.
1138- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا صفوان بن عمرو، عن مهاجر النبال، أنه ذكر عنده قبض الرجل يمينه على شماله، فقال: ما أحسنه: ذل بين يدي عزه.
1139- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا ليث بن سعد قال: حدثنا عبد ربه بن سعيد، عن عمران بن أبي أنس، عن عبد الله بن نافع بن العمياء، عن ربيعة بن الحارث، عن الفضل بن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الصلاة مثنى مثنى، تشهد في كل ركعتين، وتضرع:، وتخشع، وتمسكن، ثم تقنع يديك، يقول: ترفعهما إلى ربك مستقبلا ببطونهما وجهك، وتقول: يا رب، يا رب، فمن لم يفعل ذلك فهي خداج» قال ابن صاعد: وقد روى شعبة هذا الحديث، عن عبد ربه بن سعيد، إلا أنه لم يذكر الفضل بن عباس.
1140- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا عبد الحميد بن بهرام، عن شهر بن حوشب قال: حدثني عبد الله بن شداد، قال: قال رجل: يا رسول الله، ما الأواه؟ قال: «الأواه: الخاشع الدعاء المتضرع»، ثم قرأ: {إن إبراهيم لأواه حليم}.
1141- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا عبد العزيز بن أبي رواد قال: حدثني علقمة بن مرثد، وإسماعيل بن أمية، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا فرغ من صلاته رفع يديه وضمهما، وقال: «رب اغفر لي ما قدمت، وما أخرت، وما أسررت، وما أعلنت، وما أسرفت، وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم، وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت، لك الملك، ولك الحمد».
1142- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: أخبرنا وكيع قال: حدثنا الأعمش، عن عبد الله بن مرة قال: قال أبو الدرداء: اعبدوا الله كأنكم ترونه، وعدوا أنفسكم في الموتى، واعلموا أن قليلا يكفيكم خير من كثير يلهيكم، واعلموا أن البر لا يبلى، وأن الإثم لا ينسى.
1143- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: أخبرنا جرير بن عبد الحميد قال: حدثنا منصور، عن هلال بن يساف، عن أبي عبيدة بن عبد الله قال: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، أحب إلي من عددها دنانير أنفقها في سبيل الله عز وجل.
1144- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: أخبرنا سفيان بن عيينة، عن بشر بن عاصم، عن أبيه، عن أبي ذر قال: قيل للنبي صلى الله عليه وسلم- وربما قال: قلت-: يا رسول الله، ذهب أهل الأموال الدثر بالأجور، يقولون كما نقول، وينفقون، ولا ننفق، فقال: «ألا أخبركم بأمر إذا فعلتموه أدركتم من كان قبلكم، وفتم من بعدكم؟ تحمدون الله في دبر كل صلاة، وتسبحون، وتكبرون ثلاثا وثلاثين، وأربعا وثلاثين» لا يدري سفيان أيتهن أربع.
1145- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: أخبرنا المعتمر بن سليمان قال: سمعت ليثا يحدث عن الحكم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «معقبات لا يخيب فاعلهن - أو قال قائلهن- تسبح خلف كل صلاة ثلاثا وثلاثين، وتحمد ثلاثا وثلاثين، وتكبر أربعا وثلاثين:».
1146- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: أخبرني عمرو بن عثمان الكلابي قال: حدثنا زهير أبو خيثمة قال: حدثنا الليث، يعني ابن أبي سليم، عن الحكم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: نزل بأبي الدرداء رجل، فقال أبو الدرداء: أمقيم فنسرح، أو ظاعن فنعلف؟ قال: بل ظاعن، فقال: ما أجد لك شيئا أعلمكه أفضل من كلمات سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم- أو قال: علمنيهن رسول الله صلى الله عليه وسلم- تدرك به من قبلك، ولا يدركك من بعدك إلا من جاء بهن: «تكبر في دبر كل صلاة أربعا وثلاثين، وتحمد ثلاثا وثلاثين، وتسبح ثلاثا وثلاثين».
1147- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: أخبرنا الثقفي قال: أخبرنا هشام بن حسان، عن محمد عن كثير بن أفلح، عن زيد بن ثابت، أنه قال: أمرنا أن نسبح في دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين، ونحمد ثلاثا وثلاثين، ونكبر أربعا وثلاثين، فأتى رجل من الأنصار في نومه، فقيل له: أمركم رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلم أن تسبحوا دبر كل صلاة كذا وكذا؟ قال: نعم، قال: فاجعلوها خمسا وعشرين، واجعلوا فيها التهليل، فلما أصبح الرجل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فافعلوا».
1148- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: أخبرنا عباد بن العوام قال: حدثنا هشام بن حسان، عن الحسن، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «العلم علمان: علم في القلب، فذلك العلم النافع، وعلم على اللسان، فذلك حجة الله على خلقه».
1149- أخبرنا عبد الله بن المبارك، عن ابن لهيعة قال: حدثنا يزيد بن أبي حبيب، أن سويد بن قيس أخبره أن عبد الرحمن بن معاوية بن حديج أخبره قال: سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، ما يحل لي مما يحرم علي؟ فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرد عليه ثلاث مرات، كل ذلك يسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال: «أين السائل؟» فقال: أنا يا رسول الله، فقال- ونقر بأصبعه-: «ما أنكر قلبك فدعه».
1150- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: أخبرنا محمد بن أبي عدي قال: حدثنا ابن عون، عن محمد، عن أبي الرباب قال: كنت خامس خمسة في الذين ولوا قبض السوس، فأتى رجل وفيه لخلخانية كهيئة الديافية أو العبادية فقال: إني قد خبأت خبيئا فتبيعونيه؟ قلنا: نعم، إن لم يكن كتاب الله، ولا ذهبا، ولا فضة، قال: فإنه بعض ما استثنيتم، هو كتاب الله، أحسن أقرأه، ولا تحسنون تقرءونه، فقلنا: فأتنا به، فأتانا به، فنزعنا دفتيه، ووهبنا له، واشتراه منا بعد ذلك بدرهمين، فلما كان بعد ذلك خرجنا إلى الشام، وصحبنا رجل شيخ على حمار بين يديه مصحف، وهو مكب عليه يقرأ ويبكي، قال: وفي ناحية الرفقة فتى شاب يتغنى يرفع صوته، قال: فأتيته، فقلت له: يا عبد الله، لا تلمنا فإنه فتى شاب، قال: هو صاحب، وله حق، قلت: ما أشبه هذا المصحف بمصحف كان من شأنه كذا، قال: ما رأيت كاليوم رجلا أثبت بصرا، فإنه ذاك، قلت: فأين تريد الآن؟ قال: أرسل إلي كعب الأحبار عام الأول، فأتيته، ثم أرسل إلي العام، إما أن تأتيني، وإما أن آتيك، فهذا وجهي إليه، قال: قلت: فأنا معك فانطلقنا حتى قدمنا الشام، فقعد عند كعب، فجاء عشرون من اليهود، فيهم شيخ كبير يرفع حاجبيه بحريرة، فقال: أوسعوا أوسعوا، فأوسعوا، وركبنا أعناقهم، فتكلموا، فقال كعب: يا نعيم، أتجيب هؤلاء أو أجيبهم؟، فقال: دعوني حتى أفقه هؤلاء ما قالوا، ثم أجيبهم، إن هؤلاء أثنوا على أهل ملتنا خيرا، ثم قلبوا ألسنتهم، فزعموا أنا بعنا الآخرة بالدنيا، هلم فلنواثقكم، فإن جئتم بأهدى مما نحن عليه اتبعناكم، وإن جئنا بأهدى مما أنتم عليه لتتبعننا، قال: فتواثقوا، فقال كعب: أرسل إلي ذلك المصحف، فأرسل إليه فجيء به، فقال: أترضون أن يكون هذا بيننا وبينكم؟ قالوا: نعم، لا يحسن أحد يكتب مثل هذا اليوم، فدفع إلى شاب منهم، فقرأ كأسرع قارئ، فلما بلغ إلى مكان منه نظر إلى أصحابه كالرجل يؤذن صاحبه بالشيء قد دنا منه، قال: ثم جمع يديه، فقال به، فنبذه، فقال كعب: آه، وأخذه، ووضعه في حجره، فقرأ، وأتى على آية منه فخروا سجدا، فلم يرفعوا حتى قيل لهم: ارفعوا، فرفعوا، وبقي الشيخ يبكي، فقيل له: ما لك لا ترفع؟ فرفع رأسه وهو يبكي، فقيل له: ما يبكيك؟ قال: وما لي لا أبكي، رجل عمل في الضلالة كذا وكذا سنة، ولم أعرف الإسلام حتى كان اليوم، قال ابن عون: فنبئت أن أيوب قال: فقيل له: فإن مجلسك هذا كفارة لما مضى من عمرك، قال ابن عون: وأظنه في حديث محمد، وهي الآية التي في آل عمران {إن الدين عند الله الإسلام}
1151- قال: فأتينا أبا الدرداء، فدخلنا عليه، وهو يشتكي، فجاء أعرابي، فقال: ما صدعت قط، ولا حممت، ولا، ولا، فقال أبو الدرداء: أخرجوه، إن خطاياك عليك كما هي، ما يسرني بوصب واحد أصبته حمر النعم، إن وصب المسلم كفارة لخطاياه.
1152- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: أخبرنا سعيد بن سليمان قال: حدثنا سنان بن هارون قال: حدثنا يزيد بن زياد بن أبي الجعد قال: حدثني أبو صخرة جامع بن شداد قال: كان رجل منا يقال له طارق، فقال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم مرتين: رأيته بسوق ذي المجاز قد دميت عرقوباه وهو يقول: «يا أيها الناس، قولوا: لا إله إلا الله تفلحوا»، ورجل من خلفه يرميه، ويقول: هذا الكذاب فلا تسمعوا منه، فقلت: من هذا؟ فقالوا: هذا محمد، وهذا أبو لهب عمه، قال: ثم قدمنا المدينة بعد ذلك، فخرج إلينا النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: «من القوم؟» فقلنا: محارب، فقال: «من أين أقبلتم؟» قلنا: من الربذة، أو من حولها، فقال: «معكم شيء تبيعون؟» فقلنا: نعم، هذا البعير، فقال: «بكم؟» قلنا: بكذا وكذا وسقا من تمر، فأخذ خطامه وانطلق به إلى المدينة، فقلنا: ما صنعنا بعنا البعير من رجل لا ندري من هو؟ فقال: ومعنا ظعينة في جانب الخباء، فقالت: أنا ضامنة لثمن البعير، رأيت وجه رجل مثل القمر ليلة البدر، لا يخيس بكم، قال: فأصبحنا، فجاءنا رجل معه تمر، فقال: أنا رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم إليكم يأمركم «أن تأكلوا من هذا التمر، وأن تكتالوا حتى تستوفوا» قال: ففعلنا، ثم دخلنا المدينة، فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر وهو يقول: «يا أيها الناس، اليد العليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول، أمك وأباك، وأختك وأخاك، وأدناك أدناك»، قال: وضج ناس حول المنبر، فقالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم: هؤلاء بنو ثعلبة بن يربوع، أصابوا منا دما في الجاهلية، فخذ لنا بثأرنا، قال: فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم رافعا يديه حتى نظرت إلى بياض إبطيه وهو يقول: «ألا لا تجني أم على ولد».
1153- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: حدثنا الفضل بن موسى قال: حدثنا حزم بن مهران قال: سمعت الحسن يقول: حدثنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما منكم من أحد يدخله عمله الجنة»، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: «ولا أنا إلا أن يتغمدني الله منه برحمة وفضل»، ووضع يده على ذوائبه.
1154- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: أخبرنا هشيم قال: أبو بشر أخبرنا عن يوسف بن ماهك قال: رأيت ابن عمر، وهو عند عبيد بن عمير يقص، فرأيت ابن عمر عيناه تهراقان دمعا.
1155- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: أخبرنا أبو النضر عمرو بن حمران قال: حدثنا هشام، عن واصل مولى أبي عيينة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يستغني أحدكم بغنى الله»، قالوا: يا رسول الله، وما غنى الله؟ قال: «غذاء يومه، وعشاء ليلته».
1156- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: أخبرنا سعيد بن سليمان قال: حدثنا سليمان بن المغيرة، عن حميد بن هلال، عن أبي قتادة، وأبي الدهماء، قالا: أتينا على رجل من أهل البادية، فقال البدوي: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي، فعلمني مما علمه الله، فكان مما حفظت عنه أن قال: «إنك لن تدع شيئا اتقاء لله إلا أعطاك الله خيرا منه».
1157- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: أخبرنا نوح بن الهيثم العسقلاني قال: حدثنا خالد بن خليفة، عن يزيد بن كيسان، عن أبي حازم، عن أبي هريرة قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ولقي أبا بكر، وعمر، فقال: «ما أخرجكما؟» قالا: الجوع، فقال: «وأنا والذي بعثني بالحق ما أخرجني إلا الذي أخرجكما»، قال: «قوموا»، فقاموا معه، فأتى بيت رجل من الأنصار، والرجل ليس ثمة، فقالت امرأته: مرحبا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فأين أبو فلان؟» قالت: خرج يستعذب لنا من الماء، فجاء الأنصاري ومعه قربة من ماء، ولما بصر إلى النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه، قال: الله أكبر، ما أحد من الناس اليوم أكرم مني أضيافا، ووضع القربة، ثم انطلق فأتاهم بعذق من تمر، ورطب، وبسر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فهلا اجتنيته» فقال: يا رسول الله، تخيروا على أعينكم، ثم أخذ المدية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إياك والحلوب»، فذبح لهم شاة، فأكلوا وشربوا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده، لتسألن عن هذا النعيم يوم القيامة، أخرجكم من بيوتكم الجوع، فلم ترجعوا حتى أصبتم هذا النعيم».
1158- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: أخبرنا نوح بن الهيثم، وسعيد بن سليمان، واللفظ لنوح، قال: حدثنا خلف بن خليفة، عن سلمة بن نبيط قال: كنا بخراسان جلوسا عند الضحاك بن مزاحم، فأتاه رجل فسأله عن قول الله تبارك وتعالى: {إنا نراك من المحسنين}، ما كان إحسان يوسف؟ قال: إذا كان ضاق على الرجل مكانه وسع له، وإن احتاج جمع له، أو سأل له، وإن مرض قام عليه.
1159- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: أخبرنا نوح قال: أخبرنا خلف بن خليفة قال: حدثنا حفص ابن أخي أنس بن مالك، عن أنس بن مالك قال: كنت جالسا مع النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد، ورجل يصلي، فقال: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد، لا إله إلا أنت المنان، بديع السموات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، يا حي، يا قيوم، أسألك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «هل تدرون بما دعا؟» فقالوا: الله ورسوله أعلم، فقال: «دعا الله باسمه العظيم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى» أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: أخبرنا سفيان بن عيينة، عن أبان بن أبي عياش، عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه.
1160- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: أخبرنا الهيثم بن جميل قال: حدثنا عون بن موسى، عن معاوية بن قرة قال: كان لأبي الدرداء جمل يقال له دمون، فكان إذا أعاره قال: هو يحمل كذا وكذا، فلا تحملوا عليه إلا كذا وكذا، فلما كان عند انقضاء هلاكه، قال: دمون، لا تخاصمني عند ربي، فإني كنت لا أحملك إلا طاقتك.
1161- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: أخبرنا الهيثم بن جميل قال: أخبرنا عبد الله بن المثنى بن أنس بن مالك قال: حدثني رجل من آل أنس بن مالك، أنه سمع أنس بن مالك يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتناول المرآة فينظر فيها، ويقول: «الحمد لله أكمل خلقي، وحسن صورتي، وزان مني ما شان من غيري».
1162- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: حدثنا الهيثم بن جميل قال: حدثنا عبد الجبار بن الورد قال: سمعت عطاء بن أبي رباح يقول: ما رأيت مجلسا قط أكرم من مجلس ابن عباس، أكثر فقها، ولا أعظم جفنة، أصحاب القرآن عنده يسألونه، وأصحاب العربية عنده يسألونه، وأصحاب الشعر عنده يسألونه، فكلهم يصدر في رأي واسع.
1163- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: حدثنا الهيثم بن جميل، عن عبد الجبار بن الورد، عن عطاء بن أبي رباح، في قول الله: {طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود} قال: أما والله ما هو بالطيب ولكنه من الذنب.
1164- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا الهيثم بن جميل قال: حدثنا زهير، عن أبي إسحاق قال: كان بين أصحاب الإبل والغنم تنازع، فاستطال أصحاب الإبل على أصحاب الغنم، فبلغنا أن ذلك ذكر للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «بعث موسى وهو راعي غنم، وبعث داود وهو راعي غنم، وبعثت أنا، وأنا أرعى غنما لأهلي بأجياد».
1165- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: أخبرنا مروان بن معاوية الفزاري، عن محمد بن سوقة قال: أخبرني محمد بن المنكدر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن هذا الدين متين، فأوغل فيه برفق، ولا تبغض إلى نفسك عبادة الله تعالى، فإن المنبت لا أرضا قطع، ولا ظهرا أبقى»، قال ابن صاعد: وقد رواه أبو عقيل، عن محمد بن سوقة، عن محمد بن المنكدر قال: عن جابر. أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: حدثنا محمد بن منصور الجواز، وهارون بن النعمان، قالا: حدثنا خلاد بن يحيى المكي قال: حدثنا أبو عقيل، عن محمد بن سوقة، عن محمد بن المنكدر، عن جابر، عن النبي فذكره.
1166- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: أخبرنا محمد بن عبيد قال: حدثنا مسعر، عن حبيب بن أبي ثابت، عن يحيى بن جعدة قال: قال عمر بن الخطاب: لولا أني أسير في سبيل الله، وأضع جبيني في التراب، وأجالس قوما يلتقطون طيب القول كما يلتقط طيب التمر، لأحببت أن أكون قد لحقت بالله.
1167- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: أخبرنا المعتمر بن سليمان قال: أنبأنا إياس بن فلان سماه المعتمر قال: انطلق الحسن، فانطلقنا معه إلى أبي نضرة نعوده، فدخل عليه، فقال له أبو نضرة: ادن يا أبا سعيد، فدنا منه، فوضع يده على عنقه، وقبل خده، فقال الحسن: يا أبا نضرة، إنه والله لولا هول المطلع لسر رجالا من إخوانك أن يكونوا قد فارقوا ما هاهنا، قال: يا أبا سعيد، اقرأ سورة، وادع بدعوات، فقرأ: قل هو الله أحد والمعوذتين، وحمد الله، وأثنى عليه وصلى على محمد صلى الله عليه وسلم، قال: «اللهم مس أخانا الضر، وأنت أرحم الراحمين:»، قال: وبكى الحسن ودخل أهل البيت رحمة لأخيهم، قال: فما رأيت الحسن بكى بكاء أشد منه، قال: فقال: يا أبا سعيد كن أنت الذي تصلي علي.
1168- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: أخبرنا سفيان بن عيينة قال: حدثنا عبد الملك بن عمير قال: سمعت قبيصة بن جابر يقول: سمعت عمر بن الخطاب يقول: ما الدنيا كلها في الآخرة إلا كنفجة أرنب قال الحسين: فقيل لسفيان بن عيينة، فإن الثوري وأبا عوانة، لا يقولان قبيصة، واختلفا في رجلين غير قبيصة، قال سفيان: لم يصنعا شيئا، حدثني عبد الملك بن عمير، قال: سمعت قبيصة بن جابر.
1169- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: أخبرنا الهيثم بن جميل قال: حدثنا محمد بن سليم أبو هلال الراسبي، عن عبد الله بن بريدة، قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من سفر، فبدأ بفاطمة فرآها قد أحدثت في البيت سترا وزوائد في يديها، فلما رأى ذلك رجع ولم يدخل، ثم جلس فجعل ينكت في الأرض يقول: «ما لي وللدنيا، ما لي وللدنيا» فرأت فاطمة أنه إنما رجع من أجل ذلك الستر، فأخذت الستر والزوائد، فأرسلت بهما مع بلال، وقالت له: اذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقل له: قد تصدقت به، فضعه حيث شئت، فأتى به بلال النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: قالت فاطمة: تصدقت به، فضعه حيث شئت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «قد فعلت بأبي وأمي، قد فعلت بأبي وأمي، اذهب فبعه».
1170- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: سمعت سفيان بن عيينة يقول: خرج رجل من أهل الشام واستقبله قوم، فقالوا: أين تريد؟ فقال: أريد العيش، قالوا: تركت العيش، وراءك القرية والخصب والناس، وأنت تدخل الفيافي، قال: فما تعدون العيش؟ قالوا: الطعام، والشراب، واللباس، قال: لا، العيش أن تجيبك أطوارك إلى طاعة الله عز وجل.
1171- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين بن الحسن المروزي قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك قال: أخبرنا معمر، أنه سمع من الزهري يحدث عن أبي الأحوص، عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا قام أحدكم إلى الصلاة، فإن الرحمة تواجهه، فلا يحركن الحصى» وأخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك قال: وحدثني يونس بمثله.
1172- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك قال: أخبرنا أيضا يونس، عن الزهري قال: سمعت أبا الأحوص، مولى بني ليث يحدثنا في مجلس ابن المسيب، وابن المسيب جالس أنه سمع أبا ذر يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يزال الله مقبلا على العبد في صلاته، ما لم يلتفت، فإذا صرف وجهه انصرف عنه».
1173- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك قال: أخبرنا هشام صاحب الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن إبراهيم التيمي، أن رجلا، حدثه، أن عبد الله بن مسعود قال: لا يزال الله مقبلا إلى العبد في صلاته ما لم يلتفت، قال محمد: فكان ذلك الرجل الذي حدثني هذا الحديث إذا قام في الصلاة كأنه ود.
1174- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك قال: أخبرنا معمر، عن رجل، عن سعيد بن المسيب، أنه رأى رجلا عبث في صلاته، فقال: لو خشع قلب هذا خشعت جوارحه.
1175- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك قال: حدثنا ابن لهيعة قال: حدثني يزيد بن أبي حبيب، أن أبا الخير أخبره قال: سألنا عقبة بن عامر الجهني، عن قول الله: {الذين هم على صلاتهم دائمون} أهم الذين يصلون أبدا؟ قال: لا، ولكنه الذي إذا صلى لم يلتفت عن يمينه، ولا عن شماله، ولا خلفه.
1176- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك قال: أخبرنا إسماعيل بن عياش، عن تمام بن نجيح، عن الحسن، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مثل الصلاة المكتوبة كالميزان، من أوفى استوفى».
1177- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا سفيان، عن أبي سنان، عن ابن أبي الهذيل، عن أبي عمرو العبدي قال: كان يذكر عن علي أنه سئل عن الالتفات في الصلاة، فقال: هو كيلك فأوفه، أو امحقه.
1178- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا سفيان، عن رجل، عن سالم بن أبي الجعد قال: قال سلمان: الصلاة مكيال، فمن أوفى أوفي له، ومن طفف فقد علمتم ما قال الله في المطففين.
1179- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك قال: أخبرنا معمر، عن أبي جمرة الضبعي أنه أخبره، قال: قلت لابن عباس: إني رجل في قراءتي وكلامي عجلة، فقال ابن عباس: لأن أقرأ البقرة أرتلها؛ أحب إلي من أن أقرأ القرآن كله.
1180- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك قال: أخبرنا يحيى بن سعيد الأنصاري قال: سمعت رجلا يحدث، عن أبيه، أنه سأل زيد بن ثابت، عن قراءة القرآن في سبع، فقال: لأن أقرأه في عشرين، أو نصف- يعني نصف شهر- أحب إلي من أن أقرأه في سبع، وسلني لم ذلك؟ أقف عليه وأتدبره.
1181- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: حدثنا ليث بن سعد، عن ابن أبي مليكة، أنه حدثه عن يعلى بن مملك أنه سأل أم سلمة، عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلاته فقالت: «ما لكم ولصلاته؟ كان يصلي ثم ينام قدر ما يصلي، ثم يصلي قدر ما ينام، ثم ينام قدر ما صلى، فتلك صلاته، حتى يصبح، ونعتت له قراءته، فإذا هي تنعت قراءة مفسرة حرفا حرفا».
1182- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك قال: أخبرنا ابن لهيعة، عن الحارث بن يزيد، عن زياد بن نعيم الحضرمي، عن مسلم بن مخراق قال: قلت لعائشة: يا أم المؤمنين، إن أناسا يقرأ أحدهم القرآن في ليلة مرتين أو ثلاثا، فقالت: قرأوا، ولم يقرأوا، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم ليله التمام، فيقرأ سورة البقرة، وسورة آل عمران، وسورة النساء، لا يمر بآية فيها استبشار إلا دعا الله تعالى ورغب، ولا يمر بآية فيها تخويف إلا دعا الله واستعاذ.
1183- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك قال: حدثنا عيسى بن أبي عيسى المدني، عن الشعبي، عن عائشة، أنها سمعت رجلا يقرأ يهذ القرآن هذا، فقالت: ما قرأ هذا، وما سكت.
1184- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك قال: أخبرنا أيضا، يعني عيسى بن أبي عيسى، عن الشعبي قال: «إذا قرأت القرآن فاقرأه قراءة تسمع أذنيك، ويفقه قلبك، فإن الأذن عدل بين اللسان، والقلب».
1185- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك قال: أخبرنا سلام بن مسكين قال: سمعت الحسن، قرأ: {أفمن يلقى في النار خير أمن} الآية، قال: سمع رجل من المهاجرين رجلا يقرؤها يعيدها، ويبديها، فقال: أو ما سمعتم الله تعالى يقول: {ورتل القرآن ترتيلا} هذا الترتيل.
1186- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك قال: أخبرنا رجل من الأنصار، قال: سألت الحكم بن عتيبة، عن قول الله: {ورتل القرآن ترتيلا}، قال: الترتيل: الترسل.
1187- قال: وكنت آتي عبد الله بن معقل بين المغرب والعشاء في المسجد الأعظم، فأقعد عنده، فأستمع كيف يقرأ القرآن، فلو أن رجلا شاء أن يتعلم منه لتعلم، وكان يصلي ما بين المغرب والعشاء، وبين الظهر والعصر في المسجد الأعظم، ويصلي غدوة حتى يكون قريبا من نصف النهار، ثم يرجع إلى أهله فيقيل، ثم يروح، وكانوا يسمونه المحسر، أي إن قوما كانوا يأخذون في مثل هذا فينقطعون وهو على حاله.
1188- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك قال: أخبرنا سفيان، عن سليمان، عن إبراهيم، عن بعض أصحاب عبد الله، قال: أتيت المسجد، فإذا أنا بعبد الله بن مسعود راكعا، فافتتحت الغرف، فما زال راكعا حتى فرغت، أو قال: فرفعت ولم يرفع.
1189- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك قال: أخبرنا الحسن بن عمرو الفقيمي، عن فضيل بن عمرو- قال: أبو محمد، وهو أخوه- قال: كنت آتي إبراهيم ضحى وهو في البيت يصلي، فقلت: يا أبا عمران، إن أصحابك يكرهون هذه الصلاة، قال: إني لأدع جزئي من الليل رجاء أن يحثني على صلاة النهار.
1190- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك قال: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا حسد إلا على اثنتين: رجل آتاه الله مالا، فهو ينفق منه آناء الليل وآناء النهار، ورجل آتاه الله هذا القرآن، فهو يقوم به آناء الليل، وآناء النهار».
1191- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا موسى بن علي بن رباح قال: سمعت أبي يحدث، عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: إنما الحسد في اثنتين: القرآن يعلمه الله الرجل ليقرأه ويعمل بما فيه، فيقول الرجل: لوددت أن الله أعطاني مثل ما أعطى فلانا، ورجل آتاه الله مالا فيصل به رحمه، ويضعه في حقه، فيقول الرجل: لوددت أن الله أعطاني مثل ما أعطى فلانا، وأربع خلال إذا أعطيتهن لم يضرك ما عزل عنك من الدنيا: حسن خليقة، وعفاف طعمة، وصدق حديث، وحفظ أمانة.
1192- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك قال: حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا حسد إلا في اثنتين: رجل أعطاه الله مالا، فسلطه على هلكته في الحق، ورجل أعطاه الله حكمة فهو يقضي بها ويعلمها».
1193- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا جعفر بن حيان، عن الحسن، في قول الله تعالى: {الذين يمشون على الأرض هونا} قال: حلماء، {وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما} قال: وإن جهل عليهم حلموا، فهذا نهارهم إذا انتشروا في الناس، وليلهم خير ليل، قال الله تعالى: {والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما}، فهذا ليلهم إذا دخلوا فيما بينهم وبين ربهم عز وجل يراوحون بين أطرافهم.
1194- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا شعبة عن أبي إسحاق، عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد، عن علقمة، والأسود، قالا: التهجد بعد نومة.
1195- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك قال: أخبرنا مبارك بن فضالة، عن الحسن، في قول الله تعالى: {كانوا قليلا من الليل ما يهجعون}، قال: قليلا من الليل ما ينامون، {وبالأسحار هم يستغفرون}، قال: مدوا الصلاة إلى الأسحار، ثم أخذوا بالأسحار في الاستغفار.
1196- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك قال: أخبرنا شعبة، عن قتادة، عن الحسن، في هذه الآية قال: كابدوا الليل، يعني بالآية {كانوا قليلا من الليل ما يهجعون}.
1197- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك قال: أخبرنا يونس بن يزيد، عن الزهري قال: أخبرني السائب بن يزيد، أن شريح الحضرمي ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: «ذاك رجل لا يتوسد القرآن»، قال ابن صاعد: «معناه لا ينام عنه».
1198- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا عبد الله بن عمرو، لا تكن مثل فلان كان يقوم الليل، فترك قيام الليل».
1199- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا معمر، عن رجل عن أبي العلاء بن الشخير، عن أبي ذر قال: ثلاثة يضحك الله تعالى إليهم، ويتبشبش الله لهم: رجل قام من الليل وترك فراشه ودفاءه، ثم توضأ فأحسن الوضوء، ثم قام إلى الصلاة، فيقول الله لملائكته: ما حمل عبدي هذا على ما صنع؟ فتقول: أنت أعلم، فيقول: أنا أعلم به، ولكن أخبروني، فيقولون: خوفته شيئا فخافه، ورجيته شيئا فرجاه، فيقول: أشهدكم أني قد أمنته مما خاف، وأوجبت له ما رجا، قال: ورجل كان في سرية، ولقوا العدو فانهزم أصحابه، وثبت هو حتى قتل، أو فتح الله عليه، ورجل سرى ليلته حتى إذا كان في آخر الليل نزل هو وأصحابه، فنام أصحابه وقام هو يصلي.
1200- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا المبارك، عن الحسن قال: أنبئت أن العبد إذا نام وهو ساجد أن الله يقول: انظروا إلى عبدي روحه عندي، وجسده في طاعتي.
1201- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك، عن شعبة بن الحجاج، عن أبي بشر جعفر بن إياس، أنه سمع حميد بن عبد الرحمن، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أفضل الصلاة بعد الفريضة قيام الليل، وأفضل الصوم بعد رمضان صوم المحرم»، قال ابن صاعد: حميد بن عبد الرحمن الحميري بصري رجل من التابعين ليس هو ابن عوف.
1202- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: حدثنا يعقوب الدورقي قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن أيوب، عن محمد بن سيرين، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، وحميد بن عبد الرحمن، عن أبي بكرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه وقف بمنى، وذكر الحديث وقال فيه: وكان أيوب بحميد معجبا.
1203- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا ابن لهيعة، عن أبي الزبير، عن جابر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من الليل ساعة لا يوافقها عبد مسلم، يسأل الله خيرا إلا أعطاه إياه، وهي في كل ليلة».
1204- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا عوف، عن المهاجر أبي خالد- قال ابن صاعد: كذا قال، وغيره يقول: أبو مخلد- عن أبي العالية قال: حدثني أبو مسلم قال: سألت أبا ذر، أي قيام الليل أفضل؟ فقال أبو ذر: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم كما سألتني، فقال: «نصف الليل» أو «آخر الليل» شك عوف «وقليل فاعله».
1205- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا ليث بن سعد قال: حدثنا عقيل، عن ابن شهاب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا قام الرجل فتوضأ ليلا، أو نهارا فأحسن وضوءه، واستن، ثم قام فصلى، أطاف به ملك، ودنا منه، حتى يضع فاه على فيه، فما يقرأ إلا في فيه، وإذا لم يستن أطاف به، ولم يضع فاه على فيه، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقوم إلى الصلاة حتى يستن».
1206- أخبرنا الشيخ الجليل العالم الزاهد أبو علي الحسين بن محمد بن الحسين بن إبراهيم الدلفي المقدسي قال: قرأ الشيخ أبو محمد ظاهر النيسابوري، على الشيخ الثقة أبي محمد الحسن بن علي بن محمد بن الحسن الجوهري ببغداد بباب المراتب حرسها الله يوم الإثنين ثالث عشر جمادى الآخرة من سنة أربع وخمسين وأربعمائة وأنا حاضر أسمع، وأقر به، قال له: أخبركم أبو عمر محمد بن العباس بن زكريا بن حيويه، قراءة عليه في شهر ربيع الأول سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة وأنت حاضر تسمع قال: حدثنا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد قرأه علينا من لفظه عند منزله في شهر ذي القعدة من سنة تسع وثلاثمائة قال: حدثنا الحسين بن الحسن المروزي قال: أخبرنا أبو معاوية الضرير قال: حدثنا الأعمش، عن المنهال بن عمرو، عن زاذان أبي عمر، عن البراء بن عازب قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الأنصار، فانتهينا إلى القبر، ولما يلحد له، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجلسنا حوله كأن على رءوسنا الطير، في يده عود ينكت به في الأرض، فرفع رأسه، فقال: «استعيذوا بالله من عذاب القبر» مرتين، أو ثلاثا، ثم قال: «إن العبد المؤمن إذا كان في إقبال من الآخرة، وانقطاع من الدنيا، نزل إليه الملائكة بيض الوجوه، كأن وجوههم الشمس، معهم كفن من كفن الجنة، وحنوط من حنوط الجنة، فيجلسون منه مد البصر، ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه، فيقول: أيتها النفس المطمئنة الطيبة اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان، فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من في السقاء، فيأخذها، فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها، فيجعلوها في ذلك الكفن، وفي ذلك الحنوط، ويخرج منها كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الأرض، فيصعدون بها، ولا يمرون بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا: ما هذه الروح الطيبة؟ فيقولون: فلان بن فلان بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونه في الدنيا، حتى ينتهوا به إلى السماء الدنيا، فيستفتحون له، فيفتح له، فيشيعه من كل سماء مقربوها إلى السماء التي تليها، حتى ينتهى به إلى السماء السابعة، فيقول الله: اكتبوا كتاب عبدي في عليين، وأعيدوه في الأرض، فإني منها خلقتهم، وفيها أعيدهم، ومنها أخرجهم تارة أخرى، قال: فيعاد روحه في جسده، ويأتيه ملكان فيجلسانه، فيقولان له: ما دينك؟ فيقول: ديني الإسلام، فيقولان: ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول: هو رسول الله، فيقولان له: ما عملك؟ فيقول: قرأت كتاب الله، فآمنت به وصدقت، فينادي مناد من السماء أن صدق عبدي أفرشوه من الجنة، وألبسوه من الجنة، وافتحوا له بابا إلى الجنة، فيأتيه من روحها وطيبها، فيفسح له في قبره مد بصره، ويأتيه رجل حسن الوجه طيب الريح، فيقول له: أبشر بالذي يسرك، وهذا يومك الذي كنت توعد، فيقول له: من أنت؟ فوجهك الوجه يجيء بالخير، فيقول: أنا عملك الصالح، فيقول: ربي أقم الساعة، رب أقم الساعة ثلاثا، حتى أرجع إلى أهلي ومالي، قال: وإن العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا، وإقبال من الآخرة نزل إليه من السماء ملائكة سود الوجوه، معهم المسوح فيجلسون منه مد البصر، ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه، فيقول: أيتها النفس الخبيثة، اخرجي إلى سخط من الله وغضب، فتفرق في أعضائه كلها، فينتزعها كما ينتزع السفود من الصوف المبلول، فتتقطع معها العروق والعصب، فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها من يده، فيجعلوها في تلك المسوح»، قال: «ويخرج منها كأنتن ريح جيفة وجدت على وجه الأرض، فيصعدون بها فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا: ما هذه الروح الخبيثة؟ فيقولون: فلان ابن فلان بأقبح أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا، حتى ينتهوا إلى السماء الدنيا فيستفتحون لها فلا يفتح لها»، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: {لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط}، قال: «ثم يقول الله سبحانه وتعالى: اكتبوا كتابه في سجين في الأرض السفلى، فيطرح روحه طرحا»، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: {ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق}، قال: «فيعاد روحه في جسده، فيأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان: من ربك؟ فيقول: ها ها لا أدري، فيقولان له: ما دينك؟ فيقول: ها ها لا أدري، فيقولان له: ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول: ها ها لا أدري، فينادي مناد من السماء: أن كذب عبدي فأفرشوه من النار، وألبسوه من النار، وافتحوا له بابا إلى النار، ويدخل عليه من حرها وسمومها، ويضيق عليه قبره، حتى تختلف فيه أضلاعه، قال: ويأتيه رجل قبيح الوجه، قبيح الثياب، منتن الريح، فيقول: أبشر بالذي يسوءك، هذا يومك الذي كنت توعد، فيقول: من أنت؟ فوجهك الوجه يجيء بالشر، فيقول: أنا عملك السيئ، فيقول: ربي لا تقم الساعة، رب لا تقم الساعة».
1207- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: حدثنا أبو معاوية قال: حدثنا الأعمش، عن مجاهد، عن طاوس، عن ابن عباس قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقبرين، فقال: «إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير، أما أحدهما فكان لا يستنزه من البول، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة»، فقال: ثم أخذ جريدة فشقها بنصفين، فغرز في كل قبر واحدة، فقيل: يا رسول الله، لم فعلت هذا؟ فقال: «لعله أن يخفف عنهما ما لم ييبسا» أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: أخبرنا وكيع بن الجراح قال: أخبرنا الأعمش، عن مجاهد، سمعه يحدث، عن طاوس، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله.
1208- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: أخبرنا يحيى بن سليم قال: أخبرنا ابن أبي نجيح قال: سمعت مجاهدا يقول في قول الله: {كلا إن كتاب الفجار لفي سجين} قال: سجين: صخرة تحت الأرض السابعة، تقلب فيجعل تحتها كتاب الكافر.
1209- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: أخبرنا الهيثم بن جميل قال: أخبرنا يعقوب بن عبد الله القمي، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن شمر، عن كعب الأحبار، أن ابن عباس، سأله عن قول الله عز وجل: {إن كتاب الأبرار لفي عليين وما أدراك ما عليون} قال: إن روح المؤمن إذا قبضت عرج بها إلى السماء، فيفتح لها أبواب السماء، وتلقاه الملائكة بالبشرى، حتى ينتهى بها إلى العرش، وتعرج الملائكة فيخرج لها من تحت العرش رق فيختم، ويرقم، ويوضع تحت العرش بمعرفة النجاة للحساب يوم القيامة، فذلك قول الله تعالى: {كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين وما أدراك ما عليون كتاب مرقوم}، قال: وقوله: {كلا إن كتاب الفجار لفي سجين}، قال: إن روح الفاجر يصعد بها إلى السماء، فتأبى السماء أن تقبلها، فيهبط بها إلى الأرض، وتأبى الأرض أن تقبلها، فتدخل تحت سبع أرضين حتى ينتهى بها إلى سجين، وهو خد إبليس، فيخرج لها من تحت خد إبليس كتاب، فيختم، ويوضع تحت خد إبليس لهلاكه للحساب، فذلك قوله تعالى: {كلا إن كتاب الفجار لفي سجين وما أدراك ما سجين كتاب مرقوم} قال: فأخبرني عن سدرة المنتهى؟ قال: سدرة في ظل العرش، إليها ينتهي علم كل عالم ملك مقرب، أو نبي مرسل، وما خلفها غيب لا يعلمه إلا الله، قال: فأخبرني عن قول الله {الله نور السموات والأرض مثل نوره}، قال: {الله نور السموات والأرض} مثل نوره مثل محمد، يكاد يتبين أنه نبي، وإن لم ينطق، {من شجرة مباركة} لم تصبها الشمس في شرق ولا غرب.
1210- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك قال: أخبرنا ابن عيينة قال: حدثنا الحسن بن عبيد الله النخعي، عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: حث علي بن أبي طالب، على السواك، فقال: إن الرجل إذا قام يصلي دنا الملك يستمع القرآن، فما زال يدنو منه حتى يضع فاه إلى فيه، فما يلفظ من آية إلا وقعت في جوف الملك، وحث الناس على السواك قال ابن عيينة: وحدثني عبد الكريم أبو أمية قال: قال الحكم بن عتيبة، لشيخ: حدث أبا أمية، ما سمعت من أبي عبد الرحمن، فذكر نحوا من حديث الحسن بن عبيد الله. قال ابن صاعد: ورفعه الفضيل بن سليمان النميري.
1211- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا محمد بن زياد بن الربيع الزيادي قال: أخبرنا الفضيل بن سليمان النميري قال: حدثنا الحسن بن عبيد الله، عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: أمر علي بالسواك، وقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن العبد إذا تسوك ثم قام يصلي، قام الملك خلفه يستمع القرآن، فلا يزال عجبه بالقرآن يدنيه منه، حتى يضع فاه على فيه، فما يخرج من فيه شيء من القرآن إلا صار في جوف الملك، فطهروا أفواهكم».
1212- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا الأوزاعي قال: حدثنا حسان بن عطية قال: كان يقال: ركعتان يركعهما العبد وقد استن فيهما، أفضل من سبعين ركعة لم يستن فيها.
1213- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا حيوة بن شريح، عن عقيل، عن ابن شهاب أنه كان إذا تسوك مكث نهارا طويلا يتسوك.
1214- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا عمر بن محمد بن زيد، أن نافعا، أخبره، عن ابن عمر، أنه كان يتسوك حين يريد النوم، وبكرة، وحين يصبح.
1215- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا سفيان، عن عبد الله بن دينار قال: كان ابن عمر لا يأكل طعاما إلا استن، وكان يقول: لو استقبلت من أمري ما استدبرت منه كان أحب إلي من وصيفين، قال ابن صاعد: رواه عمر بن سعيد الثوري، عن عبد الله بن دينار.
1216- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء العطار، وأبو عبيد الله، قالا: أخبرنا سفيان بن عيينة، عن عمر بن سعيد، عن عبد الله بن دينار، أن ابن عمر قال: السواك بعد الطعام أحب إلي من وصيفين.
1217- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبيد الله بن عمر، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لولا أن أشق على أمتي لأمرت بالسواك عند كل صلاة، ولأخرت العشاء إلى نصف الليل أو إلى ثلث الليل».
1218- ذكر نزوله عز وجل، فقال: «من ذا الذي يدعوني فأستجيب له، من ذا الذي يسألني فأعطيه، من ذا الذي يستغفرني فأغفر له حتى يطلع الفجر».
1219- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا الحسن بن حكيم الثقفي قال: حدثتني أمي، أن أبا برزة الأسلمي، كان يقوم من جوف الليل إلى الماء فيتوضأ، لا يوقظ أحدا من خدمه، وهو شيخ كبير، ثم يصلي وكانت أمة لأبي برزة الأسلمي.
1220- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا الزبير بن عبد الله، أن جدته، أخبرته، وكانت خادما لعثمان بن عفان، قالت: كان عثمان لا يوقظ نائما من أهله إلا أن يجد يقظانا فيدعوه، فيناوله وضوءه، وكان يصوم الدهر.
1221- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا عمر بن محمد بن زيد، أن أباه أخبره أن عبد الله بن عمر كان له مهراس فيه ماء فيصلي ما قدر له، ثم يصير إلى الفراش فيغفي إغفاء الطائر، ثم يقوم فيتوضأ، ثم يصلي، ثم يرجع إلى فراشه، فيغفي إغفاء الطائر، ثم يثب، فيتوضأ، ثم يصلي، فيفعل ذلك في الليلة أربع مرات أو خمسا.
1222- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا الأوزاعي قال: أخبرنا إسحاق بن أبي طلحة، أن رجلا قال: لأرمقن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «فصلى العشاء، ثم اضطجع غير كثير، ثم قام، ففرغ من حاجته، ثم أتى مؤخرة الرحل، فأخذ منها السواك، فاستن، وتوضأ، فوالذي نفسي بيده، ما ركع حتى ما أدري ما مضى من الليل أكثر أم ما بقي منه؟ وحتى ركبني من النوم أمثال الجبال».
1223- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا معمر، والأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن ربيعة بن كعب الأسلمي قال: كنت أبيت عند حجر النبي صلى الله عليه وسلم، فكنت أسمعه إذا قام من الليل، يقول: «سبحان الله وبحمده، سبحان الله رب العالمين، الهوي»، ثم يقول: «سبحان الله وبحمده، الهوي»«ما من امرئ يكون له صلاة من الليل، ويغلبه عليها النوم، إلا كتب له أجر صلاته، وكان نومه عليه صدقة». أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا سليمان بن صيفي الحراني قال: حدثنا محمد بن سليمان الحراني قال: حدثنا أبو جعفر الرازي، عن محمد بن المنكدر، عن سعيد بن جبير، عن الأسود بن يزيد، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه، وهذا هو الرضا.
1225- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا سفيان الثوري قال: سمعت عبدة بن أبي لبابة يقول: سمعت سويد بن غفلة يحدث عن أبي ذر، أو عن أبي الدرداء قال: ما من رجل يريد أن يقوم ساعة من الليل، فتغلبه عينه، إلا كتب الله له أجرها، وكان نومه صدقة تصدق الله بها عليه.
1226- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا سفيان بن عيينة، عن ابن أبي لبابة، عن سويد بن غفلة، عن أبي ذر، أو عن أبي الدرداء قال: ما من رجل يريد صلاة بالليل فينام إلا كان نومه عليه صدقة من الله عز وجل، وإلا كتب له ما نوى أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا سفيان بن عيينة، عن عبدة بن أبي لبابة بإسناده نحوه.
1227- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا ابن لهيعة قال: حدثني توبة بن نمر، عن عمران بن عوف الغافقي، عن عطاء بن يسار، عن عبد الله بن سلام قال: من توضأ من غير حدث، ولم يكن داخلا على النساء في البيوتات، ولم يكسب مالا بغير حق؛ رزق من الدنيا بغير حساب.
1228- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا ابن لهيعة قال: حدثني خالد بن يزيد، عن عبد الرحمن بن حساس، أو قال: جساس قال: حدثني عمرو بن حريث قال: بلغنا أن الطاهر كالصائم الصابر.
1229- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا الحسن بن ذكوان، عن سليمان الأحول، عن عطاء، عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من بات طاهرا بات في شعاره ملك، لا يستيقظ ساعة من الليل إلا قال الملك: اللهم اغفر لعبدك فلان، فإنه بات طاهرا».
1230- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا ابن لهيعة قال: حدثنا عثمان بن نعيم الرعيني، عن أبي عثمان الأصبحي، عن أبي الدرداء قال: إذا نام الإنسان عرج بروحه حتى يؤتى بها إلى العرش، فإن كان طاهرا أذن لها بالسجود، وإن كانت جنبا لم يؤذن لها بالسجود.
1231- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا سفيان بن عيينة، عن إبراهيم بن المهاجر، عن مجاهد قال: كانوا يشبهون صلاة العشي بصلاة الليل.
1232- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا يونس بن يزيد، عن الزهري، عن السائب بن يزيد، وعبيد الله بن عبد الله، أخبراه أن عبد الرحمن بن عبد القاري قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: من نام عن حزبه، أو عن شيء منه، فقرأه فيما بين صلاة الفجر، وصلاة الظهر كتب له كأنما قرأه من الليل، قال ابن صاعد: رفعه الليث بن سعد، وابن وهب، وأبو صفوان الأموي عبد الله بن سعيد، عن يونس بن يزيد.
1233- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا مالك بن أنس، عن داود بن الحصين قال: أخبرنا عبد الرحمن بن هرمز أن ابن عبد- قال ابن صاعد: يعني عبد الرحمن بن عبد القارئ- أخبره أن عمر بن الخطاب قال: من فاته شيء من حزبه من الليل، فقرأه حين تزول الشمس إلى صلاة الظهر، فكأنه لم تفته، أو كأنه قد أدركه. قال أبو محمد: وقد رفع هذا الحديث عن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
1234- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن حميد بن عبد الرحمن، أن عمر بن الخطاب قال: من فاته ورده من الليل، فليصل به في صلاة قبل الظهر، فإنها تعدل صلاة الليل.
1235- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا حماد بن سلمة، عن سعد بن إبراهيم قال: فليصل إذا زالت الشمس.
1236- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: حدثنا شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن أبيه قال: كان عبد الرحمن بن عوف يصلي قبل الظهر صلاة طويلة، فإذا سمع الأذان شد عليه ثيابه وخرج.
1237- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا ابن لهيعة قال: حدثني عبيد الله بن المغيرة، أنه سمع أبا سلمة بن عبد الرحمن، أن عبد الرحمن بن عوف كان يسبح قبل صلاة الظهر حتى يفيء الفيء أربع ركعات يطيلهن، حتى أقول قد قرأ في بعضهن بسورة البقرة.
1238- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا ابن لهيعة، عن عبيد الله بن المغيرة، أن منقذ بن قيس أخبره- كذا قال- عن ابن عمر أنه كان يصلي في الهجير حين تزيغ الشمس أربع ركعات، أو ستا، فيفرغ منهن مع التأذين الأول، وربما فرغ منهن بعد التأذين.
1239- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا عمر بن محمد، أن أباه أخبره، أن ابن عمر كان إذا زالت الشمس خرج إلى المسجد فصلى، فكانت له صلاة، إن قضاها قبل الصلاة دخل قبل أن يسبح، وإن لم يقضها قضاها.
1240- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا المعتمر بن سليمان قال: سمعت حميدا يحدث، عن أنس قال: أحب الصلاة إلى أصحابنا بالهاجرة.
1241- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا سعيد بن أبي أيوب قال: حدثنا زهرة بن معبد، عن أبي عبد الرحمن الحبلي قال: إذا صليت المغرب فقم فصل صلاة رجل لا يريد أن يصلي تلك الليلة، فإن رزقت من الليل قياما كان خيرا رزقته، وإن لم ترزق قياما كنت قد قمت أول الليل.
1242- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا سفيان، عن منصور، عن إبراهيم قال: كانوا إذا فاتهم أربع قبل الظهر، صلوها بعد الركعتين اللتين بعد الظهر.
1243- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا سليمان التيمي، أن رجلا حدثه، قال: قيل لعبيد مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بالصلاة غير المكتوبة، قال: بين المغرب والعشاء.
1244- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: حدثني حيوة بن شريح قال: حدثني أبو صخر، أنه سمع محمد بن المنكدر يحدث، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من صلى ما بين المغرب إلى صلاة العشاء:، فإنها صلاة الأوابين».
1245- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا موسى بن عبيدة، عن عبد الله بن عبيدة، عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: صلاة الأوابين الخلوة التي بين المغرب والعشاء، حتى يثوب الناس إلى الصلاة.
1246- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا سفيان، عن جابر، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه قال: ما أتيت عبد الله بن مسعود في تلك الساعة إلا وجدته يصلي، فقلت له في ذلك، فقال: نعم ساعة الغفلة يعني ما بين المغرب والعشاء.
1247- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا موسى بن عبيدة، عن أيوب بن خالد، عن ابن عمر قال: من أدمن على أربع ركعات بعد المغرب، كان كالمعقب غزوة بعد غزوة.
1248- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا عمارة بن زاذان، عن ثابت البناني قال: كان أنس يصلي ما بين المغرب والعشاء، ويقول: هذه ناشئة الليل.
1249- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا يحيى بن أيوب قال: حدثني محمد بن أبي الحجاج، أنه سمع عبد الكريم بن الحارث، يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من ركع عشر ركعات بين المغرب والعشاء بني له قصر في الجنة»، فقال عمر بن الخطاب: إذا نكثر قصورنا، أو بيوتنا يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الله أكثر وأفضل» أو قال: «أطيب».
1250- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: أخبرنا عبد العزيز بن أبي عثمان الرازي قال: أخبرنا موسى بن عبيدة الربذي، عن محمد بن كعب القرظي، عن عوف بن مالك الأشجعي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قد علمت آخر أهل الجنة دخولا الجنة، رجل كان يسأل الله في الدنيا أن يجيره من النار، ولا يقول: أدخلني الجنة، فإذا دخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار بقي فيما بين ذلك، فيقول: يا رب، ما لي هاهنا؟ فيقول: عبدي، هذا ما كنت تسألني يا ابن آدم:، فيقول: يا رب، قربني من باب الجنة أنظر إليها، وأجد ريحها، قال: فيقرب من باب الجنة، فيرى شجرة في الجنة عند باب الجنة، فيقول: يا رب، قربني من هذه الشجرة أستظل بظلها، وآكل من ثمرها، فيقول: يا ابن آدم، ألم تقل؟ فيقول: يا رب، أين لي مثلك؟ فلا يزال يرى شيئا أفضل من شيء، فيسأل أن يقرب إليه، فيقال له: ابن آدم، ألم تقل؟ فيقول: يا رب، وأين لي مثلك؟ فيقال له: اذهب في الجنة، ولك ما بلغت قدماك، وما نظرت إليه عيناك»، قال: «فيسعى في الجنة حتى إذا بلح، قال: ذلك لي؟ فيقول الله له: ذلك لك ومثله، وعشرة أمثاله معه، فيقول: الرضا ما أخرني شيء إلا أن الله أعطاني شيئا لم يعطه أحدا من أهل الجنة، ولو أذن لي ربي تعالى لأوسعت أهل الجنة طعاما وشرابا وكسوة، ولا ينقص ذلك مما عندي شيئا».
1251- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن مهدي، عن حماد بن أبي سليمان، عن ربعي، عن حذيفة قال: ليدخلن الجنة قوم محشتهم النار، يدخلونها برحمة الله وبشفاعة الشافعين.
1252- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: أخبرنا ابن أبي عدي قال: أخبرنا يزيد بن أبي صالح قال: سمعت أنس بن مالك يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يدخل أقوام من أمتي النار - أو قال: جهنم- حتى إذا كانوا حمما أدخلوا الجنة، فيقول أهل الجنة: من هؤلاء؟ فيقال: هؤلاء الجهنميون».
1253- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، ويعقوب بن إبراهيم واللفظ للحسين، أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم قال: حدثنا محمد بن إسحاق قال: حدثني عبيد الله بن المغيرة بن معيقيب، عن سليمان بن عمرو بن عبد العتواري أحد بني ليث، وكان في حجر أبي سعيد، قال: سمعت أبا سعيد الخدري يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «يوضع الصراط بين ظهراني جهنم، وعليه حسك كحسك السعدان، ثم يستجيز الناس، فناج مسلم، ومجروح ناج، ومحتبس، ومنكوس فيها، وإذا فرغ الله عن وطر من القضاء بين العباد، يفقد المؤمنون رجالا كانوا معهم في الدنيا يصلون صلاتهم، ويزكون زكاتهم، ويصومون صيامهم، ويحجون حجهم، ويغزون غزوهم، فيقولون: يا ربنا، عباد من عبادك كانوا معنا في الدنيا يصلون صلاتنا، ويصومون صيامنا، ويحجون حجنا، ويزكون زكاتنا، ويغزون معنا، لا نراهم، فيقول: اذهبوا إلى النار فمن وجدتم فيها منهم فأخرجوه، قال: فيجدون وقد أخذتهم النار على قدر أعمالهم، فمنهم من أخذته إلى قدميه، ومنهم من أخذته إلى نصف ساقيه، ومنهم أخذته إلى ركبتيه، ومنهم أخذته إلى ثدييه، ومنهم من أخذته إلى إزرته، ومنهم من أخذته إلى عنقه، ولما تغش الوجوه، فيستخرجونهم منها، فيطرحون في ماء الحياة»، فقيل: يا رسول الله، وما ماء الحياة؟ قال: «غسل أهل الجنة، فينبتون فيه كما ينبت الزرع في غثاء السيل، ثم يشفع الأنبياء، أو قال: يشفع في كل من كان يشهد أن لا إله إلا الله مخلصا فيستخرجون منها، ثم يتحنن الله برحمته على من فيها، فما يترك أحدا في قلبه مثقال ذرة من إيمان إلا أخرجه منها».
1254- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، وزياد بن أيوب ويعقوب بن إبراهيم واللفظ للحسين قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم قال: حدثنا سعيد بن يزيد، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أما أهل النار الذين هم أهلها فإنهم لا يموتون فيها ولا يحيون، ولكن أناس- أو كما قال- يصيبهم النار بذنوبهم- أو قال: بخطاياهم- ويميتهم إماتة، حتى إذا صاروا فحما أذن في الشفاعة، فجيء بهم ضبائر، فبثوا على أنهار- أو قال: باب الجنة- ويقال: يا أهل الجنة، أفيضوا عليهم، فينبتون كما ينبت الحبة في حميل السيل» فقال رجل من القوم حينئذ: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبادية.
1255- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم قال: أخبرنا هشام الدستوائي قال: حدثنا حماد قال: سألنا إبراهيم عن هذه الآية: {ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين}، قال: حدثت أن المشركين، قالوا لمن يدخل النار: ما أغنى عنكم ما كنتم تعبدون؟ فيغضب الله تعالى لهم، ويقول الله تعالى للملائكة والنبيين: اشفعوا، فيشفعون، فيخرجون من النار حتى إن إبليس ليتطاول رجاء أن يخرج معهم، فعند ذلك {يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين}.
1256- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: أخبرنا الهيثم بن جميل قال: أخبرنا هذيل بن بلال المدائني قال: حدثنا سعيد بن عبد الرحمن الزبيدي، عن أنس بن مالك قال: أول من يأذن الله تعالى له يوم القيامة في الكلام والشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم، فيقال: قل يسمع، وسل تعطه، فيخر ساجدا، فيثني على الله ثناء لم يثنه عليه أحد، فيقال له: ارفع رأسك، فيرفع رأسه، فيقول: يا رب، أمتي أمتي، فيخرج له ثلث من في النار من أمته، ثم يقال له: قل يسمع، وسل تعطه، فيخر ساجدا، ويثني على الله ثناء لم يثنه عليه أحد، فيقال له: ارفع رأسك، وقل يسمع، فيرفع رأسه، فيقول: يا رب، أمتي أمتي، فيخرج له ثلث آخر من أمته، ثم يقال له: قل يسمع، وسل تعطه، فيخر ساجدا، ويثني على الله ثناء لم يثنه عليه أحد، فيقال له: ارفع رأسك، قل يسمع، فيرفع رأسه، فيقول: يا رب، أمتي أمتي، فيخرج له الثلث الباقي، قال: فقيل للحسن: إن أبا حمزة يحدث بكذا وكذا، فقال الحسن: يرحم الله أبا حمزة نسي الرابعة، قلنا: وما الرابعة؟ قال: من ليست له حسنة إلا لا إله إلا الله، فيقول: يا رب، أمتي أمتي، فيقال: يا محمد، هؤلاء ينجيهم الله برحمته حتى لا يبقى أحد ممن قال: لا إله إلا الله، فعندها يقول أهل جهنم: {فما لنا من شافعين ولا صديق حميم فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين}، وقوله: {ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين}.
1257- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا مالك بن مغول، عن مقاتل بن بشير العجلي، عن شريح بن هانئ قال: سألت عائشة عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: «لم تكن من الصلاة شيء أحرى أن يؤخرها إذا كان على حديث من صلاة العشاء، وما صلاها قط فدخل علي، إلا صلى بعدها أربعا أو ستا، وما رأيته متقيا الأرض بشيء قط، إلا أني أذكر يوم مطر، فإنا بسطنا تحته بتا - تعني نطعا- فكأني أنظر إلى خرق فيه ينبع منه الماء».
1258- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي سبع عشرة ركعة من الليل.
1259- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا ابن لهيعة قال: حدثني حبان بن واسع، عن أبيه، عن سعد بن المنذر الأنصاري أنه قال: يا رسول الله، أقرأ القرآن في ثلاث؟ قال: «إن استطعت» قال: وكان يقرأه كذلك حتى توفي.
1260- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا ابن لهيعة قال: حدثني بكير بن الأشج، عن سليمان بن يسار، أن عثمان بن عفان، قام بعد العشاء فقرأ القرآن كله في ركعة، لم يصل قبلها ولا بعدها.
1261- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا فليح بن سليمان، عن محمد بن المنكدر، عن عبد الرحمن بن عثمان التيمي قال: قلت: لأغلبن الليلة على المقام، فسبقت إليه، فبينا أنا قائم أصلي، إذ وضع رجل يده على ظهري، فنظرت، فإذا هو عثمان بن عفان رحمة الله عليه وهو خليفة، فتنحيت عنه، فقام، فما برح قائما حتى فرغ من القرآن في ركعة لم يزد عليها، فلما انصرف، قلت: يا أمير المؤمنين، إنما صليت ركعة، قال: أجل هي وتري.
1262- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا عاصم بن سليمان، عن ابن سيرين، أن تميما الداري، كان يقرأ القرآن في ركعة.
1263- قال: وقالت امرأة عثمان حين دخلوا عليه ليقتلوه، قالت: إن تقتلوه فإنه قد كان يحيي الليل كله بالقرآن في ركعة.
1264- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا الأوزاعي قال: حدثنا واصل بن أبي جميل، عن مجاهد، أنه سئل عن رجلين دخلا في الصلاة جميعا، وفرغا جميعا، وهذ أحدهما يقرأ ما لم يقرأ الآخر، فقال: أجورهما على قدر قيامهما.
1265- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا الأوزاعي قال: أخبرني عثمان بن أبي سودة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «صلاة الأوابين- أو قال: صلاة الأبرار- ركعتين إذا دخلت بيتك، وركعتين إذا خرجت».
1266- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا رجل من الأنصار قال: حدثني أبو عون الثقفي قال: سمعت عبد الله بن شداد بن الهاد يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل بيتا - أو قال: بيته- صلى ركعتين.
1267- قال ابن شداد: وكان ابن عباس إذا خرج لحاجته فبال، أو أحدث، ذكره الغلام، فتلقاه بالوضوء، فإذا دخل بيته صلى ركعتين.
1268- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا رجل، عن أبي قيس الأودي، عن هزيل بن شرحبيل، عن مسروق، عن عائشة، قالت: ما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من عندي قط إلا صلى ركعتين، قال ابن صاعد: رواه نعيم بن حماد، عن ابن المبارك، قال: حدثني أبو قيس. أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى، حدثناه علي بن داود، عن نعيم بذلك.
1269- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا معمر، عن ثابت البناني، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: تزوج رجل امرأة عبد الله بن رواحة، فقال لها: تدرين لم تزوجتك؟ لتخبريني عن صنيع عبد الله بن رواحة، في بيته، فذكرت له شيئا لا أحفظه، غير أنها قالت: كان إذا أراد أن يخرج من بيته صلى ركعتين، فإذا دخل داره صلى ركعتين، وإذا دخل بيته صلى ركعتين لا يدع ذلك أبدا وكان ثابت لا يدع ذلك فيما ذكر لنا بعض من يخالط أهله، وفيما رأينا منه.
1270- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا رشدين بن سعد، عن ابن أنعم، عن ابن أبي جبلة قال: آخر من يخرج من المسجد يخرج معه الملائكة بلوائهم بين يديه حتى يأتي منزله، فيكونون كما هم حتى يخرج إلى المسجد، فينطلقون بلوائهم بين يديه، فهم كذلك مع آخر من يخرج من المسجد، وأول من يدخل.
1271- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا سفيان، عن عبيد المكتب، عن مجاهد قال: قلت: رجل قرأ البقرة وآل عمران في ركعة، وآخر قرأ البقرة وحدها في ركعة، وكان قيامهما، وركوعهما، وسجودهما، وقعودهما سواء، أيهما أفضل؟ قال: الذي قرأ البقرة، ثم قرأ: {وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث}.
1272- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا معمر، قال حدثنا أبو إسحاق، عن أبي عبيدة، عن ابن مسعود قال: إن الشيطان إذا رأى ابن آدم ساجدا صاح ورن، وقال: له الويل، أمر ابن آدم بالسجود فأطاع، فله الجنة، وأمرت بالسجود فعصيت، فلي النار.
1273- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: حدثنا حسين بن علي قال: حدثتني فاطمة بنت حسين، أن رجلا قال: يا رسول الله، ادع الله أن يجعلني من أهل شفاعتك، قال: «أعني بكثرة السجود».
1274- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا ليث بن سعد قال: حدثني عمارة بن غزية، عن سمي مولى أبي بكر بن عبد الرحمن، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: إن أقرب ما يكون العبد من الله تعالى ساجدا، فأكثروا الدعاء عند ذلك.
1275- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا الأوزاعي، قال حدثنا حسان بن عطية قال: بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ركعتان يركعهما العبد في جوف الليل، خير له من الدنيا وما فيها، ولولا أن أشق على أمتي لفرضتهما عليهم».
1276- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا سفيان بن عيينة، عن شيخ منهم، أن ابن عباس مر برجل يدعو وهو ساجد، فقال: هكذا فافعل.
1277- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا محمد بن عجلان، عن عامر بن عبد الله بن الزبير، عن عمرو بن سليم، عن أبي قتادة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا دخل أحدكم المسجد فليركع ركعتين قبل أن يجلس»، أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا مالك بن أنس، نحو حديث ابن عجلان.
1278- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا سفيان بن عيينة، عن أبي النضر قال: قال لي أبو سلمة بن عبد الرحمن: ما يمنع مولاك إذا دخل المسجد أن يركع ركعتين قبل أن يجلس، فإنهما من السنة؟ أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال حدثنا ابن عيينة بهذا الإسناد نحوه.
1279- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا ابن لهيعة قال: حدثني جعفر بن ربيعة، عن عمران بن عوف الغافقي، عن إسماعيل بن عبيد قال: قلت لابن عمر: أطول الركوع للقائم في الصلاة أفضل؟ أم طول السجود؟ قال: يا ابن أخي، خطايا الإنسان في رأسه، وإن السجود يحط الخطايا.
1280- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا ابن لهيعة قال: حدثني الحارث بن يزيد قال: حدثني كثير الأعرج قال: كنا بذي الصواري، ومعنا أبو فاطمة الأزدي، وكانت قد اسودت جبهته وركبتاه من كثرة السجود، فقال ذات يوم: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أبا فاطمة، أكثر من السجود، فإنه ليس من عبد يسجد لله عز وجل سجدة، إلا رفعه الله بها درجة».
1281- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا يحيى بن أيوب، عن عبيد الله بن زحر، عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة، عن أبي أيوب الأنصاري قال: نزل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم شهرا، فبقيت في عمله كله، فرأيت إذا زالت الشمس- أو زاغت، أو كما قال- إن كان في يده عمل الدنيا رفضه، وإن كان نائما كأنما يوقظ له، فيقوم فيغتسل، أو يتوضأ، ثم يركع ركعات يتمهن، ويحسنهن، ويتمكث فيهن، فلما أراد أن ينطلق، قلت: يا رسول الله، مكثت عندي شهرا، ولوددت أنك مكثت عندي أكثر من ذلك، فبقيت في عملك كله، فرأيتك إذا زالت الشمس، أو زاغت، فإن كان في يدك عمل من الدنيا رفضته، وإن كنت نائما فكأنما توقظ له، فتغتسل، أو توضأ، ثم تركع أربع ركعات، تتمهن، وتحسنهن، وتمكث فيهن، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أبواب السموات وأبواب الجنة تفتح في تلك الساعة، فما ترتج أبواب السموات وأبواب الجنة حتى تصلى هذه الصلوات، فأحببت أن يصعد لي تلك الساعة خير»، قال ابن المبارك: وزاد الأوزاعي قال: فأحببت أن يرفع لي عملي في أول العابدين.
1282- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا شعبة، عن منصور، عن ذر، عن يسيع، عن النعمان بن بشير، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الدعاء هو العبادة، ثم قرأ {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم}»، أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا سفيان، نحوه.
1283- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا شريك، عن جابر، عن أبي جعفر، عن عمار بن ياسر قال: لا يكتب للرجل من صلاته ما سها عنه.
1284- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا عبيد الله بن عمر، عن سعيد المقبري، عن عمر بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، أن عمار بن ياسر، دخل المسجد فصلى ركعتين خفيفتين، فقال له رجل: لقد خففتهما يا أبا اليقظان قال: هل رأيتني نقصت من حدودهما شيئا؟ ولكني خففتهما، بادرت بهما السهو، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الرجل ليصلي الصلاة لعله لا يكون له من صلاته عشرها، أو تسعها، أو ثمنها، أو سبعها، أو سدسها، أو خمسها»، حتى انتهى.
1285- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا ابن عيينة، أنه حدثه، عن الشعبي، عن عدي بن حاتم قال: ما دخل وقت صلاة قط حتى اشتاق إليها.
1286- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا مسعر، عن إبراهيم السكسكي قال: حدثنا أصحابنا، عن أبي الدرداء قال: إن أحب عباد الله إلى الله الذين يحبون الله، ويحببون الله إلى الناس، والذين يراعون الشمس والقمر والنجوم والأظلة لذكر الله عز وجل.
1287- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الجبار بن العلاء العطار قال: حدثنا سفيان قال: حدثنا مسعر، عن إبراهيم السكسكي، عن عبد الله بن أبي أوفى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن من أحب عباد الله إلى الله عز وجل الذين يراعون الشمس والقمر والنجوم والأظلة لذكر الله عز وجل» أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا محمد بن إسحاق قال: حدثنا محمد بن حميد قال: حدثنا يحيى بن أبي بكير قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن مسعر، عن إبراهيم السكسكي، عن ابن أبي أوفى، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه.
1288- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا زائدة بن قدامة قال: حدثنا السائب بن حبيش الكلاعي، عن معدان بن أبي طلحة اليعمري قال: قال أبو الدرداء: أين مسكنك؟ فقلت: في قرية دون حمص، فقال أبو الدرداء: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ما من ثلاثة في قرية، ولا بدو، لا يقام فيهم الصلاة، إلا استحوذ عليهم الشيطان، عليك بالجماعة، وإنما يأكل الذئب القاصية» قال السائب: إنما يعني بالجماعة جماعة الصلاة.
1289- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من لم يدع قول الزور، والعمل به، والجهل، فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه».
1290- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك، قرأه عن ابن جريج قال: قال سليمان بن موسى: قال جابر بن عبد الله: إذا صمت فليصم سمعك، وبصرك، ولسانك عن الكذب والمحارم، ودع أذى الخادم، وليكن عليك وقار وسكينة يوم صيامك، ولا تجعل يوم فطرك وصومك سواء.
1291- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا حماد بن سلمة، عن واصل مولى أبي عيينة، عن لقيط بن المغيرة، عن أبي بردة، أن أبا موسى، كان في سفينة في البحر مرفوع شراعها، فإذا رجل يقول: يا أهل السفينة، قفوا- سبع مرات- قلت: ألا ترى على أي حال نحن؟ فقال في السابعة: قفوا أخبركم بقضاء قضاه الله على نفسه، إن الله قضى على نفسه، أنه من عطش نفسه في يوم حار من أيام الدنيا شديد الحر كان حقيقا على الله أن يرويه يوم القيامة، قال: فكان أبو موسى الأشعري يتبع اليوم المعمعاني الشديد الحر فيصومه.
1292- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، قال: أخبرنا الحجاج بن محمد قال: حدثنا شعبة، عن المغيرة بن النعمان، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بموعظة، فقال: «يا أيها الناس، إنكم محشورون إلى الله حفاة عراة، {كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا، إنا كنا فاعلين}، ثم قال: إن أول من يكسى يوم القيامة إبراهيم».
1293- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا المعتمر بن سليمان قال: سمعت إسماعيل بن أبي خالد يحدث، عن سعيد بن جبير قال: يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلا- أو قال: قلفا- فأخبرت أن أول من يتلقى بثوب إبراهيم صلوات الله عليه وسلم سلاما.
1294- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا محمد بن عبيد قال: حدثنا داود الأودي، عن أبيه، عن أبي هريرة في قول الله سبحانه وتعالى: {عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا}، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «هو المقام الذي أشفع فيه لأمتي».
1295- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا مؤمل قال: حدثنا سفيان، عن ميسرة بن حبيب، عن المنهال بن عمرو، عن أبي عبيدة، عن عبد الله بن مسعود قال: لا ينتصف النهار من ذلك اليوم حتى يقيل هؤلاء في الجنة، وهؤلاء في النار، ثم قرأ عبد الله بن مسعود: {أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا}، ثم قرأ: {ثم إن مقيلهم لإلى الجحيم}
1296- أخبركم عمر بن حيويه قال: حدثنا قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا أبو معاوية الضرير قال: حدثنا الأعمش، عن إبراهيم، في قول الله: {أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا}، قال: كانوا يرون أنه يفرغ من حساب الناس يوم القيامة في مقدار نصف يوم يقيل هؤلاء في الجنة، ويقيل هؤلاء في النار.
1297- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم قال: حدثنا منصور بن عبد الرحمن، عن الشعبي، في قول الله: {يوم يقوم الروح والملائكة صفا}، قال: يقومون سماطين لرب العالمين يوم القيامة:، سماط من الملائكة، وسماط من الروح.
1298- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا المعتمر، قال سمعت ابن أبي خالد، عن أبي صالح، مولى أم هانئ في قول الله: {يوم يقوم الروح والملائكة صفا} قال: الروح خلق كخلق الإنسان وليسوا بالإنسان.
1299- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن أبي عدي، قال حدثنا ابن عون، عن نافع قال: قال ابن عمر: {يوم يقوم الناس لرب العالمين} حتى يقوم أحدهم في رشحه إلى أنصاف أذنيه.
1300- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الوهاب الثقفي قال: حدثنا أيوب، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من حوسب يوم القيامة عذب»، قالت: قلت: أليس يقول الله عز وجل: {فأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا}، قال: «ذلك العرض، ولكن من نوقش الحساب يوم القيامة عذب».
1301- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا الفضل بن موسى قال: حدثنا عثمان بن الأسود، عن ابن أبي مليكة قال: قالت عائشة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من نوقش الحساب هلك». قلت: يا رسول الله، أليس يقول الله: {فأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا}؟ قال: «ذلك العرض».
1302- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا المعتمر بن سليمان قال: سمعت الفضل بن عيسى، يحدث، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله، حسبت أنه ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وقال: «والذي نفسي بيده، إن العار ليبلغ في المقام بين يدي الله عز وجل من ابن آدم حتى يتمنى أن ينصرف به:، وقد علم أن المنصرف به إلى النار».
1303- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عمرو بن عثمان الكلابي قال: حدثنا موسى بن أعين، عن ليث بن أبي سليم، عن مجاهد، عن يزيد بن شجرة قال: إنكم مكتوبون عند الله بأسمائكم، وسيماءكم، ونجواكم، ومجالسكم، فإذا كان يوم القيامة نودي: يا فلان ابن فلان، هذا نورك، ونودي: يا فلان ابن فلان، لا نور لك.
1304- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا الثقفي قال: حدثنا إسحاق بن سويد، عن مسلم بن يسار قال: ذكر لي أنه يبعث يوم القيامة عبد كان في الدنيا أصم أبكم، ولد كذلك، لم يسمع شيئا قط، ولم يبصر شيئا قط، ولم يتكلم بشيء قط، فيقول الله سبحانه وتعالى: ما عملت فيما وليت، وفيما أمرت به؟ فيقول: أي رب، والله ما جعلت لي بصرا أبصر به الناس فأقتدي بهم، وما جعلت لي سمعا فأسمع به ما أمرت به، ونهيت عنه، وما جعلت لي لسانا فأتكلم بخير أو بشر، وما كنت إلا كالخشبة، فيقول الله عز وجل: فتطيعني الآن فيما آمرك به؟ فيقول: نعم، فيقول: قع في النار، فيأبى، فيدفع فيها.
1305- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا الثقفي: حدثنا أيوب، عن أبي قلابة، قال: يؤتى بأهل الجاهلية يوم القيامة يحملون أوثانهم على ظهورهم، فيقول الله لهم: ماذا كنتم تعبدون؟ فيقولون: يا ربنا، والله ما أتانا لك رسول وأمر، والله لو أتانا لك رسول وأمر كنا أطوع خلقك لك، قال: فيقول الله: أرأيتم إن أمرتكم بأمري أتطيعوني؟ فيقولون: نعم، فيأخذ عهودهم، ومواثيقهم، ثم يقول: انطلقوا فادخلوا النار، فينطلقون، فإذا رأوها سمعوا لها تغيظا وزفيرا، فيهابونها، فيرجعون، فيقال لهم: ما منعكم أن تدخلوا؟ فيقولون: يا ربنا، فرقنا، قال: فيقول: انطلقوا فادخلوها، فيفعلون مثل ما فعلوا، فإذا كانت الثالثة قال: ادخلوها داخرين، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو دخلوها أول مرة كانت عليهم بردا وسلاما».
1306- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا الثقفي قال: سمعت يحيى بن سعيد يقول: أخبرني القاسم بن محمد، أو ابنه عبد الرحمن، أن عائشة، قالت: «من نوقش الحساب لم يغفر له».
1307- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي قال: حدثنا عيسى بن يونس، عن الأعمش، عن أبي ظبيان، عن أبي موسى الأشعري قال: الشمس على رءوس الناس يوم القيامة، وأعمالهم تظلهم وتضحيهم.
1308- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا أبو إسحاق الأقرع قال: حدثنا عون بن معمر، عن معاوية بن قرة قال: أشد الناس يوم القيامة حسابا الصحيح الفارغ.
1309- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك قال: حدثنا مالك بن أنس، عن الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من أنفق زوجين في سبيل الله عز وجل نودي إلى الجنة: يا عبد الله، هذا خير، إن كان من أهل الصلاة نودي من باب الصلاة، وإن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة، وإن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد، وإن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان». فقال أبو بكر: بأبي وأمي يا رسول الله، ما على أحد يدعى من هذه الأبواب كلها من ضرورة، قال: «نعم، وإني لأرجو أن تكون منهم».
1310- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا سفيان، عن منصور، عن إبراهيم قال: كانوا يستحبون الزيادة، ويكرهون النقصان، وإلا فشيئا ديمة، وكان إذا فاتهم شيء من الليل قضوه بالنهار.
1311- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا سعد بن سعيد الأنصاري، أخو يحيى بن سعيد، أن القاسم بن محمد، حدثه، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل» فكانت عائشة إذا عملت عملا داومت عليه.
1312- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: حدثنا معمر، عن يحيى بن المختار، عن الحسن قال: إن هذا الدين دين واصب، وإنه من لا يصبر عليه يدعه، وإن الحق ثقيل، وإن الإنسان ضعيف، وكان يقال: ليأخذ أحدكم من العمل ما يطيق، فإنه لا يدري ما قدر أجله، وإن العبد إذا ركب بنفسه العنف، وكلف نفسه ما لا يطيق، أوشك أن يسيب ذلك كله، حتى لعله لا يقيم الفريضة، وإذا ركب بنفسه التيسير والتخفيف، وكلف نفسه ما تطيق كان أكيس- أو قال: كان أكثر العاملين، وأمنعها من هذا العدو- وكان يقال: شر السير الحقحقة.
1313- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: عن مسعر، عن معن قال: قال عبد الله: إن لهذه القلوب شهوة وإقبالا:، وإن لها فترة وإدبارا، فخذوها عند شهوتها وإقبالها، وذروها عند فترتها وإدبارها.
1314- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا شريك، عن ليث بن أبي سليم، عن ابن سابط، عن أبي الدرداء قال: لا تجعلوا عبادة الله بلاء عليكم، يقول: يوقت الرجل على نفسه العمل.
1315- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: حدثنا سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن يحيى بن جعدة قال: كان يقال: اعمل وأنت مشفق، ودع العمل وأنت تحبه، عملا صالحا دائما وإن قل.
1316- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا محمد بن عجلان، أن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق، ولا تبغضوا إلى أنفسكم عبادة الله، فإن المنبت لا بلغ بعدا، ولا أبقى ظهرا، واعمل عمل امرئ يظن أن لا يموت إلا هرما، واحذر حذر امرئ يخشى أن يموت غدا.
1317- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا سعيد بن عبد العزيز: كان عمر بن الخطاب يأخذ بهم في الذكر:، فإذا ملوا أخذ بهم في غيره.
1318- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا حبيب بن حجر القيسي قال: كان يقال: ما أحسن الإيمان يزينه العلم، وما أحسن العلم يزينه العمل، وما أحسن العمل يزينه الرفق، وما أضيف شيء إلى شيء أزين من حلم إلى علم.
1319- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا سعيد بن زيد، عن رجل بلغه عن دجاجة، وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، قال: كان أبو ذر يعتزل الصبيان لئلا يسمع أصواتهم، فيقيل، فقيل له، فقال: إن نفسي مطيتي، وإن لم أرفق بها لم تبلغني، قال ابن صاعد: قد روت جسرة بنت دجاجة، عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا مسندا، فلا أدري أراد إياها بقوله دجاجة أو غيرها.
1320- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا سفيان، عن عمرو بن مرة، عن أبي عبيدة قال: ما رأيت أحدا أشد تلطفا للعبادة من الربيع بن خثيم.
1321- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا سعيد الجريري، عن أبي العلاء، عن رجل قال: أتيت تميما الداري فحدثني حتى استأنست إليه، فقلت: كم جزءا تقرأ القرآن في كل ليلة؟ فغضب، فقال: لعلك من الذين يقرأ أحدهم القرآن في ليلة، فيصبح فيقول: قد قرأت القرآن في هذه الليلة، فوالذي نفس تميم بيده، لأن أصلي ثلاث ركعات نافلة أحب إلي من أن أقرأ القرآن في ليلة، ثم أصبح، فأقول: قرأت القرآن في ليلة، قال: فلما أغضبني، قلت: والله إنكم يا معشر صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم من بقي منكم لجديرون أن تسكتوا فلا تعلموا، وأن تعنفوا من سألكم، فلما رآني قد غضبت لان، وقال: ألا أحدثك يا ابن أخي، قلت: بلى، والله ما جئتك إلا لتحدثني، قال: أرأيت إن كنت أنا مؤمنا قويا، وأنت مؤمن ضعيف، فتحمل قوتي على ضعفك، فلا تستطيع فتنبت، أو رأيت إن كنت مؤمنا قويا، وأنا مؤمن ضعيف، أتيتك بنشاطي حتى أحمل قوتك على ضعفي ولا أستطيع فأنبت، ولكن خذ من نفسك لدينك، ومن دينك لنفسك، يستقيم بك الأمر على عبادة تطيقها.
1322- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا يحيى بن عبيد الله قال: سمعت أبي قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «طوبى لمن طال عمره، وحسن عمله».
1323- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك، عن شعبة، عن عمرو بن مرة قال: سمعت عمرو بن ميمون يحدث عن عبد الله بن ربيعة السلمي، وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، أن النبي صلى الله عليه وسلم آخى بين رجلين من أصحابه، فقتل أحدهما، ومات الآخر بعده، فصلينا عليه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «ما قلتم؟» قالوا: دعونا له اللهم اغفر له، اللهم ألحقه بصاحبه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «فأين صلاته بعد صلاته؟ وأين عمله بعد عمله- وأراه قال: صومه بعد صومه- ما بينهما كما بين السماء والأرض»، قال عمرو بن ميمون: أعجبني لأنه أسند لي، قال ابن صاعد: لقد أجاد إسناد هذا الحديث وأحسن فيه، والناس يرسلونه، وأجاد عبد الله هذا الحديث حيث قال عبد الله بن ربيعة.
1324- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك قال: أخبرنا عبيد الله بن عمر، عن خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم بن عمر، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «سبعة يظلهم الله في ظله يوم القيامة، يوم لا ظل إلا ظله، إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله عز وجل، ورجل كان قلبه معلق في المسجد، ورجلان تحابا في الله عز وجل، ورجل ذكر الله في الخلاء ففاضت عيناه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال إلى نفسها، فقال: إني أخاف الله رب العالمين، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لم تعلم شماله بما صنعت يمينه».
1325- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا سفيان، عن عاصم، عن بكر بن عبد الله قال: لما كانت فتنة ابن الأشعث قال طلق: اتقوها بالتقوى، قال بكر: أجمل لنا التقوى، قال: التقوى عمل بطاعة الله، على نور من الله، رجاء رحمة الله، والتقوى ترك معصية الله على نور من الله، خيفة عقاب الله.
1326- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا هشام قال: سمعت الحسن يقول: كان يقال: من لقي الله لم يلقه بواحدة من اثنتين، لقي الله تعالى في نفس، وطوبى لمن لقي الله في نفس، إذا لم يلقه بكبيرة قد أصابها، أو ذنب قد أصر عليه.
1327- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا حريز بن عثمان، عن حبيب بن عبيد قال: تعلموا العلم واعقلوه:، وانتفعوا به، ولا تعلموه لتجملوا به، فإنه يوشك إن طال بك العمر أن يتجمل بالعلم كما يتجمل الرجل ببزته.
1328- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا الأوزاعي، عن عثمان بن أبي سودة قال: حدثني من سمع عبادة بن الصامت يقول: إن العبد ليستره الله من الذنب، ثم يخرقه، قال: كيف يخرقه؟ قال: يحدث به الناس.
1329- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرني إسماعيل بن عياش قال: أخبرني أزهر بن راشد الكندي، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن العبد ليبدي عن نفسه ما ستره الله تعالى، فيتمادى في ذلك حتى يمقته الله».
1330- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري، عمن سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «لا يهلك قوم- أو نحو هذا- حتى يعذروا من أنفسهم».
1331- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا الأجلح، عن الشعبي قال: سمعت النعمان بن بشير يقول على هذا المنبر: يا أيها الناس، خذوا على أيدي سفهائكم، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن قوما ركبوا في سفينة فاقتسموها، فأصاب كل رجل منهم مكانا، فأخذ رجل منهم الفأس فنقر مكانه، قالوا: ما تصنع؟ قال: مكاني أصنع به ما شئت، فإن أخذوا على يديه نجوا ونجا، وإن تركوه غرق وغرقوا، خذوا على أيدي سفهائكم قبل أن تهلكوا».
1332- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا الأوزاعي قال: سمعت بلال بن سعد يقول: إن المعصية إذا أخفيت لم تضر إلا صاحبها، وإذا أعلنت فلم تغير ضرت العامة.
1333- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا مالك بن أنس، عن إسماعيل بن أبي حكيم، أنه أخبره أنه كان سمع عمر بن عبد العزيز يقول: كان يقال: إن الله تعالى لا يعذب العامة بذنب الخاصة، ولكن إذا عمل المنكر جهارا استحقوا كلهم العقوبة.
1334- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك، عن سيف بن أبي سليمان قال: سمعت عدي بن عدي الكندي يقول: حدثني مولى لنا، أنه سمع جدي يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الله تعالى لا يعذب العامة بعمل الخاصة حتى يروا المنكر بين ظهرانيهم وهم قادرون على أن ينكروه، فلا ينكرونه، فإذا فعلوا ذلك عذب الله تعالى الخاصة والعامة».
1335- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا عبد الله بن عون، عن الحسن قال: ذكروا عند معاوية شيئا، فتكلموا، والأحنف بن قيس ساكت، فقال معاوية: يا أبا بحر ما لك لا تتكلم؟ قال: أخشى الله إن كذبت، وأخشاكم إن صدقت.
1336- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا سفيان قال: قدم الحجاج على عبد الملك وافدا، ومعه معاوية بن قرة، فسأل عبد الملك معاوية عن الحجاج، فقال: إن صدقناكم قتلتمونا، وإن كذبناكم خشينا الله، فنظر إليه الحجاج، فقال له عبد الملك: لا تعرض له، فنفاه الحجاج إلى السند، وكان يذكر من بأسه.
1337- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا ابن عون عن محمد قال: كان ابن عمر يأتي العمال ثم قعد عنهم، فقيل له: لو أتيتهم فلعلهم يجدون في أنفسهم، فقال: أرهب إن تكلمت أن يروا أن الذي بي غير الذي بي، وإن سكت رهبت أن آثم.
1338- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، أخبرنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن سعد بن عبيدة، عن البراء بن عازب، في قول الله تعالى: {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة}، قال: التثبيت في الحياة الدنيا، إذا جاءه ملكان في القبر، فقالا له: من ربك؟ فيقول: ربي الله، فقالا له: ما دينك؟ فيقول: ديني الإسلام، قالا له: من نبيك؟ فيقول: نبيي محمد صلى الله عليه وسلم، فهذا التثبيت في الحياة الدنيا.
1339- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين، أخبرنا عبد الرحمن، قال حماد بن سلمة: عن ثابت، عن أبي عثمان، عن سليمان قال: يوضع الميزان يوم القيامة، فلو وضع فيه السموات والأرض لوسعت، يقول الملائكة: يا رب، لمن تزن بهذا؟ قال: لمن شئت من خلقي، فيقولون: سبحانك ما عبدناك حق عبادتك.
1340- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا محمد بن عبدة، حدثنا الأعمش، عن شقيق بن سلمة، عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء».
1341- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا سفيان بن عيينة، عن عمار الدهني، ويحيى الجابر، عن سالم بن أبي الجعد قال: سأل رجل ابن عباس عن رجل قتل مؤمنا متعمدا ثم تاب، وآمن، وعمل صالحا، ثم اهتدى، قال: وأنى له الهدى؟ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «يجيء المقتول يوم القيامة متعلقا بالقاتل، تشخب أوداجه دما، فيقول: يا رب، سل هذا لم قتلني؟».
1342- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا يزيد بن زريع، ومحمد بن أبي عدي، واللفظ ليزيد، أخبرنا داود، عن عامر الشعبي، عن عائشة، قالت: قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم:- وقال يزيد: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم- {يوم تبدل الأرض غير الأرض}، فأين الناس يومئذ؟ قال: «على الصراط».
1343- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا الفضل بن موسى، حدثنا حزم بن مهران قال: سمعت الحسن، يقول: التفت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بعض أهله، فإذا هو يبكي، فقال: «ما يبكيك يا فلان؟» قال: ذكرت النار يا رسول الله، هل تذكرنا يوم القيامة؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «ذهب الذكر في ثلاث مواطن: حين توضع الموازين، فلا يهم عبدا إلا نفسه، وميزانه، أيثقل؟ أم يخف؟ وعند الكتاب حين توضع، فيقول: {هاؤم اقرءوا كتابيه}، وعند صراط جهنم».
1344- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا عبد الله بن المبارك، وعبد الرحمن بن مهدي قالا: حدثنا سفيان الثوري، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عروة بن عامر قال: إن الرجل لتعرض عليه ذنوبه فيمر بالذنب من ذنوبه، فيقول: أما إني كنت منك مشفقا، فيغفر له.
1345- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا وكيع بن الجراح، حدثنا الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن الحارث بن سويد قال: لا تزال الرحمة بالناس يوم القيامة، حتى أن إبليس ليتطاول رجاء أن تصيبه.
1346- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، حدثنا أبو معاوية الضرير، حدثنا إسماعيل بن عبد الملك، عن عون بن عبد الله قال: قال عبد الله بن مسعود: ليغفرن الله يوم القيامة مغفرة لم تخطر على قلب بشر.
1347- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا حماد، عن ثابت، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: قال الكفار: {يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا}، قال: قال المؤمنون: {هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون}.
1348- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا معتمر بن سليمان، وإسماعيل بن إبراهيم- يزيد أحدهما على صاحبه الشيء- قالا: حدثنا سليمان التيمي قال: المعتمر قال: حدثنا أبو مجلز أن الأعراف مكان مرتفع، قال إسماعيل: في قول الله تعالى: {وبينهما حجاب وعلى الأعراف رجال} قالا: قال: رجال من الملائكة: {على الأعراف رجال يعرفون} أهل الجنة، وأهل النار {كلا بسيماهم ونادوا أصحاب الجنة أن سلام عليكم لم يدخلوها وهم يطمعون}، قال: هذا قبل أن يدخلوها وهم يطمعون في دخولها {وإذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النار}، يعني أهل الجنة، {قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين} {ونادى أصحاب الأعراف} يعني الملائكة {رجالا يعرفونهم بسيماهم}، قال: نادت الملائكة رجالا يعرفونهم من الكفار {ما أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون} إلى قوله {ولا أنتم تحزنون}، قال: فهذا حين دخل أهل الجنة الجنة، قال: فقلت لأبي مجلز: أتلجئ هذا إلى ابن عباس، أو غيره؟ فحدثني معتمر، عن أبيه قال: حدثني فلان أنه ألجأه إلى أبي بكر.
1349- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا المعتمر قال: سمعت إسماعيل بن أبي خالد يحدث عمن سمع الشعبي عامرا يقول: إن عبد الحميد سأله عن أصحاب الأعراف، فقال له عامر الشعبي: أخبرت أن ربك عز وجل أتاهم بعدما أدخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، فقال: ما حبسكم محبسكم هذا؟ أو قال: ما أوقفكم موقفكم هذا؟ قالوا: أنت ربنا قد خلقتنا وأنت أعلم، فيقول: على ما فارقتم الدنيا؟ فيقولون: على شهادة أن لا إله إلا الله، فقال لهم ربك عز وجل: لا، إن حسناتكم جوزتكم النار، وقصرت بكم خطاياكم عن الجنة.
1350- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، ويعقوب بن إبراهيم واللفظ للحسين قال: أخبرنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عبد الله بن الحارث قال: أصحاب الأعراف يؤمر بهم إلى نهر، يقال له الحياء، ترابه الورس والزعفران، وحافتاه قصب من ذهب- أحسبه قال- مكلل باللؤلؤ، فيغتسلون فيه، فتبدو في نحورهم شامة بيضاء، ثم يغتسلون فيه، فتبدو في نحورهم شامة بيضاء، ثم يغتسلون فيه، فتبدو في نحورهم شامة بيضاء ثلاث مرات، فيقال لهم: تمنوا، فيتمنون ما شاءوا، فيقال لهم: لكم ما تمنيتم واثنان وسبعون ضعفا، فهم مساكين أهل الجنة قال حبيب: فحدثني رجل أنه قال: استوت حسناتهم وسيئاتهم.
1351- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، وعبد الجبار بن العلاء وأبو عبيد الله المخزومي واللفظ للحسين قال: أخبرنا سفيان بن عيينة، عن عبيد الله بن أبي يزيد، أنه سمع ابن عباس،- وقال أبو عبيد الله في حديثه: قال: سمعت ابن عباس- سئل عن الأعراف، فقال: هو الشيء المشرف.
1352- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى، حدثنا الحسين قال: أخبرنا علي بن عاصم، عن حصين بن عبد الرحمن، عن عامر، عن حذيفة، في قول الله تعالى: {وعلى الأعراف رجال} هم قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم فهم بذلك المكان أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا علي بن عاصم، حدثنا خالد الحذاء، عن أبي العريان، عن ابن عباس بمثله.
1353- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا الخفاف، حدثنا سعيد، عن قتادة، عن ابن عباس قال: أصحاب الأعراف رجال استوت حسناتهم وسيئاتهم، فلم تفضل حسناتهم على سيئاتهم، ولا سيئاتهم على حسناتهم أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا الخفاف، حدثنا سليمان التيمي، عن أبي مجلز في هذه الآية: {وبينهما حجاب وعلى الأعراف رجال} كما حدثنا المعتمر، وإسماعيل ابن علية.
1355- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى، حدثنا الحسين بن الحسن المروزي، أخبرنا عبد الله بن المبارك، أخبرنا معمر، عن أبي عثمان، شيخ من أهل البصرة أن لقمان قال لابنه: يا بني، لا ترغب في ود الجاهل فيرى أنك ترضى عمله، ولا تتهاون بغضب الحكيم فيزهد فيك.
1356- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا ابن لهيعة، عن ابن جعفر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بعث معاذا يعلم الدين قال له: «لأن يهدي الله بك رجلا واحدا، خير لك من الدنيا وما فيها».
1357- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا سفيان بن عيينة، عن موسى بن أبي عيسى المديني، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كيف بكم إذا فسق فتيانكم، وطغى نساؤكم؟» قالوا: يا رسول الله:، وإن ذلك لكائن؟ قال: «نعم، وأشد منه، كيف بكم إذا لم تأمروا بالمعروف وتنهوا عن المنكر؟» قالوا: يا رسول الله، وإن ذلك لكائن؟ قال: «نعم، وأشد منه، كيف بكم إذا رأيتم المنكر معروفا، والمعروف منكرا؟».
1358- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا عبد الملك بن حسين، حدثنا علي بن الأقمر، عن عمرو أو عمر بن أبي جندب، عن عبد الله بن مسعود قال: جاهدوا المنافقين بأيديكم، فإن لم تستطيعوا فبألسنتكم:، فإن لم تستطيعوا إلا أن تكفهروا في وجوههم فاكفهروا في وجوههم.
1359- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا عبد الرحمن بن يزيد قال: قال لي بلال بن سعد: بلغني أن المؤمن مرآة أخيه:، فهل تستريب من أمري شيئا؟.
1360- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا معمر قال: كان يقال: أنصح الناس من يخاف الله عز وجل فيك.
1361- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا سفيان، عن منصور، عن إبراهيم قال: كانوا إذا رأوا الرجل لا يحسن الصلاة علموه قال سفيان: أخشى أن لا يسعهم إلا ذلك.
1362- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، حدثنا معمر، عن الزهري قال: أخبرني حرملة مولى أسامة بن زيد، أن الحجاج بن أيمن- وكان أيمن أخا أسامة لأمه، وهو رجل من الأنصار- فدخل الحجاج فصلى صلاة لا يتم ركوعها، ولا سجودها، فرآه ابن عمر، فدعاه حين فرغ من صلاته، فقال: يا ابن أخي، تحسب أنك صليت، إنك لم تصل فعد لصلاتك.
1363- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا رجل، عن محمد بن إسحاق، عن وهب بن كيسان، عن عمرو بن راشد الليثي قال: والله، إني لأصلي أمام المسور بن مخرمة، فصليت صلاة الشباب كنقر الديك، فزحف إلي، فقال: قم فصل، قلت: قد صليت عافاك الله، قال: كذبت، والله ما صليت، والله لا تريم حتى تصلي فقمت، فصليت، فأتممت، فقال المسور: والله، لا تعصون الله:، ونحن ننظر ما استطعنا.
1364- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، وأخبرنا أيضا الرجل، عمن رأى عبد الرحمن الأعرج نظر إلى رجل صلى في المسجد صلاة سوء، فقال له عبد الرحمن: قم فصل، قال: قد صليت، قال: والله لا تبرح حتى تصلي، قال: ما لك ولهذا يا أعرج؟ قال: والله لتصلين أو ليكونن بيني وبينك أمر يجتمع علينا أهل المسجد، فقام الرجل فصلى صلاة حسنة.
1365- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى، حدثنا الحسين قال: أخبرنا عيسى بن عمر قال: سمعت حماد بن أبي سليمان يقول: يجيء رجل يوم القيامة فيرى عمله محتقرا، فبينما هو كذلك إذ جاءه مثل السحاب حتى يقع في ميزانه، فيقال: هذا ما كنت تعلم الناس من الخير، فورث بعدك، فأجرت فيه.
1366- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا الحسن بن ذكوان، عن الحسن، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن من الصدقة أن يتعلم الرجل العلم يتعلمه ابتغاء وجه الله عز وجل».
1367- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نعم الهدية، ونعم العطية الكلمة من كلام الحكمة، يسمعها الرجل المسلم، ثم ينطوي عليها حتى يهديها لأخيه».
1368- قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الكلمة من كلام الحكمة يسمعها الرجل المؤمن، فيعمل بها، أو يعلمها خير من عبادة سنة على زينتها».
1369- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا عبيد الله بن عمر، عن عبد الوهاب بن بخت المكي قال: قال لقمان لابنه: يا بني، جالس العلماء وزاحمهم بركبتيك، فإن الله تعالى عز وجل يحيي القلوب بنور الحكمة كما يحيي الأرض بوابل السماء.
1370- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، عن عبد الرحمن بن رافع، عن عبد الله بن عمرو قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد فرأى مجلسين: أحد المجلسين يدعون الله تعالى، ويرغبون إليه، والآخر يتعلمون الفقه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كلا المجلسين على خير، وأحدهما أفضل من صاحبه، أما هؤلاء فيتعلمون ويعلمون الجاهل، وإنما بعثت معلما، هؤلاء أفضل، فجلس معهم».
1371- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، حدثنا مالك بن مغول، عن أبي حصين، أن رجلا من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم قدم كورة من كور الشام، فأتاه الناس يسألونه، فقال أميرهم: ما يجعل هؤلاء أحوج إلى أن يسألوا هذا الرجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مني؟ فأتاه، وسأله، فقال له الرجل: «اذكر الله أن تعين بيدك ولسانك على أمر قلبك له منكر»، قال: يقول الرجل: «أنا ذاك».
1372- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا سفيان، عن الأعمش، عن مالك بن الحارث، عن عبد الرحمن بن يزيد قال: قيل لعلقمة بن قيس: ألا تغشى الأمراء فيعرفوا من نسبك؟ فقال: ما يسرني أن لي مع ألفي ألفين، وإني أكرم الجند عليه، فقيل له: ألا تغشى هذا المسجد فتجلس وتفتي الناس؟ فقال: تريدون أن يطأ الناس عقبي ويقولون: هذا علقمة بن قيس.
1373- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا سفيان، عن سلمة بن نبيط قال: قلت لأبي- وكانت له صحبة-: لو غشيت هذا السلطان فقال: إني أخشى أن أشهد مشهدا يدخلني النار.
1374- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا مالك بن أنس، عن عبد الله بن دينار، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: إن الرجل ليتكلم بالكلمة ما يلقي لها بالا، يرفعه الله تعالى بها يوم القيامة قال ابن صاعد: ورفعه عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار.
1375- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا محمد بن منصور الطوسي، حدثنا هاشم بن قاسم. وأخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، وحدثنا أحمد بن منصور، حدثنا الحسن بن موسى الأشيب، اللفظ للطوسي، قال: حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، عن أبيه، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله، لا يلقي لها بالا، يرفعه الله تعالى بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله عز وجل، لا يلقي لها بالا يهوي بها في جهنم».
1376- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا موسى، عن علقمة بن وقاص الليثي، أن بلال بن الحارث المزني، قال له: إني رأيتك تدخل على هؤلاء الأمراء وتغشاهم فانظر ماذا تحاضرهم به، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الرجل ليتكلم بالكلمة من الخير ما يعلم مبلغها، يكتب الله له رضوانه إلى يوم يلقاه، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من الشر ما يعلم مبلغها، يكتب الله عليه بها سخطه إلى يوم يلقاه»، وكان علقمة يقول: رب حديث قد حال بيني وبينه ما سمعت من بلال.
1377- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا سعيد بن عبد العزيز، عن بلال بن سعد، أن أبا الدرداء قال: كان ابن رواحة يأخذ بيدي ويقول: تعال نؤمن ساعة، إن القلب أسرع تقلبا من القدر إذا استجمعت غليانا.
1378- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا أيضا، يعني سعيد بن عبد العزيز، عن أبي عبد ربه، أن أبا الدرداء، كان إذا جاءه موت الرجل على الحالة الصالحة قال: هنيئا له يا ليتني بدله، فقالت له أم الدرداء: أراك إذا أتاك موت الرجل قلت: يا ليتني بدله، فقال: لا تدرين إن الرجل يصبح مؤمنا، ويمسي منافقا، فقالت: كيف؟ قال: يسلب إيمانه، وهو لا يشعر، فلأنا لهذا بالموت أغبط مني لهذا في الصلاة والصيام.
1379- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا أيضا، يعني سعيد بن عبد العزيز قال: قال أبو الدرداء: لا خير في الحياة إلا لأحد رجلين: صموت ورع، أو ناطق عالم.
1380- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا أيضا، يعني سعيد بن عبد العزيز، عن إسماعيل بن عبيد الله، أن أبا الدرداء قال: إنا نقوم فيكم بكلمات الله وروحه، ثم نرجع إلى بيوتنا، فنرجع إلى ضرائبنا وما كتب الله علينا، إن الرجل ليقوم فيكم بمائة كلمة، كلها حكم، ثم يقول الكلمة يخطئ بها، أو يلقيها الشيطان على لسانه، فيظل الرجل منكم بها، فذلك المخسوس.
1381- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا عبد الرحمن بن يزيد، أخبرني بعض أشياخنا، عن عمر بن الخطاب قال: لا تعرض بما لا يعنيك، واعتزل عدوك، واحتفظ من خليلك إلا الأمين، فإن الأمين ليس شيء من القوم يعدله، ولا أمين إلا من يخشى الله، ولا تصحب الفاجر فيحملك على الفجور، ولا تفش إليه سرك، وشاور في أمرك الذين يخشون الله تعالى.
1382- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا شعبة، عن عمرو بن مرة، قال سمعت أبا عبيدة يقول: قال عبد الله: الكذب لا يصلح منه شيء في جد ولا هزل، اقرءوا: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين}، فهل ترون من رخصة في الكذب؟.
1383- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا سفيان، عن أبي حيان، عن أبي الزنباع، عن أبي الدهقان قال: صحب الأحنف بن قيس رجل، فقال: ألا نحملك ونفعل؟ قال: لعلك من العارضين، قال: وما العارضون؟ قال: الذين يحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا، قال: يا أبا بحر، ما عرضت عليك حتى- فذكر كلمة- فقال: يا ابن أخي، إذا عرض عليك الحق فاقصد له، واله عما سوى ذلك.
1384- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا عبد الله، أخبرنا سفيان قال: قال الأحنف بن قيس: ثلاث ليس عندي فيهن أناة: الضيف إذا نزل بي أن أعجل له ما كان، والجنازة لا أحبسها، والأيم إذا عرض لها رغبة أن أزوجها.
1385- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا الوصافي، عن عبد الله بن عبيد، عن جابر بن عبد الله قال: هلاك بالرجل أن يدخل عليه الرجل من إخوانه فيحتقر ما في بيته أن يقدمه إليه، وهلاك بالقوم أن يحتقروا ما قدم إليهم.
1386- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا قيس بن الربيع، أنبأنا عثمان بن شابور، عن رجل، عن سلمان أنه دخل عليه رجل فدعا بما حضر، خبز وملح، ثم قال: لولا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهانا- أو قال: لولا أنا نهينا- أن يتكلف بعضنا لبعض لتكلفنا لك، قال ابن صاعد: هكذا قال حسين: عن رجل، وقد حدثناه عبيد الله بن جرير بن جبلة، حدثنا معاذ بن أسد، حدثنا ابن المبارك، أخبرنا قيس، عن عثمان بن شابور، عن أبي وائل، عن سلمان، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه. قال ابن صاعد: قد رواه قوم عن قيس بشك وبغير شك، فمن شك في إسناده: أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى، حدثنا يوسف بن موسى القطان، حدثنا هشام بن عبد الملك أبو الوليد، حدثنا قيس بن الربيع، أخبرنا عثمان بن شابور، إن شاء الله، عن شقيق، أو غيره، عن سلمان، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه. أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى، حدثنا إسحاق بن الجراح، حدثنا موسى بن داود، حدثنا قيس، عن عثمان بن شابور، عن أبي وائل، أو غيره، عن سلمان، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه. أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى، حدثنا عبيد الله بن جرير، حدثنا عبد الله بن رجاء، حدثنا قيس، عن عثمان بن شابور، عن شقيق، أو مثله من أصحاب عبد الله، عن سلمان، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه. قال ابن صاعد: وهكذا رواه خلاد بن يحيى، حدثنا قيس، عن عثمان بن شابور، عن سلمان، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه. ومن لم يشك فيه: أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا زيد بن عبد القدوس بن محمد بن شعيب بن الحبحاب قال: حدثنا سلم بن قتيبة، حدثنا قيس بن الربيع، عن عثمان، عن شقيق بن سلمة قال: دخلت على سلمان فذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه.
1387- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا بقية بن الوليد، حدثني الحارث، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن لكل صائم دعوة، فإذا هو أراد أن يفطر فليقل عند أول لقمة: يا واسع المغفرة:، اغفر لي».
1388- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، عن حصين، عن معاذ قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم وسلم إذا أفطر قال: «اللهم لك صمت، وعلى رزقك أفطرت».
1389- وقال: وكان الربيع بن خثيم يقول: الحمد لله الذي أعانني فصمت، ورزقني فأفطرت. قال ابن صاعد: وهذا معاذ ليس هو ابن جبل إنما هو معاذ أبو زهرة.
1390- حدثنا عبد الله بن أحمد بن يونس أبو حصين، أخبرنا عبثر بن القاسم أبو زبيد، أخبرنا حصين، أخبرنا معاذ أبو زهرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صام ثم أفطر قال: «اللهم لك صمت، وعلى رزقك أفطرت».
1391- حدثنا الحسين، أخبرنا عبد الرحمن بن مهدي، أخبرنا عباد بن راشد قال: سمعت الحسن يقول: {وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما}، قال: الجنة.
1392- حدثنا الحسين، أخبرنا محمد بن أبي عدي، أخبرنا حميد الطويل، عن إسحاق بن عبد الله بن الحارث قال: لقي ابن عباس كعبا، فقال: يا أبا إسحاق إني سائلك عن ثلاث آيات في القرآن، قال: ما هي؟ قال: قوله تعالى: {واترك البحر رهوا} قال: طريقا، وقوله للملائكة {لا يفترون} {ولا يسأمون}، قال: إن الملائكة ألهموا ذلك كما ألهم بنو آدم الطرف والنفس، فهل يؤذيك طرفك؟ هل تؤذيك نفسك؟ قال: وقوله تعالى: {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا} إلى قوله: {بإذن الله} قال: لامست مناكبهم في الجنة ورب الكعبة وفضلوا بأعمالهم.
1393- حدثنا الحسين، أخبرنا محمد بن أبي عدي، حدثنا عوف، عن الحسن قال: الظالم لنفسه المنافق، والسابق بالخيرات، والمقتصد هم أصحاب الجنة.
1394- حدثنا الحسين، أخبرنا يزيد بن هارون، أخبرنا عاصم الأحول، عن أبي عثمان النهدي قال: إن المؤمن ليعطى كتابه في ستر من الله تعالى، فيقرأ سيئاته فيتغير لونه، ثم يقرأ حسناته فيرجع إليه لونه، ثم ينظر، وإذا سيئاته قد بدلت حسنات، فعند ذلك يقول: {هاؤم اقرءوا كتابيه}.
1395- حدثنا الحسين، أخبرنا عيسى بن يونس، عن هارون بن عنترة، عن عبد الله بن السائب، أخبرنا زاذان أبو عمر قال: دخلت على عبد الله بن مسعود، فوجدت أصحاب اليمنة والخز قد سبقوا إلى المجالس، فناديته: يا عبد الله بن مسعود، من أجل أني رجل أعمى أدنيت هؤلاء، وأقصيتني، قال: ادنه فدنوت حتى ما كان بيني وبينه جليس، فسمعته يقول: يؤخذ بيد العبد والأمة يوم القيامة فينصبان على رءوس الأولين والآخرين، ثم ينادي مناد هذا فلان ابن فلان، فمن كان له قبله حق فليأت إلى حقه، فتفرح المرأة أن يدور لها على زوجها الحق، أو على ابنها، أو على أختها، ثم قرأ عبد الله: {فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون}، فيقول الرب للعبد: ائت هؤلاء حقوقهم، فيقول: أي رب، من أين آتيهم حقوقهم؟ فيقول للملائكة: خذوا من أعماله الصالحة فأعطوا كل إنسان بقدر طلبته، فإن يكن كان وليا لله فضلت له مثقال حبة من خردل يضاعفه الله له حتى يدخله به الجنة، ثم قرأ عبد الله: {ويؤت من لدنه أجرا عظيما} وإن كان عبدا شقيا قالت الملائكة: يا ربنا فنيت حسناته، وبقي طالبون كثير، فيقول: خذوا من أعمالهم السيئة فأضيفوها إلى عمله السيئ، ثم صكوا به إلى النار صكا.
1396- حدثنا الحسين، أخبرنا حجاج بن محمد، عن ابن جريج قال: أخبرني أبو الزبير، أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: أخبرتني أم مبشر، أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول عند حفصة: «لا يدخل النار أحد من أصحاب الشجرة الذين بايعوا تحتها»، قالت حفصة: بلى يا رسول الله، فانتهرها، قالت: أليس الله يقول: {وإن منكم إلا واردها} قال النبي صلى الله عليه وسلم: {ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا}
1397- حدثنا الحسين، أخبرنا الفضل بن موسى، أخبرنا عبد الملك بن أبي سليمان، عن أبي عبيد الله، عن مجاهد قال: جاء رجل إلى ابن عباس، فقال: أرأيت قول الله: {وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا}، قال: أما أنا وأنت فسنردها، فانظر هل نصدر منها أم لا؟.
1398- حدثنا الحسين، أخبرنا محمد بن أبي عدي، أخبرنا عوف، عن الحسن قال: بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ليحتبسن أهل الجنة بعدما يجاوزون الصراط، وقبل أن يدخلوها حتى يأخذ بعضهم من بعض مظالمهم التي تظالموها في الدنيا، فيدخلون الجنة حين يدخلون، وليس في قلب بعضهم على بعض غل».
1399- حدثنا الحسين، أخبرنا محمد بن أبي عدي، أخبرنا حسين المعلم، عن أيوب، عن أبي جهم بن فضالة، عن أبي أمامة قال: يجيء الظالم يوم القيامة حتى إذا كان على جسر جهنم بين الظلماء والوعرة، لقيه المظلوم، وعرفه، وعرف ما ظلمه به، فما يبرح الذين ظلموا بالذين ظلموا حتى ينتزعوا ما في أيديهم من الحسنات، فإن لم يجدوا حسناتهم رد عليهم من سيئاتهم مثل ما ظلموا حتى يوردوا في الدرك الأسفل من النار.
1400- حدثنا الحسين، أخبرنا الخفاف، أخبرنا سعيد، عن قتادة، عن أبي المتوكل، عن أبي سعيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ليحبسن أهل الجنة بعدما يجاوزون الصراط، وليقتصن بعضهم لبعض مظالم تظالموا بها في دار الدنيا، حتى إذا ما هذبوا، ونقوا، وأذن لهم بدخول الجنة» قال قتادة: قال أبو عياض: «ما نشبه لهم إلا أهل جمعة، انصرفوا من جمعتهم، قال قتادة: إن أحدهم لأهدى بمنزله في الآخرة منه بمنزله في الدنيا».
1401- حدثنا الحسين بن حرب المروزي، أخبرنا عبد الله بن المبارك، أخبرنا هشام يعني ابن حسان، عن يحيى بن أبي كثير قال: حدثت عن أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أفطر عند أهل بيت، قال: «أفطر عندكم الصائمون، وأكل طعامكم الأبرار، وتنزلت عليكم الملائكة» أو قال: «صلت».
1402- حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا أبو بكر بن أبي مريم قال: حدثني ضمرة بن حبيب، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن لكل شيء بابا، وإن باب العبادة الصيام».
1403- حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا شعبة، حدثني حبيب الأنصاري، عن مولاة لهم يقال لها ليلى، عن أم عمارة بنت كعب، جدة حبيب، يعني ابن زيد، قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقدمت إليه طعاما، فقال لي: «كلي»، فقلت: إني صائمة، فقال: «إن الصائم إذا أكل عنده الطعام صلت عليه الملائكة حتى يفرغ منه»، أو قال: «حتى يقضوا أكلهم». حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك قال: وحدثني شعبة، قال أخبرني قتادة، عن أبي أيوب، عن عبد الله بن عمرو قال: «صلت عليه الملائكة».
1404- وحدثنا بندار، أخبرنا غندر، أخبرنا شعبة قال: سمعت قتادة عن أبي أيوب، عن عبد الله بن عمرو قال: الصائم إذا أكل عنده صلت عليه الملائكة.
1405- حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا سفيان، عن سلمة بن كهيل، عن زر، عن يزيد بن حليل قال: حدثت أن الصائم إذا أكل عنده سبحت مفاصله.
1406- حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، حدثنا سفيان، عن سليمان، عن إبراهيم، عن علقمة قال: كنا عند عبد الله، فأتى بشراب، فقال: ناولوا القوم، فقالوا: نحن صيام، فقال: لكني لست بصائم، ثم قرأ: {يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار}
1407- حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرني حيوة، حدثني زهرة بن معبد، أنه سمع أبا سعيد المقبري يقول: قيل: يا رسول الله، أي الحاج أعظم أجرا؟ قال: «أكثرهم لله ذكرا»، قال: فأي المصلين أعظم أجرا؟ قال: «أكثرهم لله ذكرا»، قال: فأي الصائمين أعظم أجرا؟ قال: «أكثرهم لله ذكرا»، قال: فأي المجاهدين أعظم أجرا؟ قال: «أكثرهم لله ذكرا»، قال زهرة: فأخبرني أبو سعيد المقبري، أن عمر بن الخطاب قال لأبي بكر: ذهب الذاكرون بكل خير.
1408- أخبرنا أبو عمر بن العباس بن زكريا بن حيويه الخزاز قراءة عليه وأنا حاضر أسمع قال: أخبرنا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد قال: أخبرنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا سعيد الجريري، عن أبي العلاء قال: قرأت في كتاب فإذا فيه: ما من عبد مسلم يأتي سوقا من الأسواق فيذكر الله، إلا كتب الله له من الحسنات عدد أهل السوق كل فصيح فيهم وأعجم، يعني بالأعجم الدواب، فذكرت ذلك لأبي نضرة، فقال: لئن قلت ذلك، لقد كان رجل من المسلمين يأتي السوق ما له حاجة إلا أن يذكر الله تعالى في أقطارها ثم يرجع.
1409- حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، حدثنا جرير بن حازم، عن حميد بن هلال قال: خرج أبو رفاعة يريد السوق فلقي رجلا، فقال: أين تريد؟، فلما أكثر عليه قال: أذكر الله عز وجل حيث لا يذكر.
1410- حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا جعفر بن حيان، عن الحسن، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا أنبئكم بأفضل الكلام، ليس القرآن، وهو من القرآن، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر».
1411- حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا يحيى بن عبيد الله قال: سمعت أبي يقول: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا أحب أحدكم أن يعلم قدر نعمة الله عليه، فلينظر إلى من هو تحته، ولا ينظر إلى من هو فوقه».
1412- حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا مبارك بن فضالة، عن الحسن قال: أكثروا ذكر هذه النعم، فإن ذكرها شكرها.
1413- حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا فطر، عن المسيب بن رافع، عن عامر بن عبدة، عن عبد الله بن مسعود قال: لابن آدم لمتان: لمة من الملك، ولمة من الشيطان، فأما لمة الملك فإيعاد بالخير، وتصديق بالحق، وتطييب بالنفس، وأما لمة الشيطان، فإيعاد بالشر، وتكذيب بالحق، وتخبيث بالنفس.
1414- حدثنا الحسين، أخبرنا عبد الوهاب الثقفي قال: سمعت يحيى بن سعيد الأنصاري يقول: قال عمر بن عبد العزيز: تذاكروا نعم الله، فإن ذكرها شكرها.
1415- حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا ابن عون، عن إبراهيم قال: هما لمتان: لمة من الملك، ولمة من الشيطان، فإذا كان لمة الملك فاحمد الله واشكره، وإذا كان لمة الشيطان، فتعوذ.
1416- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد، عن زبيد قال: قال عبد الله بن مسعود: إن الروح والفرج في اليقين والرضى، وإن الهم والحزن في الشك والسخط.
1417- قال: وقال عبد الله: قولوا خيرا تعرفوا به، واعملوا به تكونوا من أهله، ولا تكونوا عجلا مذاييع بذرا.
1418- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا قيس بن الربيع، أخبرنا عمرو بن مرة، عن أبي البختري، عن حذيفة قال: القلوب أربعة: قلب أغلف فذاك قلب الكافر، وقلب منكوس فذاك قلب يرجع إلى الكدر بعد الإيمان، وقلب أجرد فيه مثل السراج يزهر، فذاك قلب المؤمن، وقلب مصفح اجتمع فيه نفاق وإيمان، فمثل الإيمان فيه كمثل بقيلة يمدها الماء العذب، ومثل النفاق فيه كمثل القرحة يمدها القيح والدم، وهو لأيتهما غلب.
1419- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا عوف، عن عبد الله بن عمرو بن هند الجملي قال: قال علي بن أبي طالب: الإيمان يبدو نقطة بيضاء في القلب، كلما ازداد الإيمان ازداد ذلك البياض، فإذا استكمل الإيمان ابيض القلب كله، وإن النفاق ليبدو نقطة سوداء في القلب، كلما ازداد النفاق ازداد السواد، فإذا استكمل النفاق اسود القلب كله، وايم الله، لو شققتم عن قلب مؤمن لوجدتموه أبيض، ولو شققتم عن قلب منافق لوجدتموه أسود.
1420- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا جرير بن حازم، أن محمد بن الزبير حدثه قال: حدثني رجل من أهل الشام، عن كعب الأحبار قال: إنا لنجد في بعض الكتب، أو بعض ما يقرأ، أن أدنى هذه الأمة إيمانا محشو قلبه إيمانا كما حشيت الرمانة بحبها.
1421- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا حريز بن عثمان، عن حبيب بن عبيد الرحبي قال: تعلموا العلم واعقلوه، وانتفعوا به، ولا تعلموا لتجملوا به، فإنه أوشك إن طال بك العمر أن يتجمل بالعلم كما يتجمل المرء بثوبه.
1422- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا بقية بن الوليد، أخبرنا أبو سلمة الحمصي قال: حدثني يحيى بن جابر قال: قدم علينا عون بن عبد الله، فقعد إلينا في المسجد، فوعظنا بموعظة لم نسمع بمثلها، ثم قال: أين مسجدكم الذي كان يصلي فيه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فذهبنا به إليه، فتوضأ وصلى فيه ركعتين، ثم قال: هل من الجند أحد مريض نعوده؟ فقلنا: نعم، فأتينا يزيد بن ميسرة، فلما قعدنا وعظنا موعظة أنسانا التي قبلها، فاستوى يزيد بن ميسرة وهو مريض، فقال: بخ بخ، لقد استعرضت بحرا عريضا، واستخرجت منه نهرا عريضا، أو قال: عظيما، ونصبت عليه شجرا كثيرا، فإن كان شجرك مثمرا أكلت وأطعمت، وإن كان شجرك غير مثمر فإن في أصل كل شجرة فأسا، قال: يقول ابن ميسرة لعون: ثم ماذا؟ قال عون: ثم تقطع، قال ابن ميسرة: ثم ماذا؟ قال عون: ثم توقد بالنار، فسكت ابن ميسرة قال بقية: فسمعت عتبة بن حكيم يقول: قال لي عون: فلقيته بواسط، فقال: ما وقعت من قلبي موعظة قط كموعظة يزيد بن ميسرة.
1423- أخبرنا أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى قال: حدثنا محمد بن عمرو بن حيان الكلبي الحمصي، حدثنا بقية بن الوليد، حدثنا أبو سلمة سليمان بن سليم، حدثني يحيى بن جابر الطائي قال: قدم علينا عون بن عبد الله فدخل المسجد، فوعظنا بموعظة لم نسمع بمثلها، فقال: هل فيكم أحد مريض نعوده؟ قال: قلنا: يزيد بن ميسرة، قال: فقمنا معه إلى مسجد أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذي كانوا يصلون فيه، فدخله فركع ركعتين، ثم مضينا حتى دخلنا معه على يزيد بن ميسرة، وهو مضطجع على فراشه، فوعظنا عون موعظة أنسانا التي كانت في المسجد، فاستوى يزيد بن ميسرة جالسا، فقال: بخ بخ، قد استعرضت بحرا عريضا، واستخرجت منه نهرا عظيما، ونصبت عليه شجرا كثيرا، فإن يك شجرك شجرا مثمرا أكلت وأطعمت، وإن يك شجرك شجرا غير مثمر فإن من وراء أصل كل شجرة فأسا ثم قال يزيد لعون: ثم ماذا؟ قال عون: ثم تقطع قال: ثم ماذا؟ قال: ثم توضع في النار فقال: هو ذاك.
1424- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا يحيى بن عبيد الله قال: سمعت أبي يقول: قال أبو هريرة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لن يلج الجنة أحد بعمله» قالوا: ولا إياك يا رسول الله قال: «ولا إياي إلا أن يتغمدني الله برحمته أو تسعني منه عافيته».
1425- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا معمر، عن الحسن قال: كان إذا تلا {ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين} قال: هذا حبيب الله، هذا ولي الله، هذا صفوة الله، هذا خيرة الله، هذا أحب أهل الأرض إلى الله، أجاب الله في دعوته، ودعا الناس إلى ما أجاب الله فيه من دعوته، وعمل صالحا في إجابته، وقال: إنني من المسلمين لربه، هذا خليفة الله، وكان إذا تلا {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا} قال: اللهم أنت ربنا فارزقنا الاستقامة.
1426- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، حدثنا عبد الجبار بن عبيد الله بن سليمان قال: أقبل عيسى ابن مريم على أصحابه ليلة رفع، فقال لهم: لا تأكلوا بكتاب الله، فإنكم إن لم تفعلوا أقعدكم الله على منابر، الحجر منها خير من الدنيا وما فيها. قال عبد الجبار: وهي المقاعد التي ذكر الله في القرآن {في مقعد صدق عند مليك مقتدر} ورفع.
1427- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا ابن لهيعة، أخبرني الحارث بن يزيد، عن علي بن رباح قال: قال عمرو بن العاص: انتهى عجبي إلى ثلاث: المرء يفر من القدر وهو لاقيه، وهو يبصر في عين أخيه القذى فيعيبه ويكون في عينه الجذع فلا يعيبه، ويكون في دابته الصعر فيقومها بجهده، ويكون فيه الصعر فلا يقوم نفسه.
1428- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا عبد العزيز بن أبي رواد، عن نافع، أن تميما الداري، استأذن عمر بن الخطاب، في القصص، فقال: إنه علي مثل الذبح، فقال: إني أرجو العافية فأذن له عمر، فجلس إليه- يعني عمر- يوما، فقال تميم في قوله: اتقوا زلة العالم، فكره عمر أن يسأله عنه، فيقطع بالقوم، فحضر منه قيام، فقال لابن عباس: إذا فرغ فسله، ما زلة العالم؟ ثم قام عمر، فجلس ابن عباس فغفل غفلة، وفرغ تميم، وقام يصلي، وكان يطيل الصلاة، فقال ابن عباس: لو رجعت فقلت ثم أتيته فرجع، وطال على عمر، فأتى ابن عباس، فسأله، فقال: ما صنعت؟ فاعتذر إليه، فقال: انطلق، فأخذ بيده حتى أتى تميما الداري، فقال له: ما زلة العالم؟ فقال: العالم يزل بالناس فيؤخذ به، فعسى أن يتوب منه العالم، والناس يأخذون به.
1429- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا الفضل بن موسى، حدثنا زكريا بن أبي زائدة، عن أبي إسحاق، عن عاصم بن ضمرة، عن علي، قال الحسين: وحدثنا خلف بن تميم، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عاصم بن ضمرة، عن علي، في قول الله تعالى {وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا} قال: سيقوا حتى إذا انتهوا إلى باب من أبواب الجنة وجدوا عند بابها شجرة تخرج من ساقها عينان، فغمسوا في إحداهما كأنما أمروا بها، فاطهروا منها فجرت عليهم نضرة النعيم، فلن تغبر أبشارهم بعد ذلك أبدا، ولن تشعث أشعارهم بعد ذلك أبدا، كأنما دهنوا بالدهان، ثم غمسوا في الأخرى كأنما أمروا بها، فشربوا منها فأذهبت ما كان في بطونهم من أذى وقذى، وتلقتهم الملائكة على أبواب الجنة {سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين} ثم أتاهم خزنة الجنة يستقبلونهم أن {سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين} ثم يتلقاهم الولدان فيعرفونهم ويفرحون بهم، كما يفرح الولدان بالحميم إذا جاءهم من الغيبة، ثم يذهب بعض الولدان إلى أزواجه من الحور العين فيبشر فيقول: هذا فلان باسمه في الدنيا، فتقول: أنت رأيته؟ فيقول: نعم، فيستخفها الفرح حتى تخرج إلى أسكفة الباب، فيجيء فيدخل، فإذا نمارق مصفوفة، وزرابي مبثوثة، وأكواب موضوعة، ثم ينظر إلى تأسيس بنيانه، فإذا هو قد أسس على جندل اللؤلؤ، فيه أخضر، وأبيض، وأصفر، وأحمر من كل لون، ثم يرفع طرفه إلى سقفه، فلولا أن الله تعالى قدره له لألم أن يذهب بصره، قال خلف بن تميم في حديثه: إنه لمثل البرق، ثم ينظر إلى أزواجه من الحور العين ثم يتكئ على أريكة من أرائكه، ثم يقول: {الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله}.
1430- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي، حدثنا عبد الله بن عمرو الرقي، عن عبد الكريم الجزري، عمن حدثه، عن جابر بن عبد الله، وعن أبي سعيد الخدري، قالا: أهل الجنة يلهمون الحمد والتسبيح كما يلهمون النفس.
1431- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا سعيد بن سليمان، أخبرنا خلف بن خليفة، وأخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسن بن عرفة، حدثنا خلف بن خليفة، قالا: حدثنا حميد الأعرج، عن عبد الله بن الحارث الزبيدي، عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنك لتنظر إلى الطائر في الجنة فتشتهيه فيخر مشويا بين يديك».
1432- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم، عن أبي رجاء، عن الحسن، في قول الله {حور مقصورات في الخيام} قال: محبوسات ليس بالطوافات في الطرق، والخيام: الدر المجوف.
1433- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا محمد بن أبي عدي، حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن البراء، في قول الله تعالى {قطوفها دانية} قال: يتناول الرجل من الثمار وهو نائم.
1434- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا الهيثم بن جميل، حدثنا شريك، عن منصور، عن مسلم، عن مسروق، عن عبد الله، في قوله {جنات عدن} قال: بطنان الجنة.
1435- قرأها الشيخ أبو محمد ظاهر النيسابوري على الشيخ الثقة أبي محمد الحسن بن علي بن محمد بن الحسن الجوهري المقنعي في شعبان من سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة وأنا أسمع وأقر به، قال له: أخبركم أبو عمر محمد بن العباس بن زكريا بن حيويه الخزاز، قراءة عليه وأنت حاضر تسمع، حدثنا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد، حدثنا الحسين أخبرنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أبي رافع، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من يدخل الجنة ينعم لا يبؤس، ولا يبلى ثيابه ولا يفنى شبابه:، في الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر».
1436- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا الخفاف، أخبرنا أبو مسعود الجريري، عن أبي نضرة قال: إن الله تعالى بنى جدار الجنة، لبنة من ذهب، ولبنة من فضة، وغرس شجرها ثم قال لها: تكلمي، فقالت: {قد أفلح المؤمنون}.
1437- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا عبد الوهاب الخفاف، حدثنا سعيد، عن قتادة قال: قال كعب: إن الله تعالى خلق آدم بيده، وكتب التوراة بيده، وغرس الجنة بيده ثم قال لها: تكلمي فقالت: قد {أفلح المؤمنون} قال قتادة: حق لها أن تكلم وقد علمت ما أعد الله تعالى لأوليائه فيها.
1438- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا الفضل بن موسى، ومحمد بن عبيد، قالا: حدثنا الأعمش، عن ثمامة بن عقبة المحلمي، عن زيد بن أرقم قال: جاء رجل من أهل الكتاب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا أبا القاسم تزعم أن أهل الجنة يأكلون ويشربون، قال: «نعم، والذي نفسي بيده إن أحدهم ليعطى قوة مائة في الأكل، والشرب، والجماع، والشهوة» قال: فإن الذي يأكل ويشرب تكون له الحاجة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «عرق يفيض من جلده مثل ريح المسك فإذا بطنه قد ضمر».
1439- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا محمد بن عبيد، حدثنا الأعمش، عن يزيد، يعني ابن أبي زياد، عن عبد الله بن الحارث، عن كعب قال: جنات الفردوس: هي التي فيها الأعناب.
1440- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا أسباط، عن الأعمش، عن كعب، عن بعض أصحابه قال: إن أدنى أهل الجنة منزلة لمن يؤتى بغدائه في سبعين ألف صحفة من ذهب، في كل صحفة لون ليس في الأخرى، يجد في آخرها لذاذة أولها، ليس فيها رذل.
1441- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين ابن المروزي، أخبرنا عبد الله بن المبارك، أخبرنا هشام بن حسان، عن ابن سيرين، عن أبي عبيدة بن حذيفة بن اليمان، أن حذيفة قال: قام سائل على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فسأل، فسكت القوم، ثم إن رجلا أعطاه، فأعطاه القوم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من استن خيرا فاستن به فله أجره ومثل أجور من تبعه غير منتقص من أجورهم، ومن استن شرا فاستن به فعليه وزره ومثل أوزار من تبعه غير منتقص من أوزارهم شيء».
1442- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا سفيان، عن سليمان، عن إبراهيم، عن علقمة قال: مرض عبد الله بن مسعود مرضا فجزع، فقلنا له: ما رأيناك في مرض أشد جزعا منك في هذا الوجع، فقال: إنه أحرى وأقرب بي من الغفلة.
1443- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، حدثنا بكار بن عبد الله، أنه سمع وهب بن منبه يقول: كان رجل من أفضل أهل زمانه، وكان يزار فيعظهم، فاجتمعوا إليه ذات يوم، فقال: إنا قد خرجنا من الدنيا، وقد فارقنا الأهل والأموال مخافة الطغيان، وقد خفت أن يكون قد دخل علينا في حالنا هذه من الطغيان أكثر مما دخل على أهل الأموال في أموالهم، أرانا يحب أحدنا أن تقضى حاجته، وإن اشترى بيعا أن يقارب لمكان دينه، وإن لقي حيي ووقر لمكان دينه، فشاع ذلك الكلام حتى بلغ الملك فأعجب به الملك، فركب إليه الملك ليسلم عليه وينظر إليه، فلما رآه الرجل، قيل له: هذا الملك قد أتاك ليسلم عليك، قال: وما يصنع بذلك؟ قيل: للكلام الذي وعظت به، فسأل رويه هل عندك من طعام؟ قال: شيء من ثمر الشجر مما تفطر منه، فأمر به، فأتي على مسك فوضع بين يديه فأخذ يأكل منه، وكان يصوم بالنهار لا يفطر فوقف عليه الملك، فسلم عليه، فأجابه إجابة خفية، وأقبل على طعامه يأكله، فقال الملك: أين الرجل؟ قيل: هو هذا فقال: هو الذي يأكل؟ قالوا: نعم، قال ما عند هذا خير، فأدبر، فقال الرجل: الحمد لله الذي صرفك عني بما صرفك به.
1444- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا عمر بن عبد الرحمن بن مهرب، أنه سمع وهب بن منبه يقول: إن الملك سمع باجتهاده، فقال: لآتينه يوم كذا وكذا، ولأسلمن عليه، وأسرعت البشرى إلى الراهب، فلما كان ذلك اليوم الذي ظن أنه يأتيه، خرج إلى متضحى له قدام مصلاه، وخرج بمنسف فيه بقل، وزيت، وحمص، فوضعه قريبا منه، فلما أشرف إذا هو بالملك مقبل، ومعه سواد من الناس قد أحاطوا به، فلا يرى سهل ولا جبل إلا قد ملئ من الناس، فجعل الراهب يجمع من تلك البقول والطعام، ويعظم اللقمة، فيغمسه بالزيت، ويأكله أكلا عنيفا، وهو واضع رأسه لا ينظر إلى من أتاه، فقال الملك: أين صاحبكم؟ قالوا: هو هذا، فقال الملك: كيف أنت يا فلان؟ فقال- وهو يأكل ذلك الأكل-: كالناس، فرد الملك عنان دابته، فقال: ما في هذا خير، فلما ذهب هو ومن معه، قال الراهب: الحمد لله الذي أذهب عني:، وهو لي لائم.
1445- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا بكار بن عبد الله، أنه سمع وهب بن منبه يقول: أتي برجل من أفضل أهل زمانه إلى ملك يفتن الناس على أكل لحوم الخنازير، فلما أتي به أعظم الناس مكانه، وهالهم أمره، فقال له صاحب شرطة الملك: ائتني بجدي تزكيه مما تذبحه، يحل لك أكله، فأعطنيه، فإن دعا بلحم الخنزير أتيتك به، فكله، فذبح جديا فأعطاه إياه، ثم أتي به الملك، فدعا بلحم الخنزير، فأتاه صاحب الشرطة بلحم الجدي الذي كان أعطاه إياه، فأمره الملك بأكله، فأبى، فجعل صاحب الشرطة يغمز إليه ويأمره أن يأكله، ويريه أن اللحم الذي دفعه إليه، فأبى أن يأكله، فأمر به الملك صاحب الشرطة أن يقتله، فلما ذهب به قال: ما منعك أن تأكل وهو اللحم الذي دفعت إلي؟ أظننت أني أتيتك بغيره؟ قال: لا قد علمت أنه هو، ولكني خفت أن يفتتن الناس بي، فإذا أريد أحدهم على أكل لحم الخنزير، قال: قد أكله فلان، فيستن بي، فأكون فتنة لهم، فقتل رحمة الله عليه.
1446- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا صخر بن جويرية، وأسامة بن زيد، عن نافع، عن أسلم مولى عمر، أن عمر رأى على طلحة ثوبين مصبوغين بالمشق وهو محرم، فقال: ما هذان الثوبان عليك؟ فقال طلحة: إنهما ليس بهما بأس، إنهما صبغا بمدر، فقال عمر: إنكم أئمة يقتدي بكم الناس، ولو أن أحدا جاهلا رأى عليك ثوبا مصبوغا في الحرم قال: رأيت طلحة يلبس الثياب المصبوغة وهو محرم، فلا يلبس أحد منكم أيها الرهط من هذه الثياب وهو محرم.
1447- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا موسى الجهني، عن مصعب بن سعد قال: كان سعد إذا خرج- قال ابن صاعد: يعني في الصلاة- تجوز وخفف، ويتم الركوع والسجود، وإذا دخل البيت أطال، فقيل له: فقال: إنا أئمة يقتدى بنا.
1448- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا معمر، عن عبد الكريم الجزري، عن زياد بن أبي مريم، عن عبد الله بن مسعود في قول الله تعالى {علمت نفس ما قدمت وأخرت} قال: ما قدمت من خير، وأخرت من سيئة استن بها بعده، فله أجر مثل من اتبعه من غير أن ينقص من أجورهم شيء، أو سنة سيئة عمل بها بعده، فعليه مثل وزر من عمل بها ولا ينقص من أوزارهم شيء.
1449- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا سفيان، عن سليمان، عن عبد الله بن مرة، عن أبي الدرداء قال: إذا عمل الرجل في شبيبته، ثم أصابه أمر بعدما يكبر فبالحري أن يستجاب له، وإن فرط في شبيبته حتى أصابه أمر بعد فبالحري أن يسلم.
1450- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا عبد الله بن موهب، حدثنا يزيد بن قسيط، قال: كانت الأنبياء صلوات الله عليهم يكون لهم مساجد خارجة من قراهم، فإذا أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يستنبئ ربه عن شيء خرج إلى مسجده فصلى ما كتب الله له، ثم سأله ما بدا له، فبينما نبي الله صلى الله عليه وسلم في مسجده إذ جاءه عدو الله حتى جلس بينه وبين القبلة، فقال: «إني أعوذ بالله من الشيطان» فقال عدو الله: أرأيت الذي تعوذ منه؟ فهو هو، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أعوذ بالله من الشيطان الرجيم» فردد ذلك ثلاث مرات، قال له عدو الله: أخبرني بأي شيء تنجو به مني؟ قال له النبي صلى الله عليه وسلم: «أخبرني بأي شيء تغلب ابن آدم؟» فأخذ كل واحد من صاحبه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله تعالى يقول: {إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين}» فقال عدو الله: قد سمعت هذا قبل أن تولد، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «ويقول الله تعالى: {وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم} فإني والله ما أحسست بك قط إلا استعذت بالله» فقال عدو الله: صدقت، بها تنجو مني، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «فأخبرني بأي شيء تغلب ابن آدم؟» قال: آخذه عند الغضب، وعند الهوى.
1451- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا بكار بن عبد الله قال: سمعت وهب بن منبه يقول: كان رجل عابد من السياح أراده الشيطان من قبل الشهوة، والرغبة، والغضب فلم يستطع له شيئا، فتمثل له بحية وهو يصلي فالتوت بقدميه وجسده ثم أطلع رأسه عند رأسه فلم يلتفت من صلاته ولم يستأخر منها، فلما أراد أن يسجد التوت في موضع سجوده، فلما وضع رأسه ليسجد فتح فاه ليلتقم رأسه، فوضع رأسه فجعل يفركه حتى استمكن من الأرض لسجدته، فقال له الشيطان: إني أنا صاحبك الذي كنت أخوفك فأتيتك من قبل الشهوة، والرغبة، والغضب، وأنا كنت أتمثل لك بالسباع والحية، فلم أستطع بك، وقد بدا لي أن أصادقك ولا أريد ضلالتك بعد اليوم، فقال له: لا، أنا يوم خوفتني بحمد الله خفتك، ولا اليوم بي حاجة إلى مصادقتك، قال: سل عم شئت فأخبرك؟ قال: وما عسيت أن أسألك عنه؟ قال: لا تسألني عن مالك ما فعل بعدك، قال: لو أردت مالي لم أفارقه، قال: فلا تسألني عن أهلك من مات منهم بعدك، قال: أنا مت قبلهم، قال: فلا تسألني عما أضل به ابن آدم؟ قال: بلى، فأخبرني ما أوثق ما في نفسك أن تضلهم به؟ قال: ثلاثة أخلاق، من لم يستطعه بشيء منها غلبنا: الشح، والحدة، والسكر، فإن الرجل إذا كان شحيحا قللنا ماله في عينه، ورغبناه في أموال الناس، وإذا كان حديدا تداورناه بعيننا كما يتداور الصبيان الأكرة بينهم، ولو كان يحيي الموتى بدعوته لم نأيس منه، فإنما يبني ويهدمه لنا بكلمة، وإذا سكر اقتدناه إلى كل سوء كما يقتاد من أخذ العنز بأذنها حيث شاء.
1452- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا عبد الوهاب بن الورد قال: قال الله سبحانه وتعالى: يا أيوب أما علمت أن لي عبادا علماء حكماء نطقاء أسكنتهم خشيتي.
1453- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا ابن لهيعة، حدثني عبيد الله بن أبي جعفر قال: قيل لعيسى ابن مريم صلوات الله عليه: يا روح الله وكلمته من أشد الناس فتنة؟ قال: زلة العالم إذا زل العالم زل بزلته عالم كثير.
1454- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا مالك بن مغول قال: سمعت أبا حصين يذكر عن زياد بن حدير قال: قال عمر بن الخطاب رضوان الله عليه: يهدم الزمان ثلاث: ضيعة عالم، ومجادلة منافق بالقرآن، وأئمة مضلون.
1455- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم، أخبرنا الجريري، عن أبي نضرة، عن رجل، عن أبي هريرة أنه قال: يصور أو قال: يصير أهل الجنة كلهم على صورة آدم يوم القيامة، قلت: وما صورة آدم؟ قال: اثنا عشر ذراعا طولا، وست عرضا قلت: وما ذراعه؟ قال: كالرجل الطويل منكم قال: ويدخل الفقراء قبل الأغنياء بمقدار نصف يوم قلت: وما نصف اليوم؟ قال: أوما تقرأ القرآن؟ {وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون}.
1456- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا عبد العزيز بن أبي عثمان الرازي، أخبرنا موسى بن عبيدة، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أبشركم يا فقراء المؤمنين إن فقراء المؤمنين يدخلون الجنة قبل الأغنياء بنصف يوم، وذلك خمس مائة عام».
1457- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا الهيثم بن جميل، حدثنا شريك، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون، في قوله: {ختامه مسك}، قال: خلطه مسك.
1458- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا الهيثم بن جميل، حدثنا شريك، عن سالم الأفطس، عن سعيد بن جبير، {ختامه مسك}، قال: يجد في آخر طعمه ريح المسك.
1459- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا الهيثم، أخبرنا شريك، عن سالم، عن سعيد بن جبير، في قول الله تعالى: {لا يصدعون عنها ولا ينزفون} قال: لا تصدع رءوسهم، ولا تنزف عقولهم.
1460- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا محمد بن أبي عدي، أخبرنا محمد بن أبي حميد، عن موسى بن وردان، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن في الجنة لعمودا من ياقوتة، عليها غرف من زبرجد، تبص كما يبص الكوكب الدري» قلنا: من يسكنها؟ قال: «المتحابون في الله، والمتلاقون في الله عز وجل، والمتباذلون في الله عز وجل»، أو كلمة نحوها.
1461- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا محمد يعني ابن أبي عدي، أخبرنا حماد بن سلمة، عن عاصم بن بهدلة، عن سعيد بن المسيب قال: للمتحابين في الله عز وجل منابر من نور يغبطهم بها الشهداء.
1462- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا المعتمر بن سليمان قال: سمعت إسماعيل بن أبي خالد يحدث عن قرة العجلي قال: أخبرت أن عبد الرحمن بن سابط قال: أخبرت أن عن يمين الرحمن تبارك وتعالى- وكلتا يديه يمين- قوما على منابر من نور، وجوههم نور، عليهم ثياب خضر تغشى أبصار الناظرين دونهم، ليسوا بأنبياء ولا شهداء قيل: فما هم؟ قال: قوم تحابوا في جلال الله حين عصي الله في أرضه.
1463- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا سفيان، عن عمرو يعني ابن دينار، سمع عمرو بن أوس، يحدث عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المقسطون يوم القيامة على منابر من نور على يمين الرحمن- وكلتا يديه يمين- الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا».
1464- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم، حدثنا يونس، عن الحسن، عن أبي هريرة قال: إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام ما يبلغ طرفها أو قال: ما يقطعها.
1465- حدثنا الحسين أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم، عن محمد قال: حدثنا أو قال: قالوا: أن أدنى أهل الجنة منزلة لمن يقال له: تمن، فيتمنى، ويذكره أصحابه، ويتمنى:، ويذكره أصحابه، فيقال: لك ذلك ومثله معه.
1466- قال: وقال ابن عمر: لك ذلك وعشرة أمثاله معه، وعند الله تعالى المزيد.
1467- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين أخبرنا أبو معاوية الضرير، حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق، عن النعمان بن سعد، عن علي بن أبي طالب رضوان الله عليه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن في الجنة لسوقا ما فيها بيع ولا شراء، إلا الصور من الرجال والنساء، من اشتهى صورة دخلها» قال: «وفيها مجتمع حور العين يرفعن أصواتا لم يسمع الخلائق مثلها، يقلن: نحن الخالدات فلا نبيد، ونحن الناعمات فلا نبؤس، ونحن الراضيات فلا نسخط، فطوبى لمن كان لنا وكنا له».
1468- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا سفيان، عن حماد، عن سعيد بن جبير قال: نخل الجنة كربها ذهب أحمر، وجذوعها زمرد أخضر، وسعفها كسوة لأهل الجنة، منها مقطعاتهم، وحللهم، وثمرها أمثال القلال والدلاء، أحلى من العسل، وألين من الزبد ليس له عجم.
1469- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا عبد الرحمن بن مهدي، أخبرنا سفيان، عن عمرو بن مرة، عن أبي عبيدة قال: نخل الجنة ثمرها أمثال القلال، كلما نزعت ثمرة عادت مكانها أخرى قال الحسين: وذكر لي العنب بشيء سقط علي من الكتاب تخرق مكانه، غير أنه قال: العنقود اثنا عشر ذراعا فقلنا لأبي عبيدة: من حدثك؟ فغضب، وقال: مسروق.
1470- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثناه يعقوب بن إبراهيم الدورقي، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، أخبرنا سفيان قال: سمعت عمرو بن مرة يحدث عن أبي عبيدة قال: نخل الجنة نضيد من أصولها إلى فرعها، وثمرها أمثال القلال، كلما نزعت ثمرة عادت مكانها أخرى، وأنهارها تجري في غير أخدود، والعنقود اثنا عشر ذراعا فقلت لأبي عبيدة: من حدثك؟ فغضب، وقال: مسروق.
1471- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا محمد بن أبي عدي، حدثنا حميد، عن أنس قال: إن في الجنة لسوقا على كثبان من مسك يخرجون إليها، ويلتقون عندها، فيبعث الله تعالى ريحا فتدخلهم بيوتهم، فيقولون لهم أهلوهم إذا رجعوا إليهم: ازددتم بعدنا حسنا، ويقولون لأهليهم: قد ازددتم بعدنا حسنا.
1472- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا فضل بن موسى، حدثنا جرير قال: شهدت الحسن يقول: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية {ولحم طير مما يشتهون} فقال أبو بكر: يا رسول الله إنها لطير ناعمة، قال: إنها أمثال البخت فقال أبو بكر: إنها لطير ناعمة، فقال: آكلها أنعم منها وأرجو أن تأكل منها يا أبا بكر.
1473- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، قال سمعت سفيان بن عيينة يقول: سأل موسى صلى الله عليه وسلم ربه عز وجل، وقال: يا رب ما أعددت لأوليائك؟ قال: يا موسى غرست كرامتهم بيدي، وختمت عليها، ففيها ما لا عين رأت، ولا خطر على قلب بشر قال سفيان: ونحن نرى أنه جنة عدن؛ لأنه لم يخلق بيده من الجنان شيئا غيرها.
1474- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا وكيع، حدثنا الأعمش، عن عبد الله بن مرة، عن مسروق، عن عبد الله قال: الرحيق الخمر مختوم ممزوج، ختامه مسك قال: طعمه وريحه.
1475- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين بن الحسن بن حرب المروزي، أخبرنا عبد الله بن المبارك، أخبرنا أبو الحكم، أخبرنا موسى بن أبي كردم، قال ابن صاعد: كذا قال: وقال غيره: درم عن وهب بن منبه قال: بلغ ابن عباس عن مجلس كان في ناحية باب بني سهم يجلس فيه ناس من قريش فيختصمون فترتفع أصواتهم، فقال لي ابن عباس: انطلق بنا إليهم، فانطلقنا حتى وقفنا عليهم، فقال لي ابن عباس: أخبرهم عن كلام الفتى الذي كلم به أيوب وهو في حاله، قال وهب: فقلت: قال الفتى: يا أيوب أما كان في عظمة الله سبحانه وتعالى وذكر الموت ما يكل لسانك، ويقطع قلبك، ويكسر حجتك، يا أيوب أما علمت أن لله تعالى عبادا أسكتتهم خشية الله تعالى من غير عي ولا بكم، وإنهم لهم النبلاء، الفصحاء، الطلقاء، الألباء، العالمون بالله سبحانه وآياته، ولكنهم إذا ذكروا عظمة الله تقطعت قلوبهم، وكلت ألسنتهم، وطاشت عقولهم وأحلامهم فرقا من الله، وهيبة له، وإذا استفاقوا من ذلك استبقوا إلى الله بالأعمال الزاكية، لا يستكثرون لله الكثير، ولا يرضون لله بالقليل، يعدون أنفسهم مع الظالمين الخاطئين، وإنهم لأنزاه، أبرار، أخيار، ومع المضيعين المفرطين، وإنهم لأكياس أقوياء، ناحلون ذائبون، يراهم الجاهل فيقول: مرضى، وليسوا بمرضى، وقد خولطوا وقد خالط القوم أمرا عظيما أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى حدثناه يعقوب بن إبراهيم الدورقي، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثني مروان بن عبد الواحد، حدثني موسى بن أبي درم، حدثنا وهب بن منبه، قال: بلغ ابن عباس أن ناسا من قريش يجلسون في المسجد الحرام من ناحية باب بني سهم، فيختصمون، فترتفع أصواتهم، فقال لي: انطلق بنا إليهم، فأتاهم فوقف عليهم، وقال: حدثهم بالكلام الذي كلم به الفتى أيوب وهو في بلائه، قال: فقلت: قال الفتى: يا أيوب أما كان في عظمة الله وذكر الموت ثم ذكر مثله إلى آخره، قوله: وقد خالط القوم أمر عظيم.
1476- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا سليمان بن المغيرة قال: بلغنا عن مطرف بن الشخير، أنه كان يقول: ما من الناس أحد إلا وهو أحمق فيما بينه وبين ربه عز وجل، ولكن الحمق بعضه أهون من بعض.
1477- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا زافر، عن أبي عبد الله البصري، عن مطرف قال: قصر علم ابن آدم به، ليهنأه عيشه.
1478- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا سليمان بن المغيرة قال: سمعت يونس يقول: ما رأيت من الناس أحدا أطول حزنا من الحسن.
1479- وقال الحسن: نضحك ولا ندري لعل الله قد اطلع على بعض أعمالنا، فقال: لا أقبل منكم شيئا.
1480- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا سليمان بن المغيرة، عن يونس، عن الحسن قال: لا يزال العبد بخير ما علم الذي يفسد عليه عمله، فمنهم من يزين له ما هو فيه، ومنهم من تغلبه الشهوة.
1481- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا سليمان بن المغيرة، حدثني بعض أصحابنا أن أبا مسلم الخولاني حيث كبر ورق، قال له قائل: لو أقصرت عما تصنع، قال: أرأيتم إذ أرسلتم الخيل في الجلبة ألستم تقولون لفرسانها: ودعوها وأرفقوا بها، فإذا رأيتم الغاية فلا تستبقوا منها شيئا قالوا: بلى، قال: قد رأيت الغاية.
1482- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا محمد بن طلحة، أخبرني عبد الرحمن بن ثروان أن الأسود بن يزيد كان يجتهد في العبادة ويصوم في الحر حتى يخضر جسده ويصفر قال: فكان علقمة بن قيس يقول له: لم تعذب هذا الجسد؟ لم تعذب هذا الجسد؟ فيقول الأسود: إن الأمر جد، فجد وقال غيره: إن الأسود قال: كرامته أريد.
1483- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا سليمان بن المغيرة، حدثنا سابط، أن أبا موسى أتى على ابنه وهو ساجد فطاف سبعة أطواف بالبيت، ولم يرفع رأسه، فقال: يا بني لو أنك عمدت إلى شيء تطيقه، فإنك لا تدري ما حسب الحياة فقال: ومن لي بتلك الحياة، قال: فاذهب فاصنع ما شئت.
1484- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا نافع بن عمر الجمحي، عن ابن أبي مليكة قال: حدثني ابن طارق قال: مررت بعبد الله بن عمرو وهو ساجد يبكي، فقمت، فرفع رأسه، وقال: أتعجب من بكائي؟ ثم نظر إلى القمر فقال: إن هذا ليبكي من خشية الله.
1485- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا مجالد، عن عنبسة بن سعيد قال: قيل لعامر بن عبد قيس: إن الجنة تدرك بدون ما تصنع، وتتقى النار بدون ما تصنع، فقال: إن استطعت أن لا أدخل النار إلا بعد جهدي.
1486- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا سليمان بن المغيرة قال: كان رجل كأنه من أهل البصرة مجتهدا فقيل له: لو أنك رفقت بنفسك يأمرونه أن يدع بعض ما يصنع، فقال: لو أتاني آت من ربي عز وجل فأخبرني أن الله سبحانه وتعالى لا يعذبني لاجتهدت في العبادة، قالوا: وكيف ذاك؟ قال: تعذرني نفسي.
1487- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا معتمر بن سليمان، عن أبيه قال: دخلت على رجل من أصحابي وهو بالموت، فرأيت من جزعه شيئا ساءني، فقلت له: ما هذا الجزع؟ فقال: وما لي لا أجزع؟ ومن أحق بذلك مني؟ والله لو أتتني المغفرة من الله للحقني الحياء من الله فيما أفضيت به إليه.
1488- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا عبد الله بن عبد العزيز قال: قال: عبد الرحمن بن يزيد بن معاوية، لرجل: يا أبا فلان هل أتت عليك حال أنت فيها مستعد للموت؟ قال: لا، قال: فهل أنت مجمع للتحول إلى حال ترضى بها؟ قال: ما شخصت نفسي بذلك بعد، قال: فهل بعد الموت دار فيها مستعتب قال: لا، قال: فهل أنت تأمن الموت أن يأتيك؟ قال: لا، قال: ما رأيت مثل هذه الحال رضي بها عاقل.
1489- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا سليمان بن مغيرة، عن أبيه، عن أم صفية، وهنيدة، أختي مذعور قالتا: لما انطلق مذعور إلى الشام، قلنا له: أوصنا، قال: يا بنتي أم اعملا في هذا الليل والنهار؛ فإنكما قد رأيتما أو قال: أريتما.
1490- قال: وسمعت ثابتا، يذكر عن مطرف قال: إن كان أحد من هذه الأمة ممتحن القلب، إن مذعورا لممتحن القلب.
1491- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا سليمان بن المغيرة، عن ثابت قال: كنت جالسا مع مذعور، فمر بنا رجل، فقال: من سره أن ينظر إلى رجلين من أهل الجنة، فلينظر إلى هؤلاء قال: فعرفت في وجه مذعور الكراهية، فرفع رأسه إلى السماء، وقال: اللهم إنك تعلمنا ولا يعلمنا.
1492- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا محمد بن طلحة، عن جامع بن شداد، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن ابن مسعود قال: يذهب الصالحون ويبقى أهل الريب قالوا: يا أبا عبد الرحمن ومن أهل الريب؟ قال: قوم لا يأمرون بالمعروف، ولا ينهون عن المنكر.
1493- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا سليمان يعني ابن المغيرة، عن ثابت، عن أنس قال: ما أعرف شيئا مما كنت أعهده على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس قولكم لا إله إلا الله قلنا: يا أبا حمزة ولا الصلاة؟ قال: قد صليتم عند غروب الشمس، أفكانت تلك صلاة رسول الله ثم قال: على أني لم أر زمانا خيرا لعامل من زمانكم هذا إلا أن يكون زمانا مع نبي الله صلى الله عليه وسلم.
1494- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا محمد بن مسلم قال: سمعت عثمان بن عبد الله بن أوس، يحدث عن سليمان بن هرمز، عن عبد الله بن عمرو قال: وكانوا يأتونه بالوهط، فقال: أحب شيء إلى الله تعالى الغرباء قيل: وأي الغرباء؟ قال: الذين يفرون بدينهم، يجتمعون إلى عيسى ابن مريم صلوات الله عليه.
1495- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا رجل من أهل البصرة، عن مالك بن دينار قال: سألت الحسن، عن عقوبة العالم؟ قال: موت القلب قال: وما موت القلب؟ قال: طلب الدنيا بعمل الآخرة.
1496- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا محمد بن مسلم، أخبرنا عثمان بن عبد الله بن أوس قال: بلغني أن بعض الأنبياء كان يقول: اللهم احفظني بما تحفظ به الصبي.
1497- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا شريك، عن سالم، عن سعيد، في قول الله سبحانه وتعالى {أولي الأيدي والأبصار} قال: الأيدي: القوة في العمل، والأبصار: بصرهم ما هم فيه من دينهم وقوله تعالى: {وسيدا وحصورا} قال: السيد: الذي يطيع الله تعالى ولا يعصيه، والحصور: الذي لا يأتي النساء.
1498- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا سفيان، عن سعيد بن سنان، عن ثابت بن عجلان، عن الضحاك، في قول الله تعالى: {والتفت الساق بالساق} قال: اجتمع عليه أمران: الناس يجهزون جسده، والملائكة يجهزون روحه أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا سفيان، عن السدي، عن أبي مالك قال: ساقاه التفتا عند الموت.
1499- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا سفيان، عن ليث، عن مجاهد، في قول الله تعالى {وقدمنا إلى ما عملوا من عمل} قال: عمدنا إلى ما عملوا من عمل، فما عملوا من خير لم يقبل منهم.
1500- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا سفيان قال: بلغنا في هذه الآية {وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن} قال: هم المسلمون، ألا ترى أنه يقول: {ولا الذين يموتون وهم كفار} أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، وأخبرنا سفيان، عن إبراهيم بن مهاجر، عن إبراهيم قال: التوبة مبسوطة ما لم يؤخذ بكظمة.
1501- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا وكيع، حدثنا الأعمش، عن عبد الله بن مرة، عن مسروق، عن عبد الله بن مسعود، في قوله: {ومزاجه من تسنيم} قال: تسنيم: عين في الجنة يشربها المقربون صرفا، وتمزج لأصحاب اليمين.
1502- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا مروان بن معاوية، أخبرنا حكم بن أبي خالد، عن الحسن، عن جابر بن عبد الله قال: إذا أدخل أهل الجنة، وأقيم عليهم بالكرامة، جاءتهم خيول من ياقوت أحمر، لا تبول، ولا تروث، لها أجنحة فيقعدون عليها، ثم يأتون الجبار جل جلاله، فإذا تجلى لهم خروا سجدا، فيقول الجبار: يا أهل الجنة ارفعوا رءوسكم فقد رضيت عنكم رضا لا سخط بعده، يا أهل الجنة ارفعوا رءوسكم فإن هذه ليست بدار عمل، إنما هي دار مقام، ودار نعيم قال: فيرفعون رءوسهم، فيمطر الله عليهم طيبا، ثم يرجعون إلى أهليهم فيمرون بكثبان المسك، فيبعث الله عليهم ريحا على تلك الكثبان فيهيجها في وجوههم حتى إنهم ليرجعون إلى أهليهم، وإنهم وخيولهم ـ ذكر كلمة ـ لشباعا من المسك.
1503- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا محمد بن عبيد، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن سعد قال: لما خلق الله الجنة، قال لها: تزيني فتزينت، ثم قال لها: تكلمي، فتكلمت، فقالت: طوبى لمن رضيت عنه.
1504- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن علقمة، عن عبد الله قال: الجنة سجسج لا حر فيها ولا برد.
1505- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا الهيثم بن جميل، أخبرنا أبو هلال الراسبي، عن حميد بن هلال قال: ما من أهل الجنة أحد إلا وله ألف خازن، ما من خازن إلا على عمل ليس عليه صاحبه.
1506- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا الهيثم، حدثنا أبو هلال، عن الحسن قال: قال عمر بن الخطاب: حدثني يا كعب عن جنات عدن، فقال: نعم يا أمير المؤمنين قصور في الجنة، لا يسكنها إلا نبي، أو صديق، أو شهيد، أو حكم عدل فقال عمر: أما النبوة فقد مضت لأهلها، وأما الصديقون فقد صدقت الله ورسوله، وأما حكم عدل فإني أرجو ألا أحكم بشيء إلا لم آل فيه عدلا، وأما الشهادة فأنى لعمر الشهادة؟
1507- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا الفضل بن موسى، حدثنا حزم قال: سمعت الحسن يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «للجنة - أراه قال- ثمانية أبواب بين كل مصراعين من أبوابها مسيرة أربعين سنة».
1508- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا الهيثم، حدثنا يعقوب بن عبد الله القمي، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن شهر بن حوشب قال: طوبى شجرة في الجنة، كل شجر الجنة من أغصانها.
1509- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا الهيثم، أخبرنا صالح المدني، عن يزيد الرقاشي، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أسفل أهل الجنة أجمعين درجة لمن يقوم على رأسه عشرة ألف خادم، بيد كل خادم صحفتان: صحفة من فضة، وصحفة من ذهب، في كل واحدة لون ليس في الأخرى، يأكل من آخرها مثل ما يأكل من أولها، يجد لآخرها من اللذة والطيب ما يجد لأولها، ثم يكون ذلك رشح مسك، وجشاء مسك، لا يبولون، ولا يتغوطون، ولا يمتخطون».
1510- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا الفضل بن موسى، حدثنا سلمة، عن عطية، عن ابن عباس، في قوله تعالى: {مدهامتان} قال: خضراوان من الري.
1511- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا الفضل بن أبي سنان، عن الضحاك، في قول الله تعالى: {ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا} قال: على مقادير الليل والنهار.
1512- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا الفضل بن موسى، حدثنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: يؤتى بالموت يوم القيامة، فيقال: يا أهل الجنة فيطلعون خائفين وجلين أن يخرجوا من مكانهم الذي هم فيه، ويقال: يا أهل النار فيطلعون فرحين مستبشرين رجاء أن يخرجوا من مكانهم الذين هم فيه، فيقال لهم: هل تعرفون هذا؟ فيقولون: نعم، يا ربنا، فيذبح على الصراط، فيقال: خلود لا موت فيه.
1513- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا يحيى بن سعيد عن قتادة، عن عكرمة، في قوله تعالى: {من سندس وإستبرق} قال: الإستبرق: الديباج الغليظ.
1514- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا الهيثم، حدثنا يعقوب، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، في قول الله تعالى: {فيهما عينان نضاختان} قال: تنضخان بألوان الفاكهة.
1515- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا الهيثم، حدثنا فليح بن سليمان، عن هلال بن علي، عن عطاء بن يسار أو ابن أبي عمرة، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من آمن بالله ورسوله، وأقام الصلاة، وصام رمضان كان حقا على الله أن يدخله الجنة، هاجر في سبيل الله» أو قال: «جاهد في سبيله، أو جلس في أرضه التي ولد فيها» قالوا: يا رسول الله أفلا نبشر الناس بذلك؟ قال: «إن في الجنة مائة درجة أعدها الله عز وجل للمجاهدين في سبيله، ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض، فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس، فإنه وسط الجنة، وأعلى الجنة، وفوقه عرش الرحمن منه تفجر أنهار الجنة».
1516- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، حدثنا أبو أيوب يحيى بن ميمون التمار البصري، حدثنا أبو الحسين العسقلاني، عن زيد بن أسلم قال: إن الله عز وجل لم يخلق الحور العين من تراب، إنما خلقهن من مسك، وكافور، وزعفران، وأنتم تطمعون أن تعانقوا هؤلاء، ولا تطيعون الله فيما أمركم.
1517- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا يحيى بن ميمون، عن الحسن بن أبي جعفر الجفري، عن محمد بن جحادة، في قول الله سبحانه وتعالى: {حور مقصورات في الخيام} قال: الخيمة: درة فرسخ في فرسخ عليها أربعة آلاف مصراع من ذهب {متكئين على رفرف خضر} قال: مجالس {وعبقري حسان} قال: طنافس، وكان يقرؤها: وعباقري.
1518- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا الفضل بن ميمون، عن أبي عصام العسقلاني، عن الأوزاعي، في قول الله تعالى: {فيهن خيرات حسان} قال: خيرات: ليس بذربات اللسان، لا يغرن، ولا يؤذين.
1519- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين بن الحسن بن حرب المروزي، أخبرنا عبد الله بن المبارك، أخبرنا سفيان، عن منصور، عن مجاهد، عن عبيد بن عمير، في قول الله تعالى: {إنه كان للأوابين غفورا} قال: هم الذين يذكرون ذنوبهم في الخلاء ويستغفرون منه أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا ابن لهيعة، حدثني ابن هبيرة، أن الأواب الحفيظ: الذي إذا ذكر خطاياه استغفر الله عنها.
1520- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا جعفر بن حيان، عن الحسن، في قول الله تعالى: {إنه كان للأوابين غفورا} قال: أواب إلى الله بقلبه وعمله.
1521- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، عن صالح المري، عن حبيب أبي محمد، عن شهر بن حوشب، عن أبي ذر قال: إن الله تعالى يقول: يا جبرئيل انسخ من قلب عبدي المؤمن الحلاوة التي كان يجدها، فيصير العبد المؤمن والها طالبا الذي كان يعهد من نفسه، نزلت به مصيبة لم ينزل به مثلها قط، فإذا نظر الله تعالى إليه على تلك الحال قال: يا جبرئيل رد إلى قلب عبدي ما نسخت منه، فقد ابتليته فوجدته صادقا، وسأمده من قبلي بزيادة، وإذا كان عبدا كذابا لم يكترث ولم يبال.
1522- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله تعالى لا ينظر إلى صوركم، ولا إلى أموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم، فمن كان له قلب صالح تحنن الله عز وجل عليه، وإنما أنتم بني آدم أكرمكم عند الله أتقاكم».
1523- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا موسى بن علي بن رباح قال: سمعت أبي يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن من قلب ابن آدم في كل واد شعبة، من اتبع قلبه الشعب كلها لم يبال الله به في أي واد هلك، ومن توكل على الله وأقبل إليه كفاه تلك الشعب كلها».
1524- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا سفيان، عن رجل، عن الحسن قال: ما عبد الله بمثل طول حزن.
1525- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا محمد بن مسلم قال: بلغني عن أبي الدرداء، أنه دخل المدينة فقال: ما لي لا أرى عليكم يا أهل المدينة حلاوة الإيمان؟ والذي نفسي به لو أن دب الغابة طعم الإيمان لرئي عليه حلاوة الإيمان.
1526- قال محمد بن مسلم: وبلغني عن أبي الدرداء، أنه قال: ما أمن أحد على إيمانه إلا سلبه.
1527- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرني أيضا محمد يعني ابن مسلم، عن يزيد بن يزيد بن جابر قال: بلغني عن أبي إدريس الخولاني، أنه قال: ما على ظهرها من بشر لا يخاف على إيمانه أن يذهب إلا ذهب.
1528- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا سفيان قال: بلغني عن عمر أنه أتى أبا عبيدة فكأنه رأى شيئا، فقال لامرأته: أنت الفاعلة كذا وكذا، لقد هممت أن أسوءك فقالت: ما أنت على ذلك بقادر، فقال أبو عبيدة: بلى، قد قدرك الله على ذلك يا أمير المؤمنين فقال عمر: لقد وقع الإسلام منك موقعا لا أظن أنه يفارقك حتى يوردك الجنة قال: وقال غيره: قالت: أتستطيع أن تسلبني الإسلام؟ قال: لا قالت: فإني لا أبالي وراء ذلك.
1529- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس بن مالك قال: لما انقضت عدة زينب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزيد: «اذكرها علي» قال زيد: فانطلقت، فقلت: يا زينب أبشري أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرك، فقالت: ما أنا بصانعة شيئا حتى أؤامر ربي عز وجل، فقامت إلى مسجدها، فنزل القرآن فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى دخل عليها بغير إذن.
1530- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا يزيد بن إبراهيم، عن الحسن قال: قال أبو الدرداء: ابن آدم اعمل لله كأنك تراه، واعدد نفسك في الموتى، وإياك ودعوة المظلوم.
1531- قال: وقال أبو الدرداء: من لم يعرف نعمة الله سبحانه وتعالى إلا في مطعمه ومشربه فقد قل عمله، وحضر عذابه.
1532- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا عمارة أبو عبد الرحمن قال: سمعت أبا عبيدة بن عقبة يقول: من سره أن يكمل له عمله فليحسن نيته، فإن الله سبحانه وتعالى يأجر العبد إذا أحسن نيته.
1533- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، عن سفيان قال: سمعت عمرو بن مرة، يحدث، عن سالم بن أبي الجعد، أن زيد بن صوحان نزل على سلمان بن ربيعة كأنه ينظر ما يعمل فكان إذا تعار من الليل قال: سبحان الله رب النبيين، وإله المرسلين قال: ثم يصلي ركعات، ويقول: يا زيد اكفني نفسك يقظانا؛ أكفك نفسك نائما.
1534- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا سفيان، عن سرية الربيع بن خثيم أن الربيع، كان يقرأ في المصحف، فإذا دخل إنسان قال: بالمصحف يعني ستره.
1535- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا سفيان قال: أمهم أبو وائل فرأى من صوته فقال: كأنه أعجبه قال: فترك الإمامة.
1536- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا معمر، عن الزهري قال: أخبرني سالم بن عبد الله، عن أبيه، أن النبي صلى الله عليه وسلم لما مر بالحجر قال: «لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم إلا أن تكونوا باكين أن يصيبكم مثل ما أصابهم، ثم تقنع بردائه وهو على الرحل».
1537- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرني إسماعيل بن عياش، أخبرني عبد الله بن دينار، وسعيد بن يوسف، عن يحيى بن أبي كثير، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله تعالى كره لكم العبث في الصلاة:، والرفث في الصيام، والضحك عند المقابر».
1538- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا بشر يعني ابن السري، عن سفيان، عن أبيه، عن بكر بن ماعز، عن الربيع بن خثيم قال: ما يعجبني مناشدة العبد لربه عز وجل أن يقول: قضيت على نفسك الرحمة، وما رأيت أحدا يقول: قد أديت ما علي، فأد ما عليك.
1539- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن أبيه، عن أبي يعلى، عن الربيع بن خثيم قال: ما أحب مناشدة العبد ربه عز وجل يقول: رب قضيت الرحمة، قضيت على نفسك كذا يستبطئ، وما رأيت أحدا يقول: قد أديت ما علي، فأد ما عليك.
1540- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا معمر، عن يحيى بن أبي كثير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله كره لكم ثلاثا: اللغو عند القرآن، ورفع الصوت في الدعاء، والتخصر في الصلاة».
1541- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا أبو الحكم مروان، عن أبي حسين المجاشعي قال: قيل لعامر بن عبد قيس: أتحدث نفسك في الصلاة؟ قال: نعم فلما ولوا، قال للذين سألوه: أو قال لهم: أحدث نفسي بالوقوف بين يدي الرب سبحانه وتعالى، ومنصرفي من بين يديه.
1542- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا سفيان، عن عبد الله بن زبيد الأيامي قال: كان الربيع بن خثيم، يؤم قومه فإذا صلى أقبل عليهم، فقال: قولوا خيرا، واعملوا خيرا، ودوموا على صالحه، واستكثروا من الخير، واستقلوا من الشر، لا يطول عليكم الأمد فتقسو قلوبكم، ولا تكونوا كالذين قالوا: سمعنا، وهم لا يسمعون.
1543- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا جعفر بن حيان، عن الحسن، في قول الله: {كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا} قال: كل آدمي في عنقه قلادة، تكتب فيها نسخة عمله، فإذا طويت قلدها، فإذا بعث نشرت له، وقيل: {اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا} يا ابن آدم أنصفك من خلقك، جعلك حسيب نفسك.
1544- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا مبارك بن فضالة، عن الحسن قال: نفسك يا ابن آدم فكايس عنها، فإنك إن وقعت في النار لم تنجبر أبدا.
1545- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا سفيان، عن رجل، عن الحسن قال: إن الإيمان ليس بالتمني ولا بالتحلي:، ولكنه ما وقر في القلوب وصدقته الأعمال.
1546- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل إلى اليمن فلما قدم عليهم اجتمع إليه الناس فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال: يا أيها الناس إني رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم إليكم «أن تعبدوا الله، ولا تشركوا به شيئا، وأن تقيموا الصلاة، وتؤتوا الزكاة، وإن تطيعوني أهدكم سبيل الرشاد، وإنما هو الله سبحانه وتعالى، والجنة والنار، إقامة فلا ظعن، وخلود فلا موت» أما بعد.
1547- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا أبو بشر ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قول الله سبحانه وتعالى: {أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب} قال: كمثل المفرط في طاعة الله حتى يموت، وهذا مثل يقول: أيود أحدكم أن تكون له دنيا لا يعمل فيها بطاعة الله كمثل الذي له جنات {تجري من تحتها الأنهار له فيها من كل الثمرات وأصابه الكبر وله ذرية ضعفاء فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت} فمثله بعد موته كمثل هذا احترقت جنته، وهو كبير لا يغني عنه شيء، وأولاده ضعفاء لا يغنون عنها شيئا، كذلك المفرط بعد الموت كل شيء عليه حسرة.
1548- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، قراءة عن ابن جريج قال: سمعت أبا بكر بن أبي مليكة، يحدث، عن عبيد بن عمير، أنه سمعه يقول: سأل عمر بن الخطاب، أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: فيما ترون أنزلت {أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب}؟ فقالوا: الله أعلم، فغضب عمر، وقال: قولوا نعلم، أو لا نعلم فقال ابن عباس: إن في نفسي منها شيئا يا أمير المؤمنين فقال عمر: قل يا ابن أخي ولا تحقر نفسك فقال ابن عباس: ضربت مثلا لعمل، فقال عمر: أي عمل؟ فقال: لعمل، فقال عمر: رجل عني بعمل الحسنات ثم بعث إليه شيطان فعمل بالمعاصي حتى أغرق أعماله كلها وسمعت عبد الله بن أبي مليكة، يحدث نحو هذا عن ابن عباس، سمعه منه.
1549- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا معمر، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قول الله تبارك وتعالى {ولا تنس نصيبك من الدنيا} قال: العمل بطاعة الله نصيب من الدنيا الذي يثاب عليه في الآخرة.
1550- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا جرير بن عبد الحميد، حدثنا الأشعث يعني الضبي، عن شمر، أو غيره في قول الله تعالى {جنات عدن يدخلونها} إلى قوله {وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن} قال: حزن الطعام، غفر لهم الذنوب التي عملوها، وشكر لهم الخير الذي جبلهم عليه فعملوا به، فمن ثم قالوا {إن ربنا لغفور شكور}.
1551- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا يزيد بن زريع، حدثنا عوف، حدثنا عبد الله بن الحارث، حدثني كعب الأحبار قال: الظالم لنفسه من هذه الآية، والمقتصد، والسابق بالخيرات كلهم في الجنة، ألم تر أن الله قال {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير جنات عدن يدخلونها يحلون فيها من أساور من ذهب} إلى قوله {ولا يمسنا فيها لغوب والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا} الآية.
1552- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا مؤمل بن إسماعيل، عن سفيان، عن علقمة بن مرثد، عن ابن بريدة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أهل الجنة عشرون ومائة صف، منها من هذه الأمة ثمانون، وأربعون من سائر الأمم».
1553- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك وإسماعيل بن إبراهيم قالا حدثنا هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن هلال بن أبي ميمونة، عن عطاء بن يسار، عن رفاعة الجهني قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بكديد أو قال: بالكديد في كلام له قبله لم أكتبه: وقد وعدني ربي عز وجل أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا لا حساب عليهم ولا عذاب، وإني لأرجو أن لا تدخلوها حتى تبوءوا أنتم، ومن صلح من آبائكم، وأزواجكم، وذرياتكم مساكن في الجنة.
1554- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا المعتمر يعني ابن سليمان، ومحمد بن عبيد الله قال: المعتمر: سمعت إسماعيل بن أبي خالد يقول: أخبرني زياد، أنه سمع أبا هريرة يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «أول زمرة من أمتي يدخلون الجنة سبعون ألفا لا حساب عليهم، صورة كل رجل منهم صورة القمر ليلة البدر، ثم الذين يلونهم كأشد كوكب في السماء إضاءة، ثم هم بعد ذلك منازل» وزاد محمد قال: «نحن الآخرون السابقون أول زمرة من أمتي يدخلون الجنة» ثم ذكره زياد هذا يعني ابن المغيرة من قول: ابن صاعد.
1555- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين أخبرنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أول زمرة تدخل الجنة من أمتي على صورة القمر ليلة البدر، ثم الذين يلونهم على أشد نجم في السماء إضاءة، ثم هم بعد ذلك منازل، لا يتغوطون، ولا يبولون، ولا يمتخطون، ولا يبصقون، أمشاطهم الذهب، ومجامرهم الألوة، ورشحهم المسك، على خلق رجل واحد، على طول أبيهم آدم ستين ذراعا».
1556- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا الحجاج بن أبي منيع، عن جده، عن الزهري قال: حدثني سعيد بن المسيب، أن أبا هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «يدخل الجنة من أمتي زمرة سبعون ألفا يضيء وجوههم إضاءة القمر ليلة البدر» قال أبو هريرة: فقام عكاشة بن محصن الأسدي فقال: يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم، فقال: «اللهم اجعله منهم» فقام رجل من الأنصار، فقال: يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم، فقال: «سبقك بها عكاشة».
1557- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا الحجاج بن محمد، حدثنا جسر أو جعفر، عن الحسن قال: سألت عمران بن حصين، وأبا هريرة، عن تفسير هذه الآية، {ومساكن طيبة في جنات عدن} فقالا: على الخبير سقطت، سألنا عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «قصر في الجنة من لؤلؤة، في ذلك القصر سبعون دارا من ياقوتة حمراء، في كل دار سبعون بيتا من زبرجد خضراء، في كل بيت سبعون ألف سرير، على كل سرير سبعون فرشا من كل لون، على كل فراش امرأة من الحور العين، وفي كل بيت سبعون مائدة، على كل مائدة سبعون لونا من كل الطعام، في كل بيت سبعون وصيفا ووصيفة، ويعطى المؤمن من القوة في غداة ما يأتي على ذلك كله».
1558- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قال: في الجنة دار لا يسكنها إلا خمسة: نبي، أو صديق، أو شهيد، أو إمام عدل، أو مخير بين القتل والكفر فيختار القتل.
1559- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا محمد بن عبيد، حدثنا واصل، عن عطاء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أهل الجنة يتزاورون على نجائب كأنها الياقوت ليس في الجنة غيرها وغير الطير».
1560- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا يزيد بن زريع، حدثنا سعيد، في قول الله سبحانه وتعالى {يطاف عليهم بصحاف من ذهب} قال: قتادة، عن أبي أيوب، عن عبد الله بن عمرو قال: ما من أهل الجنة من أحد إلا يسعى عليه ألف غلام، كل غلام على عمل ليس عليه صاحبه.
1561- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا يزيد بن زريع، حدثنا أبو رجاء قال: سمعت الحسن يقول: {وكأسا دهاقا} قال: ملأى.
1562- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا هشيم، عن إسماعيل بن سالم، عن أبي صالح، في قول الله {وجوه يومئذ ناضرة} قال: بهجة مما هم فيه من النعيم.
1563- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا هشيم، عن مغيرة، عن عثمان بن يسار، عن تميم بن حذلم، في قول الله {عربا أترابا} قال: العربة: الحسنة التبعل وكانت العرب تقول للمرأة إذا كانت حسنة التبعل: إنها لعربة.
1564- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا هشيم، عن يونس، عن الحسن قال: العرب: المتحببات إلى أزواجهن، والأتراب: الأشباه المستويات.
1565- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم، حدثنا أيوب، عن محمد قال: إما تفاخروا، وإما تذاكروا الرجال في الجنة أو النساء، فقال أبو هريرة: أو لم يقل أبو القاسم صلى الله عليه وسلم: «أول زمرة يدخل من أمتي الجنة على صورة القمر ليلة البدر، والتي تليها على أضواء كوكب دري في السماء، لكل امرئ منهم زوجتان، يرى مخ ساقيهما من وراء اللحم، وما في الجنة عزب».
1566- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا سفيان، عن أبي عمرو كوفي له، عن عكرمة، في قول الله {إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون} قال: في افتضاض الأبكار قال ابن صاعد: أبو عمرو هذا جد أسباط بن محمد، قيل لأبي حفص عمرو بن علي: من عمرو هذا؟ قال: لا تسألون عنه، هو أبو عمرو القاضي قال ابن صاعد: وهو جد أسباط.
1567- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا سفيان، عن أبي الهذيل، عن سعيد بن جبير، في قول الله تعالى {عربا أترابا} قال: يشتهين أزواجهن.
1568- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا سفيان، عن أبي الهذيل، عن خصيف، عن مجاهد، في قول الله {عربا أترابا} قال: العرب: العواشق، الأتراب: المستويات.
1569- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين بن الحسن المروزي، أخبرنا عبد الله بن المبارك، أخبرنا جعفر بن حيان، عن الحسن، في قول الله {وأما من بخل واستغنى} قال: بخل بما لا يبقى، واستغنى بغير غناء.
1570- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا أبو معشر المدني، عن محمد بن قيس قال: جاء رجل إلى أبي الدرداء، وهو في الموت، فقال: يا أبا الدرداء عظني بشيء لعل الله ينفعني به وأذكرك قال: إنك في أمة مرحومة، أقم الصلاة المكتوبة، وآت الزكاة المفروضة، وصم رمضان، واجتنب الكبائر أو قال: المعاصي، وأبشر فكأن الرجل لم يرض بما قال، حتى رجع الكلام عليه ثلاث مرات، فغضب السائل، وقال: {إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون} ثم خرج الرجل، فقال أبو الدرداء: أجلسوني فأجلسوه قال: ردوا علي الرجل فقال: ويحك كيف بك لو قد حفر لك أربع أذرع من الأرض، ثم غرقت في ذلك الجرف الذي رأيت، ثم جاءك فيه ملكان أسودان أزرقان منكر ونكير يفتنانك ويسألانك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فإن تبت فنعم ما أنت فيه، وإن كان غير ذلك فقد هلكت، ثم قمت على الأرض ليس لك إلا موضع قدميك ليس ثم ظل إلا العرش، فإن ظللت فنعم ما أنت فيه، وإن أضحيت فقد هلكت، ثم عرضت جهنم، والذي نفسي بيده إنها لتملأ ما بين الخافقين، وإن الجسر لعليها، وإن الجنة لمن ورائها، فإن نجوت منه، فنعم ما أنت فيه، وإن وقعت فيها فقد هلكت، ثم حلف له بالله الذي لا إله إلا هو أن هذا الحق.
1571- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا عوف، عن قسامة بن زهير المازني قال: بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إنما مثلي ومثلكم ومثل الساعة كمثل قوم خافوا العدو فبعثوا ربيئة لهم ترى العدو، فأبصر الربيئة غارة العدو، وخاف إن هبط من مكانه يؤذن قومه أن تبدره الغارة إلى قومه، فلوح بثوبه من مكانه ونادى: يا صباحاه».
1572- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد، عن شبيل بن عوف قال: حدثنا أبو جبيرة، عن أشياخ من الأنصار قالوا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بعثت أنا والساعة كهاتين- وألصق أصبعيه السبابة والوسطى- في نفس الساعة».
1573- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا المعتمر، عن علي بن زيد، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة العصر بنهار، ثم خطبنا إلى أن غابت الشمس، فلم يدع شيئا يكون إلى يوم القيامة إلا حدثنا به، حفظه من حفظه، ونسيه من نسيه، ثم قال حين دنت الشمس من المغرب: إن ما مضى من دنياكم فيما بقي منها كما مضى من يومكم هذا فيما بقي.
1574- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا هشام، عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن مثلي ومثلكم ومثل الساعة كقوم خافوا العدو فبعثوا ربيئة لهم، فلما فارقهم إذا هو بنواصي الخيل فخشي أن تسبقه العدو إلى أصحابه، فلمع بثوبه يا صباحاه، يا صباحاه، إن الساعة كادت تسبقني إليكم».
1575- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا حماد بن سلمة، عن أبي المهزم قال: سمعت أبا هريرة يقول: لتقومن الساعة على رجلين وميزانهما بأيديهما.
1576- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا سفيان، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بعثت أنا والساعة كهاتين، وكان إذا ذكر الساعة احمرت وجنتاه، وعلا صوته واشتد غضبه، كأنه نذير جيش صبحكم ومساكم».
1577- أخبركم أبو عمر بن حيويه، حدثنا يحيى، حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا خالد أبو العلاء، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كيف أنعم وصاحب القرن قد التقم القرن، واستمع الأذن متى يؤمر، فينفخ» فاشتد ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم عليه وسلم: «قولوا: حسبنا الله ونعم الوكيل».
1578- حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا رشدين بن سعد قال: حدثني ابن أنعم، عن حبان بن أبي جبلة بسنده قال: أول من يدعى يوم القيامة إسرافيل، فيقول الله: هل بلغت عهدي؟ فيقول: نعم ربي قد بلغته جبرئيل، فيدعى جبرئيل، فيقال: هل بلغك إسرافيل عهدي؟ فيقول: نعم، فيخلى عن إسرافيل، فيقول لجبرئيل: ما صنعت بعهدي؟ فيقول: يا ربي بلغت الرسل، فيدعى الرسل، فيقال لهم: هل بلغكم جبرئيل عهدي؟ فيقولون: نعم، فيخلى عن جبرئيل، فيقال للرسل: هل بلغتم عهدي؟ فيقولون: نعم، بلغنا الأمم، فتدعى الأمم، فيقال لهم: هل بلغتكم الرسل عهدي؟ فمكذب، ومصدق، فيقول الرسل: لنا عليهم شهداء، فيقول: من؟ فيقولون: أمة محمد صلى الله عليه وسلم، فتدعى أمة محمد، فيقال لهم: أتشهدون أن الرسل قد بلغت الأمم؟ فيقولون: نعم، فتقول الأمم: يا ربنا كيف يشهد علينا من لم يدركنا؟ فيقول الله: كيف تشهدون عليهم ولم تدركوهم؟ فيقولون: يا ربنا أرسلت إلينا رسولا، وأنزلت إلينا كتابا، وقصصت علينا فيه أن قد بلغوا، فذلك قول الله {وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا} قال الحسين: وأراه قال: الوسط: العدل.
1579- حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، ومروان بن معاوية، وأسباط بن محمد قالوا: حدثنا سليمان التيمي، عن أسلم، عن بشر بن شغاف، عن عبد الله بن عمرو، قال أعرابي: يا رسول الله ما الصور؟ قال: «قرن ينفخ فيه».
1580- حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا ابن لهيعة، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن نبيه بن وهب، عن كعب الأحبار قال: ذكروا النبي صلى الله عليه وسلم، عند عائشة، فقال كعب: ما من فجر يطلع إلا هبط سبعون ألف ملك، يضربون القبر بأجنحتهم، ويحفون به، فيستغفرون له وأحسبه قال: ويصلون عليه حتى يمسوا، فإذا أمسوا عرجوا، وهبط سبعون ألف ملك، يضربون القبر بأجنحتهم، ويحفون به، ويستغفرون له وأحسبه قال: ويصلون عليه حتى يصبحوا، وكذلك حتى تكون الساعة، فإذا كان يوم القيامة خرج النبي صلى الله عليه وسلم في سبعين ألف ملك.
1581- حدثنا الحسين، أخبرنا يزيد بن زريع، أخبرنا يونس، عن الحسن، في قول الله تعالى {هم على النار يفتنون} قال: يعذبون.
1582- حدثنا الحسين، أخبرنا بشر بن السري، أخبرنا القاسم بن الفضل، عن عبيد الله بن أبي جروة العبدي، عن ابن عباس، وأنس، أنهما تذاكرا هذه الآية {ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين} قالوا: هذا حيث يجمع الله عز وجل بين أهل الخطايا من المسلمين والمشركين في النار، فيقول المشركون: ما أغنى عنكم ما كنتم تعبدون؟ فيغضب الله لهم، فيخرجهم بفضل رحمته، فذلك قوله تعالى {ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين}.
1583- حدثنا الحسين، أخبرنا سفيان بن عيينة، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: تقوم الساعة ورجلان يتبايعان ثوبا فلا يتبايعانه ولا يطويانه.
1584- حدثنا الحسين، أخبرنا سفيان، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم قال: آخر من يحشر يوم القيامة رجلان من مزينة يرعيان غنما عند شجرة، فيقول لصاحبه: متى عهدك بالإنس أو قال: بالناس؟.
1585- حدثنا الحسين، أخبرنا الحجاج بن أبي منيع، عن جده، عن الزهري قال: أخبرني سعيد بن المسيب، أن أبا هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «تترك المدينة على خير ما كانت مذللة، لا يغشاها إلا العواف يريد عواف السباع والطير، وآخر من يحشر راعيان من مزينة، يريدان المدينة فينعقان بغنميهما، فيجدانها وحوشا، حتى إذا بلغا ثنية الوداع خرا على وجوههما».
1586- حدثنا الحسين، أخبرنا سفيان، عن فرات القزاز، عن أبي طفيل، عن حذيفة بن أسيد قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نتذاكر الساعة قال: «إنها لن تقوم حتى تروا عشر آيات: فذكر الدجال، والدخان، ويأجوج ومأجوج، وطلوع الشمس من مغربها، والدابة، ونزول عيسى ابن مريم عليه السلام، وثلاث خسوف، خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب، ونارا تحشر الناس».
1587- حدثنا الحسين، أخبرنا بشر بن السري، أخبرنا حماد بن سلمة، عن علي بن الحكم، عن أبي عثمان النهدي، عن سلمان قال: يمطر الناس قبل البعث أربعين يوما.
1588- حدثنا الحسين، أخبرنا الفضل بن موسى، أخبرنا حزم بن مهران، عن الحسن، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما بين جنبتي حوضي كما بين أيلة إلى مكة ألا فمن أحدث حدثا فعلى نفسه».
1589- حدثنا الحسين، أخبرنا محمد بن أبي عدي، أخبرنا حميد، عن أنس قال: دخلت على ابن زياد، وهم يتذاكرون الحوض، فلما رأوني اطلعت عليهم، قالوا: قد جاءكم أنس، فقالوا: يا أنس ما تقول في الحوض؟ فقلت: والله ما شعرت أني أعيش حتى أرى أمثالكم تشكون في الحوض، لقد تركت عجائز بالمدينة ما تصلي واحدة منهن إلا سألت ربها أن يوردها حوض محمد صلى الله عليه وسلم.
1590- حدثنا الحسين، أخبرنا محمد بن أبي عدي، حدثنا حسين المعلم، عن عبد الله بن بريدة قال: ذكر لي أبو سبرة بن سلمة سمع ابن زياد، يسأل عن الحوض، فقال: ما أراه حقا بعد ما سأل أبا برزة الأسلمي، والبراء بن عازب، وعائذ بن عمرو المزني، فقال: ما أصدق هؤلاء، فقال أبو سبرة: ألا أحدثك في هذا الحديث شفاء؟ بعثني أبوك إلى معاوية في مال، فلقيت عبد الله بن عمرو، فحدثني بفيه، وكتبته بيدي ما سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم أزد حرفا، ولم أنقص حرفا، حدثني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله لا يحب الفحش والتفحش، والذي نفس محمد بيده لا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش، والتفحش، وقطيعة الرحم، وسوء المجاورة، ويخون الأمين، ويؤتمن الخائن» وقال: «مثل المؤمن كمثل النحل أكلت طيبا، ووضعت طيبا، ووقعت فلم تكسر ولم تفسد، ومثل المؤمن كمثل القطعة الجيدة من الذهب نفخ عليها فخرجت طيبة، ووزنت فلم تنقص» قال: وقال: «موعدكم حوضي عرضه مثل طوله، وهو أبعد ما بين أيلة إلى مكة، وذلك مسيرة شهر، فيه أباريق أمثال الكواكب، ماؤه أشد بياضا من الفضة، من ورده يشرب منه لم يظمأ بعدها أبدا» فقال ابن زياد: ما حدثت من الحوض حديثا هو أثبت عندي من هذا، أشهد أن الحوض حق وأخذ الصحيفة التي جاء بها أبو سبرة.
1591- حدثنا الحسين، أخبرنا الفضل بن موسى، أخبرنا فطر، عن عطاء، في قول الله تعالى {إنا أعطيناك الكوثر} قال: حوض رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنة.
1592- حدثنا الحسين، أخبرنا محمد بن أبي عدي، حدثنا حميد، عن أنس، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «دخلت الجنة فرأيت فيها نهرا حافتاه خيام اللؤلؤ فضربت يدي إلى ما يجري فيه الماء، فإذا مسك أذفر، فقلت: يا جبرئيل ما هذا؟ قال: هذا الكوثر الذي أعطاكه الله».
1593- حدثنا الحسين، أخبرنا هشيم، عن عطاء بن السائب، عن محارب بن دثار، عن ابن عمر قال: الكوثر نهر في الجنة، حافتاه ذهب وفضة، يجري على الدر والياقوت، ماؤه أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل.
1594- حدثنا الحسين، أخبرنا هشيم، عن أبي بشر، وعطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: إن الكوثر الخير الكثير الذي أعطاه الله إياه قال أبو بشر: فقلت لسعيد بن جبير: إن ناسا يزعمون أنه نهر في الجنة، فقال: النهر الذي في الجنة من الخير الكثير الذي أعطاه الله إياه.
1595- حدثنا الحسين، أخبرنا يزيد بن زريع، أخبرنا عمارة، عن عكرمة قال: سمعته يقول: الكوثر الخير الكثير: النبوة والكتاب.
1596- حدثنا الحسين، أخبرنا الفضل بن موسى، أخبرنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قال: الكوثر خير الدنيا والآخرة.
1597- حدثنا الحسين، حدثنا عبد الله بن جعفر، أخبرنا عبيد الله بن عمرو، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن الطفيل بن أبي بن كعب، عن أبيه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا كان يوم القيامة كنت إمام النبيين، وخطيبهم، وصاحب شفاعتهم، ولا فخر».
1598- حدثنا الحسين، أخبرنا وكيع، عن الأعمش، عن مجاهد، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أعطيت خمسا لم يعطهن نبي قبلي: جعلت لي الأرض مسجدا، ونصرت بالرعب، فيرعب القوم من بين يدي مسيرة شهر، وبعثت إلى الأبيض والأسود، وأحلت لي الغنائم، ولم تحل لأحد قبلي، وقيل لي: سل تعطه فاختبأت دعوتي شفاعة لأمتي، فهي نائلة منهم إن شاء الله من مات لا يشرك بالله شيئا».
1599- حدثنا الحسين، أخبرنا الفضل بن موسى السيناني أخبرنا الأعمش، عن مجاهد، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قيل لي: سل تعطه، فاختبأتها إلى يوم القيامة فهي نائلة منهم إن شاء الله من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئا» حدثنا يوسف بن موسى القطان، أخبرنا جرير، عن الأعمش، عن مجاهد، عن عبيد بن عمير، عن أبي ذر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أعطيت خمسا» وذكر نحوه، وقد روى هكذا زهير بن معاوية، وغيره عن الأعمش كما قال جرير.
1600- حدثنا الحسين أخبرنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لكل نبي دعوة مستجابة، فتعجل كل نبي دعوته واختبأت دعوتي شفاعة لأمتي، فهي نائلة منهم إن شاء الله من مات لا يشرك بالله شيئا».
1601- حدثنا الحسين، أخبرنا أبو معاوية، أخبرنا موسى بن عبيدة، عن ابن عبد الرحمن، عن ابن عياش الزرقي، عن أنس بن مالك، عن أم سلمة، زوج النبي صلى الله عليه وسلم، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أريت ما تعمل أمتي بعدي فأخرت لهم الشفاعة ليوم القيامة».
1602- حدثنا الحسين، أخبرنا الحجاج بن أبي منيع الرصافي، عن جده، عن الزهري قال: حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن، أن أبا هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لكل نبي دعوة وأنا أريد أن أختبئ دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة» حدثنا الحسين، أخبرنا الحجاج بن أبي منيع، عن جده، عن الزهري قال: أخبرني عمرو بن أبي سفيان بن أسيد بن جارية، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه.
1603- حدثنا الحسين، أخبرنا محمد بن أبي عدي، وإسماعيل بن إبراهيم، قالا أخبرنا يونس، عن الحسن، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خيرت بين أن تكون أمتي نصف أهل الجنة وبين الشفاعة فاخترت الشفاعة».
1604- حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا خالد الحذاء، عن أبي عثمان النهدي، أن ستة نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم عبد الله بن مسعود، وحذيفة، وسلمان، قالوا: إن العبد ليعطى كتابه فيرى حسناته في صدر كتابه، فيطمع، فلا يزال مظالم العباد حتى لا يبقى له حسنة، ثم يؤخذ من سيئات الناس فركبت في سيئاته.
1605- حدثنا الحسين، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا جعفر بن حيان، عن الحسن قال: إن الرجل ليعطى كتابه حتى يرجو أن يصيب منه خيرا فلا يزال يقوم أهل المظالم حتى لا يبقى له حسنة يعطى بها خيرا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق