.باب ما يقول من أذنب ذنبا بعد ذنب:
359-
حدثنا أبو يعلى، ثنا عبد الأعلى بن حماد النرسي، ثنا حماد بن سلمة، عن
إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن عبد الرحمن بن أبي عمرة، عن أبي هريرة،
رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يحكي عن ربه عز وجل قال:
«إذا أذنب عبدي ذنبا، فقال: أي رب، اغفر لي ذنبي، فقال الله عز وجل: أذنب
عبدي ذنبا، فعلم أن له ربا يغفر الذنب، ويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنب، فقال:
أي رب، اغفر لي ذنبي، فقال الله عز وجل: أذنب عبدي ذنبا، فعلم أن له ربا
يغفر الذنب، ويأخذ بالذنب، اعمل ما شئت فقد غفرت لك».
.باب الاستغفار من الذنوب:
360-
أخبرنا أبو يعلى، حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني، ثنا أبي، ثنا عثمان
بن واقد، عن أبي نصيرة، قال: لقيت مولى لأبي بكر الصديق رضي الله عنه،
فقلت: سمعت من أبي بكر شيئا؟ قال: نعم، سمعت أبا بكر رضي الله عنه يقول:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما أصر من استغفر، وإن عاد في اليوم
سبعين مرة».
.باب ما يقول من ابتلي ذرب لسانه:
361-
أخبرنا أبو عبد الرحمن، حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا أبو الأحوص، عن أبي
إسحاق، عن أبي المغيرة، قال: قال حذيفة رضي الله عنه: شكوت إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم ذرب لساني، فقال: «أين أنت من الاستغفار، وإني لأستغفر
الله عز وجل في كل يوم مائة مرة».
.باب الإكثار من الاستغفار:
362-
أخبرنا أبو يعلى، حدثنا أبو نصر التمار، ثنا سعيد بن عبد العزيز، عن
إسماعيل بن عبيد الله، عن خالد بن عبد الله بن حسين، عن أبي هريرة، رضي
الله عنه قال: «ما رأيت أحدا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر أن
يقول:» أستغفر الله وأتوب إليه «من رسول الله صلى الله عليه وسلم».
.باب ثواب الاستغفار والاستكثار منه:
363-
أخبرنا أبو عبد الرحمن، حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري، عن الوليد بن مسلم،
حدثني الحكم بن مصعب القرشي، عن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس، عن
أبيه، عن جده، رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من أكثر من
الاستغفار جعل الله عز وجل له من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا، ورزقه من
حيث لا يحتسب».
.باب كم يستغفر في اليوم:
364-
أخبرنا أبو عبد الرحمن، حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا عبد العزيز، عن محمد بن
عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال: «إني لأستغفر الله وأتوب إليه كل يوم مائة مرة».
.باب ثواب من استغفر كل يوم سبعين مرة:
365-
حدثني حاجب بن أركين الفرغاني، ثنا إسحاق بن يسار، ثنا أحمد بن الحارث
الواقدي، ثنا ساكنة ابنة الجعد الغنوية، قالت: سمعت أم عقيل الغنوية، تقول:
سمعت عائشة أم المؤمنين، رضي الله عنها تقول: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: «من استغفر الله عز وجل في كل يوم سبعين مرة، لم يكتب في يومه من
الغافلين، ومن استغفر الله عز وجل في كل ليلة سبعين مرة، لم يكتب في ليلته
من الغافلين».
.باب الاستغفار في اليوم سبعين مرة:
366-
أخبرني أحمد بن يحيى بن زهير، حدثنا محمد بن عبد الملك بن زنجويه، ثنا عبد
الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، رضي الله عنه في
قول الله عز وجل: واستغفر لذنبك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«إني لأستغفر الله في كل يوم سبعين مرة».
.باب الاستغفار ثلاثا:
367-
أخبرنا أبو عبد الرحمن، حدثنا محمد بن عبد الله بن المبارك، ثنا يحيى بن
آدم، ثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون، عن ابن مسعود، رضي الله
عنه قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه أن يدعو ثلاثا، ويستغفر
ثلاثا».
.باب الوقت الذي يستحب فيه الاستغفار:
368-
أخبرنا أبو عبد الرحمن، حدثنا محمد بن سليمان، قراءة عليه، عن إبراهيم بن
سعد، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال: «ينزل ربنا عز وجل حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول:
من يدعوني فأستجيب له، ومن يستغفرني فأغفر له، حتى يطلع الفجر».
.باب كيف الاستغفار:
369-
أخبرنا أبو يعلى، حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل، ثنا المحاربي، ثنا مالك بن
مغول، عن محمد بن سوقة، عن نافع، عن ابن عمر، رضي الله عنهما قال: كنا نعد
لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد مائة مرة يقولها قبل أن
يقول شيئا: «رب اغفر لي، وتب علي، إنك أنت التواب الرحيم».
.نوع آخر:
370-
أخبرنا أبو عبد الرحمن، حدثنا محمد بن معاوية بن عبد الرحمن، ثنا إبراهيم
بن عبد الرحمن بن مهدي، ثنا خالد بن مخلد، حدثني سعيد بن زياد المكتب، قال:
سمعت سليمان بن يسار، أن مسلم بن السائب، حدثه عن خباب بن الأرت، قال:
سألت النبي صلى الله عليه وسلم قلت: يا رسول الله، كيف أستغفر؟ قال: «اللهم
اغفر لنا وارحمنا، وتب علينا، إنك أنت التواب الرحيم».
.باب سيد الاستغفار:
371-
حدثنا عبدان، وأبو عروبة قالا: ثنا سلمة بن شبيب، قال: ثنا محمد بن منيب
العدني، قال: ثنا السري بن يحيى، عن هشام، عن أبي الزبير، عن جابر، رضي
الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «تعلموا سيد الاستغفار:
اللهم أنت ربي، لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وعلى عهدك ووعدك ما
استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، وأبوء بنعمتك علي، وأبوء لك بذنبي، فاغفر
لي، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت».
.باب الاستغفار يوم الجمعة:
372-
أخبرنا أبو عبد الرحمن، أخبرني عمرو بن عثمان، حدثنا شريح بن يزيد، ثنا
شعيب بن أبي حمزة، عن أبي الزناد، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، رضي
الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «في يوم الجمعة ساعة لا
يوافقها عبد يستغفر الله عز وجل، إلا غفر له» فجعل النبي صلى الله عليه
وسلم يقللها بيده.
.باب ما يقول إذا دخل المسجد يوم الجمعة:
373-
أخبرنا ابن منيع، حدثنا حاجب بن الوليد، ثنا مبشر بن إسماعيل، ثنا إبراهيم
بن قديد، عن سمرة الخزاز، عن أبي هريرة، رضي الله عنه قال: كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم إذا دخل المسجد يوم الجمعة أخذ بعضادتي الباب- باب
المسجد- ثم قال: «اللهم اجعلني أوجه من توجه إليك، وأقرب من تقرب إليك،
وأفضل من سألك ورغب إليك».
.باب ما يقول بعد صلاة الجمعة:
374-
أخبرنا محمد بن هارون الحضرمي، حدثنا سليمان بن عمرو بن خالد، ثنا أبي،
ثنا الخليل بن مرة، عن عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة، عن عائشة، رضي
الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ بعد صلاة
الجمعة: قل هو الله أحد، وقل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس سبع مرات،
أعاذه الله عز وجل من السوء إلى الجمعة الأخرى».
.نوع آخر:
375-
أخبرنا حامد بن شعيب البلخي، حدثنا بشر بن الوليد القاضي، ثنا أبو عقيل،
عن عمرو بن قيس الملائي، قال: «بلغني أنه من صام يوم الأربعاء والخميس
والجمعة، ثم شهد الجمعة مع المسلمين، ثم ثبت، فسلم لتسليم الإمام، ثم قرأ
فاتحة الكتاب، وقل هو الله أحد عشر مرات، ثم مد يده إلى الله عز وجل، ثم
قال: اللهم إني أسألك باسمك الأعلى الأعلى الأعلى، الأعز الأعز الأعز،
الأكرم الأكرم الأكرم، لا إله إلا الله، الأجل الأجل، العظيم الأعظم، لم
يسأل الله شيئا إلا أعطاه إياه عاجلا وآجلا، ولكنكم تعجلون».
.نوع آخر:
376-
حدثنا محمد بن عمر بن خزيمة، ثنا أبو سلمة يحيى بن المغيرة، ثنا علي بن
سعيد، ثنا سليمان بن عمران المذحجي، عن إسحاق بن إبراهيم، عن أبي جمرة
الضبعي، عن ابن عباس، رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: «من قال بعد ما يقضي الجمعة: سبحان الله العظيم وبحمده مائة مرة، غفر
الله له ألف ذنب، ولوالديه أربعة وعشرين ألف ذنب».
.باب ما يقول إذا رأى ما يحب ويكره:
377-
حدثني أبو أيوب سليمان بن محمد الخزاعي، حدثنا هشام بن خالد الأزرق، ثنا
الوليد بن مسلم، ثنا زهير بن محمد، عن منصور بن عبد الرحمن بن الحجبي، عن
أمه، صفية بنت شيبة، عن عائشة، رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله
عليه وسلم إذا رأى ما يحب قال: «الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات»،
وإذا رأى ما يكره قال: «الحمد لله على كل حال».
.باب الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة:
378-
حدثنا يعقوب بن حجر العسقلاني، ثنا عبد الجبار بن أبي السري، ثنا رواد بن
الجراح، ثنا سعيد بن بشير، عن قتادة، عن أنس بن مالك، رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أكثروا علي الصلاة يوم الجمعة».
.باب ما يقول إذا ذكر عنده النبي صلى الله عليه وسلم:
379-
أخبرنا أبو خليفة، وأبو يعلى قالا: حدثنا عبد الرحمن بن سلام الجمحي، ثنا
إبراهيم بن طهمان، عن أبي إسحاق، عن أنس بن مالك، رضي الله عنه قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من ذكرت عنده فليصل علي، فإنه من صلى علي
مرة صلى الله عز وجل عليه بها عشرا».
.باب التغليظ في ترك الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذكر:
380-
أخبرني روح بن عبد المجيد، حدثنا سهل بن زنجلة، ثنا أبو زهير عبد الرحمن
بن مغراء، عن الفضل بن مبشر، قال: سمعت جابر بن عبد الله، رضي الله عنهما
يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من ذكرت عنده فلم يصل علي فقد
شقي».
381-
أخبرني محمد بن الحسين بن مكرم، حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي، ثنا خالد
بن مخلد، ثنا سليمان بن بلال، حدثني عمارة بن غزية الأنصاري، قال: سمعت عبد
الله بن علي بن الحسين بن علي، يحدث عن أبيه، عن جده، رضي الله عنهم قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن البخيل من ذكرت عنده فلم يصل علي».
.باب كيف الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم:
382-
أخبرنا أبو عبد الرحمن النسائي، أنا قتيبة بن سعيد، حدثنا بكر بن مضر، عن
يزيد بن الهاد، عن عبد الله بن خباب، عن أبي سعيد الخدري، رضي الله عنه
قال: قلنا: يا رسول الله، هذا السلام عليك قد عرفناه، فكيف الصلاة عليك؟
قال: «قولوا: اللهم صل على محمد عبدك ورسولك، كما صليت على إبراهيم، وبارك
على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم، إنك حميد مجيد».
.نوع آخر:
383-
أخبرنا أبو عبد الرحمن، حدثنا قتيبة بن سعيد، عن مالك، عن عبد الله بن أبي
بكر، عن أبيه، عن عمرو بن سليم الزرقي، قال: أخبرنا أبو حميد الساعدي،
أنهم قالوا: يا رسول الله، كيف نصلي عليك؟ فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: «اللهم صل على محمد وأزواجه وذريته، كما صليت على آل إبراهيم، وبارك
على محمد وعلى أزواجه وذريته، كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد».
.باب المخاطبة بالأخوة:
384-
أخبرنا أبو خليفة، حدثنا أبو الوليد الطيالسي، ثنا شعبة، عن عاصم بن عبيد
الله، قال: سمعت سالم بن عبد الله، يحدث عن أبيه، عن عمر، رضي الله عنه أنه
استأذن النبي صلى الله عليه وسلم في العمرة، فقال: «لا تنسنا يا أخي من
دعائك».
.باب المخاطبة بالسؤدد للرؤساء:
385-
أخبرنا أبو عبد الرحمن، حدثنا إبراهيم بن يعقوب، ثنا عفان، ثنا عبد الواحد
بن زياد، ثنا عثمان بن حكيم، حدثتني جدتي الرباب، عن سهل بن حنيف، قال: مر
بنا سيل، فذهبنا نغتسل فيه، فخرجت منه محموما، فنمى ذلك إلى رسول الله صلى
الله عليه وسلم، قال: «مروا أبا ثابت فليتعوذ». فقلت: يا سيدي، وصالحة
الرقى؟ فقال: «لا رقى إلا من ثلاث: من الحمة، والنفس، واللدغة».
.باب كراهية ذلك على التكبر:
386-
أخبرنا أبو عبد الرحمن، حدثنا محمد بن بشار، ثنا محمد بن جعفر، ثنا شعبة،
عن قتادة، قال: سمعت مطرفا، عن أبيه، رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أنت سيد قريش فقال: «السيد الله عز وجل».
.باب إباحة ذلك على الإضافة:
387-
أخبرنا أبو يحيى الساجي، وجماعة، قالوا: حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح، ثنا
ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، عن أبي يونس، عن أبي هريرة، رضي الله عنه
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كل نفس من بني آدم سيد، فالرجل
سيد أهله، والمرأة سيدة بيتها».
.باب مخاطبة الصبيان بالبنوة:
388-
أخبرنا أبو خليفة، حدثنا أبو الوليد الطيالسي، ثنا مبارك بن فضالة، عن
الحسن، عن أبي بكرة، رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي،
وكان الحسن بن علي عليهما السلام إذا سجد وثب على عنقه وعلى ظهره، فيرفعه
النبي صلى الله عليه وسلم عنه رفعا رفيقا، فعل ذلك غير مرة، فلما انصرف ضمه
إليه وقبله، قالوا: يا رسول الله، إنك صنعت اليوم بهذا الغلام شيئا ما
رأيناك صنعت به؟ فقال: «إنه ريحاني من الدنيا:، وإن ابني هذا سيد، وعسى أن
يصلح الله به بين فئتين من المسلمين».
.باب كيف مخاطبة العبد لمولاه:
389-
أخبرنا أبو يعلى، حدثنا إبراهيم بن الحجاج، ثنا حماد بن سلمة، ثنا أيوب،
وحبيب، وهشام، عن محمد، عن أبي هريرة، رضي الله عنه، عن النبي صلى الله
عليه وسلم: «لا يقولن أحدكم: عبدي وأمتي، ولا يقولن المملوك: ربي وربتي،
ولكن ليقل المالك: فتاي وفتاتي، وليقل المملوك: سيدي وسيدتي، فإنكم
المملوكون، والرب الله عز وجل».
.باب من لا يجوز أن يخاطب بالسؤدد:
390-
أخبرنا أبو عبد الرحمن، حدثنا عبيد الله بن سعيد، ثنا معاذ بن هشام، حدثني
أبي، عن قتادة، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، أن النبي صلى الله عليه
وسلم قال: «لا تقولوا للمنافق: سيدنا، فإنه إن يك سيدكم فقد أسخطتم ربكم عز
وجل».
.باب المخاطبة بالكنية لمن غلبت عليه:
391-
أخبرنا أبو يعلى، حدثنا أبو خيثمة، ثنا يحيى بن سعيد القطان، ثنا إسماعيل
بن أبي خالد، حدثني أبو بكر بن أبي زهير الثقفي، عن أبي بكر الصديق، رضي
الله عنه أنه قال: يا رسول الله، كيف الفلاح بعد هذه الآية: من يعمل سوءا
يجز به؟ كل شيء يعمله يجزى به. فقال: «رحمك الله أبا بكر ألست تمرض، ألست
تنصب، ألست تصيبك اللأواء، فذاك ما تجزون به».
.باب الرخصة في ذلك، يعني: في تصغير اسم:
392-
حدثني أبو عروبة، ومحمد بن عبد الله بن الفضل الحمصي، قال: ثنا أبو التقي
هشام بن عبد الملك، ثنا محمد بن حرب الأبرش، حدثتني أمي، عن أمها، أنها
سمعت المقدام بن معدي كرب رضي الله عنه يقول: قال لي رسول الله صلى الله
عليه وسلم: «أفلحت يا قديم إن مت ولم تكن أميرا ولا كاتبا ولا عريفا».
.باب الوعيد في أن يدعى الرجل بغير اسمه:
393-
حدثنا أبو عروبة، ثنا أبو التقي هشام بن عبد الملك، ثنا بقية بن الوليد،
عن أبي بكر بن أبي مريم، عن حبيب بن عبيد، عن عمير بن سعد، قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: من دعا رجلا بغير اسمه لعنته الملائكة:
.باب النهي أن يسمي الرجل أباه باسمه:
394-
حدثني مسلم بن معاذ، ثنا أحمد بن يحيى الصوفي، ثنا إسحاق بن منصور، ثنا
قيس بن الربيع، عن هشام بن عروة، عن أيوب بن مسيرة، عن أبي هريرة، رضي الله
عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا معه غلام، فقال للغلام: «من
هذا؟» قال: أبي. قال: «فلا تمش أمامه، ولا تستسب له، ولا تجلس قبله، ولا
تدعه باسمه».
395-
حدثني علي بن أحمد بن سليمان، ثنا عبد الغني بن عبد العزيز العسال، ثنا
يوسف بن عمرو، عن المفضل بن فضالة، عن عبيد الله بن زحر، أنه قال: «لمن
العقوق أن تسمي أباك، وأن تمشي أمامه في طريق».
.باب كراهية الألقاب:
396-
أخبرنا أبو يعلى، حدثنا هدبة بن خالد، وإبراهيم بن الحجاج السامي، قالا:
ثنا حماد بن سلمة، عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن أبي جبيرة بن الضحاك،
قال: كانت لهم ألقاب في الجاهلية، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا
بلقبه، فقيل:: يا رسول الله، إنه يكرهها. فأنزل الله تعالى: ولا تنابزوا
بالألقاب إلى آخر الآية.
.باب الألقاب الجائزة:
397-
أخبرنا أبو الليث الفرائضي، حدثنا أحمد بن عمر الوكيعي، ثنا أبو معاوية،
عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، رضي الله عنه قال: قتل رجل على عهد
رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدفع القاتل إلى ولي المقتول، فقال القاتل:
والله يا رسول الله ما أردت قتله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
للولي: «أما إنه إن كان صادقا ثم قتلته دخلت النار» فخلى سبيله. قال: وكان
مكتوفا بنسعة. قال: فخرج الرجل يجر نسعته. قال: فكان يسمى ذا النسعة.
.باب كيف يدعو الرجل بمن لا يعرف اسمه:
398-
أخبرنا عبد الله بن زيدان البجلي، حدثنا عبد الله بن يعقوب، ثنا أبو أيوب
الأنماطي، عن سلمة بن كهيل، عن حارثة بن زيد، عن جارية الأنصاري، رضي الله
عنه قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم، وكان إذا لم يحفظ اسم الرجل
قال: «يا ابن عبد الله».
.باب تسمية الرجل بلباسه:
399-
حدثني محسن بن محمد، حدثني جدي خالد بن عبد السلام، حدثنا الفضل بن
المختار، عن عبد الله بن موهب، عن عصمة بن مالك الخطمي، رضي الله عنه قال:
نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رجل يمشي في نعليه في المقابر، فقال
له: «يا صاحب السبتية، اخلع نعليك».
.باب تسمية الرجل بما يشبه عمله:
400-
أخبرنا العباس بن أحمد بن حسان الحمصي، أنا عمرو بن عثمان، حدثنا أبي، ثنا
محمد بن عمر المحري، ثنا عبد الله بن بسر الحبراني، قال: سمعت عبد الله بن
بسر المازني، رضي الله عنه قال: بعثتني أمي إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم بقطف من عنب، فأكلت منه قبل أن أبلغه إياه، فلما جئت به أخذ أذني
وقال: «يا غدر».
.باب تسمية الأعمى بصيرا:
401-
أخبرنا العباس بن علي النسائي، حدثنا الحسين بن منصور الشطوي، ثنا سفيان
بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن نافع بن جبير بن مطعم، عن أبيه، رضي الله
عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «انطلقوا بنا إلى البصير الذي في بني
واقف حتى نعوده» قال: وكان رجلا أعمى.
.باب الكنية بالألوان:
402-
حدثنا أبو يعلى، ثنا جبارة بن المغلس، ثنا عبد الله بن المبارك، عن حميد
عن ابن أبي الورد، عن أبيه، رضي الله عنه قال: رأى النبي صلى الله عليه
وسلم رجلا أحمر:، فقال: «أنت أبو الورد» قال جبارة: مازحه.
.باب الكنية بالأسباب:
403-
أخبرنا الحسين بن محمد، حدثنا أبو أمية محمد بن إبراهيم، ثنا عاصم بن علي،
ثنا أبو معشر، قال: ثنا أبو حازم، ثنا سهل بن سعد، رضي الله عنه قال: وقع
بين علي وفاطمة رضي الله عنهما كلام، فخرج علي، فألقى نفسه على التراب،
فسألها النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: كان بيني وبينه شيء، فخرج مغضبا.
فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوجده نائما على التراب، فأيقظه وجعل
يمسح التراب على ظهره، ويقول: «إنما أنت أبو تراب» قال سهل: فكنا نمدحه
بهذا، فإذا ناس يعيبونه به.
.نوع آخر:
404-
حدثنا محمد بن محمد بن سليمان، ثنا محمد بن الصباح، ثنا عبد العزيز بن أبي
حازم، حدثني أبي قال: سمعت سهل بن سعد، رضي الله عنه يقول: «سمى رسول الله
صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب أبا تراب».
.باب الكنية بالأبقال:
405-
أخبرنا حاجب بن أركين الفرغاني، حدثنا سليمان بن سيف، ثنا فهد بن حبان،
ثنا أبو عبد الرحمن الحنظلي، عن عاصم الأحول، عن أنس بن مالك، رضي الله عنه
قال: «كناني رسول الله صلى الله عليه وسلم ببقلة كنت اجتنيتها».
.باب الكنية بالأفعال:
406-
أخبرنا عبد الله بن زيدان البجلي، حدثنا سفيان بن وكيع، ثنا الحسين بن
علي، عن زائدة، عن علي بن زيد، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه، رضي
الله عنه قال: «أنا أول، من نزل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم
الطائف، وتدليت ببكرة، فكناني أبا بكرة».
.باب تكنية من لم يولد له بعد:
407-
أخبرني ابن منيع، حدثنا مصعب بن عبد الله الزبيري، ثنا أبي، عن ربيعة بن
عثمان، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، قال: خرجت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه
حتى دخل على صهيب حائطا بالعالية، فقال له: «يا صهيب، ما منك شيء أعيبه إلا
ثلاث خصال، لولاهن ما قدمت عليك أحدا؟ قال: ما هي؟ قال: أراك تبذر مالك،
وتكنى باسم نبي بأبي يحيى، وتنسب عربيا ولسانك أعجمي. فقال: أما تبذيري في
مالي فما أنفقه إلا في حقه، وأما اكتنائي، فرسول الله صلى الله عليه وسلم
كناني بأبي يحيى فلا أتركها لقولك، وأما انتسابي إلى العرب فإن الروم سبتني
وأنا صغير، وأذكر أهلي، ولو أني انفلقت عني روثة لانتسبت إليها».
.باب تكنية الأطفال:
408-
أخبرنا أبو خليفة، حدثنا أبو الوليد الطيالسي، ثنا شعبة، عن أبي التياح،
عن أنس، رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يخالطنا كثيرا،
حتى إنه كان ليقول لأخ لي صغير: «يا أبا عمير، ما فعل النغير».
.باب تكنية الرجل باسم ولده وإن كانت له كنية غيرها:
409-
حدثنا ابن منيع، ثنا أحمد بن عيسى المصري، ثنا ابن وهب، قال: أخبرني ابن
لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن ابن شهاب، عن أنس بن مالك، رضي الله عنه
قال: لما ولدت أم إبراهيم أتى جبريل عليه السلام النبي صلى الله عليه وسلم،
فقال: «السلام عليك يا أبا إبراهيم».
.باب ترخيم الأسماء:
410-
أخبرنا أبو يعلى، حدثنا أبو هشام الرفاعي، ثنا إسحاق بن سليمان، عن معاوية
بن يحيى، عن الزهري، عن خارجة بن زيد بن ثابت، أن أسامة بن زيد، رضي الله
عنهم حدثه قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجته التي حجها،
فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أسيم» قال الزهري: وكذلك كان
يدعوه، يرخمه.
.باب ترخيم الكنى:
411-
أخبرنا أبو يعلى، حدثنا عبد الغفار بن عبد الله بن الزبير، ثنا علي بن
مسهر، عن عمر بن ذر، عن مجاهد، قال: سمعت أبا هريرة، رضي الله عنه يقول:
دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأذن لي، فإذا هو بلبن في قدح، فقال:
«أبا هر، الحق بأهل الصفة فادعهم». ثم قال: «أبا هر». قلت: لبيك يا رسول
الله. قال: «خذ فناولهم». قال: فناولتهم رجلا رجلا، فشرب، فإذا روي أخذته،
فناولتها الآخر، حتى روي القوم، ثم انتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم فرفع رأسه فتبسم، ثم قال: «أبا هر، بقيت أنا وأنت». قلت: صدقت يا رسول
الله. قال: «خذ فاشرب».
.باب نسبة الرجل بما قد شهر به من آبائه:
412-
أخبرنا أبو خليفة، حدثنا أبو الوليد الطيالسي، ثنا أبو عوانة، عن عبد
الملك بن عمير، عن ابن أبي المعلى، عن أبيه، رضي الله عنه قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: «ما من الناس أمن في صحبته وذات يده من ابن أبي
قحافة، ولو كنت متخذا خليلا لاتخذت ابن أبي قحافة، ولكن ود وإخاء إيمان،
وإن صاحبكم خليل الله عز وجل».
.باب انتساب الرجل إلى جده:
413-
أخبرنا أبو خليفة، حدثنا محمد بن كثير، أنا سفيان الثوري، عن أبي إسحاق،
قال: سمعت البراء بن عازب، رضي الله عنه جاءه رجل، فقال: يا أبا عمارة،
وليتم يوم حنين؟ فقال: فأما أنا فأشهد على رسول الله صلى الله عليه وسلم
أنه لم يول، ولكن عجل سرعان القوم، فرشقتهم هوازن، وأبو سفيان بن الحارث
آخذ برأس بغلته البيضاء، وهو يقول: «أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد
المطلب».
.باب نسبة الرجل إلى من أشهر به من أمهاته:
414-
أخبرنا أبو يعلى، حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، ثنا ابن فضيل، عن
الأعمش، عن خيثمة، عن قيس بن مروان، عن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من سره أن يقرأ القرآن رطبا كما أنزل،
فليقرأه على قراءة ابن أم عبد».
.باب ما جاء في كنى النساء:
415-
أخبرنا أبو يعلى، حدثنا أبو الربيع الزهراني، ثنا حماد بن زيد، ثنا هشام
بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، رضي الله عنها أنها قالت: يا رسول الله، كل
نسائك لهن كنى غيري. قال: «فاكتني بابنك عبد الله بن الزبير» فكانت تدعى أم
عبد الله.
416-
حدثني أحمد بن محمد بن المؤمل الناقد، ثنا عبد الله بن أيوب المخرمي، ثنا
داود بن المحبر، ثنا محمد بن عروة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة،
رضي الله عنها قالت: «أسقطت من النبي صلى الله عليه وسلم، فسماه عبد الله،
وكناني بأم عبد الله:». قال محمد: وليس فينا امرأة اسمها عائشة إلا كنيت أم
عبد الله.
.باب ممازحة الرجل إخوانه:
417-
أخبرنا الحسين بن عبد الله القطان، حدثنا عامر بن سيار، ثنا أبو معشر، عن
سعيد المقبري، عن أبي هريرة، رضي الله عنه قال قلنا: يا رسول الله، إنك
تمزح معنا. قال: «إني لا أقول إلا حقا».
.باب ممازحة الصبيان:
418-
أخبرنا أحمد بن عمير، حدثنا محمد بن وزير بن الحكم، ثنا هارون بن محمد،
ثنا ابن لهيعة، عن عمارة بن غزية، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن
أنس بن مالك، رضي الله عنه قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أفكه
الناس مع صبي».
.باب كيف ممازحة الصبيان:
419-
أخبرنا أبو يعلى، حدثنا أبو إسحاق بن أبي إسرائيل، ثنا شريك، عن عاصم
الأحول، عن أنس بن مالك، رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه
وسلم: «يا ذا الأذنين».
.باب بقيق الصبيان:
420-
أخبرنا أبو يحيى الساجي، حدثنا محمد بن بشار، ثنا جعفر بن عون، ثنا معاوية
بن أبي مزرد، عن أبيه، عن أبي هريرة، رضي الله عنه قال: بصر عيناي هاتان
رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بيد الحسن أو الحسين، وهو يقول: «ترق
عين بقة» فوضع الغلام قدمه على صدر النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له
رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللهم إني أحبه فأحبه».
421-
حدثنا ابن منيع، ثنا الزبير بن بكار، ثنا سعيد بن عمرو بن الزبير، حدثني
عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، رضي الله عنه قال:
كنت أتعلق بشعر في ظهر أبي الزبير، وهو يرتجز ويقول: أبيض من آل أبي عتيق
مبارك من ولد الصديق ألذه كما ألذ ريقي قال الزبير: وحدثني مصعب، عن جدي
عبد الله بن مصعب، عن هشام بن عروة، عن أبيه بمثله.
.باب ما يلقن الصبي إذا أفصح بالكلام:
422-
حدثنا أبو محمد بن صاعد، ثنا حمزة بن العباس المروزي، ثنا علي بن الحسن بن
شقيق، ثنا الحسين بن واقد، ثنا أبو أمية- يعني: عبد الكريم- عن عمرو بن
شعيب، قال: وجدت في كتاب جدي الذي حدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال: «إذا أفصح أولادكم فعلموهم لا إله إلا الله، ثم لا تبالوا متى ماتوا،
وإذا أثغروا فمروهم بالصلاة».
.نوع آخر:
423-
حدثنا عبد الله بن زيدان البجلي، ثنا سفيان بن وكيع، ثنا سفيان بن عيينة،
عن عبد الكريم أبي أمية، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، رضي الله عنه
قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أفصح الغلام من بني عبد المطلب
علمه هذه الآية: {وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا}».
.باب أول ما يوصى به الصبي إذا عقل:
424-
أخبرنا أبو خليفة، حدثنا أبو الوليد الطيالسي، ثنا ليث بن سعد، عن قيس بن
الحجاج، عن حنش الصنعاني، عن ابن عباس، رضي الله عنهما قال: كنت خلف رسول
الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «يا غلام، إني معلمك كلمات: احفظ الله عز
وجل يحفظك، احفظ الله تجده أمامك، وإذا سألت فاسأل الله عز وجل، وإذا
استعنت فاستعن بالله عز وجل، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء
لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله عز وجل لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء
لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عز وجل عليك، جفت الأقلام، وطويت الصحف».
.باب ما يقول لولده إذا زوجه:
425-
أخبرني علي بن محمد بن عامر، حدثنا أحمد بن إبراهيم القرشي، ثنا سليمان بن
عبد الرحمن، ثنا بكار بن عمرو بن أبي الجارود البصري، ثنا عبد الله بن
المثنى، عن عمه ثمامة بن عبد الله، عن أنس بن مالك، رضي الله عنه قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اضربوا على الصلاة لسبع، واعزلوا فراشه
لتسع، وزوجوه لسبع عشرة إن كان:، فإذا فعل فليجلسه بين يديه، ثم ليقل: لا
جعلك الله علي فتنة في الدنيا ولا في الآخرة».
.باب ما يجب على الرجل إذا جلس بفناء داره:
426-
أخبرني محمد بن جعفر بن رزين الحمصي، حدثنا إبراهيم بن العلاء بن زبريق،
ثنا إسماعيل بن عياش، عن يحيى بن عبيد الله، عن أبيه، عن أبي هريرة، رضي
الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا خير في الجلوس على
الطرقات، إلا من هدى السبيل، ورد التحية، وغض البصر، وأعان على الحمولة».
.باب ما يجب عليه من نصرة أخيه إذا ذكر عنده:
427-
أخبرني إبراهيم بن محمد، حدثنا محمد بن إسحاق سنجر، ثنا عبد الغفار بن
داود، ثنا ابن لهيعة، أنه سمع موسى بن جبير، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف،
عن أبيه، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أذل
عنده مؤمن فلم ينصره، وهو يقدر على أن ينصره، إلا أذله الله عز وجل على
رءوس الخلائق يوم القيامة».
.باب ثواب من نصر أخاه:
428-
أخبرنا حامد بن شعيب البلخي، حدثنا سريج بن يونس، ثنا المحاربي، عن محمد
بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن الحكم، عن أبي الدرداء، رضي الله عنه قال:
نال رجل من عرض أخيه عند النبي صلى الله عليه وسلم، فرد عليه رجل من القوم،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من رد عن عرض أخيه كان له حجابا من
النار».
.باب ما يجب عليه إسماع الأصم:
429-
أخبرنا أبو يعلى، حدثنا هارون بن معروف، ثنا عبد الله بن وهب، أخبرني عمرو
بن الحارث، أن سعيد بن أبي هلال، حدثه، عن أبي سعيد، مولى المهري، عن أبي
ذر، رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ليس نفس من بني
آدم إلا عليها صدقة في كل يوم طلعت فيه الشمس». قيل: وما هي يا رسول الله؟
ومن أين لنا صدقة نتصدق بها؟ قال: «إن أبواب الخير كثير: التسبيح والتحميد
والتكبير والتهليل، وتأمر بالمعروف، وتنهى عن المنكر، وتميط الأذى عن
الطريق، وتسمع الأصم، وتهدي الأعمى».
.باب ما يقول إذا ذكر الله عز وجل:
430-
أخبرنا أبو أيوب سليمان بن محمد الخزاعي، حدثنا أبو علقمة نصر بن خزيمة،
أخبرني أبي، عن نصر بن علقمة، عن أخيه محفوظ بن علقمة، عن ابن عائشة، قال:
قال عوف بن مالك رضي الله عنه: إن رجلا خون النبي صلى الله عليه وسلم، وكان
ائتمنه على بعض الأمانة، فقال للنبي صلى الله عليه وسلم: إني أذكركم الله.
قال: فانتهرته، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «دعوه، اللهم إني أذكرك
إذا ذكرت بك». قال الرجل: إني أنشدك بالله عز وجل. قال: فانتهرته، فقال
النبي صلى الله عليه وسلم: «دعوه، اللهم إني أنشدك إذا نشدت بك».
.باب ما يقول لمن جهل عليه وهو صائم:
431-
حدثني علي بن أحمد بن سليمان، ثنا بكار بن قتيبة، ثنا أبو المطرف بن أبي
الوزير، ثنا محمد بن موسى المدني، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي
هريرة، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا جهل على
أحدكم وهو صائم، فليقل: أعوذ بالله منك، إني صائم».
.باب ما يقول إذا سمع من يدعو بدعاء الجاهلية:
432-
أخبرني موسى بن عمر القلزمي، حدثنا محمد بن عباس بن خلف، ثنا عمرو بن أبي
سلمة، ثنا سعيد بن بشير، عن قتادة، عن الحسن، عن مكحول، عن عجر بن مدراع
التميمي، قال: يا آل تميم- وكان من بني تميم- فقال وهو عند أبي بن كعب،
فقال أبي أعضك الله بهن أبيك. قالوا: ما عهدناك يا أبا المنذر فحاشا. قال:
«إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا من اعتزى بعزاء الجاهلية أن نسميه
ولا نكنيه».
.باب ما يقول إذا ختم سورة البقرة:
433-
أخبرني أبو عثمان، حدثنا إبراهيم بن نصر، ثنا أبو نعيم، ثنا حنظلة بن أبي
المغيرة القاضي، عن عبد الكريم البصري، عن سعيد بن جبير، عن حذيفة، رضي
الله عنه قال: صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم، فقرأ سورة البقرة، فلما
ختمها قال: «اللهم ربنا لك الحمد» قلت لعبد الكريم: كم مرة؟ قال: سبع مرات.
ثم قرأ التي بعدها، فلما ختمها قال نحوا من ذلك حتى بلغ سبعا.
.باب ما يقول إذا قرأ شهد الله:
434-
أخبرني أبو العباس بن قتيبة العسقلاني، حدثنا ابن أبي السري، ثنا أبو سعيد
عمر بن حفص بن ثابت بن زرارة، حدثني عبد الملك بن يحيى بن عباد بن عبد
الله بن الزبير، حدثني أبي، عن جدي، عن الزبير بن العوام، رضي الله عنه
قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قرأ هذه الآية: شهد الله أنه
لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز
الحكيم قال النبي صلى الله عليه وسلم: «وأنا أشهد أنك أي رب».
.باب ما يقول إذا أتى على آخر لا أقسم والمرسلات والتين:
435-
حدثنا أبو خليفة، ثنا إبراهيم بن بشار الرمادي، ثنا سفيان بن عيينة، ثنا
إسماعيل بن أمية، قال: سمعت أعرابيا، من أهل البادية قال: سمعت أبا هريرة،
رضي الله عنه يقول: قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم: «إذا قرأ أحدكم: لا
أقسم بيوم القيامة، فانتهى إلى آخرها: أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى
فليقل: بلى، وأنا على ذلك من الشاهدين، آمنا بالله، وإذا قرأ: والمرسلات
عرفا، فانتهى إلى آخرها: فبأي حديث بعده يؤمنون فليقل: آمنا بالله، وإذا
قرأ أحدكم: والتين والزيتون، فانتهى إلى آخرها: أليس الله بأحكم الحاكمين
فليقل: بلى، وأنا على ذلك من الشاهدين» قال إسماعيل بن أمية: ذهبت أعيد على
البدوي؛ لأنظر كيف أحفظه، فقال: يا ابن أخي، أتراني لم أحفظ، لقد حججت
ستين حجة أو سبعين حجة، ما منها حجة إلا وأنا أعرف البعير الذي حججت عليه.
.باب ثواب من قرأ خمسين آية في اليوم والليلة:
436-
حدثنا الحسين بن يوسف الفحام، ثنا علي بن عبد الرحمن بن المغيرة، ثنا
عثمان بن صالح، ثنا ابن لهيعة، ثنا حميد بن مخراق، عن أنس بن مالك، رضي
الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من قرأ في يوم وليلة خمسين
آية لم يكتب من الغافلين:».
.باب ثواب من قرأ مائة آية في اليوم:
437-
أخبرنا أبو يعلى، حدثنا محمد بن إسماعيل بن أبي سمينة، ثنا أبو توبة
الربيع بن نافع، ثنا الهيثم بن حميد، عن زيد بن واقد، عن سليمان بن موسى،
عن كثير بن مرة، عن تميم الداري، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: «من قرأ مائة آية في اليوم كتب له قنوت ليلته».
.باب تفدية الرجل أخاه:
438-
أخبرنا أبو يعلى، حدثنا عقبة بن مكرم، ثنا يونس بن بكير، ثنا يونس بن
عمرو، عن أبي العلاء، عن عكرمة، عن عبد الله بن عمرو، رضي الله عنهما قال:
كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر- أو ذكرت- الفتنة، فقال: «إذا
الناس مرجت عهودهم، وخفت أماناتهم، كانوا هكذا»، وشبك رسول الله صلى الله
عليه وسلم بين أصابعه؟ فقلت: كيف أفعل يا رسول الله جعلني الله فداك عند
ذلك؟ فقال: «الزم بيتك، وأمسك لسانك، وخذ بما تعرف، ودع ما تنكر، وعليك
بأمر خاصة نفسك، ودع أمر العامة».
.باب التفدية بالأبوين:
439-
أخبرنا عبد الرحمن، حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا الليث بن سعد، عن يحيى بن
سعيد، عن ابن المسيب، قال: قال سعد رضي الله عنه: «لقد جمع لي رسول الله
صلى الله عليه وسلم يوم أحد أبويه أو كليهما. يريد حين قال:» فداك أبي وأمي
«، وهو يقاتل».
.باب التفدية بالوجه:
440-
حدثنا أبو خليفة، ثنا إبراهيم بن بشار، ثنا سفيان بن عيينة، ثنا علي بن
زيد بن جدعان، سمع أنس بن مالك، رضي الله عنه يقول: كان أبو طلحة رضي الله
عنه إذا لقي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم العدو جثا بين يديه على
ركبتيه، ونثر كنانته بين يديه، وقال: «وجهي لوجهك الوقاء، ونفسي لنفسك
الفداء، وعليك سلام الله غير مودع».
.باب التفدية بالأموال والأولاد:
441-
أخبرنا أبو خليفة، حدثنا أبو الوليد الطيالسي، ثنا أبو عوانة، عن عبد
الملك بن عمير، عن ابن أبي المعلى، عن أبيه، رضي الله عنه قال: خطبنا رسول
الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «إن رجلا خيره الله تعالى بين أن يعيش في
الدنيا ما شاء أن يعيش فيها، يأكل ما شاء أن يأكل منها، وبين لقاء ربه عز
وجل، فاختار لقاء ربه» فبكى أبو بكر رضي الله عنه قال: بل نفديك يا رسول
الله بأموالنا وأبنائنا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من الناس
أمن علي في صحبته وذات يده من ابن أبي قحافة، ولو كنت متخذا خليلا لاتخذت
ابن أبي قحافة خليلا، ولكن ود وإخاء إيمان، وإن صاحبكم خليل الله عز وجل».
.باب من يرد على من يفديه:
442-
أخبرنا أبو بكر بن أبي داود، حدثنا أحمد بن صالح، ثنا ابن أبي فديك،
أخبرني رباح بن محمد، عن أبيه، أنه بلغه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
له قائل: نفديك بآبائنا وأمهاتنا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إنما
يفدى الحبيب بالحبيب» قال أحمد بن صالح: كما تقول فديتك.
.باب ما يقول إذا انتهى إلى مجلس يجلس فيه:
443-
أخبرنا أبو عبد الرحمن، حدثنا قتيبة بن سعيد، وحدثنا يحيى بن صاعد، حدثنا
محمد بن معاوية، قالا: حدثنا خلف بن خليفة، عن حفص- وهو ابن عمر بن عبد
الله بن أبي طلحة- عن أنس بن مالك، رضي الله عنه قال: كنت جالسا مع رسول
الله صلى الله عليه وسلم في الحلقة إذ جاء رجل، فسلم على النبي صلى الله
عليه وسلم وعلى القوم، فقال: السلام عليكم. فرد عليه النبي صلى الله عليه
وسلم: «وعليك السلام ورحمة الله وبركاته». فلما جلس الرجل قال: الحمد لله
حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا أن يحمد، وينبغي له ويرضى. فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كيف قلت؟» فرد على النبي صلى الله عليه
وسلم كما قال، فقال النبي صلى الله عليه وسلم للقوم: «والذي نفسي بيده لقد
ابتدرها عشرة أملاك، كلهم حريص على أن يكتبها، فما دروا كيف يكتبونها حتى
رفعوها إلى ذي العزة، فقال: اكتبوها كما قال عبدي».
.باب السلام إذا انتهى الرجل إلى المجلس:
444-
أخبرني أبو عروبة، حدثنا أبو الخطاب، ثنا ابن أبي عدي ح وحدثني علي بن
أحمد بن سليمان، ثنا محمد بن هشام السدوسي، ثنا ابن أبي عدي، عن شعبة، عن
حماد بن سلمة، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، رضي الله عنه
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من قوم جلسوا مجلسا، فيقومون
عن غير ذكر الله عز وجل، إلا كأنما تفرقوا عن جيفة حمار، وكان ذلك المجلس
عليهم حسرة يوم القيامة».
.باب ما يدعو به الرجل لجلسائه:
445-
أخبرنا أبو عبد الرحمن، حدثنا الربيع بن سليمان بن داود، ثنا عبد الله بن
عبد الحكم، ثنا بكر بن مضر، عن عبيد الله بن زحر، عن خالد بن أبي عمران، عن
نافع، قال: كان ابن عمر رضي الله عنهما إذا جلس مجلسا لم يقم حتى يدعو
لجلسائه بهذه الكلمات، وزعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو بهن
لجلسائه: «اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك، ومن
طاعتك ما تبلغنا به إلى جنتك، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا،
اللهم متعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا، واجعله الوارث منا،
واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على من عادانا، ولا تجعل مصيبتنا في
ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا، ولا تسلط علينا من لا
يرحمنا».
.باب ما يقول إذا جلس مجلسا كثر فيه لغطه:
446-
أخبرنا أبو عبد الرحمن، أخبرني عبد الوهاب بن عبد الحكم الوراق، أنا
الحجاج، أنا ابن جريج، أخبرني موسى بن عقبة، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه،
عن أبي هريرة، رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من جلس
مجلسا كثر فيه لغطه، ثم قال قبل أن يقوم: سبحانك اللهم وبحمدك، لا إله إلا
أنت، أستغفرك وأتوب إليك، غفر له ما كان في مجلسه ذلك».
.باب كم مرة يستغفر في المجلس:
447-
أخبرنا أبو عبد الرحمن، أخبرنا عمرو بن علي، حدثنا أبو علي الحنفي، ثنا
مالك بن مغول، عن محمد بن سوقة، عن نافع، عن ابن عمر، رضي الله عنهما قال:
إن كنا لنعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد يقول مائة
مرة: «رب اغفر لي، وتب علي، إنك أنت التواب الرحيم».
.باب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عند التفرق من المجلس:
448-
حدثنا أبو محمد بن صاعد، ثنا سواد بن عبد الله القاضي، ثنا بشر بن المفضل،
ثنا عمارة بن غزية، عن صالح، مولى التوأمة قال: سمعت أبا هريرة، رضي الله
عنه يقول: قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم: «أيما قوم جلسوا فأطالوا، ثم
تفرقوا قبل أن يذكروا الله عز وجل ويصلوا على نبيهم صلى الله عليه وسلم،
إلا كانت عليهم يوم القيامة ترة، إن شاء عذبهم، وإن شاء غفر لهم».
.باب السلام على أهل المجلس إذا أراد أن يقوم:
449-
أخبرنا أبو عبد الله الصوفي، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا أبو خالد
الأحمر، عن ابن عجلان، عن سعيد، عن أبي هريرة، رضي الله عنه قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: «إذا أتى أحدكم مجلسا فليسلم، فإن بدا له أن يجلس
جلس، وإن أراد أن يقوم فليسلم، فليست الأولى بأحق من الأخرى».
.باب الاستغفار قبل أن يقوم:
450-
أخبرنا أبو يعلى، أنا أبو الربيع الزهراني، ثنا عباد بن عباد، عن جعفر بن
الزبير، عن القاسم، عن أبي أمامة، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: «ما جلس قوم في مجلس فخاضوا في حديث، واستغفروا الله عز
وجل قبل أن يتفرقوا، إلا غفر الله لهم ما خاضوا فيه».
.باب كم يستغفر إذا قام من المجلس:
451-
أخبرنا أبو القاسم بن منيع، حدثنا علي بن الجعد، أخبرنا إسرائيل، عن جعفر
بن الزبير، عن القاسم، عن أبي أمامة، رضي الله عنه قال: «كان رسول الله صلى
الله عليه وسلم إذا جلس فأراد أن يقوم استغفر الله عشرا إلى خمس عشرة».
452-
وأخبرني أبو أيوب الخزاعي، حدثنا أبو علقمة نصر بن خزيمة، أخبرني أبي، عن
نصر بن علقمة، عن أخيه محفوظ، عن ابن عائذ، قال: قال ابن ناسخ عبد الله
الحضرمي رضي الله عنه: «كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام من المجلس
استغفر عشرين مرة فأعلن».
.باب ما يقول إذا غضب:
453-
أخبرنا أبو عبد الرحمن النسائي، حدثنا محمد بن بشار، ثنا عبد الرحمن، ثنا
سفيان، عن عبد الملك بن عمير، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن معاذ، رضي
الله عنه قال: استب رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم، فغضب أحدهما، فقال
النبي صلى الله عليه وسلم: «إني أعلم كلمة لو قالها لذهب غضبه: أعوذ بالله
من الشيطان الرجيم».
.نوع آخر:
454-
أخبرني محمد بن المهاجر، حدثنا إبراهيم بن مسعود، ثنا جعفر بن عون، ثنا
أبو العميس، عن القاسم بن محمد بن أبي بكر، قال: كانت عائشة رضي الله عنها
إذا غضبت عرك النبي صلى الله عليه وسلم بأنفها، ثم يقول: «يا عويش، قولي:
اللهم رب محمد، اغفر لي ذنبي، وأذهب غيظ قلبي، وأجرني من مضلات الفتن».
.باب كيف يسلم الرجل إذا دخل بيته:
455-
أخبرنا أبو الليث الفرائضي، حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري، ثنا أبو
عامر العقدي، ثنا سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى،
عن المقداد بن الأسود، رضي الله عنه قال: «قدمت أنا وصاحبان لي قد ذهبت
أسماعنا وأبصارنا من الجهد، فجعلنا نعرض أنفسنا على أصحاب رسول الله صلى
الله عليه وسلم، فليس أحد يقبلنا، فانطلقنا إلى النبي صلى الله عليه وسلم،
فانطلق بنا إلى أهله، فإذا ثلاثة أعنز، فقال لنا:» احتلبوا هذا اللبن،
فاقتسموا بينكم «. قال: فكنا نفعل، ونرفع لرسول الله صلى الله عليه وسلم
نصيبه، فيجيء رسول الله صلى الله عليه وسلم من الليل، فيسلم تسليما لا يوقظ
نائما، ويسمع يقظان، ثم يأتي المسجد ويصلي، ثم يأتي شرابه فيشربه».
.باب ما يقول إذا قرب إليه الطعام:
456-
حدثني فضل بن سليمان، ثنا هشام بن عمار، ثنا محمد بن عيسى بن سميع، ثنا
محمد بن أبي الزعيزعة، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده عبد الله بن عمرو،
رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول في الطعام إذا
قرب إليه: «اللهم بارك لنا فيما رزقتنا، وقنا عذاب النار، بسم الله».
.باب التسمية عند الطعام:
457-
أخبرنا أبو عبد الرحمن، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، ثنا عيسى بن يونس، ثنا
الأعمش، عن خيثمة، عن أبي حذيفة، عن حذيفة، رضي الله عنه قال: كنا إذا كنا
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعينا إلى طعام، لم نضع أيدينا حتى يضع
رسول الله صلى الله عليه وسلم يده، فدعينا إلى طعام، فلم يضع رسول الله صلى
الله عليه وسلم يده، فكففنا أيدينا، فجاء أعرابي كأنما يطرد، فأهوى بيده
إلى القصعة، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده فأجلسه، ثم جاءت جارية
فأهوت بيدها إلى القصعة، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم يدها، فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الشيطان لما أعياه أن ندع ذكر الله عز
وجل على طعامنا جاء بهذا الأعرابي ليستحل به طعامنا، فلما حبسناه جاء بهذه
الجارية ليستحل بها طعامنا، فوالله إن يده في يدي مع يدها» ثم ذكر اسم الله
عز وجل.
.باب ما يقول إذا نسي التسمية في أول طعامه:
458-
أخبرنا أبو يعلى، حدثنا شباب خليفة بن خياط، ثنا عمر بن علي المقدمي، قال:
سمعت موسى الجهني، يقول: أخبرني القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن
مسعود، عن أبيه، عن جده عبد الله، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: «من نسي أن يذكر الله عز وجل في أول طعامه فليقل حين يذكر:
بسم الله أوله وآخره، فإنه يستقبل من طعامه جديدا، ويمتنع الخبيث مما كان
يصيب منه».
.نوع آخر:
459-
أخبرنا أبو يعلى، حدثنا سريج بن يونس، ثنا علي بن ثابت، عن حمزة النصيبي،
عن أبي الزبير، عن جابر، رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
«من نسي أن يسمي على طعامه، فليقرأ: قل هو الله أحد إذا فرغ».
.باب التسمية على آخر الطعام:
460-
حدثنا أبو خليفة، ثنا مسدد، ثنا يحيى بن سعيد، عن جابر بن صبح، حدثني
المثنى بن عبد الرحمن الخزاعي، وصحبته إلى واسط، وكان إذا أكل يسمي، وإذا
كان في آخر لقمة قال: بسم الله أوله وآخره. قال: فقلت له في ذلك، فقال: إن
جدي أمية بن مخشي حدثني- وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم- أن رجلا
كان يأكل عند النبي صلى الله عليه وسلم فلم يسم، فلما كان في آخر لقمة قال:
بسم الله أوله وآخره، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «مازال الشيطان يأكل
معك حتى سميت؛ فقاء الشيطان ما أكل».
.باب ما يقول لمن يأكل معه:
461-
حدثنا عبدان، ثنا عبد الله بن محمد العباداني، ثنا الحسن بن حبيب بن بدية،
ثنا روح بن القاسم، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عمر بن أبي سلمة، رضي
الله عنه قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يطعم، فقال: «ادن وكل
وسم الله عز وجل، وكل بيمينك، وكل مما يليك».
.باب ما يقول إذا أكل مع ذي عاهة:
462-
حدثنا أبو يعلى، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا يونس بن محمد، عن مفضل بن
فضالة، عن حبيب بن الشهيد، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله، رضي
الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيد مجذوم، فوضعها معه في
القصعة، فقال: «كل بسم الله، ثقة بالله، وتوكلا عليه».
.باب ما يقول إذا أكل:
463-
أخبرنا أبو عبد الرحمن النسائي، أنا أحمد بن سليمان الرهاوي، حدثنا معاوية
بن هشام، ثنا سفيان، عن أبي هاشم، عن رياح،- وقال مرة: أخبرني رياح- عن
أبي سعيد الخدري، رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أكل
طعاما قال: «الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين».
.نوع آخر:
464-
أخبرنا أبو يعلى، حدثنا هارون بن معروف، ثنا أبو عبد الرحمن المقري، ثنا
سعيد بن أبي أيوب، حدثني بكر بن عمرو، عن عبد الله بن هبيرة، عن عبد الرحمن
بن جبير، أنه حدثه عن رجل، خدم النبي صلى الله عليه وسلم ثماني سنين، أنه
كان يسمع النبي صلى الله عليه وسلم إذا قرب إليه طعامه يقول: «بسم الله».
فإذا فرغ من طعامه قال: «اللهم أطعمت وسقيت، وأغنيت، وأقنيت وهديت، وأحييت،
فلك الحمد على ما أعطيت».
.نوع آخر:
465-
حدثني الفضل بن عبد الله بن سليمان، ثنا هشام بن عمار، ثنا محمد بن عيسى
بن سميع، ثنا محمد بن أبي الزعيزعة، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده عبد
الله بن عمرو رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول في
الطعام إذا فرغ: «الحمد الله الذي من علينا وهدانا، والذي أشبعنا وأروانا،
وكل الإحسان آتانا».
.نوع آخر:
466-
أخبرنا أبو يعلى، حدثنا أبو الربيع الزهراني، وأبو خيثمة، وأحمد بن
إبراهيم الدورقي قالوا: ثنا أبو عبد الرحمن المقري، ثنا سعيد بن أبي أيوب،
حدثني أبو مرحوم عبد الرحيم بن ميمون، عن سهل بن معاذ بن أنس، عن أبيه، أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من أكل طعاما، فقال: الحمد لله الذي
أطعمني هذا الطعام ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة، غفر الله عز وجل له ما
تقدم من ذنبه».
.باب ما يقول إذا شبع من الطعام:
467-
أخبرنا أبو عبد الرحمن، وأبو الحسن بن جوصاء، قالا: حدثنا عمرو بن عثمان،
ثنا بقية بن الوليد، ثنا السري بن ينعم الجبلاني، حدثني عامر بن جشيب،
حدثني خالد بن معدان، عن أبي أمامة الباهلي، رضي الله عنه قال: دعينا إلى
وليمة وهو معنا، فلما شبع من الطعام قال: أما إني لست أقوم مقامي هذا
خطيبا، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا شبع من الطعام قال: «الحمد
لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، غير مكفي ولا مودع، ولا مستغنى عنه ربنا».
.نوع آخر:
468-
أخبرنا محمد بن زيان، حدثنا محمد بن رمح، ثنا الليث، عن سعيد بن أبي هلال،
عمن حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من قال حين يفرغ من
طعامه:: الحمد لله الذي أطعمني فأشبعني، وسقاني فأرواني، بلا حول مني ولا
قوة، فقد أدى شكر ذلك الطعام».
.باب ما يقول إذا شرب:
469-
أخبرنا أبو يعلى، حدثنا أبو همام، ثنا ابن وهب، أخبرني سعيد بن أبي أيوب،
عن أبي عقيل القرشي، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن أبي أيوب الأنصاري، رضي
الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا أكل وشرب قال:
«الحمد لله الذي أطعم وسقى وسوغه، وجعل له مخرجا».
.نوع آخر:
470-
أخبرنا ابن منيع، حدثنا الحسن بن أبي إسرائيل، ثنا عيسى بن يونس، ثنا
المعلى بن عرفان، عن شقيق بن سلمة، عن عبد الله بن مسعود، رضي الله عنه
قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا شرب في الإناء تنفس ثلاثة
أنفاس، يحمد الله عز وجل في كل نفس، ويشكره في آخرهن».
471-
أخبرني أبو عروبة، حدثنا النضر بن سلمة، ثنا ابن أبي أويس، ثنا ابن أبي
فديك، ثنا شبل بن العلاء بن عبد الرحمن، عن سمي، مولى أبي بكر بن عبد
الرحمن، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، عن نوفل بن معاوية الدؤلي،
رضي الله عنه قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشرب بثلاثة أنفاس،
يسمي الله عز وجل في أوله، ويحمده في آخره».
.نوع آخر:
472-
أخبرنا أبو يعلى، حدثنا محمد بن إبراهيم الشامي، ثنا إبراهيم بن سليمان،
ثنا حرب بن سريج، عن حماد بن أبي سليمان، قال: تغديت عند أبي بردة، فقال:
ألا أحدثك ما حدثني به عبد الله بن قيس، رضي الله عنه؟ قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: «من أكل فشبع، وشرب فروي، فقال: الحمد لله الذي أطعمني
فأشبعني، وسقاني فأرواني، خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه».
.باب ما يقول إذا شرب اللبن:
473-
أخبرني محمد بن محمد الباهلي، حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، ثنا
إسماعيل بن علية، عن علي بن زيد بن عبد الله بن جدعان، حدثني عمرو بن
حرملة، عن ابن عباس، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«من أطعمه الله طعاما فليقل: اللهم بارك لنا فيه، وأطعمنا خيرا منه، ومن
سقاه الله عز وجل لبنا فليقل: اللهم بارك لنا فيه، وزدنا منه، فإنه ليس شيء
يجزئ من الطعام والشراب غير اللبن».
.باب ما يقول لمن سقاه:
474-
أخبرني إبراهيم بن محمد بن الضحاك، حدثنا محمد بن سنجر، ثنا أبو مسهر، ثنا
يحيى بن حمزة، حدثني إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، حدثني يوسف بن
سليمان، عن جدته ميمونة، عن عمرو بن الحمق الخزاعي، أنه سقى رسول الله صلى
الله عليه وسلم لبنا، فقال: «اللهم أمتعه بشبابه» فمرت عليه ثمانون سنة لم
ير شعرة بيضاء.
.باب ما يقول إذا أكل عند قوم:
475-
حدثنا أبو خليفة، ثنا أبو الوليد الطيالسي، ثنا شعبة، عن يزيد بن خمير، عن
عبد الله بن بسر السلمي، رضي الله عنه قال: جاء رسول الله صلى الله عليه
وسلم إلى أبي، فأتاه بطعام وحيسة وسويق وتمر، ثم أتاه بشراب، فناول من عن
يمينه. قال: وكان يأكل التمر، ويضع النوى على ظهر أصبعه السبابة والوسطى،
ثم يرمي به، ثم دعا لهم، فقال: «اللهم بارك لهم فيما رزقتهم، واغفر لهم
وارحمهم».
.باب ما يقول لمن أماط الأذى عن طعامه وشرابه:
476-
أخبرنا أبو شيبة داود بن إبراهيم، حدثنا عبد الله بن عمر بن أبان، ثنا أبو
تميلة يحيى بن واضح، عن الحسين بن واقد، حدثني أبو نهيك، قال: سمعت عمرو
بن أخطب، رضي الله عنه قال: استسقى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتيته
بماء في جمجمة وفيها شعرة، فأخرجتها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«اللهم جمله» قال: فرأيته ابن ثلاث وتسعين أسود الرأس واللحية.
.باب ما يقول إذا أفطر:
477-
أخبرنا أبو عبد الرحمن، أخبرني قريش بن عبد الرحمن، حدثنا علي بن الحسين،
ثنا الحسين بن واقد، ثنا مروان المقفع، قال: رأيت ابن عمر قبض على لحيته،
فقطع ما زاد على الكف، وقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أفطر
قال: «ذهب الظمأ، وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله عز وجل».
.نوع آخر:
478-
حدثني عمر بن سهل، حدثنا أحمد بن محمد بن شاكر، ثنا إسماعيل بن أسد
القطيعي، ثنا أبو النضر، حدثنا الأشجعي، عن سفيان، عن حصين بن عبد الرحمن،
عن رجل، عن معاذ بن زهرة، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أفطر
قال: «الحمد لله الذي أعانني فصمت، ورزقني فأفطرت».
.نوع آخر:
479-
حدثني موسى بن محمد المكتب، حدثنا يوسف بن موسى، ثنا عبد الملك بن هارون
بن عنترة، عن أبيه، عن جده، عن ابن عباس، رضي الله عنهما قال: كان رسول
الله صلى الله عليه وسلم إذا أفطر يقول: «اللهم لك صمنا، وعلى رزقك أفطرنا،
فتقبل منا، إنك أنت السميع العليم».
.باب الدعاء عند الإفطار:
480-
أخبرنا أبو يعلى، حدثنا الحكم بن موسى، ثنا الوليد بن مسلم، ثنا إسحاق بن
عبيد الله، قال: سمعت ابن أبي مليكة، يقول: سمعت عبد الله بن عمرو بن
العاص، رضي الله عنهما يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن
للصائم عند فطره لدعوة ما ترد». قال ابن أبي مليكة: سمعت عبد الله بن عمرو
يقول إذا أفطر: «اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء أن تغفر لي».
.باب ما يقول إذا أفطر عند قوم:
481-
حدثنا أبو محمد بن صاعد، ثنا سليمان بن يوسف، ثنا شعيب بن بيان، ثنا عمران
القطان، عن قتادة، عن أنس، رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم إذا أفطر عند قوم دعا لهم، فقال: «أفطر عندكم الصائمون، وأكل طعامكم
الأبرار، وصلت عليكم الملائكة».
.باب ما يقول إذا رفع طعامه:
482-
أخبرنا علي بن الحسين بن قحطبة، ثنا الحسين بن علي بن يزيد الصدائي، ثنا
عبد الله بن إسحاق العطار، ثنا مندل، عن عبد الوارث، عن أنس بن مالك، رضي
الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الرجل ليضع طعامه،
فما يرفع حتى يغفر له». قالوا: يا رسول الله، وما ذاك؟ قال: «يقول: بسم
الله إذا وضع طعامه، وإذا رفع قال: الحمد لله كثيرا».
.باب ما يقول إذا رفعت مائدته:
483-
أخبرنا الحسين بن عبد الله القطان، حدثنا عمر بن يزيد السياري، ثنا سفيان
بن حبيب، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن أبي أمامة، رضي الله عنه أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا رفعت مائدته قال: «الحمد لله حمدا
كثيرا طيبا مباركا فيه، غير مكفي ولا مودع، ولا مستغنى عنه ربنا».
.باب ما يقول إذا غسل يديه:
484-
أخبرنا محمد بن الحسين بن مكرم، حدثنا عبد الأعلى بن حماد النرسي، ثنا بشر
بن منصور، عن زهير بن محمد، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة،
رضي الله عنه قال: دعا رجل من الأنصار من أهل قباء النبي صلى الله عليه
وسلم، فانطلقنا معه، فلما طعم وغسل يده- أو قال يديه- قال: «الحمد لله الذي
يطعم ولا يطعم، من علينا فهدانا، وأطعمنا وسقانا، وكل بلاء حسن أبلانا،
الحمد لله غير مودع ربي ولا مكافأ ولا مكفور، ولا مستغنى عنه، الحمد لله
الذي أطعم من الطعام، وأسقى من الشراب، وكسا من العري، وهدى من الضلالة،
وبصر من العمى، وفضل على كثير ممن خلقه تفضيلا، الحمد لله رب العالمين».
.باب ثواب من حمد الله عز وجل على طعامه:
485-
أخبرنا أبو يعلى، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا أبو أسامة، ومحمد بن
بشر، قالا: ثنا زكريا بن أبي زائدة، عن سعيد بن أبي بردة، عن أنس بن مالك،
رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله عز وجل
ليرضى عن العبد يأكل الأكلة:، أو يشرب الشربة يحمده عليها».
.باب ما يقول إذا فرغ من غدائه وعشائه:
486-
أخبرنا أبو عروبة، حدثنا محمد بن وهب، ثنا محمد بن سلمة، عن أبي عبد
الرحيم، حدثني عمر بن أبي عبيدة، عن عبادة بن نسي، عن عبد الأعلى بن هلال
السلمي، عن الحارث بن الحارث الأزدي، أنه كان يقول إذا فرغ من غذائه
وعشائه: «اللهم لك الحمد، أطعمت وأسقيت، وأشبعت وأرويت، فلك الحمد غير
مكفور ولا مودع ولا مستغنى عنه» وذكر أبو عبيدة أن عبادة بن نسي حدثه أن
عبد الأعلى حدثه أن الحارث لم يجعل لها من دون رسول الله صلى الله عليه
وسلم منتهى.
.باب ذكر الله عز وجل بعد الطعام:
487-
أخبرنا أبو خليفة، حدثنا معاذ بن عبد الرحيم ابن أخي خالد، وعبد الرحمن بن
المبارك قالا: ثنا بزيع أبو الخليل، ثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة،
رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أذيبوا طعامكم
بذكر الله عز وجل والصلاة، ولا تناموا عليه فتقسو له قلوبكم».
.باب ما يقول إذا حضر الطعام وهو صائم:
488-
أخبرنا ابن منيع، حدثنا علي بن الجعد، أخبرنا شعبة ح وأنا ابن مكرم، حدثنا
علي بن نصر، ثنا يحيى بن أبي كثير، ثنا شعبة، عن أبي جعفر الفراء، عن عبد
الله بن شداد، عن عبد الله، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: «إذا دعي أحدكم فليجب، فإن كان مفطرا فليأكل، وإن كان صائما دعا له
بالبركة».
.باب كيف يدعى إلى الطعام:
489-
أخبرنا أبو محمد بن صاعد، حدثنا أحمد بن منصور الرمادي، ثنا يونس بن محمد،
ثنا حرب بن ميمون، عن النضر بن أنس، عن أنس بن مالك، رضي الله عنه قال:
قالت أم سليم: اذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقل: إن رأيت أن
تتغدى عندنا فافعل. فجئت فبلغته، فقال: «ومن عندي»؟ قلت: نعم. قال:
«انهضوا».
.باب ما يقول إذا خرج في سفر:
491-
أخبرنا أبو عبد الرحمن، أنا يحيى بن حبيب بن عربي، عن حماد بن زيد، عن
عاصم، قال: قال عبد الله بن سرجس: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سافر
قال: «اللهم أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل، اللهم اصحبنا في
سفرنا، واخلفنا في أهلنا، اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر، وكآبة
المنقلب، والحور بعد الكور، ودعوة المظلوم، وسوء المنظر في الأهل والمال».
.نوع آخر:
492-
أخبرنا أبو يعلى، حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا جرير، عن فطر، عن أبي
إسحاق، عن البراء، رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا
خرج إلى السفر قال: «اللهم بلاغا يبلغ خيرا، ومغفرة منك ورضوانا، بيدك
الخير، إنك على كل شيء قدير، اللهم أنت الصاحب في السفر، والخليفة في
الأهل، اللهم هون علينا السفر، واطو لنا الأرض، إني أعوذ بك من وعثاء
السفر، وكآبة المنقلب».
.نوع آخر:
493-
أخبرنا إبراهيم بن محمد، حدثنا يونس بن عبد الأعلى، ثنا ابن وهب، أنا يزيد
بن عياض، عن عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة، رضي الله عنه أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم كان إذا خرج مسافرا قال: «اللهم أنت الخليفة في الأهل،
والصاحب في السفر، اللهم إني أسألك البر والتقوى، واشغلنا بما تحب وترضى،
اللهم أعنا على سفرنا، واطو لنا بعده».
.نوع آخر:
494-
أخبرني أبو عروبة، وأبو جعفر بن زهير، وأبو يعلى قالوا: حدثنا أبو كريب،
ثنا المحاربي، عن عمرو بن مساور، عن الحسن، عن أنس، رضي الله عنه قال: لم
يرد رسول الله صلى الله عليه وسلم سفرا قط إلا قال حين ينهض من جلوسه:
«اللهم بك انتشرت، وإليك توجهت، وبك اعتصمت، اللهم أنت ثقتي ورجائي، اللهم
اكفني ما أهمني، وما لا أهتم به، وما أنت أعلم به مني، وزودني التقوى،
واغفر لي ذنبي، ووجهني للخير حيث ما توجهت» ثم خرج.
.باب ما يقول إذا وضع رجله في الركاب:
495-
أخبرني أبو عبد الرحمن، أخبرني محمد بن قدامة، حدثنا جرير، عن منصور، عن
أبي إسحاق، عن علي بن ربيعة الأسدي، قال: رأيت عليا رضي الله عنه أتى
بدابة، فلما وضع رجله في الركاب قال: «بسم الله. فلما استوى قال: الحمد
لله، سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين، وإنا إلى ربنا لمنقلبون.
ثم كبر ثلاثا، وحمد الله ثلاثا، ثم قال: لا إله إلا أنت سبحانك، إني ظلمت
نفسي، فاغفر لي ذنوبي، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت» وقال: إن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال يوما مثل ذلك، ثم استضحك، فقلت: مم استضحكت؟ قال:
«لعجب ربنا عز وجل، قال: علم عبدي أن له ربا يغفر الذنوب».
.باب التسمية عند الركوب:
496-
حدثنا عبد الله بن محمد بن سعد الحمال، ثنا محمد بن سعد العوفي، ثنا ابن
أبي مريم، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عبد الرحمن بن أبي عمرة، عن عمر رضي
الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن على ظهر كل بعير
شيطانا، فإذا ركبتموها فقولوا: بسم الله».
.باب ما يقول إذا ركب:
497-
أخبرنا أبو بكر بن مكرم، حدثنا عمرو بن علي، ثنا ابن أبي عدي، ثنا شعبة،
عن عبد الله بن بشر، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة، رضي الله عنه قال: كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سافر فركب راحلته قال بإصبعه- ومد شعبة
إصبعه- قال::«اللهم أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل، اللهم اصحبنا
بنصحك، واقلبنا بذمة، اللهم ازو لنا الأرض، وهون علينا السفر، اللهم إني
أعوذ بك من وعثاء السفر، وكآبة المنقلب».
.نوع آخر:
498-
حدثنا محمد بن علي بن مهدي العطار، بالكوفة، ثنا علي بن المنذر، ثنا محمد
بن فضيل، عن الأجلح، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي بن أبي طالب، رضي
الله عنه أنه خرج من باب القصر. قال: فوضع رجله في الغرز، فقال: «بسم الله.
فلما استوى على الدابة قال: الحمد الله الذي كرمنا وحملنا في البر والبحر،
ورزقنا من الطيبات، وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلا، سبحان الذي سخر لنا
هذا وما كنا له مقرنين، وإنا إلى ربنا لمنقلبون»، ثم قال: «رب اغفر لي، إنه
لا يغفر الذنوب إلا أنت». ثم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: «إن الله عز وجل لعجب من عبده إذا قال: رب اغفر لي، إنه لا يغفر
الذنوب إلا أنت».
.باب ما يقول إذا ركب سفينة:
499-
أخبرنا أبو يعلى، حدثنا جبارة بن المغلس، ثنا يحيى بن العلاء، عن مروان بن
سالم، عن طلحة بن عبيد الله العقيلي، عن الحسين بن علي، رضي الله عنهما
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أمان لأمتي من الغرق إذا ركبوا في
السفينة أن يقولوا: بسم الله مجراها ومرساها، إن ربي لغفور رحيم، وما
قدروا الله حق قدره إلى آخر الآية».
.باب ما يقول لمن خرج في سفر:
500-
حدثنا سليمان بن الحسين، ثنا أبو كامل، ثنا الفضيل بن سليمان، ثنا أسامة
بن زيد، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة، رضي الله عنه قال: جاء
رجل يريد سفرا، فقال: يا رسول الله، أوصني. قال: «أوصيك بتقوى الله،
والتكبير على كل شرف». قال: فلما ولى الرجل قال النبي صلى الله عليه وسلم:
«اللهم ازو له الأرض، وهون عليه السفر».
.نوع آخر:
501-
أخبرنا ابن منيع، حدثنا محمد بن إسحاق الصاغاني، ثنا يحيى بن إسماعيل
الواسطي، ثنا سيار بن حاتم، عن جعفر بن سليمان، عن ثابت، عن أنس، رضي الله
عنه أن رجلا:، أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، إني أريد
سفرا، فزودني. قال: «زودك الله التقوى». قال: زدني. قال: «وغفر لك ذنبك».
قال: زدني. قال: «ووجهك للخير حيثما توجهت».
.نوع آخر:
502-
أخبرنا ابن مكرم، حدثنا نصر بن علي، ثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا سعيد بن أبي
كريب، حدثني موسى بن ميسرة العبدي، عن أنس بن مالك، رضي الله عنه قال: جاء
رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: إني أريد السفر. فقال له
النبي صلى الله عليه وسلم: «متى»؟ قال: غدا إن شاء الله. فأتاه، فأخذ بيده،
فقال: «في حفظ الله، وفي كنفه، وزودك الله التقوى، وغفر ذنبك، ووجهك في
الخير حيث توجهت». أو قال: «أينما توجهت».
.باب ما يقول إذا شيع رجالا:
503-
أخبرنا أبو عبد الرحمن، حدثنا هلال بن العلاء، ثنا عفان، ثنا حماد بن
سلمة، ثنا أبو جعفر الخطمي، عن محمد بن كعب القرظي، عن عبد الله بن يزيد
الخطمي، رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا شيع جيشا،
فبلغ ثنية الوداع، فقال: «أستودع الله دينكم، وأمانتكم، وخواتيم أعمالكم».
.باب ما يقول إذا ودع رجلا:
504-
أخبرنا أبو يحيى الساجي، حدثنا أحمد بن سعيد الهمداني، ثنا ابن وهب،
أخبرني الليث بن سعد، وسعيد بن أبي أيوب، عن الحسن بن ثوبان، أنه سمع موسى
بن وردان، يقول: أتيت أبا هريرة أودعه لسفر أردته، فقال أبو هريرة رضي الله
عنه: ألا أعلمك يا ابن أخي شيئا علمنيه رسول الله صلى الله عليه وسلم
أقوله عند الوداع؟ قلت: بلى. قال: قل: «أستودعكم الله الذي لا تضيع
ودائعه».
.باب ما يقول إذا ودع من يريد الحج:
505-
حدثني أحمد بن يحيى بن زهير، ثنا الحسن بن يحيى الرازي، ثنا عاصم بن مهجع،
ثنا مسلمة بن سالم الجهني، أمام مسجد بني دارم، حدثني عبيد الله بن عمر،
حدثني نافع، عن سالم، عن أبيه، قال: جاء غلام إلى النبي صلى الله عليه
وسلم، فقال: إني أريد هذا الوجه الحج «يا غلام، زودك الله التقوى، ووجهك في
الخير، وكفاك الهم». فلما رجع الغلام سلم على النبي صلى الله عليه وسلم،
فرفع رأسه إليه، فقال: «يا غلام، قبل الله حجك، وغفر ذنبك، وأخلف نفقتك».
.باب ما يقول لأهله إذا ودعهم:
506-
أخبرنا أبو يعلى، حدثنا هارون بن معروف، ثنا بشر بن حسان بن السري، ثنا
ابن لهيعة، عن الحسن بن ثوبان، عن موسى بن وردان، قال: قال أبو هريرة: ألا
أعلمك كلمات علمنيهن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ إذا أردت سفرا أو تخرج
مكانا تقول لأهلك: «أستودعكم الله الذي لا يخيب ودائعه».
.باب ما يقول إذا انفلتت دابته:
507-
أخبرنا أبو يعلى، حدثنا الحسن بن عمر بن شقيق، ثنا معروف بن حسان أبو معاذ
السمرقندي، عن سعيد، عن قتادة، عن ابن بريدة، عن أبيه، عن عبد الله بن
مسعود، رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا
انفلتت دابة أحدكم بأرض فلاة فليناد: يا عباد الله احبسوا، يا عباد الله
احبسوا، فإن لله عز وجل في الأرض حاضرا سيحبسه».
.باب ما يقول إذا عثرت دابته:
508-
أخبرنا أبو عبد الرحمن، حدثنا عثمان بن عبد الله، ثنا أحمد بن عبدة، ثنا
محمد بن حمران القيسي، ثنا خالد الحذاء، عن أبي تميمة، عن أبي المليح، عن
أبيه- وهو أسامة بن عمير رضي الله عنه- قال: كنت ردف رسول الله صلى الله
عليه وسلم، فعثر بعيرنا، فقلت: تعس الشيطان، فقال لي رسول الله صلى الله
عليه وسلم: «لا تقل تعس الشيطان، فإنه يعظم حتى يصير مثل البيت، ويقول:
بقوتي، لكن قل: بسم الله، فإنه يصغر حتى يصير مثل الذباب».
.باب ما يقول على الدابة الصعبة:
509-
أخبرنا أبو الليث نصر بن القاسم، حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري، ثنا
المنهال بن عيسى، ثنا يونس بن عبيد، قال: «ليس رجل يكون على دابة صعبة،
فيقول في أذنها: أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السموات والأرض طوعا
وكرها وإليه يرجعون، إلا وقفت بإذن الله تعالى».
.باب ما يقول إذا عثر فدميت أصبعه:
510-
أخبرنا أبو يعلى، حدثنا خلف بن هشام، ثنا أبو عوانة، عن الأسود بن قيس، عن
جندب بن سفيان، رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دميت أصبعه
في بعض المشاهد، فقال: «هل أنت إلا إصبع دميت، وفي سبيل الله ما لقيت».
.باب ما يحدى به في السفر:
511-
أخبرنا أبو عبد الرحمن، أنبأنا أحمد بن أبي عبيد الله، حدثنا عمر بن علي
المقدمي، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن عبد الله بن
رواحة، رضي الله عنه أنه كان مع النبي صلى الله عليه وسلم في مسير له،
فقال: «يا ابن رواحة، انزل فحرك الركاب» فقال: يا رسول الله، قد تركت ذلك.
فقال عمر: اسمع وأطع. فرمى بنفسه، فقال اللهم لولا أنت ما اهتدينا ولا
تصدقنا ولا صلينا فأنزلن سكينة علينا وثبت الأقدام إن لاقينا.
512-
أخبرنا أبو يعلى، ثنا هدبة بن خالد، ثنا همام، ثنا قتادة، عن أنس، رضي
الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان له حاد يقال له أنجشة، وكان
حسن الصوت، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «رويدك يا أنجشة، لا تكسر
القوارير» قال قتادة: يعني ضعفة النساء.
.باب ما يقول إذا كان في سفر فأسحر:
513-
أخبرنا أبو عبد الرحمن، أنا يونس بن عبد الأعلى، عن ابن وهب، حدثني أيضا،-
يعني: سليمان بن بلال- عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، أن
النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا كان في سفر فأسحر يقول: «سمع سامع بحمد
الله وحسن بلائه علينا، ربنا صاحبنا وأفضل علينا، عائذا بالله من النار».
.باب ما يقول إذا صلى الصبح في السفر:
514-
أخبرنا محمد بن محمد بن حمدان بن سفيان، حدثنا علي بن إسماعيل البزار، ثنا
سعيد بن سليمان، ثنا إسحاق بن يحيى بن طلحة، ثني ابن بريدة الأسلمي، عن
أبيه، رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى الصبح-
قال: ولا أعلمه إلا قال: في سفر- رفع صوته حتى يسمع أصحابه: «اللهم أصلح لي
ديني الذي جعلته عصمة أمري، اللهم أصلح لي دنياي التي جعلت فيها معاشي-
ثلاث مرات- اللهم أصلح لي آخرتي التي جعلت إليها مرجعي- ثلاث مرات- اللهم
إني أعوذ برضاك من سخطك، اللهم أعوذ بك- ثلاث مرات- لا مانع لما أعطيت، ولا
معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد».
.باب ما يقول إذا صعد في عقبة:
515-
حدثنا عبدان، ثنا إسماعيل بن زكريا، ثنا حفص بن غياث، عن أشعث بن عبد
الملك، عن الحسن، عن جابر بن عبد الله، رضي الله عنه قال: «كنا إذا كنا مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم على أكمة كبرنا، وإذا صعدنا على جبل كبرنا،
وإذا هبطنا سبحنا».
.نوع آخر:
516-
أخبرنا محمود بن محمد، حدثنا العباس بن عبد العظيم العنبري، ثنا يحيى بن
سعيد، عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي، عن أبي موسى الأشعري، رضي
الله عنه قال: أخذ القوم في عقبة- أو قال: في ثنية- كلما علا عليها رجل
نادى بأعلى صوته: لا إله إلا الله، والله أكبر. قال: فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: «إنكم لا تدعون أصم ولا غائبا». ثم قال: «يا أبا موسى- أو:
يا عبد الله بن قيس- ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة»؟ قلت: بلى. قال:
«تقول: لا حول ولا قوة إلا بالله».
.باب ما يقول إذا أشرف على واد:
517-
أخبرنا أبو عبد الرحمن، حدثنا عبدة بن عبد الله الصفار، عن سويد، عن زهير،
ثنا عاصم الأحول، عن أبي عثمان، حدثني أبو موسى، رضي الله عنه قال: كنا مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، فأشرف الناس على واد، فجهروا
بالتهليل والتكبير: الله أكبر، لا إله إلا الله، ورفع عاصم صوته، فقال
النبي صلى الله عليه وسلم: «يا أيها الناس، اربعوا على أنفسكم، الذي تدعون
ليس بأصم، إنه سميع قريب، إنه معكم»، أعادها ثلاث مرات. قال أبو موسى:
فسمعني أقول وأنا خلفه: لا حول ولا قوة إلا بالله، قال: «ألا أدلك على كنز
من كنوز الجنة؟» قلت: بلى، فداك أبي وأمي. قال: «لا حول ولا قوة إلا
بالله».
.باب ما يقول إذا أوفى على فدفد من الأرض:
518-
أخبرنا أبو يعلى، حدثنا العباس بن الوليد النرسي، ثنا يحيى بن سعيد، ثنا
عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن عبد الله بن عمر، رضي الله عنهما قال: كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قفل من الجيوش أو السرايا أو الحج أو
العمرة أو في ثنية أو فدفد، كبر ثلاثا، ثم قال: «لا إله إلا الله، وحده لا
شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير». ثم قال: «آيبون
تائبون حامدون، لربنا ساجدون، لربنا حامدون، صدق الله وعده، ونصر عبده،
وهزم الأحزاب وحده».
.باب ما يقول إذا علا شرفا من الأرض:
519-
أخبرنا أحمد بن عبد الجبار، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا وكيع، ثنا
أسامة بن زيد، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، رضي الله عنه قال: أراد رجل
سفرا، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، أوصني. قال:
«أوصيك بتقوى الله، والتكبير على كل شرف».
.نوع آخر:
520-
أخبرنا أبو يعلى، حدثنا خلف بن هشام، ثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن أبي
عثمان، عن أبي موسى، قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر،
فكان القوم إذا علوا شرفا كبروا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «يا أيها
الناس، اربعوا على أنفسكم، فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا، ولكن تدعون سميعا
قريبا». قال: وأنا أقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، فقال: «يا عبد الله بن
قيس، ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة: لا حول ولا قوة إلا بالله».
.نوع آخر:
521-
أخبرنا أبو القاسم بن منيع، ثنا شيبان بن فروخ، ثنا عمارة بن زاذان، عن
زياد النميري، عن أنس بن مالك، رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه
وسلم إذا علا شرفا من الأرض قال: «اللهم لك الشرف على كل شرف، ولك الحمد
على كل حال».
.باب ما يقول إذا تغولت الغيلان:
522-
حدثنا محمد بن خريم بن مروان، ثنا هشام بن عمار، ثنا سويد بن عبد العزيز،
ثنا هشام بن حسان، عن الحسن، عن جابر بن عبد الله، رضي الله عنه أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله عز وجل رفيق يحب الرفق، فإذا سافرتم
في الخصب: فأمكنوا الركاب أسنتها، ولا تجاوزوا بها المنازل، وإذا سرتم في
الجدب فاستبقوا، وعليكم بالدلجة فإن الأرض تطوى بالليل، وإن تغولت بكم
الغيلان فنادوا بالأذان، وإياكم والصلاة على جواد الطريق، فإنها ممر
السباع، ومأوى الحيات».
.باب ما يقول إذا رأى قرية يريد دخولها:
523-
أخبرنا أبو العباس بن محمد بن الحسن بن قتيبة، حدثنا محمد بن أبي السري
العسقلاني، قال: قرئ على حفص بن ميسرة الصنعاني وأنا أسمع: ثنى موسى بن
عقبة، عن عطاء بن أبي مروان، عن أبيه، أن كعبا، حلف بالذي فلق البحر لموسى
عليه السلام أن صهيبا حدثه أن محمدا صلى الله عليه وسلم لم ير قرية يريد
دخولها إلا قال حين يراها: «اللهم رب السموات السبع وما أظللن، ورب الأرضين
السبع وما أقللن، ورب الشياطين وما أضللن، ورب الرياح وما ذرين، فإنا
نسألك خير هذه القرية وخير أهلها، ونعوذ بك من شرها وشر أهلها وشر ما
فيها».
.باب ما يقول إذا أشرف على مدينة:
524-
أخبرنا أبو عبد الرحمن، أنا عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم، حدثنا
سعيد بن عفير، ثنا يحيى بن أيوب، عن قيس بن سالم، أنه سمع أبا أمامة بن
سهل، يقول: سمعت أبا هريرة، رضي الله عنه يقول: قلنا: يا رسول الله، ما كان
يتخوف القوم حيث كانوا يقولون إذا أشرفوا على المدينة: اللهم اجعل لنا
فيها رزقا وقرارا؟ قال: «كانوا يتخوفون من جور الولاة، وقحوط المطر».
.نوع آخر:
525-
أخبرنا أبو عبد الرحمن، أنا عمران بن موسى، حدثنا عبد الوارث، ثنا يحيى بن
أبي إسحاق، ثنا أنس بن مالك، رضي الله عنه قال: كنا مع رسول الله صلى الله
عليه وسلم مقفله من عسفان، فلما أشرف على المدينة قال: «آيبون عابدون،
لربنا حامدون» فلم يزل يقول ذلك حتى دخل المدينة.
.نوع آخر:
526-
حدثني عمر بن سهل، ثنا عبد الله بن الفضل، ثنا إسحاق بن البهلول، ثنا
إسحاق بن عيسى، عن الحسن بن الحكم، عن عيسى بن ميمون، عن القاسم، عن عائشة،
رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أشرف على أرض
يريد دخولها قال: «اللهم إني أسألك من خير هذه الأرض وخير ما جمعت فيها،
وأعوذ بك من شرها وشر ما جمعت فيها، اللهم ارزقنا حماها، وأعذنا من وباها،
وحببنا إلى أهلها، وحبب صالحي أهلها إلينا».
.باب ما يقول إذا نزل منزلا:
527-
أخبرنا أبو عبد الرحمن، أنا قتيبة بن سعيد، ثنا الليث بن سعد، عن يزيد بن
أبي حبيب، عن الحارث بن يعقوب، عن يعقوب بن عبد الله، عن بسر بن سعيد، عن
سعد بن أبي وقاص، رضي الله عنه، عن خولة بنت حكيم، رضي الله عنها أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال: «من نزل منزلا ثم قال: أعوذ بكلمات الله
التامات من شر ما خلق، لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك».
.نوع آخر:
528-
أخبرنا عبدان، وأبو عروبة قالا: حدثنا عمرو بن عثمان، ثنا بقية بن الوليد،
قال: قال شعبة: حدثني قتادة، عن أنس بن مالك، رضي الله عنه قال: «كنا إذا
نزلنا سبحنا حتى تحل الرحال» قال: يعني سبحنا باللسان.
.باب ما يقول إذا قفل من سفره:
529-
أخبرنا أبو يعلى، حدثنا عبد الله بن محمد بن أسماء، ثنا جويرية، عن نافع،
عن عبد الله، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قفل كبر ثلاثا، ثم
قال: «لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل
شيء قدير، آيبون عابدون تائبون ساجدون، لربنا حامدون، صدق الله وعده، ونصر
عبده، وهزم الأحزاب وحده».
.باب ما يقول إذا قدم من سفره فدخل على أهله:
530-
أخبرنا أبو يعلى، حدثنا خلف بن هشام البزار، ثنا أبو الأحوص، عن سماك، عن
عكرمة، عن ابن عباس، رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا أراد أن يخرج في سفر قال: «اللهم أنت الصاحب في السفر، والخليفة في
الأهل، اللهم إني أعوذ بك من الضبنة في السفر، والكآبة في المنقلب، اللهم
اقبض لنا الأرض، وهون علينا السفر». فإذا أراد الرجوع قال: «آيبون تائبون
عابدون، لربنا حامدون». فإذا دخل على أهله قال: «توبا لربنا أوبا، لا يغادر
علينا حوبا».
.باب ما يقول لمن قدم من الغزو:
531-
أخبرنا أبو يعلى، حدثنا إبراهيم بن الحجاج السامي، ثنا حماد بن سلمة، عن
سهيل بن أبي صالح، عن سعيد بن يسار، عن أبي طلحة، رضي الله عنه أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الملائكة لا تدخل بيتا فيه تصاوير ولا
كلب» قال زيد بن خالد الجهني لأبي طلحة: قم بنا إلى عائشة نسألها عن هذا.
فأتيا عائشة رضي الله عنها فسألاها، فقالت: أما هذا فإني لا أحفظه عن رسول
الله صلى الله عليه وسلم، ولكن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في مغزى
له، فتحينت قفله، فكسوت عرش بيتي نمطا، فلما دخل استقبله، فأخذت بيده،
فقلت: الحمد لله الذي نصرك وأعزك وأكرمك، فنظرت إليه، فرأيت الكراهية في
وجهه، حتى تمنيت أني لم أكن فعلته، فنزع يده من يدي، ثم أتى النمط فانتبشه،
ثم قال: «يا عائشة، إن الله عز وجل لم يأمرنا فيما رزقنا أن نكسو الحجارة
واللبن»، فجعلته في وسادتين، فجلس عليهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم
يكرهما.
.باب ما يقول لمن يقدم من حج:
532-
حدثنا أحمد بن يحيى بن زهير، ثنا الحسن بن يحيى، ثنا عاصم بن مهجع، ثنا
مسلمة بن سالم، ثنا عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن سالم، عن أبيه، قال: جاء
غلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: إني أريد هذا الوجه الحج. قال:
فمشى معه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «يا غلام، زودك الله التقوى،
ووجهك في الخير، وكفاك المهم». فلما رجع الغلام سلم على النبي صلى الله
عليه وسلم. قال: فرفع رأسه إليه، فقال: «يا غلام، قبل الله حجك، وغفر ذنبك،
وأخلف نفقتك».
.باب ما يقول لمن يقدم عليه من سفر:
533-
أخبرنا أبو عبد الرحمن، أنا إسحاق بن إبراهيم، أنا المخزومي، حدثنا وهيب،
ثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن مجاهد، عن السائب بن أبي السائب، رضي
الله عنه- قال: وكان يشارك رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجاهلية- قال:
فقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «مرحبا بأخي، لا يداري ولا
يماري».
.باب ما يقول إذا دخل على مريض:
534-
أخبرنا أبو يعلى، حدثنا إبراهيم بن الحجاج، ثنا حماد بن سلمة، عن سنان بن
ربيعة، عن أنس بن مالك، رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على
أعرابي يعوده وهو محموم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «كفارة وطهور».
فقال الأعرابي: حمى تفور على شيخ كبير تزيره القبور. فقام النبي صلى الله
عليه وسلم وتركه.
.نوع آخر:
535-
أخبرني الحسين بن محمد، حدثنا يزيد بن محمد بن عبد الصمد، ثنا سليمان بن
عبد الرحمن، ثنا عبد الأعلى بن محمد البصري، عن يحيى بن سعيد المدني،- وليس
هو يحيى بن سعيد بن قيس- عن الزهري، عن القاسم أبي عبد الرحمن، عن أبي
أمامة، رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من تمام
العيادة أن تضع على المريض يدك، فتقول: كيف أصبحت، أو كيف أمسيت».
/
.باب تطييب نفس المريض:
536-
أخبرني إبراهيم بن محمد، عن أبي سعيد الأشج، حدثنا عقبة بن خالد، عن موسى
بن محمد، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري، رضي الله عنه قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: «إذا دخلتم على المريض فنفسوا له في أجله، فإن ذلك لا
يرد شيئا، وهو يطيب نفسه».
.باب مسألة المريض عن حاله:
537-
أخبرنا أبو محمد بن صاعد، وأبو عروبة قالا: حدثنا محمد بن يزيد بن سنان،
ثنا أبي فروة يزيد بن سنان، ثنا عبد الرحيم بن عطاف الزهري، عن عطاء بن أبي
رباح، عن ابن عباس، عن أم سلمة، رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه
وسلم قالت: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي سلمة وهو مريض، قال:
«كيف تجدك؟» قال: صالحا. قال: «أصلحك الله».
.باب ما يستحب من جواب المريض:
538-
أخبرنا أبو يعلى، حدثنا الحسن بن عمر بن شقيق، حدثنا جعفر بن سليمان، عن
ثابت،- أحسبه- عن أنس بن مالك، رضي الله عنه قال: دخل رسول الله صلى الله
عليه وسلم على رجل يعوده وهو في الموت، فسلم عليه، وقال: «كيف تجدك»؟ قال:
بخير يا رسول الله، أرجو الله، وأخاف ذنوبي. قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: «لن يجتمعا في قلب رجل عند هذا الموطن إلا أعطاه الله عز وجل رجاءه،
وآمنه مما يخاف».
.باب اشتهاء المريض:
539-
أخبرنا أبو يعلى، حدثنا الحسن بن حماد، ثنا أبو يحيى الحماني، ثنا الأعمش،
عن رجل، عن أنس بن مالك، رضي الله عنه قال: دخل النبي صلى الله عليه وسلم
على رجل يعوده، فقال: «هل تشتهي شيئا؟ هل تشتهي كعكا؟» قال: نعم. فطلبه له.
.باب تلقين المريض الصبر:
540-
حدثنا عبدان، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا أبو أسامة، عن عبد الرحمن بن
يزيد، عن إسماعيل بن عبيد الله، عن أبي صالح الأشعري، عن أبي هريرة، رضي
الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه عاد مريضا ومعه أبو هريرة
من وعك كان به شديد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله عز وجل
يقول: هي ناري أسلطها على عبدي المؤمن في الدنيا؛ لتكون حطة من النار في
الآخرة».
541-
أخبرني أبو أيوب الخزاعي سليمان بن محمد، حدثنا الحسن بن علي بن عياش، ثنا
أبو المغيرة، ثنا عبد الرحمن بن يزيد بن تميم، حدثني إسماعيل بن عبيد
الله، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، رضي الله عنه قال: خرج النبي صلى الله
عليه وسلم يعود رجلا مريضا من أصحابه، وعدناه معه، فقبض على يده، ووضع على
جبهته، وكان يرى ذلك من تمام عيادة المريض، ثم قال: «إن الله عز وجل يقول:
هي ناري أسلطها على عبدي المؤمن:؛ لتكون حطة من النار في الآخرة».
.باب دعاء العواد للمريض:
542-
حدثني محمد بن سعيد البصري، بحران، ثنا موسى بن سعيد الدنداني، ثنا موسى
بن إسماعيل، ثنا حماد بن سلمة، عن حماد الكوفي، وحميد، عن أنس بن مالك، رضي
الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل على مريض قال: «أذهب
البأس رب الناس، اشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقما»
وكان حماد يقول: «لا شفاء إلا شفاؤك».
.نوع آخر:
543-
أخبرني أبو عروبة، حدثنا محمد بن بشار، ثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن
يزيد بن أبي خالد، قال: سمعت المنهال بن عمرو، يحدث عن سعيد بن جبير، عن
ابن عباس، رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما من مسلم
يعود مريضا لم يحضر أجله، فيقول سبع مرات: أسأل الله العظيم رب العرش
العظيم أن يشفيك ويعافيك، إلا عوفي».
.نوع آخر:
544-
أخبرنا أبو عبد الرحمن، أخبرني هارون بن عبد الله، حدثنا معن، ثنا مالك،
عن يزيد بن خصيفة، عن عمرو بن عبد الله بن كعب، أن نافع بن جبير، أخبره عن
عثمان بن أبي العاص، قال: «جاءني رسول الله صلى الله عليه وسلم يعودني من
وجع اشتد بي، فقال:» امسح بيمينك سبع مرات، وقل: أعوذ بعزة الله وقدرته من
شر ما أجد «ففعلت ذلك، فأذهب الله عز وجل ما كان بي، فلم يزل آمر به أهلي
وغيرهم».
.نوع آخر:
545-
أخبرنا أبو يعلى، حدثنا بشر بن شحان، ثنا حرب بن ميمون، ثنا موسى بن
عبيدة، عن محمد بن كعب القرظي، عن أبي هريرة، رضي الله عنه قال: «خرجت أنا
ورسول الله، صلى الله عليه وسلم ويده في يدي- أو يدي في يده- فأتى على رجل
رث الهيئة، فقال:» أي فلان، ما بلغ بك ما أرى «؟ قال: السقم والضر يا رسول
الله. قال:» ألا أعلمك كلمات تذهب عنك الضر والسقم؟ «فقال أبو هريرة: ألا
تعلمني يا رسول الله؟ قال:» قل يا أبا هريرة: توكلت على الحي الذي لا يموت،
والحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من
الذل وكبره تكبيرا «قال: فأتى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد حسنت
حاله، فقال:» مهيم «؟ فقال: قلت: يا رسول الله، لم أزل أقول الكلمات التي
علمتني».
.نوع آخر:
546-
حدثني علي بن أحمد بن سليمان، ثنا هارون بن سعيد، ثنا ابن وهب، عن حيي بن
عبد الله، عن أبي عبد الرحمن، عن عبد الله بن عمرو، رضي الله عنهما أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا جاء الرجل يعود مريضا، فيقول: اللهم
اشف عبدك ينكأ لك عدوا، أو يمشي لك إلى صلاة».
.نوع آخر:
547-
حدثني أحمد بن محمود الواسطي، ثنا محمد بن الحسن الكوفي، ثنا جندل بن والق
التغلبي، ثنا شعيب بن أبي راشد، بياع الأنماط، عن أبي خالد، عن أبي هاشم،
عن زاذان، عن سلمان، قال: عادني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا مريض،
فقال::«يا سلمان، شفى الله عز وجل سقمك، وغفر لك ذنبك، وعافاك في دينك
وجسمك إلى مدة أجلك».
.باب دعاء المريض لنفسه:
548-
أخبرني أبو يحيى الساجي، حدثنا محمد بن موسى الحرشي، ثنا عامر بن يساف، عن
يحيى بن أبي كثير، عن الحسن، عن أبي هريرة، رضي الله عنه قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: «ألا أخبرك بأمر هو حق، من تكلم به عند الموت فقد
نجا من النار:؟ إذا أخذت مضجعك من مرضك، فاعلم أنك إذا أمسيت لم تصبح،
وإذا أصبحت لم تمس، إذا قلت ذلك عند أخذك مضجعك من مرضك أنجاك الله من
النار، وأدخلك الجنة، أن تقول: لا إله إلا الله، يحيي ويميت، وهو حي لا
يموت، سبحان الله رب العباد والبلاد، والحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا
فيه على كل حال، والله أكبر كبيرا، كبرياء ربنا وجلاله وقدرته بكل مكان،
اللهم إن كنت أمرضتني لتقبض روحي في مرضي هذا، فاجعل روحي في أرواح من قد
سبقت لهم منك الحسنى، فإن مت من مرضك فإلى رضوان الله عز وجل وجنته، وإن
كنت اقترفت ذنوبا تاب الله عليك».
.نوع آخر:
549-
حدثني الحسين بن محمد الضحاك، ثنا أبو مروان العثماني، ثنا عبد العزيز بن
محمد، عن حميد الطويل، عن أنس بن مالك، رضي الله عنه أن النبي صلى الله
عليه وسلم قال: «لا يتمنين أحدكم الموت من ضر نزل به، ولكن ليقل: اللهم
أحيني ما كانت الحياة خيرا لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي».
.نوع آخر:
550-
أخبرني أبو يعلى، حدثنا زكريا بن يحيى، ثنا هشيم، عن الأعمش، عن أبي
الضحى، عن مسروق، عن عائشة، رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله
عليه وسلم إذا عاد مريضا يضع يده على المكان الذي يشتكي المريض، ثم يقول:
«بسم الله، أذهب البأس رب الناس، واشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء
لا يغادر سقما». قالت عائشة: فلما مرض النبي صلى الله عليه وسلم وضعت يدي
عليه لأقول هؤلاء الكلمات، فنزع يدي عنه، وقال: «اللهم الرفيق الأعلى».
.نوع آخر:
551-
أخبرنا أبو عبد الرحمن، أنا زكريا بن يحيى، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة،
ثنا محمد بن بشر، ثنا مسعر، عن إسحاق بن راشد، عن عبد الله بن حسن، أن عبد
الله بن جعفر، دخل على ابن له مريض يقال له صالح، فقال له: «قل: لا إله إلا
الله الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، اللهم اغفر لي، اللهم
ارحمني، اللهم تجاوز عني، اللهم اعف عني، فإنك غفور رحيم. ثم قال: هؤلاء
الكلمات علمنيهن عمي، وذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم علمهن إياه».
.نوع آخر:
552-
أخبرنا أبو يعلى، حدثنا موسى بن محمد بن حسان، أنا أبو عتاب الدلال، حدثنا
حفص بن سليمان، ثنا علقمة بن مرثد، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن عثمان بن
عفان، رضي الله عنه قال: مرضت، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعودني،
فعوذني يوما، فقال: «بسم الله الرحمن الرحيم، أعيذك بالله الأحد الصمد،
الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، من شر ما تجد» فلما استقل رسول
الله صلى الله عليه وسلم قائما قال: «يا عثمان، تعوذ بها، فما تعوذ متعوذ
بمثلها».
.باب ما يقول لمرضى أهل الكتاب:
553-
أخبرني أبو عروبة، حدثنا جدي عمرو بن أبي عمرو، ثنا محمد بن الحسين، عن
أبي حنيفة، ثنا علقمة بن مرثد، عن ابن بريدة، عن أبيه، قال: كنا جلوسا عند
رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «اذهبوا بنا نعود جارنا اليهودي».
قال: فأتيناه، فقال: «كيف أنت يا فلان»؟ فسأله، ثم قال: «يا فلان، اشهد أن
لا إله إلا الله، وأني رسول الله». فنظر الرجل إلى أبيه، فلم يكلمه، ثم سكت
ثم قال: وهو عند رأسه فلم يكلمه، فسكت، فقال: «يا فلان، اشهد أن لا إله
إلا الله، وأني رسول الله». فقال له أبوه: اشهد له يا بني. فقال: أشهد أن
لا إله إلا الله، وأنك رسول الله. فقال: «الحمد لله الذي أعتق رقبة من
النار».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق