.باب الاجتهاد في العبادة:
179-
أخبرنا الشيخ الجليل العالم الزاهد أبو علي الحسين بن محمد بن الحسين بن
إبراهيم الدلفي المقدسي غفر الله له، قال: قرأ أبو محمد ظاهر النيسابوري،
على الشيخ أبي محمد الحسن بن علي بن محمد بن الحسن الجوهري ببغداد بباب
المراتب العزيزة حرسها الله غداة يوم الاثنين خامس عشرة جمادى الأولى سنة
أربع وخمسين وأربعمائة وأنا حاضر أسمع والشيخ يسمع، أقر به: قال له: أخبركم
أبو عمر محمد بن العباس، وأبو بكر محمد بن إسماعيل الوراق قراءة على كل
واحد منهما وأنت حاضر تسمع قالا: أخبرنا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد...
عبد الحميد الوراق يوم الخميس لست خلون من ربيع الأول سنة خمس عشرة
وثلاثمائة عند باب داراه، قال: حدثنا الحسين بن الحسن المروزي أبو عبد الله
سنة خمس وأربعين ومائتين، قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك، قال: أخبرنا
سفيان، عن ليث، عن مجاهد قال: ما المجتهد فيكم اليوم إلا كاللاعب فيهم.
180- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا الأوزاعي قال: سمعت بلال بن سعد يقول: زاهدكم راغب، ومجتهدكم مقصر، وعالمكم جاهل، وجاهلكم مغتر.
181- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا سليمان بن المغيرة، عن حميد بن هلال، عن أبي قتادة قال: قال عبادة يعني ابن قرص الليثي: إنكم لتعملون اليوم أعمالا هي أدق في أعينكم من الشعر، كنا لنعدها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الموبقات، قال: فقلت لأبي قتادة: فكيف لو أدرك زماننا هذا؟ قال: هو إذا كان لذلك أقول.
182- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا الأوزاعي، عن الزهري، عن عروة بن الزبير قال: قال مسور بن مخرمة: لقد وارت الأرض أقواما لو رأوني جالسا معكم لاستحييت منهم.
183- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن عروة قال: سمعت عائشة تقول: قال لبيد: ذهب الذين يعاش في أكنافهم وبقيت في نسل كجلد الأجرب يتحدثون مخافة وملاذة ويعاب قائلهم وإن لم يشغب قالت: فكيف لو أدرك لبيد قوما نحن بين ظهرانيهم؟، قال الزهري: وكيف لو أدركت عائشة من نحن بين ظهرانيهم اليوم؟.
184- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا يحيى بن أيوب، عن عبيد الله بن زحر، عن سعد بن مسعود قال: قال عبد الله بن عمرو: لو أن رجلين من أوائل هذه الأمة خلوا بمصحفيهما في بعض هذه الأودية، لأتيا الناس اليوم ولا يعرفان شيئا مما كانا عليه.
185- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا سفيان قال: قال أبو الدرداء: وجدت الناس أخبر تقله.
186- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا معمر قال: سمعت الزهري، يحدث عن سالم بن عبد الله، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنما الناس كالإبل المائة، لا تجد فيها راحلة».
187- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا يحيى بن أيوب قال: حدثنا شرحبيل بن شريك، أن عبد الله بن يزيد المعافري، حدثه، عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: لأن أعمل اليوم عملا أقيم عليه، أحب إلي من ضعفه فيما مضى، لأنا حين أسلمنا وقعنا في عمل الآخرة، فأما اليوم فقد خلبتنا الدنيا.
180- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا الأوزاعي قال: سمعت بلال بن سعد يقول: زاهدكم راغب، ومجتهدكم مقصر، وعالمكم جاهل، وجاهلكم مغتر.
181- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا سليمان بن المغيرة، عن حميد بن هلال، عن أبي قتادة قال: قال عبادة يعني ابن قرص الليثي: إنكم لتعملون اليوم أعمالا هي أدق في أعينكم من الشعر، كنا لنعدها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الموبقات، قال: فقلت لأبي قتادة: فكيف لو أدرك زماننا هذا؟ قال: هو إذا كان لذلك أقول.
182- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا الأوزاعي، عن الزهري، عن عروة بن الزبير قال: قال مسور بن مخرمة: لقد وارت الأرض أقواما لو رأوني جالسا معكم لاستحييت منهم.
183- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن عروة قال: سمعت عائشة تقول: قال لبيد: ذهب الذين يعاش في أكنافهم وبقيت في نسل كجلد الأجرب يتحدثون مخافة وملاذة ويعاب قائلهم وإن لم يشغب قالت: فكيف لو أدرك لبيد قوما نحن بين ظهرانيهم؟، قال الزهري: وكيف لو أدركت عائشة من نحن بين ظهرانيهم اليوم؟.
184- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا يحيى بن أيوب، عن عبيد الله بن زحر، عن سعد بن مسعود قال: قال عبد الله بن عمرو: لو أن رجلين من أوائل هذه الأمة خلوا بمصحفيهما في بعض هذه الأودية، لأتيا الناس اليوم ولا يعرفان شيئا مما كانا عليه.
185- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا سفيان قال: قال أبو الدرداء: وجدت الناس أخبر تقله.
186- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا معمر قال: سمعت الزهري، يحدث عن سالم بن عبد الله، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنما الناس كالإبل المائة، لا تجد فيها راحلة».
187- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا يحيى بن أيوب قال: حدثنا شرحبيل بن شريك، أن عبد الله بن يزيد المعافري، حدثه، عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: لأن أعمل اليوم عملا أقيم عليه، أحب إلي من ضعفه فيما مضى، لأنا حين أسلمنا وقعنا في عمل الآخرة، فأما اليوم فقد خلبتنا الدنيا.
.باب الإخلاص والنية:
188-
أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا
الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا يحيى بن سعيد الأنصاري، عن
محمد بن إبراهيم التيمي، عن علقمة بن وقاص الليثي، عن عمر بن الخطاب قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنما الأعمال
بالنيات، وإنما لامرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى
الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها، أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى
ما هاجر إليه».
189- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: سمعت جعفر بن حيان يقول: ملاك هذه الأعمال النيات؛ فإن الرجل يبلغ بنيته ما لا يبلغ بعمله.
190- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: حدثنا جعفر بن حيان، أخبرني توبة العنبري قال: أرسلني صالح بن عبد الرحمن إلى سليمان بن عبد الملك، فقدمت عليه فقلت لعمر بن عبد العزيز، هل لك حاجة إلى صالح؟ فقال: قل له: عليك بالذي يبقى لك عند الله، فإن ما بقي عند الله بقي عند الناس، وما لم يبق عند الله لم يبق عند الناس.
191- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا هشام بن عروة، عن رجل، عن عروة قال: كتبت عائشة إلى معاوية رضوان الله عليهما، أما بعد: فاتق الله؛ فإنك إذا اتقيت الله كفاك الناس، وإذا اتقيت الناس لم يغنوا عنك من الله شيئا.
192- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا جعفر بن حيان، عن محمد بن واسع قال: قال لقمان لابنه: يا بني، اتق الله، ولا تر الناس أنك تخشاه ليكرموك، وقلبك فاجر.
193- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا يحيى بن أيوب، عن عمارة بن غزية، عن عبد الله بن عروة بن الزبير قال: أشكو إلى الله عيبي ما لا أترك، ونعتي ما لا آتي، وقال: إنما نبكي بالدين للدنيا.
194- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا إسماعيل بن عياش، عن أسيد أو أسيد بن عبد الرحمن، عن مقبل بن عبد الله، عن عطاء بن يزيد الليثي قال: أكثر الناس عليه ذات يوم يسألونه، فقال: إنكم قد أكثرتم في أرأيت، أرأيت، لا تعملون لغير الله ترجون الثواب من الله، ولا يعجبن أحدكم عمله، وإن كثر، فإنه لا يبلغ عبد من عظمة الله كقائمة من قوائم ذباب.
195- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا سفيان، عن زبيد قال: يسرني أن يكون لي في كل شيء نية حتى في الأكل والنوم.
196- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا جرير بن حازم قال: دخلنا على الحسن يوما فملأنا عليه سطحه، فنظر في وجوه القوم، فقال: أرى عينا، ولا أرى أنسا معرفة، ولا صدق قول، ولا فعل، صورة تلبس الثياب.
197- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا معمر، عن يحيى بن المختار، عن الحسن قال: إذا شئت لقيته أبيض بضا حديد اللسان، حديد النطق، ميت القلب والعمل، أنت أبصر به من نفسه، ترى أبدانا ولا ترى قلوبا، وتسمع الصوت ولا أنيس، أخصب ألسنة، وأجدب قلوبا.
198- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا معمر، عن سليمان الأعمش، عن شقيق بن سلمة قال: مثل قراء هذا الزمان كغنم ضوائن، ذات صوف، عجاف، أكلت من الحمض:، وشربت من الماء، حتى انتفخت خواصرها، فمرت برجل فأعجبته، فقام إليها فعبط شاة منها، فإذا هي لا تنقي، ثم عبط أخرى فهي كذلك، فقال: أف لك سائر اليوم.
199- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا عبد الوهاب بن الورد، عن رجل من أهل المدينة، قال: كتب معاوية إلى عائشة: أن اكتبي إلي بكتاب توصيني فيه، ولا تكثري علي، فكتبت: عن عائشة إلى معاوية: سلام عليك، أما بعد، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من التمس رضا الله بسخط الناس كفاه الله مؤنة الناس، ومن التمس رضا الناس بسخط الله عز وجل وكله الله عز وجل إلى الناس»، والسلام عليك.
200- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا عنبسة بن سعيد، عن عباس بن ذريح قال: كتبت عائشة إلى معاوية رضي الله عنهما: أنه من يعمل بمعاصي الله يصير حامده من الناس ذاما.
201- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا حماد بن سلمة، عن رجاء أبي المقدام الشامي، عن حميد بن نعيم، أن عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان رضوان الله عليهما، دعيا إلى الطعام فأجابا، فلما خرجا قال عمر لعثمان: لقد شهدت طعاما ووددت أني لم أشهده، قال: وما ذاك؟ قال: خشيت أن يكون جعل مباهاة ذكره البخاري من طريق ضمرة، عن رجاء في ترجمة حميد بن نعيم.
202- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا رشدين بن سعد قال: أخبرنا حجاج بن شداد، أنه سمع عبيد الله بن أبي جعفر، أو قال عبد الله- وكان أحد الحكماء- يقول في بعض قوله: إذا كان المرء يحدث في المجلس فأعجبه الحديث فليسكت، وإذا كان ساكتا فأعجبه السكوت فليحدث.
203- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا سعيد بن إياس الجريري، عن أبي العلاء قال: ذكر لي، أنه ليس عبد يصلي في أرض قي، فيحسن الصلاة، إلا قال الله تعالى: هذه الصلاة لي:، هذا يصلي ولا يراه أحد، ولا يرائي أحدا.
204- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا يحيى بن أيوب، عن عبيد الله بن زحر، عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «قال الله تعالى: أحب ما تعبدني به عبدي إلي النصح».
205- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا مالك بن أنس، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك قال: سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه، سلم عليه رجل، فرد عليه السلام، وقال للرجل: كيف أنت؟ قال الرجل: أحمد الله إليك، قال عمر: هذه أردت منك.
206- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا مسعر، عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير قال: إن أول من يدعى إلى الجنة، الذين يحمدون الله على كل حال، أو قال: في السراء والضراء.
207- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا رجل، عن علقمة بن مرثد، عن عبد الله بن عمر قال: إن كنا لعلنا أن نلتقي في اليوم مرارا يسأل بعضنا ببعض، وأن نقرب ذلك إلا لنحمد الله عز وجل.
208- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا سفيان قال: كان أبو البختري يقول: لوددت أن الله تعالى يطاع، وأني عبد مملوك.
209- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا سفيان قال: كتب إلي حجاج بن الفرافصة قال: قال بديل: من عرف ربه أحبه، ومن عرف الدنيا زهد فيها، والمؤمن لا يلهو حتى يغفل، وإن تفكر حزن.
210- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا جعفر بن حيان، عن الحسن قال: إن في بعض الكتب ابن آدم، تدعو إلي وتفر مني، وتذكرني وتنساني.
211- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: عن جعفر بن حيان، عن الحسن قال: ابن آدم، تبصر القذى في عين أخيك، وتدع الجذل المعترض في عينيك.
212- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: قال ابن صاعد: حدثنا محمد بن عوف الحمصي، ومحمد بن إدريس الرازي أبو حاتم، قالا: حدثنا الربيع بن روح قال: حدثنا محمد بن حمير، عن جعفر بن برقان، عن يزيد الأصم، عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يبصر أحدكم القذى في عين أخيه، وينسى الجذع أو قال: الجذل في عينيه».
189- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: سمعت جعفر بن حيان يقول: ملاك هذه الأعمال النيات؛ فإن الرجل يبلغ بنيته ما لا يبلغ بعمله.
190- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: حدثنا جعفر بن حيان، أخبرني توبة العنبري قال: أرسلني صالح بن عبد الرحمن إلى سليمان بن عبد الملك، فقدمت عليه فقلت لعمر بن عبد العزيز، هل لك حاجة إلى صالح؟ فقال: قل له: عليك بالذي يبقى لك عند الله، فإن ما بقي عند الله بقي عند الناس، وما لم يبق عند الله لم يبق عند الناس.
191- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا هشام بن عروة، عن رجل، عن عروة قال: كتبت عائشة إلى معاوية رضوان الله عليهما، أما بعد: فاتق الله؛ فإنك إذا اتقيت الله كفاك الناس، وإذا اتقيت الناس لم يغنوا عنك من الله شيئا.
192- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا جعفر بن حيان، عن محمد بن واسع قال: قال لقمان لابنه: يا بني، اتق الله، ولا تر الناس أنك تخشاه ليكرموك، وقلبك فاجر.
193- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا يحيى بن أيوب، عن عمارة بن غزية، عن عبد الله بن عروة بن الزبير قال: أشكو إلى الله عيبي ما لا أترك، ونعتي ما لا آتي، وقال: إنما نبكي بالدين للدنيا.
194- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا إسماعيل بن عياش، عن أسيد أو أسيد بن عبد الرحمن، عن مقبل بن عبد الله، عن عطاء بن يزيد الليثي قال: أكثر الناس عليه ذات يوم يسألونه، فقال: إنكم قد أكثرتم في أرأيت، أرأيت، لا تعملون لغير الله ترجون الثواب من الله، ولا يعجبن أحدكم عمله، وإن كثر، فإنه لا يبلغ عبد من عظمة الله كقائمة من قوائم ذباب.
195- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا سفيان، عن زبيد قال: يسرني أن يكون لي في كل شيء نية حتى في الأكل والنوم.
196- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا جرير بن حازم قال: دخلنا على الحسن يوما فملأنا عليه سطحه، فنظر في وجوه القوم، فقال: أرى عينا، ولا أرى أنسا معرفة، ولا صدق قول، ولا فعل، صورة تلبس الثياب.
197- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا معمر، عن يحيى بن المختار، عن الحسن قال: إذا شئت لقيته أبيض بضا حديد اللسان، حديد النطق، ميت القلب والعمل، أنت أبصر به من نفسه، ترى أبدانا ولا ترى قلوبا، وتسمع الصوت ولا أنيس، أخصب ألسنة، وأجدب قلوبا.
198- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا معمر، عن سليمان الأعمش، عن شقيق بن سلمة قال: مثل قراء هذا الزمان كغنم ضوائن، ذات صوف، عجاف، أكلت من الحمض:، وشربت من الماء، حتى انتفخت خواصرها، فمرت برجل فأعجبته، فقام إليها فعبط شاة منها، فإذا هي لا تنقي، ثم عبط أخرى فهي كذلك، فقال: أف لك سائر اليوم.
199- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا عبد الوهاب بن الورد، عن رجل من أهل المدينة، قال: كتب معاوية إلى عائشة: أن اكتبي إلي بكتاب توصيني فيه، ولا تكثري علي، فكتبت: عن عائشة إلى معاوية: سلام عليك، أما بعد، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من التمس رضا الله بسخط الناس كفاه الله مؤنة الناس، ومن التمس رضا الناس بسخط الله عز وجل وكله الله عز وجل إلى الناس»، والسلام عليك.
200- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا عنبسة بن سعيد، عن عباس بن ذريح قال: كتبت عائشة إلى معاوية رضي الله عنهما: أنه من يعمل بمعاصي الله يصير حامده من الناس ذاما.
201- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا حماد بن سلمة، عن رجاء أبي المقدام الشامي، عن حميد بن نعيم، أن عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان رضوان الله عليهما، دعيا إلى الطعام فأجابا، فلما خرجا قال عمر لعثمان: لقد شهدت طعاما ووددت أني لم أشهده، قال: وما ذاك؟ قال: خشيت أن يكون جعل مباهاة ذكره البخاري من طريق ضمرة، عن رجاء في ترجمة حميد بن نعيم.
202- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا رشدين بن سعد قال: أخبرنا حجاج بن شداد، أنه سمع عبيد الله بن أبي جعفر، أو قال عبد الله- وكان أحد الحكماء- يقول في بعض قوله: إذا كان المرء يحدث في المجلس فأعجبه الحديث فليسكت، وإذا كان ساكتا فأعجبه السكوت فليحدث.
203- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا سعيد بن إياس الجريري، عن أبي العلاء قال: ذكر لي، أنه ليس عبد يصلي في أرض قي، فيحسن الصلاة، إلا قال الله تعالى: هذه الصلاة لي:، هذا يصلي ولا يراه أحد، ولا يرائي أحدا.
204- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا يحيى بن أيوب، عن عبيد الله بن زحر، عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «قال الله تعالى: أحب ما تعبدني به عبدي إلي النصح».
205- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا مالك بن أنس، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك قال: سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه، سلم عليه رجل، فرد عليه السلام، وقال للرجل: كيف أنت؟ قال الرجل: أحمد الله إليك، قال عمر: هذه أردت منك.
206- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا مسعر، عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير قال: إن أول من يدعى إلى الجنة، الذين يحمدون الله على كل حال، أو قال: في السراء والضراء.
207- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا رجل، عن علقمة بن مرثد، عن عبد الله بن عمر قال: إن كنا لعلنا أن نلتقي في اليوم مرارا يسأل بعضنا ببعض، وأن نقرب ذلك إلا لنحمد الله عز وجل.
208- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا سفيان قال: كان أبو البختري يقول: لوددت أن الله تعالى يطاع، وأني عبد مملوك.
209- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا سفيان قال: كتب إلي حجاج بن الفرافصة قال: قال بديل: من عرف ربه أحبه، ومن عرف الدنيا زهد فيها، والمؤمن لا يلهو حتى يغفل، وإن تفكر حزن.
210- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا جعفر بن حيان، عن الحسن قال: إن في بعض الكتب ابن آدم، تدعو إلي وتفر مني، وتذكرني وتنساني.
211- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: عن جعفر بن حيان، عن الحسن قال: ابن آدم، تبصر القذى في عين أخيك، وتدع الجذل المعترض في عينيك.
212- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: قال ابن صاعد: حدثنا محمد بن عوف الحمصي، ومحمد بن إدريس الرازي أبو حاتم، قالا: حدثنا الربيع بن روح قال: حدثنا محمد بن حمير، عن جعفر بن برقان، عن يزيد الأصم، عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يبصر أحدكم القذى في عين أخيه، وينسى الجذع أو قال: الجذل في عينيه».
.باب تعظيم ذكر الله عز وجل:
213-
أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا
الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا شريك بن عبد الله، عن أبي
إسحاق الشيباني، عن خناس بن سحيم أو قال: جبلة بن سحيم أبو محمد شك، قال
أبو محمد: والصواب جبلة قال: أقبلت مع زياد بن حدير الأسدي من الكناسة،
فقلت في كلامي: لا والأمانة، فجعل زياد يبكي ويبكي، فظننت أني أتيت أمرا
عظيما، فقلت له: أكان يكره هذا؟ قال: نعم، كان ينهى عن الحلف بالأمانة أشد
النهي.
214- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا سليمان بن المغيرة، عن ثابت البناني، عن مطرف قال: ليعظم جلال الله في صدوركم، فلا تذكروه عند مثل هذا: قول أحدكم للكلب، اللهم أخزه، وللحمار والشاة.
215- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا سفيان، عن جابر، عن عطاء، في قول الله تعالى: {ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب}، قال: المعاصي.
216- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا معمر، عن رجل من قريش، قال: قال موسى صلى الله عليه وسلم: يا رب، أخبرني عن أهلك الذين هم أهلك، قال: هم المتحابون في، الذين يعمرون مساجدي، ويستغفروني بالأسحار، الذين إذا ذكرت ذكروا بي، وإذا ذكروا ذكرت بهم، هم الذين ينيبون إلى طاعتي كما تنيب النسور إلى وكورها، الذين إذا استحلت محارمي غضبوا كما يغضب النمر إذا حرب.
217- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا مالك بن مغول، ومسعر بن كدام، عن أبي أسد، وقال: ابن حيوة، عن أبي أنس، عن سعيد بن جبير، قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أولياء الله؟ قال: «الذين إذا رؤوا ذكر الله عز وجل».
218- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا كثير بن شهاب بن عاصم القزويني قال: حدثنا محمد بن سعيد بن سابق قال: حدثنا يعقوب الأشعري يعني القمي، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: قال رجل: يا رسول الله، من أولياء الله؟ قال: «الذين إذا رؤوا ذكر الله تعالى».
219- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا عمر بن عبد الرحمن بن مهرب، وغيره، أنهم سمعوا وهب بن منبه يقول: قال حكيم من الحكماء: إني لأستحيي من ربي عز وجل أن أعبده رجاء ثواب الجنة، فأكون كالأجير إن أعطي أجرا عمل، وإلا لم يعمل، وإني لأستحيي من ربي عز وجل أن أعبده مخافة النار، فأكون كعبد السوء، إن رهب عمل، وإن لم يرهب لم يعمل، ولكني- وقال: ابن حيويه ولكن- أعبده كما هو له أهل ، قال: وقال: عمر، عن وهب بن منبه: ولكن يستخرج مني حب ربي عز وجل، ما لم يستخرج مني غيره.
220- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا حماد بن سلمة، عن أبي عمران الجوني، عن محمد بن عمير بن عطارد بن حاجب، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في ملأ من أصحابه، فأتاه جبرئيل، فنكت في ظهره، قال: «فذهب بي إلى شجرة فيها مثل وكري الطير، فقعد في إحداهما، وقعدت في أخرى، فنشأت بنا حتى ملأت الأفق، فلو بسطت يدي إلى السماء لنلتها، ثم دلي بسبب فهبط النور، فوقع جبرئيل مغشيا عليه، كأنه حلس، فعرفت فضل خشيته على خشيتي، فأوحي إلي: أنبيا عبدا أم نبيا ملكا؟ فإلى الجنة ما أنت، فأومأ جبرئيل وهو مضطجع: بل نبي عبد».
221- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا الليث بن سعد، عن عقيل، عن ابن شهاب، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل جبرئيل أن يتراءى له في صورته، فقال جبرئيل: إنك لن تطيق ذلك، فقال: «إني أحب أن تفعل»، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المصلى في ليلة مقمرة، فأتاه جبرئيل في صورته، فغشي على رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآه، ثم أفاق وجبرئيل مسنده، وواضع إحدى يديه على صدره والأخرى بين كتفيه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سبحان الله ما كنت أرى أن شيئا من الخلق هكذا»:، فقال جبرئيل: كيف لو رأيت إسرافيل؟ إن له اثني عشر جناحا، جناح منها في المشرق، وجناح في المغرب، وإن العرش لعلى كاهله، وإنه ليتضاءل الأحيان لعظمة الله تعالى حتى يصير مثل الوصع، والوصع: عصفور صغير، حتى ما تحمل عرشه إلا عظمته.
222- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا عبد العزيز بن أبي رواد قال: إن من دعاء الملائكة: ما لم يبلغه قلوبنا من خشيتك يوم نقمتك من أعدائك، فاغفر لنا أو نحو هذا.
223- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: حدثنا عثمان بن الأسود قال: ابن الوراق بن أبي الأسود، عن عطاء قال: قال موسى: أي رب، أي عبادك أخشى لك؟ قال: أعلمهم بي.
224- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا سفيان، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي عيسى- شيخ قديم- أن ملكا لما استوى الرب سبحانه وتعالى على كرسيه سجد، فلم يرفع رأسه، ولا يرفع رأسه حتى تقوم الساعة، فيقول يوم القيامة: يا رب، لم أعبدك حق عبادتك، إلا أني لم أشرك بك شيئا، ولم أتخذ من دونك وليا.
225- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا صفوان بن عمرو قال: حدثني شريح بن عبيد الحضري قال: قال عمر بن الخطاب لكعب: خوفنا يا كعب، فقال: والله إن لله ملائكة قياما منذ خلقهم الله، ما ثنوا أصلابهم، وآخرين ركوعا، ما رفعوا أصلابهم، وآخرين سجودا، ما رفعوا رءوسهم حتى ينفخ في الصور النفخة الآخرة، فيقولون جميعا: سبحانك وبحمدك، ما عبدناك ككنه ما ينبغي لك أن تعبد، ثم قال: والله لو أن لرجل يومئذ كعمل سبعين نبيا، لاستقل عمله من شدة ما يرى يومئذ، والله لو دلي من غسلين دلو واحد في مطلع الشمس، لفلت منه جماجم قوم في مغربها، والله لتزفرن جهنم زفرة لا يبقى ملك مقرب، ولا غيره إلا خر جاذيا- أو جاثيا- على ركبتيه يقول: نفسي نفسي، وحتى نبينا وإبراهيم، وإسحاق، يقول: رب أنا خليلك إبراهيم، قال: فأبكى القوم حتى نشجوا، فلما رأى ذلك عمر، قال: يا كعب، بشرنا، فقال: أبشروا، فإن لله تعالى ثلاثمائة وأربع عشرة شريعة، لا يأتي أحد بواحدة منهن مع كلمة الإخلاص إلا أدخله الله الجنة بفضل رحمته، والله لو تعلمون كل رحمة الله تعالى لأبطأتم في العمل، والله لو أن امرأة من نساء أهل الجنة اطلعت من هذه السماء الدنيا في ليلة ظلماء مغدرة، لأضاءت لها الأرض أفضل مما يضيء القمر ليلة البدر، ولوجد ريح نشرها جميع أهل الأرض، والله لو أن ثوبا من ثياب أهل الجنة نشر اليوم في الدنيا، لصعق من ينظر إليه، وما حملته أبصارهم.
226- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: قال ابن صاعد: حدثنا حماد بن الحسن بن عنبسة الوراق قال: حدثنا سيار بن حاتم قال: حدثنا جعفر بن سليمان، والحارث بن نبهان، عن مالك بن دينار، عن شهر بن حوشب، عن سعيد بن عامر بن حذيم، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لو أن امرأة من نساء أهل الجنة أشرفت إلى أهل الأرض، لملأت الأرض ريح مسك، ولأذهبت ضوء الشمس والقمر، وإني والله ما كنت لأختارك عليهن».
227- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: سمعت سفيان، يقول في قوله تعالى: {فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا}، قال: ساخ الجبل في الأرض حتى وقع في البحر فهو يذهب بعد.
228- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا مالك بن مغول قال: سمعت إسماعيل بن رجاء، يحدث عن الشعبي قال: لقي جبرئيل عيسى ابن مريم، فقال: السلام عليك يا روح الله، قال: وعليك السلام يا روح الله، قال: يا جبرئيل، متى الساعة؟ قال: فانتفض جبرئيل في أجنحته، ثم قال: ما المسئول عنها بأعلم من السائل، {ثقلت في السموات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة}، أو قال: {لا يجليها لوقتها إلا هو}.
229- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا جعفر، عن المغيرة، عن الشعبي قال: كان عيسى ابن مريم إذا ذكر عنده الساعة صاح ويقول: لا ينبغي لابن مريم أن تذكر عنده الساعة فيسكت.
230- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا علي بن علي الرفاعي، عن الحسن، أنه قرأ هذه الآية: {لقد خلقنا الإنسان في كبد}، قال: لا أعلم خليقة يكابد من الأمر ما يكابد هذا الإنسان.
231- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا علي بن علي، عن سعيد بن أبي الحسن، أنه قرأ هذه الآية يوما، فقال: يكابد مضائق الدنيا، وشدائد الآخرة.
232- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا محمد بن ثابت العبدي قال: أخبرنا هارون بن رياب قال: سمعت عسعس بن سلامة يقول لأصحابه: سأحدثكم ببيت من شعر، فجعلوا ينظرون إليه، ويقولون: ما تصنع بالشعر؟ فقال له: إن تنج منها تنج من ذي عظيمة وإن لا فإني لا أخالك ناجيا، فأخذ القوم يبكون بكاء، ما رأيتهم بكوا من شيء، ما بكوا يومئذ.
233- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا شعبة، عن عمران بن حدير، عن رجل من عنزة، قد سماه قال: لم أر مثلنا، لم يمش العصائب إلى العصائب يبكون.
234- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا شعبة، عن عاصم بن عبيد الله، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة قال: رأيت عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أخذ تبنة من الأرض، فقال: يا ليتني هذه التبنة، ليتني لم أك شيئا، ليت أمي لم تلدني، ليتني كنت نسيا منسيا.
235- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا أبو عمر زياد بن أبي مسلم، عن أبي الخليل، أو قال: عن زياد بن مخراق، أن عمر بن الخطاب، سمع رجلا يقرأ: {هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا}، فقال عمر: يا ليتها تمت.
236- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا سفيان، عن عاصم بن عبيد الله بن عاصم قال: حدثنا ابن عمر قال: أخبرني أبان بن عثمان بن عفان قال: قال عمر، حين حضر: ويلي، وويل أمي إن لم يغفر لي، فقضي ما بينهما كلام.
237- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا جرير بن حازم قال: أخبرنا حميد بن هلال قال: خرج هرم بن حيان وعبد الله بن عامر، فبينا هما يسيران على راحلتيهما، عرضت لهما صليانة، فابتدرتها الناقتان فأكلتها إحداهما، فقال له هرم: أتحب أن تكون هذه الصليانة فأكلتك هذه الناقة، فذهبت؟، فقال ابن عامر: والله ما أحب ذلك، وإني لأرجو أن يدخلني الله عز وجل الجنة، وإني لأرجو، وإني لأرجو، فقال هرم: والله لو علمت أني أطاع في نفسي، لأحببت أن أكون هذه الصليانة، فأكلتني هذه الناقة، فذهبت.
238- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا زياد بن أبي مسلم، عن زياد بن مخراق قال: قال أبو الدرداء: لوددت أني كبش أهلي فمر بهم- وقال ابن الوراق: فمر عليهم- ضيف، فأمروا على أوداجي، فأكلوا وأطعموا.
239- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا شعبة بن الحجاج، عن حماد، عن إبراهيم، أن عائشة مرت بشجرة فقالت: يا ليتني ورقة من هذه الشجرة يا ليتني ورقة كذا في الأصل، وفي الزهد لأحمد يا ليتني كنت ورقة.
240- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا سفيان بن عيينة، عن رجل، عن الحسن قال: أبصر أبو بكر طائرا على شجرة، فقال: طوبى لك يا طائر، تأكل الثمر، وتقع على الشجر، لوددت أني ثمرة ينقرها الطير.
241- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا معمر، عن قتادة قال: قال أبو عبيدة بن الجراح: لوددت أني كبش فذبحني أهلي يأكلون لحمي، ويحسون مرقي.
242- قال: وقال عمران بن حصين: لوددت أني كنت رمادا تسفيني الريح في يوم عاصف خبيث.
243- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: بلغنا عن الحسن أنه قال: تمنوا وتمنوا، فلما فاتهم ذلك جدوا.
214- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا سليمان بن المغيرة، عن ثابت البناني، عن مطرف قال: ليعظم جلال الله في صدوركم، فلا تذكروه عند مثل هذا: قول أحدكم للكلب، اللهم أخزه، وللحمار والشاة.
215- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا سفيان، عن جابر، عن عطاء، في قول الله تعالى: {ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب}، قال: المعاصي.
216- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا معمر، عن رجل من قريش، قال: قال موسى صلى الله عليه وسلم: يا رب، أخبرني عن أهلك الذين هم أهلك، قال: هم المتحابون في، الذين يعمرون مساجدي، ويستغفروني بالأسحار، الذين إذا ذكرت ذكروا بي، وإذا ذكروا ذكرت بهم، هم الذين ينيبون إلى طاعتي كما تنيب النسور إلى وكورها، الذين إذا استحلت محارمي غضبوا كما يغضب النمر إذا حرب.
217- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا مالك بن مغول، ومسعر بن كدام، عن أبي أسد، وقال: ابن حيوة، عن أبي أنس، عن سعيد بن جبير، قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أولياء الله؟ قال: «الذين إذا رؤوا ذكر الله عز وجل».
218- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا كثير بن شهاب بن عاصم القزويني قال: حدثنا محمد بن سعيد بن سابق قال: حدثنا يعقوب الأشعري يعني القمي، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: قال رجل: يا رسول الله، من أولياء الله؟ قال: «الذين إذا رؤوا ذكر الله تعالى».
219- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا عمر بن عبد الرحمن بن مهرب، وغيره، أنهم سمعوا وهب بن منبه يقول: قال حكيم من الحكماء: إني لأستحيي من ربي عز وجل أن أعبده رجاء ثواب الجنة، فأكون كالأجير إن أعطي أجرا عمل، وإلا لم يعمل، وإني لأستحيي من ربي عز وجل أن أعبده مخافة النار، فأكون كعبد السوء، إن رهب عمل، وإن لم يرهب لم يعمل، ولكني- وقال: ابن حيويه ولكن- أعبده كما هو له أهل ، قال: وقال: عمر، عن وهب بن منبه: ولكن يستخرج مني حب ربي عز وجل، ما لم يستخرج مني غيره.
220- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا حماد بن سلمة، عن أبي عمران الجوني، عن محمد بن عمير بن عطارد بن حاجب، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في ملأ من أصحابه، فأتاه جبرئيل، فنكت في ظهره، قال: «فذهب بي إلى شجرة فيها مثل وكري الطير، فقعد في إحداهما، وقعدت في أخرى، فنشأت بنا حتى ملأت الأفق، فلو بسطت يدي إلى السماء لنلتها، ثم دلي بسبب فهبط النور، فوقع جبرئيل مغشيا عليه، كأنه حلس، فعرفت فضل خشيته على خشيتي، فأوحي إلي: أنبيا عبدا أم نبيا ملكا؟ فإلى الجنة ما أنت، فأومأ جبرئيل وهو مضطجع: بل نبي عبد».
221- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا الليث بن سعد، عن عقيل، عن ابن شهاب، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل جبرئيل أن يتراءى له في صورته، فقال جبرئيل: إنك لن تطيق ذلك، فقال: «إني أحب أن تفعل»، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المصلى في ليلة مقمرة، فأتاه جبرئيل في صورته، فغشي على رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآه، ثم أفاق وجبرئيل مسنده، وواضع إحدى يديه على صدره والأخرى بين كتفيه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سبحان الله ما كنت أرى أن شيئا من الخلق هكذا»:، فقال جبرئيل: كيف لو رأيت إسرافيل؟ إن له اثني عشر جناحا، جناح منها في المشرق، وجناح في المغرب، وإن العرش لعلى كاهله، وإنه ليتضاءل الأحيان لعظمة الله تعالى حتى يصير مثل الوصع، والوصع: عصفور صغير، حتى ما تحمل عرشه إلا عظمته.
222- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا عبد العزيز بن أبي رواد قال: إن من دعاء الملائكة: ما لم يبلغه قلوبنا من خشيتك يوم نقمتك من أعدائك، فاغفر لنا أو نحو هذا.
223- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: حدثنا عثمان بن الأسود قال: ابن الوراق بن أبي الأسود، عن عطاء قال: قال موسى: أي رب، أي عبادك أخشى لك؟ قال: أعلمهم بي.
224- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا سفيان، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي عيسى- شيخ قديم- أن ملكا لما استوى الرب سبحانه وتعالى على كرسيه سجد، فلم يرفع رأسه، ولا يرفع رأسه حتى تقوم الساعة، فيقول يوم القيامة: يا رب، لم أعبدك حق عبادتك، إلا أني لم أشرك بك شيئا، ولم أتخذ من دونك وليا.
225- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا صفوان بن عمرو قال: حدثني شريح بن عبيد الحضري قال: قال عمر بن الخطاب لكعب: خوفنا يا كعب، فقال: والله إن لله ملائكة قياما منذ خلقهم الله، ما ثنوا أصلابهم، وآخرين ركوعا، ما رفعوا أصلابهم، وآخرين سجودا، ما رفعوا رءوسهم حتى ينفخ في الصور النفخة الآخرة، فيقولون جميعا: سبحانك وبحمدك، ما عبدناك ككنه ما ينبغي لك أن تعبد، ثم قال: والله لو أن لرجل يومئذ كعمل سبعين نبيا، لاستقل عمله من شدة ما يرى يومئذ، والله لو دلي من غسلين دلو واحد في مطلع الشمس، لفلت منه جماجم قوم في مغربها، والله لتزفرن جهنم زفرة لا يبقى ملك مقرب، ولا غيره إلا خر جاذيا- أو جاثيا- على ركبتيه يقول: نفسي نفسي، وحتى نبينا وإبراهيم، وإسحاق، يقول: رب أنا خليلك إبراهيم، قال: فأبكى القوم حتى نشجوا، فلما رأى ذلك عمر، قال: يا كعب، بشرنا، فقال: أبشروا، فإن لله تعالى ثلاثمائة وأربع عشرة شريعة، لا يأتي أحد بواحدة منهن مع كلمة الإخلاص إلا أدخله الله الجنة بفضل رحمته، والله لو تعلمون كل رحمة الله تعالى لأبطأتم في العمل، والله لو أن امرأة من نساء أهل الجنة اطلعت من هذه السماء الدنيا في ليلة ظلماء مغدرة، لأضاءت لها الأرض أفضل مما يضيء القمر ليلة البدر، ولوجد ريح نشرها جميع أهل الأرض، والله لو أن ثوبا من ثياب أهل الجنة نشر اليوم في الدنيا، لصعق من ينظر إليه، وما حملته أبصارهم.
226- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: قال ابن صاعد: حدثنا حماد بن الحسن بن عنبسة الوراق قال: حدثنا سيار بن حاتم قال: حدثنا جعفر بن سليمان، والحارث بن نبهان، عن مالك بن دينار، عن شهر بن حوشب، عن سعيد بن عامر بن حذيم، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لو أن امرأة من نساء أهل الجنة أشرفت إلى أهل الأرض، لملأت الأرض ريح مسك، ولأذهبت ضوء الشمس والقمر، وإني والله ما كنت لأختارك عليهن».
227- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: سمعت سفيان، يقول في قوله تعالى: {فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا}، قال: ساخ الجبل في الأرض حتى وقع في البحر فهو يذهب بعد.
228- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: حدثنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا مالك بن مغول قال: سمعت إسماعيل بن رجاء، يحدث عن الشعبي قال: لقي جبرئيل عيسى ابن مريم، فقال: السلام عليك يا روح الله، قال: وعليك السلام يا روح الله، قال: يا جبرئيل، متى الساعة؟ قال: فانتفض جبرئيل في أجنحته، ثم قال: ما المسئول عنها بأعلم من السائل، {ثقلت في السموات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة}، أو قال: {لا يجليها لوقتها إلا هو}.
229- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا جعفر، عن المغيرة، عن الشعبي قال: كان عيسى ابن مريم إذا ذكر عنده الساعة صاح ويقول: لا ينبغي لابن مريم أن تذكر عنده الساعة فيسكت.
230- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا علي بن علي الرفاعي، عن الحسن، أنه قرأ هذه الآية: {لقد خلقنا الإنسان في كبد}، قال: لا أعلم خليقة يكابد من الأمر ما يكابد هذا الإنسان.
231- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا علي بن علي، عن سعيد بن أبي الحسن، أنه قرأ هذه الآية يوما، فقال: يكابد مضائق الدنيا، وشدائد الآخرة.
232- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا محمد بن ثابت العبدي قال: أخبرنا هارون بن رياب قال: سمعت عسعس بن سلامة يقول لأصحابه: سأحدثكم ببيت من شعر، فجعلوا ينظرون إليه، ويقولون: ما تصنع بالشعر؟ فقال له: إن تنج منها تنج من ذي عظيمة وإن لا فإني لا أخالك ناجيا، فأخذ القوم يبكون بكاء، ما رأيتهم بكوا من شيء، ما بكوا يومئذ.
233- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا شعبة، عن عمران بن حدير، عن رجل من عنزة، قد سماه قال: لم أر مثلنا، لم يمش العصائب إلى العصائب يبكون.
234- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا شعبة، عن عاصم بن عبيد الله، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة قال: رأيت عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أخذ تبنة من الأرض، فقال: يا ليتني هذه التبنة، ليتني لم أك شيئا، ليت أمي لم تلدني، ليتني كنت نسيا منسيا.
235- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا أبو عمر زياد بن أبي مسلم، عن أبي الخليل، أو قال: عن زياد بن مخراق، أن عمر بن الخطاب، سمع رجلا يقرأ: {هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا}، فقال عمر: يا ليتها تمت.
236- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا سفيان، عن عاصم بن عبيد الله بن عاصم قال: حدثنا ابن عمر قال: أخبرني أبان بن عثمان بن عفان قال: قال عمر، حين حضر: ويلي، وويل أمي إن لم يغفر لي، فقضي ما بينهما كلام.
237- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا جرير بن حازم قال: أخبرنا حميد بن هلال قال: خرج هرم بن حيان وعبد الله بن عامر، فبينا هما يسيران على راحلتيهما، عرضت لهما صليانة، فابتدرتها الناقتان فأكلتها إحداهما، فقال له هرم: أتحب أن تكون هذه الصليانة فأكلتك هذه الناقة، فذهبت؟، فقال ابن عامر: والله ما أحب ذلك، وإني لأرجو أن يدخلني الله عز وجل الجنة، وإني لأرجو، وإني لأرجو، فقال هرم: والله لو علمت أني أطاع في نفسي، لأحببت أن أكون هذه الصليانة، فأكلتني هذه الناقة، فذهبت.
238- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا زياد بن أبي مسلم، عن زياد بن مخراق قال: قال أبو الدرداء: لوددت أني كبش أهلي فمر بهم- وقال ابن الوراق: فمر عليهم- ضيف، فأمروا على أوداجي، فأكلوا وأطعموا.
239- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا شعبة بن الحجاج، عن حماد، عن إبراهيم، أن عائشة مرت بشجرة فقالت: يا ليتني ورقة من هذه الشجرة يا ليتني ورقة كذا في الأصل، وفي الزهد لأحمد يا ليتني كنت ورقة.
240- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا سفيان بن عيينة، عن رجل، عن الحسن قال: أبصر أبو بكر طائرا على شجرة، فقال: طوبى لك يا طائر، تأكل الثمر، وتقع على الشجر، لوددت أني ثمرة ينقرها الطير.
241- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا معمر، عن قتادة قال: قال أبو عبيدة بن الجراح: لوددت أني كبش فذبحني أهلي يأكلون لحمي، ويحسون مرقي.
242- قال: وقال عمران بن حصين: لوددت أني كنت رمادا تسفيني الريح في يوم عاصف خبيث.
243- أخبركم أبو عمر بن حيويه، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: بلغنا عن الحسن أنه قال: تمنوا وتمنوا، فلما فاتهم ذلك جدوا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق