الثلاثاء، 16 سبتمبر 2014

ما جاء في قبض العلم وفي الخلال المذمومة.التواضع

باب ما جاء في قبض العلم:
802- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن وهب، عن عبد الله بن مسعود قال: لا يزال الناس بخير ما أتاهم العلم من قبل أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، وأكابرهم، فإذا أتاهم العلم من قبل أصاغرهم، فذلك حين هلكوا.
803- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا هشام بن عروة، عن أبيه قال: سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس، ولكن يقبضه بقبض العلماء، حتى إذا لم يترك عالما اتخذ الناس رؤساء جهالا، فسئلوا، فأفتوا بغير علم، فضلوا، وأضلوا».
804- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا يونس بن يزيد، عن ابن شهاب قال: بلغنا عن رجال من أهل العلم، أنهم كانوا يقولون: الاعتصام بالسنن نجاة، والعلم يقبض قبضا سريعا، فنعش العلم ثبات الدين والدنيا، وذهاب الدين كله في ذهاب العلم.
805- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا مسعر قال: سمعت عمرو بن مرة يحدث عن عون بن عبد الله قال: أراه عن أبيه قال: ثم قال: بل حق إن شاء الله، قال: كان يقال: اتقوا صعاب الكلام.
806- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد قال: سمعت أنس بن مالك يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رأيت ليلة أسري بي رجالا تقرض شفاهم بمقاريض من نار، قلت: من هؤلاء يا جبرئيل؟ قال: خطباء أمتك الذين يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم، وهم يتلون الكتاب أفلا يعقلون».
807- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا جرير بن حازم أن عبد الله بن مسعود حين رأى ناسا يعلمون ويتعلمون، قال للحارث بن قيس: يا حارث أترى الناس يتعلمون ليعملوا؟ قال: لا والله أظن، ولكن أظنهم يتعلمون ثم يتركون، قال: أظنك والله صادقا.
808- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا صالح المري قال: حدثنا خليد بن حسان، عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تزال هذه الأمة تحت يد الله، وفي كنفه، ما لم تمال قراؤها أمراءها، وما لم يزك صالحوها فجارها، وما لم يمن خيارها شرارها، فإذا فعلوا ذلك رفع الله عنهم يده، ثم سلط عليهم جبابرتهم، فساموهم سوء العذاب، وضربهم بالفاقة والفقر، وملأ قلوبهم رعبا».
809- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا مسعر قال: سمعت عمرو بن مرة يحدث عن أبي البختري قال: صحب سلمان رجل من بني عبس، قال: فشرب شربة من دجلة، فقال له سلمان: عد فاشرب، قال: قد رويت، قال: أترى شربتك هذه نقصت منها شيئا؟ قال: وما تنقص شربة شربتها؟ قال: كذلك العلم لا يفنى فاتبع- أو قال: فابتغ- من العلم ما ينفعك، ثم سار حتى أتى نهر دن، فإذا كدوس تذرى، وإذا أطعمة، قال: يا أخا بني عبس، إن الذي فتح هذا لكم، وخولكموه، ورزقكموه إن كان ليملك خزائنه، ومحمد صلى الله عليه وسلم حي، وإن كان ليمسون ويصبحون ما فيهم صاع من طعام، وذكر ما فتح الله على المسلمين بجلولاء، ثم قال: يا أخا بني عبس، إن الذي فتح لكم هذا، وخولكموه، إن كان ليملك خزائنه ومحمد صلى الله عليه وسلم حي، وإن كان ليمسون ويصبحون وما فيهم دينار ولا درهم.
810- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا معمر، سألته عن هذه الآية {وآتيناه الحكم صبيا}، قال: بلغنا أن الصبيان قالوا ليحيى بن زكريا: اذهب بنا نلعب، قال: ما للعب خلقت.
811- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا ابن لهيعة قال: حدثنا يزيد بن أبي حبيب أن سويد بن قيس أخبره أن عبد الرحمن بن معاوية بن حديج أخبره أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، ما يحل لي مما يحرم علي، فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرد عليه ثلاث مرات، كل ذلك يسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «من السائل؟» فقال الرجل: أنا ذا يا رسول الله، فقال- ونقر بأصبعيه- «ما أنكر قلبك فدعه».
812- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا معمر، عن يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلام، عن جده قال: سمعت أبا أمامة يقول: سأل رجل النبي: ما الإثم؟ قال: ما حك- أو ما حاك- في صدرك فدعه، قال: فما الإيمان؟ قال: إذا ساءتك سيئتك، وسرتك حسنتك، فأنت مؤمن.
813- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا الليث بن سعد قال: أخبرنا أبو هانئ الخولاني، عن عمرو بن مالك الجنبي قال: حدثنا فضالة بن عبيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع: «ألا أخبركم بالمؤمن؟ من أمنه الناس على أموالهم، وأنفسهم، والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله، والمهاجر من هجر الذنوب والخطايا».
814- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا شعبة بن الحجاج، عن قتادة قال: سمعت أنس بن مالك يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: من أحب المرء لا يحبه إلا لله عز وجل، ومن كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، ومن كان أن يقذف في النار أحب إليه من أن يرجع إلى الكفر بعد إذ أنقذه الله سبحانه وتعالى منه».


.باب في الخلال المذمومة:
815- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك قال: أخبرنا شعبة، عن سلمة بن كهيل، عن مصعب بن سعد، عن سعد قال: كل الخلال يطبع عليه المؤمن، إلا الكذب والخيانة.
816- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا رشدين بن سعد قال: حدثني ابن أنعم قال: لكل شيء آفة تفسده، فآفة العبادة الرياء، وآفة الحلم الذل، وآفة الحياء الضعف، وآفة العلم النسيان، وآفة العقل العجب بنفسه، وآفة الحكمة الفحش، وآفة اللب الصلف، وآفة القصد الشح، وآفة الزمانة الكبر، وآفة الجود التبذير.
817- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا أبو بكر بن أبي مريم الغساني، عن عطية بن قيس، عن عوف بن مالك الأشجعي أنه كان مواخيا لرجل من قيس، يقال له: محلم، ثم إن محلما حضره الموت، فأقبل عليه عوف، فقال له: يا محلم، إذا أنت وردت فارجع إلينا، وأخبرنا بالذي صنع بك، قال محلم: إن كان ذلك يكون لمثلي فعلت، فقبض محلم، ثم ثوى عوف بعده عاما، فرآه في المنام، فقال: يا محلم، ما صنعت؟- أو ما صنع بكم؟- فقال له: وفينا أجورنا، قال: كلكم؟ قال: كلنا، إلا خواص هلكوا في اليسير، الذين يشار إليهم بالأصابع، والله لقد وفيت أجري كله، حتى وفيت أجر هرة ضلت لأهلي قبل وفاتي بليلة، فأصبح عوف، فغدا على امرأة محلم، فلما دخل قالت: مرحبا، زور مغب بعد محلم، فقال عوف: هل رأيت محلما منذ توفي؟ قالت: نعم، رأيت البارحة، ونازعني ابنتي؛ ليذهب بها معه، فأخبرها عوف بالذي رأى، وبما ذكر من الهرة التي ضلت، فقالت: لا علم لي بذلك، خدمي أعلم بذلك، فدعت خدمها، فسألتهم، فأخبروها: أنهم ضلت لهم هرة قبل قبض محلم بليلة.
818- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه أنه كان يصف الرياء، يقول: ما كان من نفسك فرضيته نفسك لها، فإنه من نفسك فعاتبها، وما كان من نفسك فكرهته نفسك لها، فإنه من الشيطان، فتعوذ بالله منه، وكان أبو حازم يقول ذلك.
819- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا سعيد بن يزيد أبو شجاع الشامي قال: حدثنا عبيد الله بن أبي جعفر، عن عبد الرحمن بن أبي أمية قال: كل ما كرهه العبد فليس منه، وذكر الرياء.


.باب التواضع:
820- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا ابن لهيعة قال: حدثني يزيد بن أبي حبيب أن بكير بن الأشج حدثه أن عبد الله بن سلام خرج من حائط له بحزمة حطب يحملها، فلما أبصره الناس، قالوا: يا أبا يوسف، قد كان- يعني في ولدك وعبيدك- من يكفيك هذا قال: أردت أن أجرب قلبي، هل ينكر هذا؟.
821- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا زائدة بن قدامة، عن عاصم قال: أم أبو عبيدة بن الجراح- وقال غيره: أبو أيوب في الحديث- قوما مرة، فلما انصرف، قال: ما زال الشيطان بي آنفا حتى رأيت أن لي فضلا على من خلفي، لا أؤم أبدا.
822- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا حيوة بن شريح، عن يزيد بن أبي حبيب في قول الله تعالى: {واقصد في مشيك} قال: السرعة.
823- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: بلغني أن ابن عمر كان يسرع في المشي، ويقول: هذا أبعد من الزهو، وأسرع في الحاجة.
824- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا أبو إسرائيل، عن سيار أبي الحكم، حدثنا قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي مشية السوقى، لا العاجز، ولا الكسلان.
825- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا رشدين بن سعد قال: حدثني عمرو بن الحارث، عن أبي يونس مولى أبي هريرة أنه سمع أبا هريرة يقول: ما رأيت شيئا أحسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم، كأن الشمس تجري في وجهه، وما رأيت أحدا في مشيه من النبي صلى الله عليه وسلم، كأن الأرض تطوى له، إنا لنجتهد، وإنه لغير مكترث صلوات الله عليه وسلم تسليما.
826- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرني رباح بن زيد قال: حدثني عبد الله بن سعيد بن أبي عاصم قال: سمعت وهب بن منبه يقول إن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله ما أفضل الأعمال؟ قال: «قيم الدين الصلاة، وسنام العمل الجهاد في سبيل الله، وأفضل أخلاق الإسلام الصمت حتى يسلم الناس منك».
827- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا إسماعيل بن عياش قال: حدثني عقيل بن مدرك، يرفعه إلى أبي سعيد الخدري أن رجلا أتاه، وقال: أوصني يا أبا سعيد، فقال له أبو سعيد: سألت عما سألت عنه من قبلك، قال: أوصيك بتقوى الله، فإنها رأس كل شيء، وعليك بالجهاد، فإنه رهبانية الإسلام، وعليك بذكر الله، وتلاوة القرآن، فإنه روحك في أهل السماء، وذكرك في أهل الأرض، وعليك بالصمت إلا في حق، فإنك به تغلب الشيطان.
828- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا سفيان بن عيينة قال: حدثني ابن أبي نجيح قال: سمعت طاوسا يسأل أبي عن حديث، فرأيت طاوسا كأنه يعقد بيده، وقال أبي: يا أبا عبد الرحمن، إن لقمان قال: إن من الصمت حكما، وقليل فاعله، فقال له طاوس: يا أبا نجيح، إنه من تكلم واتقى الله، خير ممن صمت واتقى الله.
829- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا ابن لهيعة، عن عياش بن عباس، عن شييم بن بيتان عن شفي بن ماتع الأصبحي قال: من كثر كلامه كثرت خطيئته.
830- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: حدثنا الأوزاعي، عن حسان بن عطية قال: بلغني أن شداد بن أوس نزل منزلا، قال: إيتونا بالسفرة نعبث بها، فأنكرت منه، فقال: ما تكلمت بكلمة منذ أسلمت إلا وأنا أخطمها، ثم أزمها غير هذه، فلا تحفظوها علي.
831- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا جويبر، عن الضحاك في قول الله تعالى: {إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر} قال: كان ابن مسعود يقول: إن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: «لا صلاة لمن لم يطع الله، ومن انتهى عن الفحشاء والمنكر فقد أطاع الصلاة».
832- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا رشدين بن سعد قال: حدثني ابن أنعم، عن سعد بن مسعود أن عثمان بن مظعون أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ائذن لنا بالاختصاء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس منا من خصى، ولا اختصى، إن إخصاء أمتي الصيام»، فقال: يا رسول الله: ايذن لنا في السياحة، فقال: «إن سياحة أمتي الجهاد في سبيل الله»، فقال: يا رسول الله، ائذن لنا في الترهب، فقال: «إن ترهب أمتي الجلوس في المساجد انتظار الصلاة».
833- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا عبد الله بن الوليد بن عبد الله بن معقل- وهو ابن مقرن المزني- قال: حدثني عون بن عبد الله قال: أوصى رجل ابنه، فقال: يا بني، عليك بتقوى الله، وإن استطعت أن تكون اليوم خيرا منك أمس، وغدا خيرا منك اليوم فافعل، وإذا صليت صلاة فصل صلاة مودع، وإياك وكثرة تطلب الحاجات، فإنها فقر حاضر، وإياك وما يعتذر منه.
834- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا أيضا- يعني عبد الله بن الوليد بن معقل قال: سمعت عونا يقول: قام أبو الدرداء على درج مسجد دمشق فقال: يا أهل دمشق، ألا تسمعون من أخ لكم ناصح؟ إن من كان قبلكم كانوا يجمعون كثيرا، ويبنون شديدا، ويأملون بعيدا، فأصبح جمعهم بورا، وبنيانهم قبورا، وعملهم غرورا.
835- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا سفيان، عن منصور، عن سالم بن أبي الجعد قال: قال عيسى ابن مريم: اعملوا لله، ولا تعملوا لبطونكم، انظروا إلى هذا الطير؛ تغدو وتروح، لا تحصد، ولا تحرث، والله يرزقها، فإن قلتم: نحن أعظم بطونا من هذا الطير، فانظروا إلى هذه الأباقر من الوحش، والحمر، فإنها تغدو وتروح، لا تحرث، ولا تحصد، والله يرزقها، اتقوا فضول الدنيا، فإن فضول الدنيا عند الله رجز.
836- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا مبارك بن فضالة، عن الحسن، عن سمرة بن جندب قال: من سره أن يعلم ما له عند الله، فلينظر ما لله عنده، ومن سره أن يعلم مكان الشيطان منه، فلينظره عند عمل السر.
837- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا أبو جناب الكلبي قال: قال حذيفة بن اليمان: إن الحق ثقيل، وهو مع ثقله مريء، وإن الباطل خفيف، وهو مع خفته وبيء، وترك الخطيئة أيسر- أو قال خير من طلب التوبة- ورب شهوة ساعة أورثت حزنا طويلا.
838- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا المبارك بن فضالة، عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يغرن الرجل من نفسه كثرة الناس حوله».
839- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا المبارك بن فضالة أنه سمع الحسن يقول: يا ابن آدم، طأ الأرض بقدمك، فإنها عن قليل قبرك، وإنك لم تزل في هدم عمرك منذ سقطت من بطن أمك.
840- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا هشام بن سعد، عن قيس بن بشر التغلبي قال: كان أبي جليسا لأبي الدرداء بدمشق، وكان بدمشق رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأنصار، يقال له: ابن الحنظلية، وكان رجلا متوحدا، قلما يجالس الناس، إنما هو صلاة، فإذا انصرف فإنما هو تكبير، وتسبيح، وتهليل حتى يأتي منزله، فمر بنا يوما ونحن عند أبي الدرداء، فسلم، فقال أبو الدرداء: كلمة تنفعنا ولا تضرك، فقال: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنكم قادمون على إخوانكم، فأصلحوا لباسكم وأصلحوا رحالكم حتى تكونوا كأنكم شامة في الناس، إن الله لا يحب الفحش والتفحش» أخرجه أحمد، وأبو داود من حديث سهل بن الحنظلية قاله الحافظ.
841- أخبركم أبو عمر بن حيويه قال: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا جعفر بن حيان، عن الحسن قال: من استطاع منكم أن يكون إماما لأهله، إماما لحيه، إماما لمن وراء ذلك، فإنه ليس شيء يوخذ عنك إلا كان لك منه نصيب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق