الثلاثاء، 16 سبتمبر 2014

صفة النار

.باب صفة النار:
1897- أنا عنبسة بن سعيد، عن يزيد بن عبد الله بن الحارث، عن كعب قال: إن الله ينظر إلى عبده يوم القيامة وهو غضبان، فيقول: خذوه، فيأخذه مائة ألف ملك ويزيدون، فيجمعون بين ناصيته وقدميه غضبا لغضب الله، فيسحبونه على وجهه إلى النار، فالنار عليه أشد غضبا من غضبه سبعين ضعفا، فيستغيث بشربة من ماء، فيسقى شربة يسقط منها لحمه وعصبه، ثم يركس في النار، فويل له من النار، وحدثت عن بعض أهل المدينة أنه يتقلب في أيديهم إذا أخذوه، فيقول: ألا ترحموني؟ فيقولون: وكيف نرحمك ولم يرحمك أرحم الراحمين؟.
1898- أنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله: {ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا} قال: متقطعة أعناقهم من العطش.
1899- أنا سفيان، عن نسير بن ذعلوق، أنه سمع نوفا، يقول في قوله: {في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه} قال: كل ذراع سبعون ذراعا، وكل باع سبعون باعا، أبعد مما بينك وبين مكة، وهو يومئذ في مسجد الكوفة.
1900- أنا بكار بن عبد الله، أنه سمع ابن أبي مليكة يحدث، أن كعبا قال: إن حلقة من السلسلة التي قال الله: {ذرعها سبعون ذراعا} أن حلقة منها مثل جميع حديد الدنيا.
1901- أنا سعيد بن يزيد، عن أبي السمح، عن عيسى بن هلال الصدفي، عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو أن رصاصة مثل هذه ـ وأشار إلى الجمجمة- أرسلت من السماء إلى الأرض، وهي مسيرة خمس مائة عام لبلغت إلى الأرض قبل الليل، ولو أنها أرسلت من رأس السلسلة لسارت أربعين خريفا الليل والنهار، قبل أن يبلغ الأرض أصلها أو قعرها» سمعت سفيان في قوله: {فاسلكوه} قال: بلغني أنها تدخل في دبره حتى تخرج من فيه.
1902- أنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن ابن مسعود في قوله: {تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون} قال: ألم تر إلى الرأس المشيط بالنار، قد بدت أسنانه وقلصت شفتاه.
1903- أنا سعيد بن يزيد أبو شجاع، عن أبي السمح، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، في قوله: {وهم فيها كالحون} قال: «تشويه النار فتتقلص شفته العليا حتى تبلغ وسط رأسه، وتسترخي شفته حتى تضرب سرته».
1904- أنا حاجب بن عمر، عن الحكم بن الأعرج قال: قال أبو هريرة: يعظم الكافر في النار مسيرة سبع ليال، وضرسه مثل أحد، وشفاههم عند سررهم سود حبن زرق مقبوحون.
1905- أنا إبراهيم أبو هارون الغنوي قال: سمعت حطان بن عبد الله الرقاشي يقول: سمعت عليا يقول: هل تدرون كيف أبواب جهنم؟ قال: قلنا: هي مثل أبوابنا هذه قال: لا، هي هكذا بعضها فوق بعض.
1906- أنا عمران بن زيد التغلبي قال: نا يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «يا أيها الناس، ابكوا، فإن لم تبكوا فتباكوا؛ فإن أهل النار يبكون حتى تسيل دموعهم في وجوههم كأنها جداول حتى تنقطع الدموع فتسيل الدماء، فتقرح العيون، فلو أن سفنا أجريت فيه لجرت».
1907- أنا جعفر بن حيان، أن عمر بن الخطاب قال: شد ما ذلت ألسنة الناس بذكر النار.
1908- أنا سفيان، عن منصور، عن إبراهيم، وأبي رزين في قوله: {هذا فليذوقوه حميم وغساق} قالا: ما يسيل من صديدهم.
1909- أنا عنبسة بن سعيد، عن حبيب بن أبي عمرة، عن مجاهد قال: قال ابن عباس: أتدري ما سعة جهنم؟ قال: قلت: لا قال: أجل، والله ما تدري إن بين شحمة أذن أحدهم وبين عاتقه مسيرة سبعين خريفا، يجري فيها أودية القيح والدم، قلت له: أنهار؟ قال: لا، بل أودية، ثم قال: أتدري ما سعة جهنم؟ قلت: لا أدري قال: أجل، والله ما تدري.
1910- حدثتني عائشة أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن قوله: {والأرض جميعا قبضته يوم القيامة} قلت: فأين الناس يومئذ يا رسول الله؟ قال: على جسر جهنم.
1911- أنا محمد بن يسار، عن قتادة، {إذا ألقوا منها مكانا ضيقا مقرنين} قال: ذكر لنا أن عبد الله كان يقول: إن جهنم لتضيق على الكافر كتضييق الزج على الرمح.
1912- أنا سفيان، عن سلمة بن كهيل، عن خيثمة، عن ابن مسعود، في قوله: {إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار} قال: توابيت من حديد نصبت عليهم في أسفل النار.
1913- أنا يونس بن يزيد، عن الزهري قال: بلغنا أن معاذ بن جبل، كان يحدث، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «والذي نفس محمد بيده، إن ما بين شفة النار، وقعرها كصخرة زنة سبع خلفات، شحومهن، ولحومهن وأولادهن، تهوي من شفة النار قبل أن تبلغ قعرها سبعين خريفا».
1914- أنا هشيم بن بشير قال: أخبرني زكريا بن أبي مريم الخزاعي قال: سمعت أبا أمامة يقول: إن ما بين شفير جهنم إلى قعرها، مسيرة سبعين خريفا من حجر يهوي أو قال: صخرة تهوي، عظمها كعشر عشراوات عظام سمان فقال له مولى لعبد الرحمن بن خالد بن الوليد: هل تحت ذلك من شيء يا أبا أمامة؟ قال: نعم، غي وأثام.
1915- أنا يونس، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة قال: ضرس الكافر يوم القيامة أعظم من أحد، يعظمون لتمتلئ منهم، وليذوقوا العذاب.
1916- أنا الليث بن سعيد، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة قال: ضرس الكافر مثل أحد، وفخذه مثل البيضاء، وجنباه مثل الورقان، ومجلسه من النار كما بيني وبين الربذة، وكثف بصره سبعون ذراعا، وبطنه مثل إضم.
1917- أنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن عبيد بن عمير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بصر جلد الكافر، يعني غلظ جلده، سبعون ذراعا، وضرسه مثل أحد، وفي سائر خلقه».
1918- أنا رشدين بن سعد قال: حدثني ابن أبي نعم، عن خالد بن أبي عمران، بسنده إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن النار تأكل أهلها، حتى إذا اطلعت على أفئدتهم انتهت، ثم يعود كما كان، ثم تستقبله أيضا، فتطلع على فؤادهم، فهو كذلك أبدا»، فذلك قوله: {نار الله الموقدة التي تطلع على الأفئدة}
1919- أنا مسعر، عن عبد الملك بن ميسرة، عن ابن سابط، عن عمرو بن ميمون، عن عبد الله بن مسعود قال: إن الحجارة التي سمى الله في القرآن: {وقودها الناس والحجارة} حجارة من كبريت، خلقها الله عنده كيف شاء، وكما شاء.
1920- أنا معمر، عن همام بن منبه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ناركم التي يوقد بنو آدم جزء واحد من سبعين جزءا، من حر جهنم»، قالوا: والله إن كانت لكافية يا رسول الله قال: «فإنها فضلت عليها بتسعة وستين جزءا، كلهن مثل حرها».
1921- أنا شريك بن عبد الله، عن عاصم، عن أبي صالح، أو عن رجل، عن أبي هريرة قال: إن النار أوقدت ألف سنة فابيضت، ثم أوقدت ألف سنة فاحمرت، ثم أوقدت ألف سنة فاسودت، فهي سوداء كالليل.
1922- أنا سفيان، عن سليمان، عن أبي ظبيان، عن سلمان قال: النار سوداء، لا يضيء لهبها ولا جمرها، ثم قرأ: {كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها}
1923- أنا مسعر، عن عفاق المحاربي، عن عمرو بن ميمون، أنه سمع: بين جلد الكافر ولحمه وجسده، دوي الدود كدوي الوحش.
1924- أنا عوف، عن أبي المنهال الرياحي، أنه بلغه: أن في النار أودية في ضحضاح من النار، في تلك حيات أمثال كذا وكذا، وعقارب كالبغال الخنس، فإذا سقط إليهن شيء من أهل النار أنشأن بهم لسعا وتشطا أو قال: نشطا حتى يستغيثوا بالنار؛ فرارا منهن أو هربا منهن.
1925- أنا سعيد بن يزيد، عن أبي السمح، عن أبي حجيرة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن الحميم ليصب على رءوسهم، فينفذ الحميم حتى يخلص إلى جوفه، ويسلت ما في جوفه حتى يمرق من قدميه وهو الصهر، ثم يعاد كما كان».
1926- أنا صفوان بن عمرو، عن عبد الله بن بشر، عن أبي أمامة، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: {ويسقى من ماء صديد يتجرعه} قال: «يقرب إليه فيتكرهه، فإذا أدني منه شوى وجهه، ووقعت فروة رأسه، فإذا شربه قطع أمعاءه حتى يخرج من دبره» يقول الله: {وسقوا ماء حميما فقطع أمعاءهم} ويقول الله: {وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب}
1927- أنا أبو الصباح قال: سمعت يزيد بن أبي سمية يقول: سمعت ابن عمر يقول: هل تدرون ما المهل؟ مهل الزيت، يعني أحره.
1928- أنا رشدين بن سعد قال: أخبرني عمرو بن الحارث، عن أبي السمح، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {كالمهل}، قال: «كعكر الزيت، إذا قربت إليه سقطت فروة وجهه فيه».
1929- وبهذا الإسناد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لسرادق النار أربعة جدر كثف كل جدار مسيرة أربعين سنة».
1930- وبهذا الإسناد، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لو أن دلوا من غسلين أهريق في الدنيا، لأنتن أهل الدنيا».
1931- أنا المبارك بن فضالة، عن الحسن، في قوله: {إن عذابها كان غراما} قال: الغرام: اللازم الذي لا يفارق صاحبه، وكل عذاب يفارق صاحبه فليس بغرام.
1932- أنا سفيان، عن عمار الدهني، عن سالم بن أبي الجعد قال: سأل علي هلالا الهجري: ما تجدون الحقب الواحد؟ قال: نجده في كتاب الله المنزل ثمانين سنة، كل سنة اثنا عشر شهرا، كل شهر ثلاثون يوما، وكل يوم ألف سنة.
1933- أنا...، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، يذكره عن أبي أيوب، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: إن أهل النار يدعون مالكا فلا يجيبهم أربعين عاما، ثم يرد عليهم: {إنكم ماكثون} قال: فكانت والله دعوتهم... قال: ثم يدعون ربهم، فيقولون: {ربنا غلبت علينا شقوتنا}... {مكرهم لتزول منه الجبال} قال: هذه الثالثة قال: ثم نادوا الرابعة: {ربنا أخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل} قال: {أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير}، ثم سكت عنهم ما شاء الله، ثم ناداهم: {ألم تكن آياتي تتلى عليكم فكنتم بها تكذبون} قال: فلما سمعوا صوته قالوا: الآن يرحمنا، فقالوا عند ذلك: {ربنا غلبت علينا شقوتنا} أي الكتاب الذي كتب علينا، {وكنا قوما ضالين ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون}، قال عند ذلك: {اخسئوا فيها ولا تكلمون} فانقطع عند ذلك الدعاء والرجاء منهم، وأقبل بعضهم على بعض، بعضهم في وجه بعض، فأطبقت عليهم قال: فحدثني الأزهر بن أبي الأزهر أنه ذكر له أن ذلك قوله: {هذا يوم لا ينطقون ولا يؤذن لهم فيعتذرون}.
1934- أنا محمد بن مطرف، عن الثقة أن فتى من الأنصار دخلته خشية من النار، فكان يبكي عند ذكر النار حتى حبسه ذلك في البيت، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فجاءه في البيت، فلما دخل النبي عليه السلام اعتنقه الفتى فخر ميتا، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «جهزوا صاحبكم فإن الفرق من النار فلذ كبده».
1935-......... عن محمد بن المنكدر قال: لما خلقت النار فزعت الملائكة، وطارت أفئدتها، فلما خلق آدم سكن ذلك عنهم، وذهب ما كانوا يحذرون.
1936- أنا زياد بن مسلم، عن صالح أبي الخليل قال: قال: ليلة أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم بعث إليه نفر من الرسل، فتلقوا بالفرح والبشر، وفي ناحية المسجد مصل يصلي لا يلتفت إليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما منكم إلا قد رأيت منه البشر والفرح غير صاحب الزاوية، فقيل له: أما إنه قد فرح بك كما فرحنا، ولكنه خازن من خزان جهنم».
1937- أنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن سليمان بن موسى، أن ابن مسعود كان يقول: أعجبني ضاحك من ورائه النار، ومؤمل من ورائه الموت.
1938- أنا الأوزاعي قال: كان رجل يقال له الغزوان جعل على نفسه ألا يضحك حتى يعلم مصيره من الجنة والنار، فملك نفسه فلم يضحك إلى أن مات.
1939- أنا سعيد بن سنان قال: سمعت أبا الزاهرية يحدث، عن كثير بن مرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكثر أن يقول: «ويل للأقماع، أقماع القول، ويل للمصرين، الذين يصرون على ما فعلوا وهم يعلمون».
1940- أنا أيضا أنه سمع أباه يقول: كان أبو الدرداء يقول: إني لست أخاف أن يقال لي: يا عويمر، ماذا علمت؟ ولكني أخاف أن يقال: يا عويمر، ماذا عملت فيما علمت؟ ولم يؤت الله امرأ علما في الدنيا إلا سأله عملا يوم القيامة.
1941- أنا موسى بن علي بن رباح قال: سمعت أبي يذكر عن بعض من حدثه قال: ثلاثة في النار قد آذوا أهل النار، وكل أهل النار في أذى، رجال مغلقة عليهم توابيت من نار، وهم في أصل الجحيم، فيصيحون حتى تعلو أصواتهم أهل النار، فقال لهم أهل النار: ما بالكم من بين أهل النار فعذبكم هذا؟ قالوا: كنا متكبرين، ورجال قد فتقت بطونهم يسحبون أمعاءهم في النار، فقال لهم أهل النار: ما بالكم من بين أهل النار فعل بكم هذا؟ قالوا: كنا نقطع حقوق الناس بأيماننا وأماناتنا، ورجال يسعون بين الجحيم والحميم، لا يقرون، قيل لهم: ما بالكم من بين أهل النار فعل بكم هذا؟ قالوا: كنا نسعى بين الناس بالنميمة.
1942- أنا إسماعيل بن عياش قال: حدثني ثعلبة بن مسلم، عن أيوب بن بشير العجلي، عن شفي بن ماتع الأشجعي، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أربعة يؤذون أهل النار على ما بهم من الأذى، يسعون بين الجحيم والحميم، يدعون بالويل والثبور، يقول أهل النار بعضهم لبعض: ما بال هؤلاء قد آذونا على ما بنا من الأذى؟ قال: فرجل مغلق عليه تابوت من جمر، ورجل يجر أمعاءه، ورجل يسيل فوه قيحا ودما، ورجل يأكل لحمه قال: فيقال لصاحب التابوت: ما بال الأبعد قد آذانا على ما بنا من الأذى؟ قال: فيقول: إن الأبعد مات، وفي عنقه أموال الناس لم يجد لها فضلا، أو قال: وفاء، ثم يقال للذي يجر أمعاءه: ما بال الأبعد قد آذانا على ما بنا من الأذى؟ قال: فيقول: إن الأبعد كان لا يبالي أين أصاب البول منه، ثم لا يغسله، ثم يقال للذي يسيل فوه قيحا ودما: ما بال الأبعد قد آذانا على ما بنا من الأذى؟ فيقول: إن الأبعد كان ينظر إلى كل كلمة قذعة خبيثة يستلذها ويستلذ الرفث، ثم يقال للذي يأكل لحمه: ما بال الأبعد قد آذانا على ما بنا من الأذى؟ قال: فيقول: إن الأبعد كان يأكل لحوم الناس ويمشي بالنميمة».
1943- أنا رجل عن الحسن، في قوله {كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها} قال: تنضجهم في اليوم سبعين ألف مرة.
1944- أنا رجل عن منصور، عن مجاهد، عن يزيد بن شجرة قال: وكان معاوية بعثه على الجيوش فلقي عدوا، فرأى في أصحابه فشلا فجمعهم، فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد، اذكروا نعمة الله عليكم، وذكر الحديث: إنكم مكتوبون عند الله بأسمائكم وسيمائكم، فإذا كان يوم القيامة قيل: يا فلان، ها نورك، يا فلان، لا نور لك، إن لجهنم ساحلا كساحل البحر، فيه هوام، وحيات كالبخاتي، وعقارب كالبغال الدلم، فإذا استغاث أهل النار، قالوا: الساحل، فإذا ألقوا فيها سلطت تلك الهوام عليهم، فتأخذ شفار أعينهم وشفاههم، وما شاء الله منهم تكشطها كشطا، فيقولون: النار النار، فإذا ألقوا فيها سلط عليهم الجرب، فيحك أحدهم جلده حتى يبدو عظمه، وإن جلد أحدهم لأربعون ذراعا قال: يقال: يا فلان، هل تجد هذا يؤذيك؟ قال: فيقول: وأي أذى أشد من هذا؟ قال: يقال: هذا ما كنت تؤذي المؤمنين.
1945- نا يحيى بن عبيد الله قال: سمعت أبي يقول: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن في جهنم واديا يقال له لملم، إن أودية جهنم لتستعيذ بالله من حره».
1946- أنا سعيد بن أبي أيوب، عن ابن عجلان، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، أنه قال: الويل واد في جهنم لو سيرت فيه الجبال لماعت من حره.
1947- أنا سفيان، عن زياد بن فياض، عن أبي عياض قال: الويل مسيل في أصل جهنم.
1948- أنا رشد بن سعد، عن عمرو بن الحارث أنه حدثه، عن أبي السمح، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ويل واد في جهنم يهوي فيه الكافر أربعين خريفا قبل أن يبلغ قعره، والصعود جبل من نار فيصعد فيه سبعين خريفا، ثم يهوي فهو كذلك».
1949- أنا سفيان بن عيينة، عن عمار الدهني أنه حدثه، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري قال: إن {صعودا} صخرة في جهنم، إذا وضعوا أيديهم عليها ذابت، فإذا رفعوها عادت، اقتحامها {فك رقبة أو إطعام في يوم ذي مسغبة} الآية.
1950- أنا إسماعيل بن عياش قال: نا ثعلبة بن مسلم، عن أيوب بن بشير، عن شفي الأصبحي قال: إن في جهنم جبلا يدعى صعودا، يطلع فيه الكافر أربعين خريفا قبل أن يرقاه قال الله عز وجل: {سأرهقه صعودا} قال: وإن في جهنم قصرا يقال له هوى يرمى الكافر من أعلاه فيهوي أربعين خريفا قبل أن يبلغ أصله، قال الله: {ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى}، وإن في جهنم واديا يدعى أثاما، فيه حيات وعقارب، في فقار إحداهن مقدار سبعين قلة سم، والعقرب منهن مثل البغلة المؤكفة، تلدغ الرجل فلا تلهيه عما يجد من حر جهنم حموة لدغتها فهو لما خلق له، وإن في جهنم سبعين داء لأهلها، كل داء مثل جزء من أجزاء جهنم، وإن في جهنم واديا يدعى غيا يسيل قيحا ودما، فهو لما خلق له، قال الله: {فسوف يلقون غيا}.
1951- أنا يحيى بن أيوب، عن عبيد الله بن زحر، عن أبي يسار قال: الظلة في جهنم فيها سبعون ألف زاوية، في كل زاوية صنف من العذاب ليس في الأخرى.
1952- أنا مالك بن مغول، عن زبيد، عن مجاهد قال: ما من عبد إلا ينادى يوم القيامة: أين فلان؟- قال زبيد: حسبته قال: ابن فلان- ها نورك، أين فلان ابن فلان؟ لا نور لك.
1953- أنا رجل، عن الحسن قال: {يصهر به ما في بطونهم} قال: يقطع به ما في بطونهم، {ولهم مقامع من حديد}، بأيدي الزبانية، وذلك أن النار تضربهم بلهبها فترفعهم، حتى إذا كانوا في أعلاها ضربوا بمقامع فهووا سبعين خريفا، ولذلك سميت الهاوية لأنهم لا يستقرون ساعة، فإذا انتهوا، انتهوا إلى أسفلها، ضربهم زفير لهبها، والزفير زفير اللهب، والشهيق بكاؤهم {كلما أرادوا أن يخرجوا}.
1954- أنا حماد بن سلمة، عن الأزرق بن قيس، عن رجل من بني تميم قال: كنا عند أبي العوام، فقرأ هذه الآية: {وما أدراك ما سقر لا تبقي ولا تذر لواحة للبشر عليها تسعة عشر} فقال: وما تسعة عشر؟ تسعة عشر ألف ملك؟ أو تسعة عشر ملكا؟ قال: قلت: بل تسعة عشر ملكا قال: وأنى تعلم ذلك، فقلت: لقول الله: {وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا} قال أبو العوام: صدقت، وبيد كل واحد منهم مرزبة من حديد لها شعبتان، فيضرب بها الضربة يهوي بها سبعين ألفا، كذا بين منكبي كل ملك منهم مسيرة كذا.
1955- أنا رشدين بن سعد قال: حدثني حيي بن عبد الله، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن عبد الله، أن رجلا قال: يا رسول الله، إن المؤذنين يفضلوننا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قولوا كما يقولون، فإذا فرغت فسل تعطه».
1956- أنا ابن لهيعة قال: حدثني عمارة بن غزية، عن رجل من الأنصار حدثه، أن عمر بن الخطاب كان يشحذ نفسه، يعني كان يتشدد في الحر وهو صائم ويقول لها: أبشري بالري.
1957- أنا نعيم قال: نا ابن المبارك قال: نا صالح المري قال: بلغني أن من كره الموت من الأنبياء قال: أفارق الصلاة، أفارق الصيام، أفارق كذا من العبادة.
1958- نا نعيم قال: نا ابن المبارك قال: نا أبو جناب الكلبي، عن أبي المحجل، عن عبد الله بن مسعود قال: ثلاث من كن فيه دخل الجنة: من إذا عرف حقا لله لم يؤخره إلى أيام لا يدركها، وكان عمله صالحا في العلانية على قوام من السريرة، وكان يجمع مع ما قد عمل صلاح ما يأمل، وهكذا ولي الله.
1959- نا نعيم قال: نا ابن المبارك قال: بلغني عن أبي الضحى قال: قال مسروق: يا أبا الضحى، أيعجبكم عبادة عبد الله بن معقل؟ قال: يعجبنا عبادته وفقهه، قال: والله لأبوه كان أعجب في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منه.
1960- نا نعيم قال: نا ابن المبارك قال: أنا محمد بن سليم، عن مطر، عن الحسن، في قوله: {كانوا قليلا من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون} قال: جزءوا الليل.
1961- أنا سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي، عن سلمان قال: تدنى الشمس من الناس يوم القيامة حتى تكون من رءوسهم قدر قوس- أو قال: قدر قوسين- فتعطى حر عشر سنين، وليس على أحد يومئذ طحربة، ولا ترى فيها عورة مؤمن، ولا مؤمنة، ولا يضر حرها يومئذ مؤمنا ولا مؤمنة، وأما الأديان- أو قال: الكفار- فتطبخهم، فإنما تقول: أجوافهم: غق غق قال نعيم: الطحربة: الخرقة.
1962- أنا معمر، عن قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن أبي هريرة قال: يقصر يومئذ على المؤمن حتى يكون كوقت صلاة.
1963- أنا محمد بن يسار، عن قتادة، في قوله: {الحاقة ما الحاقة} قال: حقت ولكل عامل عمله قال: {وما أدراك ما الحاقة} قال: تعظيما ليوم القيامة.
1964- أنا جويبر، عن الضحاك، {فكانت وردة كالدهان} الصافية، يعني الوردة أنها مخالطها صفرة.
1965- أنا المبارك، عن الحسن قال: {وردة كالدهان} قال: تكون ألوانا.
1966- أنا سفيان، عن أبي فروة، عن مرة، عن ابن مسعود {لتركبن طبقا عن طبق}، قال: حالا بعد حال، قال: مرة تشقق، ومرة واهية.
1967- أنا عوف، عن أبي المنهال سيار بن سلامة الرياحي قال: نا شهر بن حوشب قال: حدثني ابن عباس قال: إذا كان يوم القيامة مدت الأرض مد الأديم، وزيد في سعتها كذا وكذا، وجمع الخلائق بصعيد واحد، جنهم وإنسهم، فإذا كان ذلك قيضت هذه السماء الدنيا عن أهلها، فينتشرون على وجه هذه الأرض، فلأهل السماء أكثر من جميع أهل الأرض جنهم وإنسهم بالضعف، فإذا رآهم أهل الأرض فزعوا إليهم، ويقولون: أفيكم ربنا؟ فيفزعون من قولهم، ويقولون: سبحان ربنا، ليس فينا، وهو آت، ثم تقاض السماء الثانية، فلأهل السماء الثانية وحدهم أكثر من أهل هذه السماء الدنيا ومن جميع أهل الأرض بالضعف، فإذا نثروا على وجه الأرض، فزع إليهم أهل الأرض، فيقولون لهم: أفيكم ربنا؟ فيفزعون من قولهم، فيقولون: سبحان ربنا، ليس فينا، وهو آت، ثم تقاض السموات سماء سماء، كلما قيضت سماء كانت أكثر من أهل السموات التي تحتها، ومن جميع أهل الأرض بالضعف جنهم وإنسهم، كلما نثروا على وجه الأرض فزع إليهم أهل الأرض، ويقولون لهم مثل ذلك، فيرجعون إليهم مثل ذلك، حتى تقاض السماء السابعة، فلأهلها وحدهم أكثر من أهل ست سماوات، ومن جميع أهل الأرض بالضعف، ويجيء الله فيهم تبارك وتعالى، والأمم جثى صفوفا، فينادي مناد: ستعلمون اليوم من أصحاب الكرم، ليقم الحامدون لله على كل حال، فيقومون، فيسرحون إلى الجنة، ثم ينادي ثانية: ستعلمون اليوم من أصحاب الكرم، ليقم الذين كانت {تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون}، فيقومون، فيسرحون إلى الجنة، قال: ثم ينادي ثالثة: ستعلمون اليوم من أصحاب الكرم، ليقم الذين كانوا {لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار}، فيقومون، فيسرحون إلى الجنة، فإذا أخذ من هؤلاء الثلاثة، خرج عنق من النار وأشرف على الخلائق، له عينان تبصران، ولسان فصيح قال: فيقول: إني وكلت بثلاثة: وكلت بكل جبار عنيد، قال: فيلقطهم من الصفوف لقط الطير حب السمسم، فيحبس بهم في جهنم، قال: ثم يخرج ثانيا، فيقول: إني وكلت بمن آذى الله ورسوله، فيلقطهم من الصفوف لقط الطير حب السمسم، فيحبس بهم في جهنم، قال: ثم يخرج ثالثة، قال أبو المنهال: فأحسبه يقول: إني وكلت بأصحاب التصاوير، فيلقطهم من الصفوف لقط الطير حب السمسم قال: فيحبس بهم في جهنم، قال: فإذا أخذ من هؤلاء ثلاثة، ومن هؤلاء ثلاثة، ومن هؤلاء ثلاثة، نشرت الصحف، ووضعت الموازين، ودعي الخلائق للحساب.
1968- أنا جويبر، عن الضحاك قال: إذا كان يوم القيامة أمر الله السماء الدنيا فتشققت بأهلها، فيكون الملائكة على حافاتها حتى يأمرهم الرب فينزلون إلى الأرض، فيخلطون بالأرض ومن فيها، ثم يأمر السماء التي تليها فينزلون فيكونون صفا في جوف ذلك الصف، ثم السماء الثالثة، ثم الرابعة، ثم الخامسة، ثم السادسة، ثم السابعة، فينزل الملك الأعلى في بهائه وملكه، ومجنبته اليسرى جهنم، فيسمعون زفيرها وشهيقها، فلا يأتون قطرا من أقطارها إلا وجدوا صفوفا قياما من الملائكة، فذلك قوله: {يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان} والسلطان: العذر، وذلك قوله: {وجاء ربك والملك صفا صفا} {وانشقت السماء فهي يومئذ واهية والملك على أرجائها} يعني حافاتها، يعني بأرجائها ما يشقق منها، فبينا هم كذلك إذ سمعوا الصوت فأقبلوا إلى الحساب.
1969- أنا الأوزاعي قال: سمعت بلالا يقول: إن للناس يوم القيامة... لقول ربه عز وجل: {يقول الإنسان يومئذ أين المفر} وقوله: {ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت}.
1970- أنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال: نا عبد الجبار بن عبيد الله بن سلمان، في قوله: {إني أخاف عليكم يوم التناد يوم تولون مدبرين} ثم تستجيب لهم أعينهم بالدمع، فيبكون حتى ينفد الدمع، ثم تستجيب لهم أعينهم بالدم، فيبكون حتى ينفد الدم، ثم تستجيب لهم أعينهم بالقيح، قال: يرسل عليهم من الله أمر فيولون مدبرين، ثم تستجيب لهم أعينهم بالقيح، فيبكون قيحا، حتى ينفد القيح، فتغور أبصارهم كالحدق في الطين.
1971- أنا عثمان بن الأسود، عن مجاهد، في قوله: {مهطعين مقنعي رءوسهم} قال: رافعي رءوسهم هكذا.
1972- أنا سفيان عن سليمان، عن مجاهد، في قوله: {يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا أجبتم} قال: فيفزعون ويقولون: {لا علم لنا}.
1973- أنا ابن جريج، عن مجاهد، {كل أمة جاثية} قال: مستوفزين على الركب.
1974- أنا ابن عيينة، عن عمرو بن دينار قال: سمعت عبد الله بن باباه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كأني أراكم بالكوم جاثين دون جهنم».
1975- أنا أسامة بن زيد، عن عكرمة، عن ابن عباس، في قوله {يوم يكشف عن ساق} قال: يوم كرب وشدة.
1976- أنا ابن جريج، عن مجاهد قال: شدة الأمر وجده، قال مجاهد، وقال ابن عباس: هي أشد ساعة في يوم القيامة.
1977- أنا المعتمر بن سليمان، عن أبيه، عن سيار الشامي قال: ينادي مناد يوم القيامة: {يا عباد لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون} فيرجوها الناس أجمعون فيتبعها: {الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين} فييئس منها الناس غير المسلمين.
1978- أنا سفيان، عن عمرو بن قيس، عن المنهال بن عمرو، عن عبد الله بن الحارث، عن علي قال: أول من يكسى خليل الله إبراهيم قبطيتين ثم يكسى محمد صلى الله عليه وسلم حلة حبرة عن يمين العرش.
1979- أنا ابن أبي خالد قال: سمعت أبا عيسى يحيى بن رافع يقول: سمعت عثمان بن عفان يقول: {وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد} قال: سائق يسوقها إلى أمر الله، وشاهد يشهد عليها بما عملت.
1980- أنا رجل، عن زيد بن أسلم قال: بلغني أن المؤمن يمثل له عمله يوم القيامة في أحسن صورة، وأحسن ما خلق الله وجها وثيابا، وأطيبه ريحا، فيجلس إلى جنبه، كلما أفزعه شيء أمنه، وكلما تخوف شيئا هون عليه، فيقول: جزاك الله من صاحب خيرا، من أنت؟ فيقول: أما تعرفني؟ قد صحبتك في قبرك، وفي دنياك، أنا عملك، كان والله حسنا؛ فلذلك تراني حسنا، وكان طيبا؛ فلذلك تراني طيبا، تعال فاركبني، فطالما ركبتك في الدنيا، وهو قول الله تبارك وتعالى: {وينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم} حتى يأتي به إلى ربه، فيقول: يا رب، إن كل صاحب عمل في الدنيا قد أصاب في عمله، وكل صاحب تجارة وصانع قد أصاب في تجارته، غير صاحبي قد شغل في نفسه، فيقول له الرب تبارك وتعالى: فما تسأل له، فيقول: المغفرة والرحمة، أو نحو هذا، فيقول: فإني قد غفرت له، ويكسى حلة الكرامة، ويجعل عليه تاج الوقار، فيه لؤلؤة تضيء من مسيرة يومين، ثم يقول: يا رب، إن أبويه قد كان شغل عنهما كل صاحب عمل وتجارة، قد كان يدخل على أبويه من عمله فيعطيان مثل ما أعطي، ويتمثل للكافر عمله في صورة أقبح ما خلق الله وجها، وأنتنه ريحا، فيجلس إلى جنبه، كلما أفزعه شيء زاده فزعا، وكلما تخوف شيئا زاده خوفا، فيقول: بئس الصاحب أنت، ومن أنت؟ فيقول: أما تعرفني، فيقول: لا، فيقول: أنا عملك، كان قبيحا؛ فلذلك تراني قبيحا، وكان منتنا؛ فلذلك تراني منتنا، فطأطئ رأسك أركبك، فطالما ركبتني في الدنيا، فيركبه، وهو قوله: {ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة}.
1981- أخبرنا شريك، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي، في هذه الآية {الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين} قال: خليلين مؤمنين، وخليلين كافرين، فمات أحد المؤمنين فبشر بالجنة، فذكر خليله المؤمن، قال فيقول: يا رب، إن خليلي فلانا كان يأمرني بالخير، وينهاني عن الشر، فيأمرني بطاعتك وطاعة رسولك، ويخبرني أني ملاقيك فلا تضله بعدي، واهده كما هداني، وأكرمه كما أكرمني، فإذا مات جمع بينهما في الجنة، ويقال لهما: ليثن كل واحد منهما على صاحبه، فيقول: اللهم كان يأمرني بالخير، وينهاني عن الشر، فيأمرني بطاعتك وطاعة رسولك، ويخبرني أني ملاقيك، فنعم الأخ والخليل والصاحب، قال: ثم يموت أحد الكافرين فيبشر بالنار، فيذكر خليله فيقول: اللهم خليلي فلان، كان يأمرني بالشر، وينهاني عن الخير، ويأمرني بمعصيتك ومعصية رسولك، ويخبرني أني غير ملاقيك، اللهم فأضله كما أضلني، فإذا مات جمع بينهما في النار، فيقال: ليثن كل واحد منكما على صاحبه، قال فيقول: اللهم كان يأمرني بالشر وينهاني عن الخير، ويأمرني بمعصيتك ومعصية رسولك، ويخبرني أني غير ملاقيك، فبئس الأخ والخليل والصاحب.
1982- أنا صفوان بن عمرو قال: حدثني سليم بن عامر قال: خرجنا في جنازة في باب دمشق، ومعنا أبو أمامة، فلما صلى على الجنازة وأخذوا في دفنها، قال أبو أمامة: يا أيها الناس، أصبحتم وأمسيتم في منزل تقتسمون فيه الحسنات والسيئات، وتوشكون أن تظعنوا منه إلى منزل آخر، وهو هذا، فيشير إلى القبر، بيت الوحدة، وبيت الظلمة، وبيت الدود، وبيت الضيق، إلا ما وسع الله، ثم تنتقلون منه إلى مواطن يوم القيامة، فإنكم لفي بعض تلك المواطن حين يغشى الناس أمر من أمر الله، فتبيض وجوه، وتسود وجوه، ثم تنتقلون إلى منزل، فتغشى الناس ظلمة شديدة، ثم يقسم النور فيعطى المؤمن نورا ويترك الكافر والمنافق، فلا يعطيان شيئا من النور، وهو المثل الذي ضرب الله في كتابه: {أو كظلمات في بحر لجي} إلى قوله: {فما له من نور} فلا يستضيء الكافر والمنافق بنور المؤمن، كما لا يستضيء الأعمى ببصر البصير، فيقول المنافقون للذين آمنوا: {انظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا} وهي خدعة الله التي يخدع المنافقين، قال الله تبارك وتعالى: {يخادعون الله وهو خادعهم}، فيرجعون إلى المكان الذي قسم فيه النور، فلا يجدون شيئا، فينصرفون إليهم وقد {ضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب ينادونهم ألم نكن معكم} نصلي صلاتكم، ونغزو مغازيكم؟ {قالوا بلى ولكنكم فتنتم أنفسكم وتربصتم وارتبتم وغرتكم الأماني} إلى قوله: {وبئس المصير} ويقول سليم: فما يزال المنافق مغترا حتى يقسم النور، ويميز الله بين المؤمن والمنافق.
1983- أنا عثمان بن الأسود، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من نوقش الحساب هلك» قال: قلت: يا رسول الله، فإن الله تبارك وتعالى يقول: {فأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا} قال: «ذلك العرض».
1984- أنا يحيى بن أيوب البجلي قال: نا أبو زرعة بن عمرو بن جرير، عن أبي هريرة قال: إن من الناس من يقتل يوم القيامة ألف قتلة، فقال له عاصم بن أبي النجود: يا أبا زرعة، ألف قتلة؟ قال: نعم، بضروب ما قتل.
1985- أنا الليث بن سعد قال: حدثني عامر بن يحيى، عن أبي عبد الرحمن الحبلي قال: سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله يستخص رجلا من أمتي على رءوس الخلائق يوم القيامة، فينشر عليه تسعة وتسعين سجلا، كل سجل مد البصر، ثم يقول له: أتنكر من هذا شيئا؟ أظلمتك كتبتي الحافظون؟ فيقول: لا يا رب، فيقول: ألك عذر؟ أو حسنة؟ فبهت الرجل، فيقول: لا يا رب، فيقول: بلى، إن لك عندي حسنة، وإنه لا ظلم عليك اليوم، فتخرج له بطاقة فيها: أشهد الله أنه لا إله إلا هو، وأن محمدا عبده ورسوله، فيقول احضر وزنك، فيقول: يا رب، ما هذه البطاقة مع السجلات؟ فيقول: إنك لا تظلم، قال: فتوضع السجلات في كفة، والبطاقة في كفة فطاشت السجلات، وثقلت البطاقة، قال: فلا يثقل اسم الله شيء».
1986- أنا مالك بن مغول، عن عبيد الله بن العيزار قال: إن الأقدام يوم القيامة مثل النبل في القرن، والسعيد الذي يجد لقدميه موضعا يضعهما عليه، وإن الشمس تدنى من رءوسهم حتى لا يكون بينها وبين رءوسهم، إما قال: ميل، أو ميلين، ثم يزاد في حرها بضعة وستون ضعفا، وعند الميزان ملك إذا وزن العبد نادى: ألا إن فلان ابن فلان قد ثقلت موازينه، وسعد سعادة لا يشقى بعدها أبدا، إلا فلان ابن فلان خفت موازينه، وشقي شقاء لا يسعد بعده أبدا.
1987- أنا أبو حيان، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير، عن أبي هريرة قال: أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بلحم، فدفع إليه الذراع. فذكر الحديث الذي أخرجه البخاري في التفسير، عن محمد بن مقاتل، عن المصنف بهذا الإسناد، وفي السياقين اختلاف يسير في بعض المواضع.
1988- أنا رشدين بن سعد قال: أخبرني عبد الرحمن بن زياد، عن دخين الحجري، عن عقبة بن عامر، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه ذكر الحديث: «فيقول عيسى: أدلكم على النبي الأمي، فيأتون، فيأذن الله لي أن أقوم، فيثور مجلسي من أطيب ريح شمها أحد حتى آتي ربي، فيشفعني، ويجعل لي نورا من شعر رأسي إلى ظفر قدمي، ثم يقول الكافر: قد وجد المؤمنون من شفع لهم، فمن يشفع لنا؟ فيقولون: ما هو غير إبليس، فهو الذي أضلنا، فيأتونه، فيقولون قد وجد المؤمنون من يشفع لهم، فقم أنت فاشفع لنا، فإنك أضللتنا، فيقوم فيثور من مجلسه أنتن ريح شمها أحد، ثم يعظم لجهنم عند ذلك، {وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم} الآية».
1989- أنا معمر، عن الزهري، عن علي بن حسين أن رجلا من أهل العلم أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «تمد الأرض يوم القيامة مد الأديم، ثم لا يكون لبشر من بني آدم منها إلا موضع قدميه، ودعا أول الناس، فأخر ساجدا حتى يؤذن لي، وأقوم فأقول: يا رب، أخبرني هذا- لجبريل، وهو عن يمين الرحمن، فوالله ما رآه قبلها يعني ربه- أنك أرسلته إلي، وجبريل ساكت، فلا يتكلم جبريل حتى يقول الله: صدق، ثم يؤذن لي في الشفاعة، فأقول: أي رب، عبادك عبدوك في أطراف الأرض، فذلك المقام المحمود».
1990- أنا ابن لهيعة قال: حدثني يزيد بن أبي حبيب، عن عبد الرحمن بن جبير، سمع أبا ذر، وأبا الدرداء قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنا أول من يؤذن له في السجود يوم القيامة، وأول من يؤذن له برفع رأسه، فأنظر بين يدي، وأعرف أمتي من بين الأمم، وأنظر عن شمالي، فأعرف أمتي من بين الأمم، وأنظر من خلفي، فأعرف أمتي من بين الأمم، فقال رجل: يا رسول الله، كيف تعرف أمتك من بين الأمم، ما بين نوح إلى أمتك، قال: غر محجلون من آثار الوضوء، ولا يكون من الأمم أحد غيرهم، وأعرفهم أنهم يؤتون كتبهم بأيمانهم، وأعرفهم بسيماهم في وجوههم من أثر السجود، وأعرفهم بنورهم يسعى بين أيديهم، وبأيمانهم».
1991- أنا موسى بن عبيدة، عن أيوب بن خالد، عن عبد الله بن رافع، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يأتي يوم القيامة معي من أمتي مثل الليل والسيل، فيخطف الناس خطفة واحدة، فتقول الملائكة: لما جاء من محمد أكثر مما جاء مع سائر الأنبياء».
1992- أنا موسى بن عبيدة، عن أبي سعيد مولى ابن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على رجل وهو يقول: الحمد لله الذي جعلني من أمة محمد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كفى بها من نعمة».
1993- أنا موسى الجهني، عن الشعبي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أيسركم أن تكونوا ثلث أهل الجنة؟» قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: «أيسركم أن تكونوا نصف أهل الجنة؟» قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: «فإن أمتي ثلثا أهل الجنة، والناس يومئذ عشرون ومائة صف، وإن أمتي من ذلك ثمانون صفا».
1994- أنا عوف، عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خيرت بين أن يدخل نصف أمتي الجنة، وبين الشفاعة، فاخترت الشفاعة».
1995- أنا هشام قال: سمعت الحسن يذكر عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن لكل نبي دعوة قد دعا بها، فإني قد استخبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة».
1996- أنا بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إنكم توفون يوم القيامة سبعين أمة، أنتم خيرها، وأكرمها على الله».
1997- أنا يحيى بن عبيد الله قال: سمعت أبي يقول: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نحن الآخرون السابقون يوم القيامة، وذلك أن أهل الكتاب أوتوه من قبلنا، وأوتيناه من بعدهم، فهذا يومهم الذي اختلفوا فيه، فهدانا الله لما اختلفوا له، فهم لنا تبع، لليهود غدا، وللنصارى بعد غد».
1998- أنا رشدين بن سعد قال: حدثني حيي بن عبد الله، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: من سجد في موضع عند حجر، أو شجرة شهد له عند الله يوم القيامة.
1999- أنا رشدين بن سعد، عن حيي، عن أبي عبد الرحمن، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، عن النبي صلى الله عليه وسلم: «أن الصيام والقرآن يشفعان للعبد، يقول الصيام: رب، منعته الطعام، والشهوات بالنهار، فشفعني فيه، ويقول القرآن: رب، منعته النوم بالليل، فشفعني فيه، فيشفعان».
2000- أنا أيوب بن خوط، عن أبي الورد القشيري أن أبا محمد الحضرمي حدثه ببيت المقدس قال: حدثنا كعب في هذا البيت أنه وجد في كتاب الله المنزل أنه ليس من عبد مؤمن أو مؤمنة يجيء يوم القيامة ومعه البقرة، وآل عمران إلا وهما تظلانه، عن يمينه وشماله، يقولان: ربنا، لا سبيل عليه.
2001- نا الترمذي، سمعت نعيم بن حماد غير مرة إذا مرت هذه الأحاديث في القرآن، وفي الصيام، وفي الصلاة، وغير ذلك يقول: إنما يجيء ثواب القرآن، وثواب الصيام، وثواب ذلك العمل كله.
2002- أنا حماد بن سلمة، عن عاصم، عن أبي وائل، عن عبد الله قال: إن الله يجمع الناس في صعيد واحد بأرض بيضاء، كأنها سبيكة فضة، لم يعص الله فيها قط، ولم يخطأ فيها، فأول ما يتكلم به أنه ينادي: {لمن الملك اليوم لله الواحد القهار اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب}، ثم يكون أول ما يبدءون من الخصومات في الدنيا، فيؤتى بالقاتل والمقتول، فيقال له: لم قتلت؟ فإن قال: قتلته؛ لتكون العزة لله، قال: فإنها لي، فإن قال: قتلته؛ لتكون العزة لفلان، قال: فإنها ليست له فيبوء بإثمه، فيقتله بمن كان قتل، بالغين ما بلغوا، ويذوق الموت عدة ما ذاقوا.
2003- أنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون، وقال مرة عن عبد الله، ثم جعل لا يجاوز به عمرو بن ميمون- قوله {يوم تبدل الأرض غير الأرض} قال: أرض بيضاء كالفضة، لم يسفك فيها دم، ولم يعمل عليها بخطيئة، فيسمعهم الداعي، وينفذهم البصر حتى يلقوا الله كما خلقوا حفاة عراة.
2004- أنا شعبة، عن سليمان، عن أبي وائل، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أول ما يقضى بين الناس في الدماء».
2005- أنا طلحة بن عمرو قال: قال لي عطاء: ما أكثر الأسماء على اسمي واسمك، فإذا دعا أين فلان ابن فلان؟ لم يقم إلا من دعي.
2006- نا نعيم قال: نا ابن المبارك قال: أنا سليمان بن المغيرة، عن حميد بن هلال قال: ذكر لنا أن الرجل يدعى إلى الحساب يوم القيامة، فيقال: يا فلان ابن فلان، هلم إلى الحساب حتى يقول: ما يراد أحد غيري مما يخص به من الحساب.
2007- نا نعيم قال: نا ابن المبارك قال: أنا سعيد بن أبي أيوب قال: نا حميد بن زياد، عن هلال بن أسامة، عن عطاء بن يسار قال: يوقف العبد بين يدي الله فيقول: قيسوا بين نعمتي عليه وبين عمله، فتغرق النعمة العمل، فيقول: أغرقت النعمة العمل، فيقول: هبوا له النعمة، قيسوا بين الخير والشر، فإن استوى العملان أذهب الله الشر بالخير، وأدخله الله الجنة، وإن كان عمله أفضل، أعطاه فضله، ولم يظلمه، وإن كان عليه فضل، فهو {أهل التقوى وأهل المغفرة}، فإن شاء عذبه، وإن شاء رحمه.
2008- نا نعيم قال: نا ابن المبارك قال: أنا إسماعيل بن مسلم، عن الحسن، وقتادة، عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يجاء بابن آدم يوم القيامة، فيوقف بين يدي الله، فيقول له: أعطيتك، وخولتك، وأنعمت عليك، فماذا صنعت؟ فيقول: يا رب، جمعته، وثمرته، فتركته أكثر ما كان، فارجعني آتك به، فيقول له: أرني ما قدمت، فيقول: يا رب، جمعته، وثمرته، فتركته أكثر ما كان فارجعني آتك به، فإذا عبد لم يقدم خيرا فيمضي به إلى النار».
2009- نا نعيم قال: نا ابن المبارك قال: أنا علي بن علي، عن الحسن قال: قال عبد الله بن قيس: يعرض الناس يوم القيامة ثلاث عرضات: فأما عرضتان: فجدال، ومعاذير، وأما العرضة الثالثة فعند ذلك تطاير الصحف في الأيدي، فإما آخذ بيمينه، وآخذ بشماله.
2010- نا نعيم قال: نا ابن المبارك قال: أنا الحكم- أو أبو الحكم، شك نعيم- عن إسماعيل بن عبد الرحمن، عن رجل من بني أسد قال: قال عمر لكعب: ويحك يا كعب، حدثنا حديثا من حديث الآخرة، قال: نعم يا أمير المؤمنين، إذا كان يوم القيامة رفع اللوح المحفوظ، ولم يبق أحد من الخلائق إلا وهو ينظر إلى عمله فيه، قال: ثم يؤتى بالصحف التي فيها أعمال العباد، قال فتنشر حول العرش، فذلك قوله {ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها} قال الأسدي: الصغيرة ما دون الشرك، والكبيرة: الشرك إلا أحصاها، قال كعب: ثم يدعى المؤمن فيعطى كتابه بيمينه، فينظر فيه فحسناته باديات للناس، وهو يقرأ سيئاته؛ لكي لا يقول كانت لي حسنات فلم تذكر، فأحب الله أن يريه عمله كله، حتى إذا استنقص ما في الكتاب وجد في آخر ذلك كله أنه مغفور، وإنك من أهل الجنة، فعند ذلك يقبل إلى أصحابه، ثم يقول: {هاؤم اقرءوا كتابيه إني ظننت أني ملاق حسابيه} ثم يدعى الكافر فيعطى كتابه بشماله، ثم يلف فيجعل من وراء ظهره، ويلوى عنقه فذلك قوله: {وأما من أوتي كتابه وراء ظهره} ينظر في كتابه، فسيئاته باديات للناس، وينظر في حسناته؛ لكي لا يقول: أفأثاب على السيئات؟.
2011- نا نعيم قال: نا ابن المبارك قال: أنا رشدين بن سعد، عن عمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلال، عن سليمان بن راشد أنه بلغه أن امرأ لا يشهد على شهادة في الدنيا إلا شهد بها يوم القيامة على رءوس الأشهاد، ولا يمتدح عبدا في الدنيا إلا امتدحه يوم القيامة على رءوس الأشهاد.
2012- نا نعيم قال: أنا ابن المبارك قال: أنا معمر، عمن سمع محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب يذكر عن بشر بن شغاف قال: سمعت عبد الله بن سلام يقول: إن أفضل أيام الدنيا عند الله يوم الجمعة، وإن أكرم خليقة الله على الله أبو القاسم، قلت له: إلا أن يكون ملكا مقربا، قال: فنظر إلي، قال: أتدري كيف خلق الملائكة؟ إنما خلق الملائكة كخلق السماء والأرض، وكخلق الجبال، وكخلق السحاب، وإن أكرم خليقة الله على الله أبو القاسم صلى الله عليه وسلم، فإذا كان يوم القيامة جمع الله الأنبياء نبيا نبيا، وأمة أمة حتى يكون آخرهم مركزا محمد وأمته، ويضرب الجسر على جهنم وينادي مناد أين محمد وأمته؟ فيقوم نبي الله صلى الله عليه وسلم، وتتبعه أمته برها وفاجرها، حتى إذا كان على الصراط المستقيم يطمس الله أبصار أعدائه، فتهافتوا في النار يمينا وشمالا، ويمضي النبي عليه السلام والصالحون معه، فتلقاهم الملائكة رتبا؛ يدلونهم على طريق الجنة، على يمينك، على شمالك، حتى ينتهي إلى ربه فيوضع له كرسي عن يمين العرش، ثم يتبعه عيسى على مثل سبيله، ويتبعه برها وفاجرها، حتى إذا كانوا على الصراط طمس الله أبصار أعدائه، فتهافتوا في النار يمينا وشمالا، ويمضي النبي صلى الله عليه وسلم والصالحون معه، فتتلقاهم الملائكة رتبا، يدلونهم على طريق الجنة على يمينك، على يسارك، حتى ينتهي إلى ربه، فيوضع له كرسي من الجانب الآخر، ثم يدعى نبي نبي، وأمة أمة، حتى يكون آخرهم نوح رحم الله نوحا.
2013- نا نعيم قال: نا عبد الله بن وهب، عن عبد الله بن عياش، عن أبيه، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من سئل عن علم فكتمه ألجم بلجام من نار يوم القيامة».
2014- نا نعيم قال: نا ابن المبارك قال: أنا سليمان بن المغيرة، عن ثابت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «آتي باب الجنة يوم القيامة فأستفتح، فيقول الخازن: من أنت؟ فأقول: محمد، فيقول: بك أمرت أن لا أفتح لأحد قبلك».
2015- نا نعيم قال: نا ابن المبارك قال: أنا مسعر، عن عبد الملك بن ميسرة، عن مصعب بن سعد قال: قال كعب: إن أول من يأخذ بحلقة باب الجنة، فيفتح له محمد، ثم قرأ آية من التوراة: أخرايا قدمايا.
2016- نا نعيم قال: نا ابن المبارك قال: أنا جويبر، عن الضحاك، عن ابن عباس قال: أصحاب الأعراف رجال كانت لهم ذنوب عظام، وكان جسيم أمرهم لله، فأقيموا على ذلك المقام، إذا نظروا إلى أهل النار عرفوهم بسواد الوجوه، وقالوا: {ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين} وإذا نظروا إلى أهل الجنة عرفوهم ببياض الوجوه، فذلك قوله: {ونادوا أصحاب الجنة أن سلام عليكم لم يدخلوها وهم يطمعون}، قال ابن عباس: أدخل الله أصحاب الأعراف الجنة قوله {ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون}.
2017- نا نعيم قال: نا ابن المبارك قال: أنا هشام بن حسان، عن موسى بن أنس، عن عبيد بن عمير أن الصراط مثل السيف على جسر جهنم، وإن بجنبتيه كلاليب وحسك، والذي نفسي بيده إنه ليؤخذ بالكلوب الواحد أكثر من ربيعة، ومضر.
2018- نا نعيم قال: نا ابن المبارك قال: أنا هشام بن حسان، عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن لكل نبي حوضا يوم القيامة، والذي نفسي بيده إنهم ليتباهون يوم القيامة أيهم أكثر واردا، فيدعو كل نبي إليه من يعرف من أمته، والذي نفسي بيده إني لأرجو أن أكون أكثرهم واردا، فإن لي حوضا ما بين طرفيه كما بين أيلة إلى مكة، أو عمان وصنعاء، ترى فيه أباريق الذهب، والفضة كعدد نجوم السماء، يغت فيه ميزابان من الجنة، أحدهما من ورق، والآخر من ذهب، شرابه أشد بياضا من اللبن، وأحلى من العسل، من شرب منه لم يظمأ بعده أبدا، والذي نفسي بيده ليرفعن إلي أقوام ممن صحبني، حتى إذا رأيتهم وعرفتهم اختلجوا دوني، فأقول: أي رب، أصحابي أصحابي، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك».
2019- نا نعيم قال: نا ابن المبارك قال: أنا سعيد الجريري، عن أبي السليل، عن غنيم، عن أبي العوام، عن كعب أنه قال: هذه الآية {وإن منكم إلا واردها} قال: هل تدرون ما ورودها؟ قالوا: الله أعلم، قال: فإن ورودها أن يجاء بجهنم، وتمسك للناس كأنها متن إهالة، حتى إذا استقرت عليه أقدام الخلائق برهم وفاجرهم ناداها مناد أن خذي أصحابك ودعي أصحابي... بكل ولي لها، فهي أعلم بهم من الوالد بولده، وينجو المؤمنون.
2020- نا نعيم قال: نا ابن المبارك قال: أنا رشدين بن سعد، عن عمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلال قال: بلغني أن الصراط، يوم القيامة يكون على بعض الناس أدق من الشعر، وعلى بعض الناس مثل الوادي الواسع.
2021- نا نعيم قال: نا ابن المبارك قال: أنا سفيان، عن رجل، عن خالد بن معدان قال: قالوا: ألم يعدنا ربنا أنا نرد النار؟ فقال: إنكم مررتم بها، وهي خامدة.
2022- نا نعيم قال: نا ابن المبارك قال: أنا عوف، عن عبد الله بن شقيق العقيلي قال: يجوز الناس يوم القيامة الصراط على قدر إيمانهم وأعمالهم، فيجوز الرجل كالطرفة في السرعة، وكالسهم المرمي، وكالطائر السريع الطيران، وكالفرس الجواد المضمر، ويجوز الرجل يعدو عدوا، والرجل يمشي مشيا، حتى يكون آخر من يجوز يحبو حبوا.
2023- نا نعيم قال: نا ابن المبارك قال: أنا رشدين بن سعد قال: حدثني أبو هانئ الخولاني، عن عمرو بن مالك الجنبي، أن فضالة بن عبيد، وعبادة بن الصامت حدثاه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا كان يوم القيامة فيفرغ الله من قضاء الخلق، فيبقى رجلان يؤمر بهما إلى النار، فيلتفت أحدهما، فيقول الجبار تبارك اسمه وتعالى: ردوه فيردونه، فيقول له: لم التفت؟ قال: كنت أرجو أن تدخلني الجنة، قال: فيؤمر به إلى الجنة، قال: فيقول: لقد آتاني ربي حتى لو أني أطعمت أهل الجنة ما نقص ذلك مما عندي شيئا، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذكره يرى السرور في وجهه».
2024- نا نعيم قال: نا ابن المبارك قال: أنا رشدين بن سعد قال: حدثني ابن أنعم، عن أبي عثمان أنه حدثه، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «رجلان ممن أدخلا النار، اشتد صياحهما، فيقول الرب عز وجل: أخرجوهما، فلما أخرجوهما، قال لهما: لأي شيء اشتد صياحكما؟ قالا: فعلنا ذلك لترحمنا، قال: إن رحمتي لكما أن تنطلقا، فتلقيا أنفسكما حيث كنتما من النار، فينطلقان فيلقي أحدهما نفسه، فيجعله الله عليه بردا وسلاما، ويقوم الآخر فلا يلقي نفسه، فيقول له الرب جل وعلا: ما منعك أن تلقي نفسك كما ألقى صاحبك؟ فيقول: إني لأرجو أن لا تعيدني فيها بعدما أخرجتني، فيقول له الرب: لك رجاؤك، فيدخلان الجنة جميعا برحمة الله».
2025- نا نعيم قال: نا ابن المبارك قال: أنا أبو بكر الهذلي، عن سعيد بن جبير، عن عبد الله بن مسعود قال: يحاسب الناس يوم القيامة، فمن كانت حسناته أكثر من سيئاته بواحدة دخل الجنة، ومن كانت سيئاته أكثر من حسناته بواحدة دخل النار، ثم قرأ {فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم} ثم قال: إن الميزان يخف بمثقال حبة، أو يرجح، قال: ومن استوت حسناته وسيئاته كان من أصحاب الأعراف، فوقفوا على الصراط، ثم عرفوا أهل الجنة، وأهل النار، فإذا نظروا إلى أهل الجنة نادوا سلام عليكم، وإذا صرفوا أبصارهم إلى يسارهم نظروا إلى أصحاب النار، قالوا: {ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين} فتعوذوا بالله من منازلهم، قال: فأما أصحاب الحسنات فإنهم يعطون نورا يمشون به بين أيديهم وبأيمانهم، ويعطى كل عبد يومئذ نورا، وكل أمة نورا، فإذا أتوا على الصراط سلب الله نور كل منافق ومنافقة، فلما رأى أهل الجنة ماذا لقي المنافقون قالوا: {أتمم لنا نورنا} وأما أصحاب الأعراف فإن النور كان في أيديهم، ومنعتهم سيئاتهم أن يمضوا بها، فبقي في قلوبهم الطمع، إذ لم ينزع النور من أيديهم، فبذلك يقول الله تبارك وتعالى: {لم يدخلوها وهم يطمعون} فكان الطمع النور في أيديهم، ثم أدخلوا بعد ذلك الجنة، وكانوا آخر أهل الجنة دخولا، قال: وقال ابن مسعود وهو على المنبر: إن العبد إذا عمل حسنة كتب له بها عشرا، وإذا عمل سيئة لم يكتب عليه إلا واحدة، ثم يقول: هلك من غلبت وحداته أعشاره.
2026- نا نعيم، قال سفيان بن عيينة، عن ابن جريج، عن أبي الزبير، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يضرب الناس أكباد الإبل فلا يجدون عالما أعلم من عالم بالمدينة»، قيل لسفيان: فمن تراه؟ قال نعيم: فسمعته مرارا أكثر من ثلاثين مرة يقول: إن كان أحد فهو العمري، وهو العابد بالمدينة يكنى أبا عبد الرحمن عبد الرحمن بن عبد العزيز.
2027- نا نعيم قال: نا ابن المبارك قال: أنا صفوان بن عمرو، عن عبد الرحمن بن جبير الحضرمي، عن رافع أبي الحسن... قال: فيشير الله تبارك وتعالى إلى لسانه، فيربو فيها حتى يملأ فاه، فلا يستطيع أن ينطق بكلمة، ثم يقول لآرابه- يعني أعضاءه كلها: تكلمي واشهدي عليه، فيشهد عليه سمعه، وبصره، وجلده، وفرجه، ويداه، ورجلاه، صنعنا، فعلنا، عملنا قال نعيم بن حماد: سمعت ابن عيينة يقول: سمعت أيوب السختياني يقول: أجسر الناس على الفتيا أقلهم علما باختلاف العلماء، و... الناس من الفتيا أعلمهم باختلاف العلماء، قال: وقال ابن عيينة:... من يعطي كل حديث حقه.
2028- نا نعيم قال: نا ابن المبارك قال: أنا محمد بن سليم، عن الحجاج بن عتاب العبدي، عن عبد الله بن معبد الزماني، عن أبي هريرة قال: إن أدنى أهل الجنة منزلة- وما منهم دان- لمن يغدو عليه ويروح عشرة آلاف خادم، ومع كل واحد منهم طرفة ليست مع صاحبه.
2029- نا نعيم قال: نا ابن المبارك قال: أنا يحيى بن أيوب قال: حدثني عبيد الله بن زحر، عن محمد بن أبي أيوب المخزومي، عن أبي عبد الرحمن المعافري قال: إنه ليصف للرجل من أهل الجنة سماطان، لا يرى أطرافهما من غلمانه، حتى إذا مر مشوا وراءه.
2030- نا نعيم قال: نا ابن المبارك قال: أنا ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن داود بن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه، عن جده، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لو أن ما يقل ظفر مما في الجنة بدا لتزخرف له ما بين خوافق السموات والأرض، ولو أن رجلا من أهل الجنة اطلع، فبدا أساوره لطمس ضوءه ضوء الشمس، كما يطمس ضوء الشمس ضوء النجوم».
2031- نا نعيم قال: نا ابن المبارك قال: أنا صفوان بن عمرو، عن شريح بن عبيد، عن كعب قال: لو أن ثوبا من ثياب الجنة نشر اليوم في الدنيا لصعق من ينظر إليه وما حملته أبصارهم.
2032- نا نعيم قال: نا ابن المبارك قال: أنا فليح بن سليمان، عن هلال بن علي، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن أهل الجنة ليتراءون في الغرف كما تتراءون الكوكب الشرقي، أو الغربي الغارب في الأفق، أو الطالع في تفاضل الدرجات»، قالوا: يا رسول الله، أولئك النبيون، قال: «لا، بل والذي نفسي بيده أقوام آمنوا بالله ورسوله وصدقوا المرسلين».
2033- نا نعيم قال: حدثنا ابن المبارك قال: نا أبو بكر الهذلي قال: نا أبو تميمة الهجيمي قال: سمعت أبا موسى الأشعري على منبر البصرة يقول: إن الله يبعث يوم القيامة ملكا إلى الجنة، يقول: هل أنجزكم الله ما وعدكم؟ فينظرون فيرون الحلي، والحلل، والثمار، والأنهار، والأزواج المطهرة، فيقولون: نعم، قد أنجزنا الله ما وعدنا، فيقول الملك: هل أنجزكم ما وعدكم؟- ثلاث مرات- فلا يفقدون شيئا مما وعدوا، فيقولون: نعم، فيقول: بقي لكم شيء، إن الله يقول {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة} ألا إن الحسنى الجنة، والزيادة النظر إلى الله.
2034- نا نعيم قال: نا ابن المبارك قال: أنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن عامر بن سعد قال: الزيادة النظر إلى وجه ربهم.
2035- نا نعيم قال: نا ابن المبارك قال: أنا سفيان، عن رجل، عن مجاهد قال: إن أدنى أهل الجنة منزلة لمن يسير في ملكه ألف سنة، لن يرى أقصاه كما يرى أدناه، وأرفعهم الذي ينظر إلى ربه بالغداة والعشي.
2036- نا نعيم قال: نا ابن المبارك قال: أنا رشدين بن سعد قال: حدثني عمرو بن الحارث، عن دراج أبي السمح، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن أدنى أهل الجنة من له ثمانون ألف خادم واثنتان وسبعون زوجة، وتنصب له قبة من لؤلؤ، وزبرجد، وياقوت، كما بين الجابية إلى صنعاء».
2037- وبهذا الإسناد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من مات من أهل الجنة من صغير أو كبير يردون أبناء ثلاثين سنة لا يزيدون عليها أبدا، وكذلك أهل النار».
2038- نا نعيم قال: نا ابن المبارك قال: نا معمر، عن قتادة قال: أهل الجنة أبناء ثلاثين جرد مرد مكحلون على صورة آدم، كان طوله ستين ذراعا.
2039- نا نعيم قال: نا ابن المبارك قال: أنا يونس بن يزيد قال: سألت الزهري: كيف يكون الرجل من أهل الجنة يوم القيامة؟ قال: بلغنا أنهم يبعثون على قوام آدم، وكان قوامه ستين ذراعا.
2040- نا نعيم، نا ابن المبارك قال: أنا سفيان، عن منصور، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن ابن مسعود قال: جنات عدن بطنان الجنة، يعني: سرة الجنة.
2041- نا نعيم قال: نا ابن المبارك قال: أنا يحيى بن سلمة، عن أبيه قال: سمعت عبد الله بن أبي أوفى في قوله: {مدهامتان} قال: خضراوان وفي قوله: {نضاختان} قال: نضاختان بالخير.
2042- نا نعيم قال: نا ابن المبارك قال: أنا رشدين بن سعد قال: حدثني زهرة بن معبد القرشي، عن أبي عبد الرحمن الحبلي قال: إن العبد أول ما يدخل الجنة يتلقاه سبعون ألف خادم كأنهم اللؤلؤ.
2043- نا نعيم قال: نا ابن المبارك قال: أنا سفيان، عن أبي إسحاق قال: حدثني الأغر، عن أبي سعيد الخدري، وأبي هريرة قال: كذا ينادي مناد: إن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدا، وتصحوا فلا تسقموا أبدا، وتشبوا فلا تهرموا أبدا، وتنعموا فلا تبؤسوا أبدا، فذلك قوله: {ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون}
2044- نا نعيم قال: نا ابن المبارك قال: أنا سليمان بن المغيرة، عن حميد بن هلال قال: ذكر لنا أن الرجل إذا دخل الجنة صور صورة أهل الجنة، وألبس لباسهم، وحلي حليتهم، وأري أزواجه، وخدمه، يأخذه سوار فرح، لو كان ينبغي له أن يموت لمات من سوار فرحه، فيقال له: أرأيت سوار فرحتك هذه، فإنها قائمة لك أبدا.
2045- نا نعيم قال: نا ابن المبارك قال: أنا مالك بن أنس، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله يقول لأهل الجنة: يا أهل الجنة، يقولون: لبيك ربنا وسعديك، فيقول: هل رضيتم؟ فيقولون: وما لنا لا نرضى، وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدا من خلقك فيقول: أنا أعطيكم أفضل من ذلك قالوا: يا رب، وأي شيء أفضل من ذلك؟ قال: أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبدا».
2046- نا نعيم قال: نا ابن المبارك قال: أخبرنا يحيى بن أيوب الكوفي البجلي قال: سمعت رجلا يحدث عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير، سمع أبا هريرة يقول: الحلية تبلغ حيث انتهى الوضوء.
2047- نا نعيم قال: أنا ابن لهيعة قال: حدثني يزيد بن أبي حبيب أن أبا الخير أخبره أن أبا العوام مؤذن إيلياء- أول رجل أذن بإيلياء- أخبره أنه سمع كعبا يقول: إن الله تبارك وتعالى يقول لأهل الجنة إذا دخلوها: إن لكل ضيف جزورا، وإني أجزركم اليوم حوتا وثورا، فتجزر لأهل الجنة.
2048- نا نعيم قال: نا ابن المبارك قال: أنا معمر، عن همام بن منبه، عن أبي هريرة، عن النبي عليه السلام قال: «إن أول زمرة تلج الجنة صورتهم على صورة القمر ليلة البدر، لا يبصقون فيها، ولا يمتخطون، ولا يتغوطون، آنيتهم فيها الألوة، وأمشاطهم من الذهب والفضة، ومجامرهم من الألوة - أو قال: اللؤلؤ- ورشحهم المسك، ولكل واحد منهم زوجتان، يرى مخ سوقهما من وراء اللحم من الحسن، لا اختلاف بينهم، ولا تباغض، قلوبهم قلب واحد، يسبحون الله بكرة وعشيا».
2049- نا نعيم قال: نا ابن المبارك قال: أنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله: {على سرر متقابلين} قال: لا ينظر بعضهم في قفا بعض.
2050- نا نعيم قال: نا ابن المبارك قال: أنا الأوزاعي قال: نا يحيى بن أبي كثير أن الحور العين يتلقين أزواجهن، عند أبواب الجنة فيقلن: طالما انتظرناكم، فنحن الراضيات فلا نسخط، ونحن المقيمات فلا نظعن، ونحن الخالدات فلا نموت، بأحسن أصوات سمعت، فيقول هو: أنت حبي ليس دونك مقصر، ولا وراءك معدى.
2051- نا نعيم قال: نا ابن المبارك قال: أنا المسعودي، عن المنهال بن عمرو، عن أبي عبيدة، عن عبد الله بن مسعود قال: تسارعوا إلى الجمعة؛ فإن الله تبارك وتعالى يبرز لأهل الجنة في كل يوم جمعة، في كثيب من كافور أبيض، فيكونون منه في القرب على قدر تسارعهم إلى الجمعة في الدنيا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق