الثلاثاء، 16 سبتمبر 2014

من دعاء الساهي في الصلاة الي التوكل على الله

باب في جهد المقل في الصدقة:

1705- ابن المبارك قال: نا داود بن قيس، عن زيد بن أسلم قال: قال أبو هريرة: سبق درهم مائة ألف درهم، قد كان رجل أو كأنه رجل له مال كثير فأخذ من عرض ماله مائة ألف فتصدق به، وكان رجل ليس له إلا درهمان فأخذ خيرهما فتصدق به.


.باب في دعاء الساهي في الصلاة:
1706- أنا الأوزاعي، عن حسان بن عطية قال: إن الرجلين ليكونان في صلاة واحدة، وإن بينهما من الفضل لكما بين السماء والأرض ثم فسر ذلك أن أحدهما يكون مقبلا على الله بقلبه، والآخر ساه غافل.
1707- أنا يحيى بن أيوب، عن عبيد الله بن زحر، عن شجرة أبي محمد، عن شفي قال: إن الرجلين ليكونان في الصلاة مناكبهما جميعا، ولما بين صلاتهما كما بين السماء والأرض، وإنهما ليكونان في صيام واحد ولما بين صيامهما لكما بين السماء والأرض.


.باب ما يجب للصائم من الصمت:
1708- أنا يحيى بن أيوب قال: حدثني عبد الله بن قريط، أن عطاء بن يسار، حدثه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من صام رمضان فعرف بحدوده، وتحفظ بما ينبغي له أن يتحفظ فيه، كفر ما قبله».


.في الصبر على البلاء:
1709- أنا سفيان، عن أبيه، عن بكر بن ماعز قال: كان في وجه ربيع شيء، فكان فمه يسيل قال: فرأى في وجهي المساءة، فقال: يا بكر، ما يسرني أن هذا الذي في بأعتى الديلم على الله.
1710- أنا سفيان قال: قيل للربيع بن خثيم، وكان أصابه الفالج: لو تداويت فقال: لقد هممت به، ثم ذكرت عادا وثمود، وأصحاب الرس، وقرونا بين ذلك كثيرا، كانت فيهم الأوجاع، وكانت لهم أطباء، فما بقي المداوي ولا المداوى إلا قد فني.
1711- أنا سفيان، عن أبي حيان، عن أبيه قال: عرض لربيع الفالج فكان يهادى بين رجلين، فقيل له: يا أبا يزيد لو جلست فإن لك رخصة، فقال: إني أسمع حي على الفلاح، فإذا سمع أحدكم حي على الفلاح فليجب، ولو حبوا.
1712- أنا مالك بن مغول، عن طلحة، عن مسروق قال: إن أهل البلاء في الدنيا إذا أثيبوا على بلائهم حتى إن أحدهم ليتمنى أن جلده كان قرض في الدنيا بالمقاريض.
1713- سمعت سفيان قال: كان يقال: ليس بفقيه من لم يعد البلاء نعمة، والرجاء مصيبة.
1714- أنا المبارك بن فضالة، عن الحسن قال: قال داود: رب لا مرض يفنيني، ولا صحة تنسيني، ولكن بين ذلك.
1715- قال الحسن: كان الرجل إذا طالت سلامته أحب أن يؤخذ منه، تكفر به السيئات، ويذكر به المعاد.
1716- أنا عبد الوهاب بن الورد، عن عثمان بن زادويه قال: كنت مع سعيد بن جبير يريد الجمرة، فقلت له: هل لك في أخيك وهب بن منبه، فهذا منزله؟ قال: نعم، فانحرفنا إليه، ومع سعيد ابنه عبد الله، فتحدثنا، ثم قال سعيد: أترى ابني هذا؟ كأني خرجت وأمه حبلى به حتى بلغ ما ترى من السن، فقال وهب: إني وجدت في كتاب الله المنزل، أو قرأته في كتاب الله المنزل في ذكر الصالحين أنهم كانوا إذا طالت بهم العافية حزنوا لذلك، ووجدوا في أنفسهم، وإذا أصابهم الشيء من البلاء فرحوا به واستبشروا، وقالوا: الآن عاتبكم ربكم، فأعتبوه.
1717- أنا حماد بن سلمة، عن أبي رجاء، عن شهر بن حوشب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من مسلم يذكر مصيبة وإن قدمت إلا جدد الله له أجرها».


.في ثواب المصيبة:
1718- أخبرني عمر بن سعيد بن أبي حسين، أن عمرو بن شعيب، كتب إلى عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين يعزيه بابن له هلك فذكر في كتابه أنه سمع أباه شعيب بن محمد، يحدث، عن جده عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله لا يرضى لعبده المؤمن إذا ذهب بصفيه من أهل الأرض فصبر، وقال كما أمر به ربه، واحتسب بثواب دون الجنة».
1719- أنا أسامة بن زيد، عن عبد الرحمن بن حويرث، عن محمد بن جبير بن مطعم، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «قال الله: ما لعبدي المؤمن عندي إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا وأخذته منه إلا الجنة».
1720- أنا حماد بن سلمة، عن أبي سنان قال: دفنت ابني سنانا وأبو طلحة الخولاني على شفير القبر جالس، فلما أردت الخروج أخذ بيدي وأنشطني، فقال: ألا أبشرك يا أبا سنان؟ قال: قلت: بلى، قال: حدثني الضحاك بن عبد الرحمن بن عرزب، عن أبي موسى الأشعري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا مات ولد العبد قال الله عز وجل لملائكته: قبضتم ولد عبدي؟، فيقولون: نعم، فيقول: قبضتم ولد عبدي؟ فيقولون: نعم، فيقول: قبضتم ثمرة فؤاده؟ فيقولون: نعم، فيقول: ماذا قال عبدي؟ فيقولون: حمدك واسترجع، فيقول: ابنوا لعبدي بيتا في الجنة وسموه بيت الحمد».


.باب في ثواب المعزي والصبر على المصيبة:
1721- أنا أبو مودود المديني قال: حدثني طلحة بن عبيد الله بن كريز قال: بلغني أن من عزى مسلما بمصيبة كساه الله يوم القيامة رداء أو قال: بردا على رءوس الأشهاد يحبر به فسألت طلحة، ما يحبر به؟ قال: يغبط به.
1722- أنا أبو بكر بن أبي مريم قال: سمعت أشياخنا، يقولون: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن أهل المصيبة لينزل بهم فيجزعون وتسوء رعتهم، فيمر بهم مار من الناس، فيقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، فيكون أعظم أجرا من أهلها».
1723- أخبرني ابن لهيعة، عن عطاء بن دينار، أن سعيد بن جبير قال: الصبر اعتراف العبد بما أصيب منه، واحتسابه الأجر عند الله ورجاء ثوابه، وقد يجزع الرجل وهو متجلد لا يرى منه إلا الصبر.
1724- أنا محمد بن سليم أبو هلال، عن أبي جمرة الضبعي قال: أوصاني أبي: أن لا تتبعني صوتا، وإذا خرجت مع جنازتي فاحمل سريري مع القوم، أو امش في ناحيتهم، وإذا دفنتني فألظ بالأرض، وإذا رجعت فاغسل رأسك، واجلس في مجلس قومك.
1725- أنا حماد بن سلمة، عن عبيد الله بن أبي بكر بن أنس، أن أنس بن مالك، دفن ابنا له فقال: اللهم عبدك، وولد عبديك، وقد رد إليك، اللهم فارأف به وارحمه، وجاف الأرض عن جنبيه، وافتح أبواب السماء لروحه، وتقبله منا بقبول حسن، ثم رجع إلى أهله فغشي أهله، وادهن وطعم، وكان إذا رأى منهم حزينا زجره.
1726- أنا حماد بن سلمة، عن بشر بن حرب قال: توفي ابن لسالم بن عبد الله بن عمر فجعل يستثير الحصى بيده، فرفع ابن عمر، ليضرب صدره، فأخذ بيده، فقال: لعلك حزنت قال: لا، ولكني عبثت بالحصى قال: يا بني صل صلاة الفجر، ثم انتشر، فإذا حضرت الظهر، ثم انتشر فقال ذلك في الصلوات كلها، وقال: في العشاء: صل ثم نم، فوالله لقد أخبرت أن الله يعجب من صلاة الجميع.


.باب في ثواب المؤمن على النفقة ينفقها:
1727- أنا شعبة بن الحجاج، عن أبي إسحاق، عن العيزار بن حريث، عن عمر بن سعد، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «عجبا للمسلم إن أصابه خير حمد الله وشكره، وإن أصابته مصيبة احتسب وصبر، المؤمن يؤجر في كل شيء حتى في اللقمة يرفعها إلى فيه».
1728- أنا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري، أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر أشياء يؤجر فيها الرجل قال: «يؤجر في كذا، ويؤجر في كذا، حتى ذكر غشيان أهله» فقالوا: يا رسول الله، يؤجر في شهوة يصيبها؟ قال: «أرأيت لو كان إثما، أليس كان يكون عليه الوزر؟» قال: «فكذلك يؤجر».
1729- أنا شعبة، عن علي بن ثابت قال: سمعت عبد الله بن أبي يزيد يحدث، عن أبي مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن المسلم إذا أنفق على أهله نفقة وهو يحتسبها كانت له صدقة».
1730- أنا مسعر، عن زياد، عن الحسن، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما أنفقتم على أهليكم في غير إسراف ولا إقتار، فهو في سبيل الله».
1731- أنا حماد بن سلمة، عن يعلى بن عطاء، عن عمرو بن الشريد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من مؤمن يمرض حتى يحرضه المرض إلا غفر له».


.في الرضا بالقضاء:
1732- أنا عبد العزيز بن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كل عبد موكل به ملكان في مرضه، فإذا مرض، قالا: يا رب، إن عبدك فلانا قد مرض، وهو أعلم به، فيقول: انظروا ماذا يقول؟ فإن صبر واحتسب ورجا فيه الخير، أديا ذلك إلى الله، فيقول الله: فإني أشهدكم أنه إن رفعته أبدلته دما خيرا من دمه، ولحما خيرا من لحمه، وغفرت له ذنبه، وإن قبضته أدخلته الجنة، وإن جزع وهلع قال: إن رفعته أبدلته لحما شرا من لحمه، ودما شرا من دمه، وعاقبته بذنبه، وإن عاقبته أدخلته النار».
1733- أنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن سليمان بن موسى، عن أبي رزين العقيلي قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله كيف يحيي الله الموتى؟ قال: «أمررت بأرض من أرضك مجدبة، ثم مررت بها مخصبة» قال: نعم، قال: «كذلك النشور» قال: يا رسول الله ما الإيمان؟ قال: «أن تشهد أن لا إله إلا الله وحده، وأن محمدا عبده ورسوله، وأن يكون الله ورسوله أحب إليك مما سواهما، وأن تحرق بالنار أحب إليك من أن تشرك بالله، وأن تحب غير ذي نسب لا تحبه إلا لله تبارك وتعالى، فإذا كنت كذلك فقد دخل الإيمان قلبك كما دخل حب الماء قلب الظمآن في اليوم القائظ» قلت: يا رسول الله كيف بأن أعلم أني مؤمن؟ قال: «ما من أمتي- أو هذه الأمة- من عبد يعمل حسنة فيعلم أنها حسنة، والله جازيه بها خيرا منها، ولا يعمل سيئة فيعلم أنها سيئة، واستغفر الله منها ويعلم أنه لا يغفر الذنوب إلا هو إلا وهو مؤمن».
1734- أنا هشام بن حسان، عن الحسن قال: قال ابن مسعود: لأن ألحس جمرة أحرقت ما أحرقت، وأبقت ما أبقت أحب إلي من أن أقول لشيء كان: ليته لم يكن، أو لشيء لم يكن: ليته كان.
1735- أخبرني بقية بن الوليد قال: حدثني بحير بن سعد، عن خالد بن معدان قال: حدثني يزيد بن مرثد الهمداني، أن أبا الدرداء قال: ذروة الإيمان أربع خلال: الصبر للحكم، والرضا بالقدر، والإخلاص للتوكل، والاستسلام للرب، ولولا ثلاث خلال صلح الناس: شح مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه قال نعيم: حدثني به بقية بن الوليد.
1736- أنا يحيى بن أبي عمرو السيباني، عن سعيد بن جابر، أن أبا الدرداء قال: إذا قضى الله قضاء أحب أن يرضى بقضائه.
1737- أنا هشام بن حسان، عن الحسن قال: قال عبد الله بن مسعود: ما أبالي إذا رجعت إلى أهلي على أي حال أراهم أبسراء أم بضراء، وما أصبحت على حال فتمنيت أني على سواها.
1738- أنا مجالد بن سعيد، عن الشعبي قال: قحط المطر في زمن عيسى ابن مريم، فمرت سحابة، فنظر عيسى ابن مريم، فإذا فيها ملك يسوقها، فناداه، فقال: إلى أين؟ فقال: إلى أرض فلان، فانطلق عيسى حتى أتاه، فإذا هو يصلح بالمسحاة سواقيها، فقال: أردته أكثر منه، يعني المطر؟ قال: لا، قال: فأقل منه؟ قال: لا، قال: فما تصنع في زرعك العام؟ قال: وأي زرع؟ إنه يأكله اليرقان وكذا قال: فما صنعت عام أول؟ قال: جعلته ثلاثة أثلاث: ثلثا للأرض، والبقر، والعيال، وثلثا للفقراء، والمساكين، وابن السبيل، وثلثا لأجلي، فقال عيسى: ما أدري أي هذه الثلاثة أعظم أجرا.
1739- أنا عبد الله بن بجير قال: حدثني أبو العلاء بن الشخير، حديثا يرفعه إلى النبي عليه السلام قال: «إذا أراد الله بعبد خيرا أرضاه بما قسم له، وبارك له فيه، وإذا لم يرد به خيرا لم يرضه بما قسم له، ولم يبارك له فيه».
1740- أنا عمارة بن زاذان، عن مكحول الأزدي قال: سمعت ابن عمر يقول: إن الرجل يستخير الله تبارك وتعالى فيختار له، فيسخط على ربه عز وجل، فلا يلبث أن ينظر في العاقبة، فإذا هو خير له.
1741- أنا سفيان، عن سليمان، عن خيثمة، عن ابن مسعود قال: إن الرجل ليشرف على الأمر من التجارة أو الإمارة حتى يرى أنه قد قدر عليه، ذكره الله عز وجل من فوق سبع سموات، فيقول: اذهب فاصرف عن عبدي هذا الأمر؛ فإني إن أيسره له أدخله جهنم، فيجيء الملك فيعوذه فيصرفه عنه، فيظل يتظنى بجيرانه أنه سبقني فلان، دهاني فلان، وما صرفه عنه إلا الله تبارك وتعالى.


.في التوكل على الله:
1742- أنا ابن لهيعة، عن بكر بن سوادة، حدثه، عن عبيدة، أن أبا الدرداء بعث إلى حدير وكان في الصوائف فقال: أستفق منه، فلما جاءه قال: الحمد لله ذكرني ربي.
1743- أنا رجل، عن الحسن قال: لزم رجل باب عمر، فكان عمر كلما خرج رآه بالباب، فقال له يوما: انطلق واقرأ القرآن، فإنه يغنيك عن باب عمر فانطلق الرجل فقرأ القرآن، وفقده عمر، فجعل يطلبه إذ رآه يوما، فقال: يا فلان، لقد فقدناك، فما الذي حبسك عنا؟ قال: يا أمير المؤمنين، أمرتني أن أقرأ القرآن، فقرأته، فأغناني عن باب عمر، فقال: وما قرأت؟ قال: قرأت {ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب} فقال عمر: فقه الرجل، لا كل هذا.
1744- أنا بشير أبو إسماعيل، عن سيار، عن طارق، عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أصابته فاقة، فأنزلها بالناس، لم تسد فاقته، ومن أنزلها بالله تبارك وتعالى أوشك الله له بالغنى، إما موتا عاجلا أو غنى آجلا».
1745- أنا شعبة، عن معاوية بن قرة قال: سمعت رجلا، يحدث، عن عبد الله بن مسعود: لو دخل العسر جحرا، لجاء اليسر حتى يدخل عليه لأن الله تبارك وتعالى يقول: {إن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا}
1746- أنا سفيان، عن عبد العزيز بن رفيع، عن أبي ثمامة قال: قال الحواريون لعيسى ابن مريم: أخبرنا من المخلص لله؟ قال: الذي يعمل العمل لله لا يحب أن يحمده الناس عليه، قالوا: فمن الناصح لله؟ قال: الذي يبدأ بحق الله قبل حق الناس، ... حق الله على حق الناس، وإذا حضره أمران أمر الدنيا، وأمر الآخرة، بدأ بأمر الآخرة، ثم تفرغ لأمر الدنيا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق