الثلاثاء، 16 سبتمبر 2014

.باب التفكر في اتباع الجنائز والنهي عن طول الأمل وذكر الموت و الذي يجزع من الموت لمفارقة أنواع العبادة


.باب التفكر في اتباع الجنائز:
244- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا يحيى بن أيوب، عن عمارة بن غزية، عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان، عن أمه فاطمة بنت حسين، عن عائشة رضي الله عنها، أنها كانت تقول: كان أسيد بن حضير من أفاضل الناس، وكان يقول: لو أني أكون كما أكون على أحوال ثلاث من أحوالي، لكنت حين أقرأ القرآن، وحين أسمعه يقرأ، وإذا سمعت خطبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وإذا شهدت جنازة، وما شهدت جنازة قط فحدثت نفسي بسوى ما هو مفعول بها، وما هي صائرة إليه.
245- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا عبد العزيز بن أبي رواد، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اتبع الجنازة أكثر الصمات، وأكثر حديث نفسه، وكانوا يرون أنه إنما يحدث نفسه بأمر الميت، وما يرد عليه، وما هو مسئول عنه.
246- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا صالح المري، عن بديل قال: كان مطرف يلقى الرجل من خاصة إخوانه في الجنازة فعسى أن يكون غائبا، فما يزيده على التسليم، ثم يعرض عنه اشتغالا بما هو فيه.
247- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا سفيان، عن محمد بن سوقة، عن إبراهيم قال: إن كانوا يشهدون الجنازة فيظلون الأيام محزونين يعرف ذلك فيهم.
248- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: حدثنا همام، عن قتادة، عن الحسن، عن قيس بن عبادة قال: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يستحبون خفض الصوت عند القتال:، وعند القرآن، وعند الجنائز.
249- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا همام، عن قتادة، عن أبي عيسى الأسواري، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «عودوا المرضى، واتبعوا الجنائز يذكركم الآخرة».
250- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا غير واحد عن معاوية بن قرة قال: قال أبو الدرداء: أضحكني ثلاث، وأبكاني ثلاث: أضحكني مؤمل دنيا والموت يطلبه، وغافل وليس بمغفول عنه، وضاحك بملء فيه، ولا يدري، أرضى الله أم أسخطه؟ وأبكاني فراق الأحبة، محمد وحزبه، وهول المطلع عند غمرات الموت، والوقوف بين يدي الله عز وجل يوم تبدو السريرة علانية، ثم لا أدري إلى الجنة أم إلى النار؟.
251- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا يونس بن يزيد، عن الزهري، عن محمد بن عبد الرحمن بن نوفل، بلغه أن سودة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: يا رسول الله، إذا متنا صلى لنا عثمان بن مظعون حتى تأتينا أنت، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو تعلمين علم الموت يا بنت زمعة، لعلمت أنه أشد مما تقدرين عليه».
252- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: وأخبرنا أيضا يعني يونس بن يزيد، عن أبي مقرن قال: حدثنا محمد بن عروة، قال: توفيت امرأة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يضحكون منها، فقال بلال: ويحها قد استراحت، فقال رسول الله: «إنما يستريح من غفر له»:
.باب النهي عن طول الأمل:
253- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا حماد بن سلمة، عن عبيد الله بن أبي بكر، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هذا ابن آدم، وهذا أجله، ووضع يده عند قفاه، ثم بسط يده، فقال: ثم أجله، وثم أمله».
254- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا مبارك بن فضالة، عن الحسن قال: «اجتمع ثلاثة نفر، فسأل بعضهم بعضا عن أمله، فقال أحدهم: لم يأت علي شهر إلا ظننت أني أموت فيه، فقال: إن هذا لأملا، وقال الآخر: يوم، فقال: هذا أمل، فقيل للآخر، فقال: يأمل من أجله بيد غيره».
255- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا علي بن علي، عن أبي المتوكل الناجي، قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أعواد، فغرز عودا بين يديه، والآخر إلى جنبه، فأما الثالث فأبعده، فقال: «أتدرون ما هذا؟» قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: «فإن هذا الإنسان، وذاك الأجل، وذلك الأمل يتعاطاه ابن آدم، ويختلجه الأجل دون ذلك».
256- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد، عن زبيد اليامي، عن رجل من بني عامر، قال: قال علي بن أبي طالب: إنما أخشى عليكم اثنين: طول الأمل:، واتباع الهوى، فإن طول الأمل ينسي الآخرة، وإن اتباع الهوى يصد عن الحق، وإن الدنيا قد ارتحلت مدبرة، والآخرة مقبلة، ولكل واحدة منهما بنون، فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإن اليوم عمل ولا حساب، وغدا حساب ولا عمل.
257- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا شعبة، عن قتادة، عن أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يهلك ابن آدم - أو قال: يهرم ابن آدم- ويبقى منه اثنتان: الحرص والأمل».
258- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال: حدثني أبو عبيد الله، عن أبي الدرداء قال: لا يزال نفس أحدكم شابة في حب الشيء ولو التقت ترقوتاه من الكبر، إلا الذين امتحن الله قلوبهم للآخرة، وقليل ما هم.
259- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا إبراهيم بن نافع، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، أو غيره، لما هبط آدم إلى الأرض قال له ربه عز وجل: ابن للخراب ولد للفناء.
260- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: سمعت أبا سنان الشيباني يقول: فرغ الله من خلق السموات والملائكة إلى ثلاث ساعات بقين من يوم الجمعة، فخلق الآفة في ساعة، والأجل في ساعة، فلا أدري بأيتهما بدأ؟ وخلق آدم في الساعة الآخرة، فقالت اليهود: فجلس هكذا: يوم السبت، فأنزل الله تعالى: {ولقد خلقنا السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب}.
261- أخبركم أبو عمر بن إسماعيل وحده، قال: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك قال: قال صالح يعني المري: إن ذكر الموت إذا فارقني ساعة فسد علي قلبي، قال مالك: «ولم أر رجلا أظهر حزنا منه».
262- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: قال صالح المري: {اعلموا أن الله يحيي الأرض بعد موتها قد بينا لكم الآيات}، قال: يعني أنه يلين القلوب بعد قسوتها.
263- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا يحيى بن أيوب، عن عبيد الله بن زحر، عن حبان بن أبي جبلة، أن أبا ذر، أو أبا الدرداء قال: تلدون للموت، وتعمرون للخراب، وتحرصون على ما يفنى، وتذرون ما يبقى، ألا حبذا المكروهات الثلاث: المرض، والموت، والفقر.
264- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا عكرمة بن عمار، عن يحيى بن أبي كثير، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «والذي نفس محمد بيده، ما امتلأت دار حبرة إلا امتلأت عبرة، وما كانت فرحة إلا تبعتها ترحة».
265- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا سفيان، عن الأعمش قال: لما قدم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، أصابوا من العيش ما أصابوا بعدما كان بهم من الجهد، فكأنهم فتروا عن بعض ما، فنزلت: {ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله} الآية.
.باب ذكر الموت:
266- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا مالك بن مغول قال: بلغنا أن رجلا أثني عليه عند النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: «كيف ذكره للموت؟» فقالوا: ما سمعناه يذكره- أو يكثر ذكره- فقال: «كيف تركه لما يشتهي؟» قالوا: إنه ليصيب من الدنيا، قال: «ليس صاحبكم هناك».
267- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا أيضا مالك بن مغول قال: قيل للربيع بن أبي راشد: ألا تجلس فتحدث، قال: «إن ذكر الموت إذا فارق قلبي ساعة فسد علي قلبي» قال مالك: «ولم أر رجلا أظهر حزنا منه».
268- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا شعبة، عن حبيب بن الشهيد، عن الوليد أبي بشر، عن سهم بن شفيق قال: أتيت عامر بن عبد الله، فخرج علي وقد اغتسل، فقلت: كأنك يعجبك الغسل، قال: ربما فعلت، ثم قال: ما جاء بك؟ قلت: الحديث، قال: وعهدك بي أحب الحديث يعني المسامرة، قال ابن الوراق: قال أبو محمد: لا أعلم رواه عن شعبة غير ابن المبارك، يعني المسامرة من قول أبي محمد.
269- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا مبارك بن فضالة، عن الحسن، أنه قال: «حادثوا هذه القلوب بذكر الله، فإنها سريعة الدثور، واقدعوا هذه الأنفس فإنها طلعة، وإنما تنزع إلى شر غاية، وإنكم إن تطيعوها في كل ما تنزع إليه، لا تبقي لكم شيئا».
270- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا سفيان قال: «كان يقال: إياكم والبطنة، فإنها تقسي القلب، واكظموا العلم، ولا تكثروا الضحك، فتمجه القلوب».
271- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك قال: أخبرنا مالك بن مغول، عن زبيد اليامي قال: كان عبد الرحمن بن الأسود ما إذا لقينا قال: «تيسروا للقاء ربكم».
272- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا جعفر بن حيان، عن الحسن قال: «المسلم لا يأكل في كل بطنه، ولا تزال وصيته تحت جنبه».
273- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا يحيى بن أيوب، عن عبيد الله بن زحر، عن سعد بن مسعود، أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل أي المؤمنين أفضل؟ قال: «أحسنكم خلقا»، قيل: أي المؤمنين أكيس؟ قال: «أكثرهم للموت ذكرا، وأحسنهم لها استعدادا».
274- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا سفيان، عن أبيه، عن منذر الثوري، عن الربيع بن خثيم قال: «ما غائب ينتظره المؤمن خير له من الموت».
275- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك، عن رجل، عن وائل بن داود، عن رجل، عن مسروق قال: «ما غبطت شيئا بشيء كمؤمن في لحده قد أمن من عذاب الله، واستراح من الدنيا».
276- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا أبو بكر بن أبي مريم الغساني قال: حدثنا هيثم بن مالك قال: كنا نتحدث عند أيفع بن عبد، وعنده أبو عطية المذبوح، فتذاكروا النعيم، فقالوا: من أنعم الناس؟ فقالوا: فلان وفلان، فقال أيفع: ما تقول يا أبا عطية؟ قال: «أنا أخبركم بمن هو أنعم منه، جسد في لحد قد أمن من العذاب».
277- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا يحيى بن أيوب، أن عبيد الله بن زحر حدثه، عن خالد بن أبي عمران، عن أبي عياش قال: قال معاذ بن جبل: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن شئتم أنبأتكم ما أول ما يقول الله تعالى للمؤمنين يوم القيامة، وما أول ما تقولون له؟» قلنا: نعم يا رسول الله، قال: «فإن الله تعالى يقول للمؤمنين: هل أحببتم لقائي:؟ فيقولون: نعم يا ربنا، فيقول: لم؟ فيقولون: رجونا عفوك ومغفرتك، فيقول: قد وجبت لكم مغفرتي».
.باب الذي يجزع من الموت لمفارقة أنواع العبادة:
278- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا يحيى بن أيوب، عن عبيد الله بن زحر، عن سعد بن مسعود، أن أبا الدرداء قال: «لولا ثلاث ما أحببت أن أعيش يوما واحدا: الظمأ لله بالهواجر، والسجود في جوف الليل، ومجالسة قوم ينتقون من خيار الكلام، كما ينتقى أطائب التمر».
279- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا إسماعيل بن عياش، عن عبيد الله الكلاعي، عن بلال بن سعد، عن معضد قال: «لولا ظمأ الهواجر، وطول ليل الشتاء، ولذاذة التهجد بكتاب الله عز وجل، ما باليت أن أكون يعسوبا».
280- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا ابن لهيعة قال: سمعت ابن مسلم يقول: «ما من خصلة في العبد أحب إلى الله تعالى من أن يحب لقاءه، وما من ساعة العبد فيها أقرب إلى الله تعالى منه حيث يخر ساجدا».
281- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا هشام بن أبي عبد الله، عن قتادة، أن عامر بن عبد قيس، لما حضر جعل يبكي، فقيل له: ما يبكيك؟ قال: «ما أبكي جزعا من الموت، ولا حرصا على الدنيا، ولكن أبكي على ظمأ الهواجر، وعلى قيام ليالي الشتاء».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق